ليلة القدر وفضل العشر الاواخر من رمضان
ليلة القدر وفضل العشر الاواخر من رمضان
أخي الحبيب, أُختي الغالية
ها قد دخلنا في العشر الأواخر من رمضان فلنستدرك ما مضى بما بقى وما تبقى من
ليال هي أفضل مما مضى
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها
فعن عائشة رضي الله عنها قالت
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله
حديث صحيح رواه البخاري
وعنها أيضاً رضي الله عنها أنها قالت
كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها
حديث صحيح
كيف تحيي العشر الاواخر من رمضان؟
إحرص كل الحرص على إغتنام بقية شهرك فيما يقرِّبك إلى ربك وبالتزوُّد لآخرتك من
خلال قيامك بما يلي
أولاً الحرص على إحياء هذه الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر وقراءة القرآن وسائر
القربات والطاعات وإيقاظ الأهل ليقوموا بذلك كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل
ثانياً احرص على أن تصلي القيام مع الإمام حتى ينصرف ليحصل لك قيام ليلة
فعن أبي ذر الغفاري رضي الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة
حديث صحيح رواه الترمذي
ثالثاً اجتهد في تحري ليلة القدر في هذه العشر. وما أدراك ما ليلة القدر ؟؟
ليلة القدر
قال الله تعالى لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
ومقدارها بالسنين ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر
وقد سماها الله تعالى ليلة القدر وذلك لعظم قدرها وجلالة مكانتها عند الله ولكثرة
مغفرة الذنوب وستر العيوب فيها فهي ليلة المغفرة والرحمة والتوبة
فعن أبي ذر الغفاري رضي الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه
حديث صحيح رواه البخاري
وقوله صلى الله عليه وسلم إيمانا واحتساباً أي إيماناً بالله وتصديقاً بما رتب على قيامها
من الثواب واحتساباً للأجر والثواب حيث العمل فيها خير من العمل في ألف شهر
وقال الخليل بن أحمد
إنما سميت ليلة القدر، لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة
وهذه الليلة في العشر الأواخر كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
فعن عائشة رضي الله عنها قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ، ويقول
تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان
حديث صحيح رواه البخاري
وقال الله تعالى فيها يفرق كل أمر حكيم
أي تقدر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات
والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والجدب والقحط وكل ما
أراده الله تعالى في تلك السنة
وليلة القدر لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل تنتقل في الليالي
ويختلف موعدها في كل عام تبعاً لمشيئة الله وحكمته
قال العلماء
الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة
لاقتصر اجتهاد الناس فقط في تلك الليلة
اخي الحبيب, اختي االغالية
وعليه فلنجتهد في قيام هذه العشر جميعاً ولنكثر من الأعمال الصالحة فيها ليغفر الله لنا
ونكون ممن ظفرنا بليلة القدر فنكون من الفائزين الذين تاب الله عليهم وغفر لهم وتقبل منهم
الصلاة والصيام والقيام
لا تنسونا من صالح دعائكم في هذه الايام الفضيلة المباركة