أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-2011
  #21
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الشعاعات - الشعاع الرابع عشر


الشعاع الرابع عشر - ص: 606
اجدادنا المؤمنين الذين رحلوا الى الدار الآخرة لهم علاقة من الناحية المعنوية بهذه الدعوى العظيمة. وانتم اليوم تملكون في ايديكم فرصة اكتساب محبة اولئك الملايين من اهل الحقيقة ودعاءهم وشفاعتهم. وان الحقيقة السامية المسماة بـ "رسائل النور" امامكم. فهل المراتب والمقامات الدنيوية الفانية والسفلية هي غايتها؟ ام ان غايتها هي نيل رضى الله تعالى الذي هو السعادة العظمى والفرحة الكبرى والهناء التي مابعدها هناء؟ أوَتحفز كلماتها الانسان الى الاخلاق الرديئة والهابطة ام تجهزهم بالايمان وتجملهم بالفضيلة وبالاخلاق السامية؟ انتم تجدون رسائل النور امامكم وهى منبثقة من الاعجاز المعنوي للقرآن المبين الذى هو نور الهي. فما دام اكتساب الايمان، والانتقال بهذا الايمان في الدنيا الى سعادة الدار الآخرة اهم غاية للانسان، ومادامترسائل النور تقدم - بفيض من القرآن - الحقائق الايمانية وتقرب مئات الالاف من قرائها ومستنسخيها الى هذا الهدف، فلا مناص امام عدالتكم السامية وحبكم للحقيقة إلاّ فهم الوجه القرآني، والوجه الحقيقي لرسائل النور وتقدير قيمتها الحقيقية، ومعرفة ان طلاب النور لايسعون الا لنيل رضى الله تعالى وانه لاهدف لهم سواه .
حكام الجزاء المحترمون!
ان استاذنا العزيز بديع الزمان الذي ارتقى الى اعلى مرتبة للفضيلة وللاخلاق الكريمة يحاول بكل مايملك من شفقة ورحمة وحنان انقاذ الانسان من الظلام الفكري الدامس ومن السجن الابدي، وهو الذي تحمّل جميع صنوف الالم والعذاب في سبيل المهمة الملقاة على عاتقه لنشر الحقائق القرآنية... استاذنا هذا يُرمى في السجون دون وجه حق وخلافاً للعدالة مع كونه مريضاً وشيخاً كبيراً ووحيداً دون اهل، مع ان غايته تنحصر فقط في انقاذ ايمان الناس بما يملكه من علم كبير وذكاء خارق وايمان رفيع وعبودية كبيرة. وان قلب الانسان ليتفطر ألماً مما قاساه هذا الشيخ المبارك المحب لخير الانسانية في سجن "آفيون" من البرد القارس ومن الالام الكبيرة والمضايقات العديدة مع انه في الخامسة والسبعين من العمر، لذا فاننا ننتظر من عدالتكم السامية المرتبطة بالحقائق ومن حبكم وتعلقكم بحب الانسانية تجلي الشفقة والرحمة للعدالة.
مصطفى صونغور
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 607
دفاع محمد فيضي 1
الى محكمة "آفيون" للجنايات الكبرى:
لقد عد المدعي العام كوني سكرتيراً لاستاذي سعيد النورسي ومتعلقا تعلقاً شديداً به وبرسائل النور وقيامي بخدمة كبيرة في هذا المجال.. لقد عدّ ذلك تهمة تستوجب مساءلتي. وانا اقول ازاء هذا بانني اقبل هذه التهمة بكل ما اوتيت من قوة وانني أفتخر بها، ذلك لانني فطرتُ على حب العلم والشوق اليه، والدليل على ذلك انه عندما قاموا بتفتيش منزلي في حادثة "دنيزلي" وجدوا فيه خمسمائة وثمانين من الكتب العلمية والعربية وسجلوها رسمياً، ومع انني شخص فقير وفي مقتبل العمر ومعرفتي باللغة العربية لاتزال ناقصة، فان عشقي للعلم ورغبتي الشديدة في التعلم هي التي دفعتني الى اقتناء هذه الكتب المتنوعة التي لاتوجد عند واحد بالالف من الناس.
فطرتي العلمية هذه كانت تدفعني للبحث عن استاذ وعن مرشد حقيقي وحمداً لله حمداً لانهاية له، اذ دلني على بُغيَتي عن قرب، فيما كنت احسبه بعيداً. اجل ان حياة استاذي سعيد النورسي تشهد ان غايته الوحيدة هي الشوق العلمي واستحصال العلوم الاسلامية. وقد تأكدت من مشاهدتي ومن قراءتي لتاريخ حياته - وهو كتاب مطبوع - ومن المعلومات التي استقيتها من طلابه القدماء ان رغبتي الفطرية في العلم موجودة لدى استاذي بشكل خارق للعادة الى درجة انه ما زال يحتفظ بصفة طالب العلم - خلافا لجميع العلماء المتخرجين من المدارس الاسلامية القديمة - مما جعله قادراً على تحمل جميع البلايا والمصائب. ولان اهل السياسة لم يفهموا الاحوال العجيبة لاستاذي فقد سعوا لربط هذه الاحوال بنوع من السياسة التي لاعلاقة له بها، حتى انهم ألقوه في غياهب السجون. ولكن الله تعالى جعل هذا العشق العلمي الموجود لديه مفتاحاً للحقائق القرآنية، فظهرت رسائل النور التي اذهلت جميع العلماء والفلاسفة. في هذه الاثناء وجدت استاذي في مدينة "قسطموني" بجانبي انا الذي كنت ابحث عنه طوال حياتي بما فطرتُ عليه من حب العلم، وانا اعد هذا إحساناً الهياً سأظل اشكر الله تعالى عليه حتى آخر عمري.
_____________________
1 ولد في "قسطمونى " سنة 1912. لازم الاستاذ النورسى طوال ست سنوات فيها. وسجن معه في سجن "دنيزلي " سنة 1943 وفي "آفيون " سنة 1948. انتقل الى رحمة الله سنة 1989.- المترجم.

الشعاع الرابع عشر - ص: 608
ولكي يحتفظ استاذي بعزة العلم ومكانته فانه لايقبل - ولم يكن يقبل في السابق ايضاً - الصدقات والهدايا وماشابههما، ويمنع طلابه من ذلك ايضاً. ولم يحن رأسه لأحد. ومن اوضاعه غير الاعتيادية انه لم يرض في الحرب وهو في الخط الامامي من جبهة القتال الدخول الى الخندق حفاظاً على العزة العلمية، وانه وقف امام ثلاثة من القواد المرعبين 1 موقف الاستاذ المحافظ على عزته العلمية دون ان يبالي بغضبهم، بل اسكتهم. ولما كنت اعلم ان استاذي هذا حافظ على شرف هذه الامة وهذا الوطن وعلى شرف علماء الامة التركية وضحى في سبيل ذلك بكل شئ فقد قبلته استاذاً حقيقياً لي، ولو افترضنا فرضاً محالاً وقلنا ان له مائة نقيصة، لكان علينا ان ننظر نظرة التسامح اليها، وألا نعترض عليه.
ولقد قدّره الوطنيون - باسم الوطن وباسم الامة - في عهد المشروطية وكذلك الحال في العهد الجمهوري. ومثال تقديرهم لخدمات الاستاذ الجليلة للعلم هو: قيام حكومة الاتحاد والترقي بتخصيص تسعة عشر الف ليرة ذهبية لمدرسة استاذي "مدرسة الزهراء" في مدينة "وان" والتى ارادها ان تكون نظيرة "الازهر"، ومع ان اساسها أرسي الا ان بدء الحرب العالمية الاولى ادى الى تأجيل بنائها، وقبل اربع وعشرين سنة قامت الحكومة الجمهورية - بعد موافقة وتأييد مائة وستين نائباً - بتخصيص مائة وخمسين الف ليرة لبناء دار فنون الاستاذ (مدرسة الزهراء)، وقيام هذا الاستاذ الكريم وحده بمحاولة انشاء جامعة كجامعة الازهر التي تعاون في انشائها الاف العلماء، واقترابه جداً من تحقيق هذا الهدف يحتم على جميع الوطنيين وعلى جميع محبي الامة مع جميع علماء الدين تقدير هذا الاستاذ والثناء عليه، ولاننا قد ظفرنا بمثل هذا الاستاذ، فنحن مستعدون لتحمل جميع المشاق والمصاعب.
انني أكنّ لعلاّمة الزمان هذا اخلص آيات التقدير والاحترام لانه استطاع بفيوضاته العلمية وبحقائق آثاره السامية التي تناهز المائة والثلاثين كتاباً مساعدتي في المضي في طريق العلم والايمان وسأظل احمل له هذا التقدير الى الابد ان شاء الله.
ومع ان التحريات استمرت لمدة اشهر لإثبات التهمة الموجهة اليّ من قبل الادعاء العام حول "استغلال الدين والمشاعر الدينية لغرض انشاء جمعية سرية مخلة بامن الدولة" الا ان هذه التحقيقات لم تسفر عن شئ، ذلك لان مثل هذه الجمعية لاوجود
_____________________
1 المقصود: القائد خورشيد باشا في المحكمة، ومصطفى كمال، والقائد الروسي نيقولا نيقولافيج - المترجم.

الشعاع الرابع عشر - ص: 609
لها، ولاتوجد لنا اية علاقة باية جمعية. ان علاقتنا الوحيدة هي مع رسائل النور التي دخلت في امتحان صعب في مواجهة قوانين الحكومة الجمهورية، ولكنها حصلت على البراءة من قبل المحاكم ذات الصلاحية، وعلى الاحترام والتوقير من قبل الهيئات المتخصصة، وهذه العلاقة لاتعدّ خيانة للوطن وللامة بل هي علاقة علمية نافعة للوطن وللامة. ولايوجد اي هدف واية نية اخرى خارج هذا، وبناء على ذلك ولكون موضوع براءتنا واخلاصنا ظاهراً تماماً فاننا نطالب محكمتكم العادلة السامية باصدار قرار براءتنا مثلما فعلت محكمة "دنيزلي" فتحقق بذلك تجلي العدالة.
محمد فيضي باموقجي
الموقوف في سجن آفيون
من قسطموني
* * *
دفاع أحمد فيضي 1
الى محكمة "آفيون" للجنايات الكبرى:
ايها الحكام المحترمون! أليس من حق المؤمن ومن واجبه الالتقاء بعالم ديني وقراءة كتبه المتعلقة بحقائق الدين واستنساخ هذه الكتب والاسراع الى نجدة اخوانه في الدين في سبيل خدمة دينه وقرآنه ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ وهل هناك اية مادة قانونية تمنعنا من اداء هذه الخدمة الدينية؟ وهل يعد ذنباً قيام بعض الجهات بنقد التيارات الكافرة والتيارات غير الاخلاقية؟ نحن طبقة متدينة من الشعب لاشائبة فيها ولاعلاقة لها مع السياسة ولا مع ادارة الدولة.
ان حمل حسن ظن تجاه شخص ما وتقديره يُعدّ قناعة شخصية، ونحن نعتقد بان بديع الزمان أكبر عالم ديني في زماننا هذا، ونراه رجل حق وحقيقة قام بايضاح حقائق الدين دون اي نفاق او تملق لأحد. اما اطلاقنا عليه صفة المجاهد فنابع من خدماته الدينية ودفاعه ضد التيارات الهدامة للايمان وللاخلاق التي تهدد بلدنا

_____________________
1 هو من احدى أقضية "اسبارطة" سجن مع الاستاذ النورسى في "آفيون"وعرف بدفاعاته القوية، وتوفي في سنة 1972 عن اربع وسبعين سنة من العمر رحمه الله رحمة واسعة. - المترجم.

الشعاع الرابع عشر - ص: 610
مستنداً في ذلك الى الحقائق القرآنية الراسخة. وليس بمقدور احد ان يؤاخذنا على قناعاتنا الوجدانية. ونحن في بلد يسمح بحرية العقيدة، لذا فنحن غير مضطرين الى اعطاء الحساب لأحد.
اما بخصوص موضوع الاشخاص الذين سيظهرون في آخر الزمان حسب ماورد في الحديث النبوي فاقول:
اننا لم نخترع هذه المواضيع من عندنا، ذلك لانها موجودة في الدين فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول في بعض احاديثه بان عمر الامة المحمدية لن تزيد كثيراً عن الالف وخمسمائة سنة. وهذه الاحاديث تصف كثيراً من الحوادث التاريخية المهمة في حياة الامة المحمدية وفي حياة الدنيا باسرها، وذلك تحت عنوان "علامات القيامة". وهي تنبه الامة المحمدية وتحذرها من شرورها، وتقول بان الذين يقعون في هذه الشرور عن غفلة او عن جهل سيقعون في الشقاوة وفي الهلاك الأبدي، وهناك ادلة دينية لاحد لها حول هذه الامور. نحن اناس آمنا بالله وبرسوله وبالقرآن. اذن فاستناداً الى هذا الايمان واستناداً الى صدق الرسول صلى الله عليه وسلم أفلا نعمل على خلاص انفسنا من الهلاك الأبدي؟ أفلا نبصر مايجري حوالينا؟ ألا نشرح هذا استناداً الى الحقائق الدينية ونتساءل: "أجاء هذا الزمان الخطر؟ أنحن هذا الجيل المشرف على هذه المهالك والمخاطر؟ أنتجاهل البراهين الساطعة الموجودة أمامنا ونتجاهل الحقائق الثابتة والحقائق العلمية التي تثبت لنا الوجود الإلهي ونترك ديننا وننساق وراء التيار الذي يعد الالحاد من اكبر اركان المدنية الاوروبية؟.. وان فعلنا ذلك فمن ينقذنا من الهلاك الأبدي؟ أنتجاهل هذا ولانفكر فيه؟ أيمكن لمن يعتقد بانه لايوجد شئ فوق القرآن وفوق الحقائق القرآنية ان يرمي بنفسه الى الهلاك الأبدي خوفاً من عقوبات فانية؟ وهل يمكن ان يهتم ببعض القيم الفانية؟ وهل يتخلى عن وظيفته في ايفاء الخدمة لله ولرسوله ولدينه؟.. هذه هي في الحقيقة العوامل الحقيقية التي تربطنا ببديع الزمان، فهل هناك منبع ديني آخر نزيل به عطش ارواحنا الى حاجتها الازلية؟
يوصينا المدعي العام المحترم بقراءة الكتب العربية والعلمية التي تزخر بها المكتبات والتي لاتتماشى مع روح عصرنا الحالي. وقد لايعجب المدعي العام المحترم - ومن يفكرون مثله - بالخزينة العلمية المتمثلة بمجموعة رسائل النور وبالحقائق العالية
الشعاع الرابع عشر - ص: 611
والسامية التي تحويها هذه الرسائل. قد لاتعجبه هذه الرسائل وقد ينتقدها. وهذا شئ راجع اليه وهو حر في ذلك. ولكنه لايستطيع التدخل في حبنا او تفضيلنا لهذا الكتاب او ذاك، فنحن نحب رسائل النور ونرى انها كتاب دين حقيقي لا نفاق فيه وانها تفسير للقرآن الكريم. ان مقاييس التفضيل والترجيح مسألة تقدير وجداني وقلبي لايستطيع احد ان يتدخل فيه. أجل اننا نعتقد بان مؤلف رسائل النور يعطي درس الحقيقة نفسها، وان انكار المدعي العام لهذا وعدم قبوله لايضعف اعتقادنا هذا ولايهزه، ونحن لانتقبل رسائل النور من اجل كرامتها الكونية بل من اجل ظهور الكرامة العلمية الكاملة التي تتحدى الاوساط العلمية في دروس النور. ومع ان تحصيل مؤلفها العلمي لم يتجاوز ثلاثة أشهر. فانه يفيض علماً وينشر هذا العلم، وهو يستخدم في خوارق علمه وفي اكثر المسائل العلمية تعقيداً منطقاً عالياً حير اكبر المفكرين واذهلهم، ويستخدم اسلوباً جذاباً رائعاً ومشوقاً فياضاً بالحرارة نابضاً بالعشق وبالعواطف الجياشة وذلك بلغة تعلمها بعد منتصف عمره، حتى لتبدو كتاباته وكأنها بحر ايمان وخزينة توحيد ومحيط حكمة، فهل تستطيعون أن تدلونا على بديع زمان ثانٍ؟ انتم تستكثرون علينا ان نعد تمثال الفضيلة هذا استاذاً لنا وهو الذي لم يلتفت الى بريق جميع الظواهر الفانية ولم يسمح لنفسه التنزل الى اية منافع مهما كبرت ولا الى الامور التي تلوث الانسان مهما كانت نداءات هذه الامور قوية، ولم ينتظر او يتوسل من احد شيئاً ولم يقبل ما عرض عليه، واعطى افضل مثال للعفة وللنزاهة، وصبر على جميع انواع المكاره والمضايقات ونذر نفسه لاظهار الحقيقة واظهار الانوار القرآنية والمعارف المحمدية.
اما أمام آلام البلد والامة فقد كان قلبه الرحيم يبكي الماً وشفقة. وعلى الرغم من كل انواع الغدر والاهانة التي تعرض لها فانه لم يتخل عن ايفاء وظيفته لإسعاد من حواليه، فعلى الرغم من شيخوخته ومن بؤسه فانه بذل جهوداً مضنية وناضل بكل قوة في سبيل الله تعالى لانقاذ الناس من غيابة الجهل ومن لجة الالحاد. وفي هذا الوقت الذي ضاعت فيه المقاييس الاخلاقية فاننا نراه - بجانب كرامته العلمية المذكورة اعلاه- مثالاً للتضحية والايثار ومثالاً للاستقامة وللنزاهة وانموذجاً يحتذى للكمال ومحراباً للفضيلة. أترون هذا إفراطاً منا؟
الشعاع الرابع عشر - ص: 612
اذن فان هذه هي نظرتنا نحو بديع الزمان ونحو مؤلفاته، فهل ارتباطنا به الناشئ عن ايماننا، وهل اشتراكنا مع آيات القرآن الكريم ومع الاحاديث النبوية الشريفة في تقبيح الكفر والانحدار الاخلاقي يجعلنا ملوثين باوضار السياسة الفانية؟ وهل يمكن اطلاق صفة الإفساد على اعمال اصلاح نفوس بريئة لقسم من ابناء هذا البلد الذين لم تتيسر لهم منذ خمسة وعشرين عاماً تعلم حقائق الدين؟ وهل انقاذهم من الهلاك الابدي وابلاغهم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وعن القرآن افساد لهم؟
ايها الحكام المحترمون!
نحن لسنا ارباب السياسة ابداً، لاننا نرى ان السياسة تحمل الاف البلايا والمخاطر والمسؤوليات لامثالنا ممن هم خارج مسلك السياسة. ونحن اصلا لانعير اي اهتمام بالمظاهر الفانية، لاننا لاننظر الى الدنيا الا من وجهها الخيّر المؤدي الى رضى الله، لذا فاننا نعترض بشدة على اتهامنا بالجري وراء السياسة ومعارضة الدولة. ولو كان هذا هو قصدنا وهدفنا اذن لكانت هناك اقل ظاهرة وعلامة على هذا في ظرف هذه السنوات البالغة خمساً وعشرين سنة. اجل نحن نحمل صفة معارضة، ولكنها معارضة ضد السقوط الاخلاقي وضد الالحاد، وهذه المعارضة ناشئة عن اشتراكنا - بالضرورة - مع القرآن الكريم في شدة توبيخه وصرامة بيانه في هذه المواضيع. فاذا لم يكن بياننا للاسباب الموجبة التي شرحناها والنابعة عن الاخلاص وعن النية الصافية وعن الحقيقة كافياً لاقناعكم فاصدروا اي عقاب ترغبون فيه بحقنا، ولكن لاتنسوا ابداً ان سيدنا عيسى (عليه السلام) الذي ينتسب اليه الآن ستمائة مليون نصرانى قد حكم عليه من قبل رجال الحكم في ذلك العهد بالاعدام كأي لص عادي مع ان قلبه كان يخفق لسعادة الانسانية ولتبليغ الامانة الملقاة على عاتقه.
ان كلامنا الحر هذا يدفعكم لاصدار عقوبة ضدنا ولكننا سنستقبل هذه العقوبة وهذا الحكم بكل فخر، وكل ماسنفعله هو ان نرفع يد الضراعة الى قاضي الحاجات هاتفين : (حسبنا الله ونعم الوكيل)
احمد فيضي قول
من ناحية اورتاقلار
الموقوف في سجن افيون
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 613
دفاع جيلان
الى محكمة "آفيون" للجنايات الكبرى:
ان مقام الادعاء العام الذي استهول الامر وجعل من الحبة قبة خصني بحصة كبيرة من التهم المزعومة الموجهة الى رسائل النور وقدمني بصورة رجل سياسي خطر ورجل تآمر لانني قمت بخدمة استاذي ورسائل النور، تلك الخدمة التي افتخر بها في الحقيقة، وانا اقول رداً على هذا:
انني على علاقة وثيقة باستاذي بديع الزمان الذي استفدت فائدة كبيرة من قراءة كتبه الدينية والايمانية والاخلاقية الى درجة انني مستعد بتضحية نفسي وحياتي رخيصة في هذه السبيل. ولكن هذه العلاقة لم تكن -كما زعم المدعي العام- علاقة ضارة بالوطن وبالامة، ولاكانت في سبيل تحريض الشعب ضد الدولة، بل هي علاقة وثقى لا تنفصم ابداً لانها من اجل انقاذ انفسنا من الاعدام الابدي للقبر - الذى لايمكن لأحد ان يجد منه مهرباً - وانقاذ ايمان امثالي من اخواني في الدين في هذا الزمن الخطر وتزكية اخلاقهم وجعلهم اعضاءً نافعين لهذا الوطن ولهذه الامة.
انني من القريبين اليه، فقد خدمته على فترات متقطعة اربع سنوات وانا فخور بذلك. وطوال هذه المدة لم اشاهد منه الا الفضيلة الخالصة، ولم اسمع منه كلمة واحدة حول كونه مهدياً او مجدداً. ان مئات الالاف من رسائل النور ومئات الالاف من طلبة النور الذين انقذوا ايمانهم بقراءتها يشهدون على كمال تواضعه. فاستاذي المبارك هذا يرى نفسه طالباً من طلبة النور ويقدم نفسه على هذا الاساس.
من اليسير ملاحظة ومشاهدة ذلك بسهولة من قراءة الرسائل الموجودة بين ايديكم ولاسيما رسالة "الاخلاص" الموجودة ضمن مجموعة "عصا موسى" اذ يقول فيها: "ان الحقائق الباقية هي كالشمس وكالألماس، لا تبنى على الاشخاص ولايمكن لاشخاص فانين ان يتملّكوها" وهو يكرر هذا في كثير من رسائله وخطاباته. وليس من شأن العقل السليم ان يحكم انه يدّعى الفخر والتباهى بنفسه او انه مهدى ومجدد. واذا ما قرأتم الرسائل والمكاتيب بدقة وبانصاف لعلمتم ولتأكدتم انه علاّمة
الشعاع الرابع عشر - ص: 614
زمانه هذا الذي قلما يجود الدهر بمثله في العلم بالدين ولم يقابل بنظيره كمنقذ للايمان منذ عصور، فهو ذو عطاء وبركة للوطن والامة تفوق مايقدمه جيش كامل من المنافع وبخاصة فى عصر انتقلت الينا الشرارات الحمراء للبلشفية تريد إلتهام بلادنا.
فيا اسفى اننى لم احظ بالتتلمذ على يديه وعلى هذه المؤلفات القيمة منذ نعومة اظفارى.
هيئة المحكمة الموقرة!.
لقد شاهدت في نفسي منافع جليلة لاتعد ولاتحصى من قراءة رسائل النور، لذا قمت بطبع رسالة "مرشد الشباب" في مدينة "اسكي شهر" وباذن رسمي، وذلك لكي يستفيد امثالي من ابناء هذا الوطن، اي قمت بخدمة وطنية سامية وانا ارغب أن اسألكم:
لقد قمت وانا الشخص الفقير لرحمة الله تعالى بطبع رسائل النور التي تعد تفسيراً حقيقياً للقرآن الكريم لا يُجريح و لا يُطعن فيه ، اي قمت بخدمة ايمانية. فهل من الحق وهل من العدل ان اقابل بمثل هذه المعاملة الخشنة في الوقت الذي كان من المفروض ومن الضروري ان اقابل بالتقدير؟.
انني اطلب من محكمتكم العادلة ان تصدر حكمها باعطاء الحرية لنشر رسائل النور التي هي غذاء ارواحنا وسبب نجاتنا ومفتاح سعادتنا الابدية، واذا كان قسم مما ذكرته وعددته اعلاه يعدّ في نظركم ذنباً او جرماً فانني اود ان ابين لكم بانني ساتقبل بصدر رحب اية عقوبة تصدرونها مهما كانت شديدة.
جيلان جالشقان
من اميرداغ
الموقوف في سجن آفيون
* * *
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشعاعات - الشعاع التاسع عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-06-2011 03:15 PM
الشعاعات - الشعاع السابع عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 8 04-06-2011 03:13 PM
الشعاعات - الشعاع السادس عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-06-2011 02:55 PM
الشعاعات - الشعاع الخامس عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-06-2011 02:51 PM
الشعاعات - الشعاع الرابع عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 2 04-06-2011 02:45 PM


الساعة الآن 08:16 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir