بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التبرع بالدم تبرع الدم ( بسيطة عند باذلها مضاعفة عند خالقها ) قال تعالى ( من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا )

كشف استطلاع للرأي أجرته "إسلام أون لاين.نت" أن الخوف من التعرض لأضرار صحية يُعَدّ السبب الأول في امتناع البعض عن التبرع، بالرغم من أن ذلك ليس صحيحًا من وجهة نظر طبية.

ويعكس الاستطلاع الحاجة إلى تكثيف التوعية الجماهيرية بهذه القضية لتبديد أي مفاهيم خاطئة، بحسب مسئولين معنيين في الدول العربية.

وأرجع 54.99% من المشاركين في الاستطلاع -الذي استمر خلال الفترة من 9-6-2004 حتى 12-6-2004- سبب امتناعهم عن التبرع بالدم إلى تخوفهم من التعرض لمخاطر صحية ربما تكون مجهولة بالنسبة لهم، بينما اعتبر نحو 30% من المشاركين في الاستطلاع السبب في عدم التبرع إلى تشككهم في وصول الدم إلى مستحقيه ووصوله إلى تجار الدم الذين يقومون ببيع دم المتبرعين، في الوقت الذي أرجع فيه 16.22% من المشاركين السبب لامتناعهم عن التبرع إلى الخوف من الألم عند التبرع.

وتعقيبًا على نتيجة الاستطلاع أكد الدكتور محمد أبو جاد بالمركز القومي المصري لنقل الدم والمشرف على حملات التبرع بالدم منذ عام 1999 أن "هذه النسبة متوقعة، وتدل على مدى قصور فكرة التبرع بالدم لدى المتبرع. بالإضافة إلى أنها تعكس عدم الثقة بمراكز وبنوك الدم، وهذا هو حصاد الشائعات التي تؤدي إلى الخلط بين إصابة المتلقي بعدوى نتيجة نقل دم ملوث له -وهو ما لا يمكن أن نضمنه- وخطر إصابة المتبرع بالدم بأي مخاطر صحية وهذا ما نضمنه بالفعل؛ حيث إن التبرع بالدم لا يعرض المتبرع لأي خطر أو إصابة بأي مرض".

واستطرد الدكتور أبو جاد قائلا: "إن إعادة الثقة للمتبرع في بنوك ومراكز الدم هي المحور الأساسي الذي يجب أن نعمل عليه لتحقيق اكتفاء ذاتي للدول النامية التي تعاني من عجز كبير في كمية الدم التي تحتاجها المستشفيات لسد حاجة المرضى والمصابين".

وأوضح أن هذا يتأتى باتباع توصيات منظمة الصحة العالمية التي تنص على وضع معايير اختيار جيدة للمتبرع؛ وذلك للحد من المخاطر الصحية المتوقع أن يتعرض لها المتلقي.

ينشط الدم

من جهته أبدى ضرغام ياسين مسئول المختبرات في بنك الدم بمستشفى رفيديا في مدينة نابلس الفلسطينية دهشته من نتائج الاستطلاع، قائلاً: "إنه لا يوجد أي ضرر يعود على المتبرع خلال عملية سحب الدم منه"، مرجعًا تلك النسبة العالية إلى "عدم وعي وإدراك" من قبل الناس لطبيعية عملية التبرع.

وأضاف: "الصورة على عكس ذلك تمامًا؛ فعملية التبرع تنشط الدم وتجدد الخلايا".

وأوضح ياسين أن حدوث أي ضرر صحي على المتبرع أمر مستحيل؛ فالعملية تخضع لإجراءات مشددة يتبعها المشرف على عملية سحب الدم، والأسلوب التقليدي في نقل الدم انتهى، وبات الجميع يتبع الأسلوب العصري السليم؛ حيث يمنع استخدام الإبرة التي يتم السحب بها مع شخصين، كما أن كافة أدوات سحب الدم تكون معقمة، ويتم التخلص منها بعد عملية التبرع.

مخاوف من البيع

وحول مخاوف الجمهور من تسرب الدم إلى تجار الدماء قال ضرغام ياسين: "لم يسبق خلال فترة عملي في بنك الدم أن حدث ذلك، لكننا نطلب من الراغب في الدم أن يأتي بوحدة دم بديلة من فصيلة ثانية عوضًا عن التي ينوي أخذها؛ حتى لا يحدث نقص أو عجز في الوحدات المتوفرة لدينا".

وأشار إلى رفض المتبرعين قبول أي عرض مادي من قبل الشخص الذي يتبرعون له؛ حتى إنهم في كثير من الأحيان لا يقبلون ما يجلبه لهم من شراب أو حتى طعام لتعويض الدم، معللين ذلك بأنهم لم يفعلوه إلا لوجه الله تعالى؛ لذلك فعملية بيع الدم أمر مستحيل.

ينقذ حياة

من جانبها أكدت "عائشة المالكي" مشرفة خدمات نقل الدم بدولة قطر على أهمية دور مراكز وبنوك الدم في نشر الوعي بمسألة التبرع بالدم لدى المتبرعين، قائلة: إنه لا بد من رفع شعار "التبرع بالدم ينقذ حياة ولا يضر متبرعًا"، ولا بد من الإلحاح بهذا الشعار على الناس في جميع أنحاء العالم؛ لأنه شعار يحمل حقيقة وواقعًا مهمًّا، وهو أن المتبرع لا يصاب بأي ضرر لتبرعه بدمه ما دامت المعايير الصحيحة لاختيار المتبرع قد اتبعت، وهي متبعة في مراكز وبنوك الدم العربية وفقًا لمعايير عالمية ثابتة لكل دولة.

وعن قضية بيع دم المتبرعين قالت عائشة: إنه من خلال لقائها بالمسئولين من مختلف دول العالم "لم تسمع مطلقًا عن مراكز أو بنوك دم على مستوى العالم العربي تقوم ببيع دم المتبرع".

أما عن التكاليف فتؤكد عائشة المالكي أنها تختلف من بلد لآخر، ومن معمل لآخر حسب نوع التحاليل المُتبعة، ونوع الأكياس المستخدمة، ومدى التقدم التقني، ولو وضعنا رقمًا تقريبيًّا فسيكون حوالي 100 دولار لكيس الدم الواحد.

سبب غير مقنع

وحول من أدلى في الاستطلاع بأن الخوف من الألم أثناء التبرع هو سبب الامتناع عن التبرع قال ضرغام ياسين: إن هذه مشكلة تواجه كثيرًا من الناس؛ فهناك بالفعل من يخافون من الوخز بالإبر، لكن ذلك ليس سببًا مقنعًا لرفضهم التبرع بالدم؛ فالألم -إن حدث- لا يستمر لأكثر من نصف دقيقة، وهو الوقت الذي يقوم فيه الطبيب بوخز المتبرع، وبعدها وإلى نهاية عملية التبرع التي قد تستمر إلى ربع ساعة تقريبًا لا يشعر المتبرع بأي آلام تذكر.

وأشارت "رشا الديب" -عضوة لجنة التوعية والإرشاد للتبرع بالدم بالمركز القومي لنقل الدم بمصر- إلى أن هناك بعض الأشخاص الذين يخافون من وخز الإبر ينتابهم حالات دوخة و"زغللة"، وهي ردود أفعال عصبية طبيعية في معظم الحالات، وعندما تتكرر مع الشخص هذه الحالة أثناء التبرع فإنه ينصح بعدم محاولة التبرع مرة أخرى.

وأوضحت أن معظم المتبرعين المنتظمين في التبرع قد تحدث لهم بالفعل مثل هذه الأعراض الطبيعية المتوقعة، خاصة في المرة الأولى للتبرع أو في حالة وجود أي ظروف غير ملائمة للتبرع (حرارة الجو المرتفعة، الإرهاق وعدم النوم، القلق والأرق)؛ لذا ينصح بالتبرع في جو مناسب ومكان ملائم وبالتهيئة النفسية والحصول على قسط وافر من النوم، وتناول أي مأكولات أو مشروبات قبل التبرع بأربع ساعات على الأقل.

كما أكدت الدكتورة رشا الديب أن معظم الدول التي لديها عجز في كمية الدم هي دول نامية لا يمكنها دعم الدم المتبرع به بنسبة 100%؛ لذا فإنه حتى في حالة دفع مقابل للدم فإن هذا المقابل هو جزء بسيط من التكاليف الفعلية لتجهيز الدم.

وأضافت أن هذه التكاليف عبارة عن ثمن الأدوات المستخدمة بما فيها قربة الدم والتحاليل وعملية فصل مكونات الدم إلى جانب أي مصروفات إدارية خاصة ببنوك الدم.