بين أوراق أبي رحمه الله وجدت هذه المساجلة الشعرية والتي نشرتها مجلة المعلم العربي

قال بدر شاكر السياب يرثي الفلسطينيين

أرأيت قافلة الضياع أما رأيت التائهين
الحاملين على الكواهل من مجاعات السنين
آثام كل الخاطئين

أثار هذا الرثاء الشاعر الفلسطيني محمود مفلح, فكتب:

لسنا بقافلة الضياع عفوا.. ولسنا التائهين
نحن الألى زرعوا السنابل في عيون المتعبين
خطوا على لحن القذائف آية الفجر المبين
لسنا بقافلة الضياع ولن نكون الخاطئين
..........
...........

سنوات ضيعتنا اختفت فليطمئن الواهمون
وصغارنا شبعوا فما عادوا جياعا يصرخون
وغدو كأنهم البيارق.. كالأسنة يلمعون
ويفجرون الليل تفجيرا كأروع ما يكون
فاسأل ربا بيسان... تخبرك الربا ما يصنعون

لما اكفهر الأفق واحمرت مع الحدق الغصون
لما تداعى المنقدذون
ويوم فرّ المنقدذون
وتتابعت زخاتنا .....أواه يا مطر المنون
وتراقص النخل الرطيب على الجليل وميسلون

إن لم نكن شجرا سخيا بالعطاء فمن يكون؟
إن نحدق بالشموس فكيف يعرفنا البنون؟
إن لم نجد من أجل عينيها فما سحر العيون؟
لسنا بقافلة الضياع عفوا
فإنا العائدون

****

طوبى لكل مقاتل منح الحياة إلى الحياة
ولكل من روّى التراب.. ومن تغيب في حشاه
طوبى كل صغيرة هبت تندد بالغزاه
وأب يصلي للشهيد صلاة من عرف الصلاه
طوبى لكل الصامدين.. لكل من شدت يداه
في كل سجن يطلق الآهات آها بعد آه
كيما يصير الليل فجرا.. لا كما كنّا نراه
والبحر صفوا.. لايكدره القراصنة الجناه
ويظل قمح الصيف في أكواخنا سر الحياه
لسنا بقافلة الضياع, عفوا.. ولكنا الحداه