أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > الرد على شبهات المخالفين

إضافة رد
قديم 03-01-2013
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي حكم زيارة المشاهد بمكة والمدينة (دراسة فقهية مقارنة)

حكم زيارة المشاهد بمكة والمدينة
دراسة فقهية مقارنة
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ومن اهتدى بهداه وبعد:
فقد ذهب جمهور أهل العلم وعليه المذاهب الأربعة إلى أنه يستحب لمن ورد مكة أو المدينة أن يزور المشاهد والمواطن الشريفة الموجودة هناك كغار حراء والبيت الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والآبار التي شرب منها ونحو ذلك, وسنذكر بعض أقوالهم في ذلك إن شاء الله ضمن المباحث التالية:

المبحث الأول :
من أقوال الحنفية :
في شرح فتح القدير 3/183 :
- ( ويستحب أن يخرج كل يوم إلى البقيع بقيع الغرقد فيزور القبور التي بها خصوصا يوم الجمعة ويبكر كي لا تفوته صلاة الظهر مع الإمام في المسجد فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يزوره, وقال لأم قيس بنت محصن لما أخذ بيدها فذهبا إليه [أي البقيع]: تَرين هذه المقبرة؟ قلت: نعم, قال: يبعث منها سبعون ألفا على صورة القمر ليلة البدر ويدخلون الجنة بغير حساب, وإذا انتهى إليه قال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون للهم اغفر لأهل بقيع الغرقد اللهم اغفر لنا ولهم
- ويزور القبور المشهورة كقبر عثمان بن عفان رضي الله عنه وقبر العباس وهو في قبته المشهورة وفيها قبران الغربي منهما قبر العباس رضي الله عنه والشرقي قبر الحسن بن علي وزين العابدين وولده محمد الباقر وابنه جعفرالصادق رضي الله عنهم, كلهم في قبر واحد, وعند باب البقيع عن يسار الخارج قبر صفية أم الزبير عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وفيه قبر فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله عنهما
- ويصلي في مسجد فاطمة بنت رسول الله بالبقيع وهو المعروف ببيت الأحزان وقيل قبرها فيه وقيل بل في الصندوق الذي هو أمام مصلى الإمام في الروضة الشريفة واستبعده بعض العلماء وقيل إن قبرها في بيتها وهو في مكان المحراب الخشب الذي خلف الحجرة الشريفة داخل الداربزين قال وهو الأظهر
- وبالبقيع قبة يقال إن فيها قبر عقيل بن أبي طالب وابن أخيه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب والمنقول أن قبر عقيل في داره وفيه حظيرة مستهدمة مبنية بالحجارة يقال إن فيها قبور من دفن من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عنهن, وفيه قبر إبراهيم ابن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مدفون إلى جنب عثمان بن مظعون ودفن إلى جنب عثمان بن مظعون عبد الرحمن بن عوف رضوان الله عليهم أجمعين وعثمان هذا أول من دفن بالبقيع في شعبان على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة
- ويأتي أحدا يوم الخميس مبكرا كي لا تفوته جماعة الظهر بالمسجد فيزور قبور شهداء أحد ويبدأ بقبر حمزة عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويزور جبل أحد نفسه ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أحد جبل يحبنا ونحبه وفي رواية لابن ماجة أنه على ترعة من ترع الجنة وأن عيرا على ترعة من ترع النار, وعن ابن عمر رضي الله عنهما مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمصعب بن عمير فوقف عليه وقال أشهد أنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه السلام إلى يوم القيامة
- ويستحب أن يأتي مسجد قباء يوم السبت اقتداء به صلى الله عليه وآله وسلم لأنه كان يأتيه في كل سبت راكبا وماشيا متفق عليه وهو أول مسجد وضع في الإسلام وأول من وضع فيه حجرا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم وينوي زيارته والصلاة فيه فقد صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم أن الصلاة فيه كعمرة
- ويأتي في قباء بئر أريس التي تفل فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيها سقط خاتمه صلى الله عليه وآله وسلم من عثمان رضي الله عنه فيتوضأ ويشرب
- ويزور مسجد الفتح وهو على قطعة من جبل سلع من جهة الغرب فيركع فيه ويدعو روى جابر أنه صلى الله عليه وآله وسلم دعا فيه ثلاثة أيام على الأحزاب فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين, والمساجدَ التي هناك منها مسجد يقال له مسجد بني ظفر وفيه حجر جلس عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقال ما جلست عليه امرأة تريد الولد إلا حبلت
- ويقال إن جميع المساجد والمشاهد المفضلة التي بالمدينة ثلاثون يعرفها أهل المدينة ويقصد الآبار التي كان صلى الله عليه وآله وسلم يتوضأ منها ويشرب وهي سبعة منها بئر بضاعة والله أعلم ) اه

المبحث الثاني :
من أقوال المالكية :
في القوانين الفقهية لابن جزي 1/96: ( ومن المواضع التي ينبغي قصدها تبركا:
- قبر إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر وهما في الحجر
- وقبر آدم عليه السلام في جبل أبي قبيس
- والغار المذكور في القرآن وهو في جبل أبي ثور
- والغار الذي في جبل حراء حيث ابتدأ نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
- وزيارة قبور من بمكة والمدينة من الصحابة والتابعين والأئمة ) اه
وممن ذكر مشروعية زيارة المشاهد بمكة والمدينة من المالكية ابن فرحون في منسكه المسمى ( إرشاد السالك إلى أفعال المناسك) 2/899
لكن يشكل على هذا: ما في البدع لابن وضاح ص 43 قال ابن وضاح : ( وكان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار للنبى صلى الله عليه وآله وسلم ما عدا قباء وحده) اه ونقله عنه الطرطوشي في الحوادث ص 115
والجواب عن ذلك:
- أن الأمر راجع إلى مسألة البدعة الإضافية وهل هي مكروهة أم لا؟ وجمهور أهل العلم على عدم كراهتها والإمام مالك وأكثر متقدمي المالكية على كراهتها وقد اختار أكثر متأخر المالكية قول الجمهور وصار هو المعمول به لما في قول الإمام مالك ومتقدمي أصحابه من المشقة على الأمة ولأن الدليل الشرعي يقوي مذهب الجمهور وتفاصي المسألة في كتاب العبد الفقير (البدعة الإضافية بين المجيزين والمانعين دراسة مقارنة)
- ثم وقفت على سبب كراهة مالك لذلك ففي البدع والنهي عنها لابن وضاح (ص 44) (ولقد كان مالك يكره المجيء إلى بيت المقدس!!! خيفة أن يتخذ ذلك سُنة وكان يكره مجيء قبور الشهداء ويكره مجيء قبا!!! خوفاً من ذلك وقد جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم بالرغبة في ذلك ولكن لما خاف العلماء عاقبة ذلك تركوه!!!- قال أبن كنانة وأشهب- سمعنا مالكاً يقول لما أتاها سعد بن أبي وقاص قال وددت أن رجلي تكسرت وأني لم أفعل قيل وسئل أبن كنانة عن الآثار التي بالمدينة فقال أثبت ما عندنا في ذلك قبا إلا أن مالكاً كان يكره مجيئها خوفاً من أن تتخذ سُنة)اه

المبحث الثالث :
من أقوال الشافعية :
قال الإمام النووي في المجموع 8/276: (يستحب أن يزور المشاهد التي بالمدينة، وهي نحو ثلاثين موضعاً يعرفها أهل المدينة، فيقصد ما قدر عليه منها، وكذلك يأتي الآبار التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتوضأ منها، أو يغتسل، وهي سبع آبار، فيتوضأ منها ويشرب) اه
وفي المجموع أيضا 8/197: ( ويستحب أن يزور المواضع المشهورة بالفضل في مكة ، وهي ثمانية عشر منها : بيت المولد ، وبيت خديجة ، ومسجد دار الأرقم ، والغار الذي في ثور والغار الذي في حراء ، وقد أوضحهتا في كتاب المناسك والله أعلم ) اه
وقال الشربيني في مغني المحتاج 1/511 وشيخ الإسلام في أسنى المطالب 1/201: ( وأن يزور المواضع المشهورة بالفضل بمكة وهي ثمانية عشر منها بيت المولد وبيت خديجة ومسجد دار الأرقم والغار الذي في ثور والذي في حراء ) اه
وفي حاشية الشرواني على التحفة 4/143 : ( ويسن أن يزور الأماكن المشهورة بالفضل بمكة وهي ثمانية عشر موضعا ) اه
وقال الإمام عز الدين بن جماعة في هداية السالك 3/1397 : ( ويستحب كما قال جماعة من الشافعية وغيرهم أن يأتي الآبار التي شرب منها وتوضأ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيتبرك بمائها، وأن يتبرك بسائر المشاهد التي بالمدينة ) اه
وقال الدمياطي في إعانة الطالبين 2/315 : ( ويسن أن يزور المشاهد وهي نحو ثلاثين موضعا يعرفها أهل المدينة ) اه
وقد ذكر مشروعية زيارة تلك المشاهد كثير من الأئمة الشافعية غير من سبق ومنهم :
- الغزالي في الإحياء 1/260
- والقسطلاني في المواهب 2/401
- والسمهودي في الوفاء 3/819 و 4/1390
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-01-2013
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: كم زيارة المشاهد بمكة والمدينة (دراسة فقهية مقارنة)

المبحث الرابع :
من أقوال الحنابلة :
في مطالب أولى النهى 2/443 : ( وسن زيارة مشاهد المدينة والبقيع ومن عرف قبره بها ) أي : بالمدينة ( كإبراهيم ابنه ) أي : ابن النبي ( عليه ) الصلاة والسلام وعثمان والعباس والحسن وأزواجه ) الطاهرات رضي الله عنهم لتحصل له بركتهم .
( و ) سن ( زيارة شهداء أحد و ) زيارة ( مسجد قباء ) : بضم القاف يقصر ويمد ويصرف ولا يصرف على ميلين من المدينة من جهة الجنوب ( والصلاة فيه ) لما في الصحيحين أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتيه راكبا وماشيا فيصلي فيه ركعتين وفيهما : كان يأتيه كل سبت راكبا وماشيا وكان ابن عمر يفعله ) اه
وفي مثير العزم الساكن لابن الجوزي ص2/311 : (باب ذكر بقاع بالمدينة يستحب زيارتها والتبرك بها والصلاة عندها)
وذكر منها: (المسجد النبوي والروضة ومسجد قباء ومسجد الفتح وما حوله من المساجد ومسجد بني ظفر وبيت أنس ودار الشفاء وجبل أحد وقبر حمزة والشهداء) ثم قال : (ومواضع أخرى يطول ذكرها فيستحب تتبعها لمن عرفها بالمدينة)اه
وقال عن مسجد بني ظفر : (وفي هذا المسجد حجر جلس عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلّ امرأة يصعب حملها تجلس على ذلك الحجر إلا حملت) اه
وفي اقتضاء الصراط المستقيم ص305 : ( قال سندي الخواتيمي: سألنا أبا عبد الله [يعني أحمد بن حنبل] عن الرجل يأتي هذه المشاهد ( ) ويذهب إليها، ترى ذلك؟ .
قال: أما على حديث ابن أم مكتوم أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلي في بيته، حتى يتخذ ذلك مصلى، وعلى ما كان يفعل ابن عمر رضي الله عنهما يتبع مواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأثره، فليس بذلك بأس أن يأتي الرجل المشاهد، إلا أن الناس قد أفرطوا في هذا جداً وأكثروا فيه.
وكذلك نقل عنه أحمد بن القاسم ولفظه : (سئل عن الرجل يأتي هذه المشاهد التي بالمدينة وغيرها يذهب إليها؟ قال: أما على حديث ابن أم مكتوم أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأتيه فيصلي في بيته حتى يتخذه مسجدا وعلى ما كان يفعله ابن عمر يتبع مواضع سير النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفعله حتى رؤي يصب في موضع ما فسئل عن ذلك فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصب ههنا ماء قال: أما على هذا فلا بأس, قال: ورخص فيه, ثم قال: ولكن قد أفرط الناس جدا وأكثروا في هذا المعنى فذكر قبر الحسين وما يفعل الناس عنده) اه
يعني أنه يرى مشروعية ذلك لكنه ينهى أن يفعل عند تلك المشاهد كما يفعل الشيعة عند قبر الحسين بن علي رضي الله عنهما

ودليل الجمهور:
هو أن ذلك من باب التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه والصالحين من السلف الأولين والتبرك بآثارهم مشروع في قول جماهير أهل العلم من المذاهب الأربعة وغيرها كما هو مقرر في كتاب العبد الفقير (التبرك بالصالحين بين المجيزين والمانعين) وذكرنا هناك أقوال أهل العلم في ذلك وأدلتهم

المبحث الخامس : فوائد متممة
الفائدة الأولى :
كان من عادة السابقين زيارة تلك المشاهد ففي الطبقات الكبرى لابن سعد (5/425-426): (حدثني أحمد بن مسبح قال حدثني عبد الله بن عبيد الله قال: قال لي الواقدي: حج أمير المؤمنين هارون الرشيد فورد المدينة فقال ليحيى ابن خالد: أرتاد لي رجلا عارفا بالمدينة والمشاهد, وكيف كان نزول جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم؟ ومن أي وجه كان يأتيه وقبور الشهداء؟ فسأل يحيى بن خالد فكلٌ دله علي, فبعث إلي فأتيته وذلك بعد العصر فقال لي: يا شيخ إن أمير المؤمنين أعزه الله يريد أن تصلي عشاء الآخرة في المسجد وتمضي معنا إلى هذه المشاهد فتوقفنا عليها والموضع الذي يأتي جبريل عليه السلام وكن بالقرب.
فلما صليت عشاء الآخرة إذ أنا بالشموع قد خرجت وإذا أنا برجلين على حمارين فقال يحيى: أين الرجل؟ فقلت: هاأنذا, فأتيت به إلى دور المسجد فقلت: هذا الموضع الذي كان جبريل يأتيه فنزلا عن حماريهما فصليا ركعتين ودعوا الله ساعة, ثم ركبا وأنا بين أيديهما فلم أدع موضعا من المواضع ولا مشهدا من المشاهد إلا مررت بهما عليه فجعلا يصليان ويجتهدان في الدعاء فلم نزل كذلك حتى وافينا المسجد وقد طلع الفجر وأذن المؤذن, فلما صارا إلى القصر قال لي يحيى بن خالد: أيها الشيخ لا تبرح فصليت الغداة في المسجد وهو على الرحلة إلى مكة فأذن لي يحيى بن خالد عليه بعد أن أصبحت فأدنى مجلسي وقال لي: إن أمير المؤمنين أعزه الله لم يزل باكيا وقد أعجبه ما دللته عليه وقد أمر لك بعشرة آلاف درهم فإذا بدرة مبدرة قد دفعت إلي, وقال لي: يا شيخ خذها مبارك لك فيها...)اه
وفي تاريخ المدينة لعمر بن شبة (1/74) ونحوه في عمدة الأخبار ص141: (قال أبو غسان: قال لي غير واحد من أهل العلم من أهل البلد: إن كل مسجد من مساجد المدينة ونواحيها مبني بالحجارة المنقوشة المطابقة فقد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حين بني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل - والناس يومئذ متوافرون - عن المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بناها بالحجارة المنقوشة المطابقة )اه

الفائدة الثانية:
أن ظاهر كلام ابن حزم هو مشروعية زيارة تلك المشاهد ففي الفصل لابن حزم 2/71 : (وخروجه [صلى الله عليه وآله وسلم ] بحضرة مائة من قريش وهم لا يرونه ودخول الغار وهم عليه لا يرونه وفتح الباب في حجر صلد في جنب الغار لم يكن فيه قط ولو كان هنالك يومئذ لما أمكنه الاختفاء فيه لأنه ليس بين البابين إلا أقل من ثمانية أذرع.
وهو ظاهر إلى اليوم كل عام وكل حين يزوره أهل الأرض من المسلمين, ولو رام الباب الثاني في ذلك الحجر أهل الأرض ما قدروا على إزاحته سالما عن مكانه ولو كان ذلك الباب هنالك يومئذ لرآه الطالبون له بلا مؤونة لأنهم لم يكونوا إلا جموع قريش لعلهم مئون كثيرة, وآثار رأسه المقدس في ذلك الحجر وآثار كتفيه ومعصمه وظاهر يده باق إلى اليوم, فعل الله تعالى منقول نقل الكواف جيلا عن جيل)اه

الفائدة الثالثة :
أن الإمام ابن تيمية يرى عدم مشروعية تلك المزارات ففي اقتضاء الصراط المستقيم ص 425: (وهو في ذلك كله لا هو ولا أحد من أصحابه يأتي غار حراء ولا يزوره ولا شيئا من البقاع التي حول مكة ولم يكن هناك إلا بالمسجد الحرام وبين الصفا والمروة وبمنى ومزدلفة وعرفات وصلى الظهر والعصر ببطن عرنة وضربت له القبة -يوم عرفة بنمرة المجاورة لعرفة ثم بعده خلفاءه الراشدين وغيرهم من السابقين الأولين لم يكونوا يسيرون إلى حراء ونحوه للصلاة فيه والدعاء
وكذلك الغار المذكور في القرآن في قوله تعالى: (ثاني اثنين إذ هما في الغار) وهو غار بجبل ثور يماني مكة لم يشرع لأمته السفر إليه وزيارته والصلاة فيه والدعاء, ولا بنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة مسجدا غير المسجد الحرام بل تلك المساجد كلها محدثة, مسجد المولد وغيره ولا شرع لأمته زيارة موضع المولد ولا زيارة موضع بيعة العقبة الذي خلف منى وقد بنى هناك مسجد
ومعلوم أنه لو كان هذا مشروعا مستحبا يثيب الله عليه لكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعلم الناس بذلك وأسرعهم إليه ولكان علم أصحابه ذلك وكان أصحابه أعلم بذلك وأرغب فيه ممن بعدهم فلما لم يكونوا يلتفتون إلى شيء من ذلك علم أنه من البدع المحدثة التي لم يكونوا يعدونها عبادة وقربة وطاعة ) اه
وكلام الشيخ تقي الدين هذا راجع إلى مسألة البدعة الإضافية ومسألة الترك وقد أفردنا لذلك بحثا بعنوان: (البدعة المحمودة والبدعة الإضافية بين المجيزين والمانعين دراسة مقارنة) ذكرنا فيه أن عمل الصحابة والسلف وعليه جماهير أهل العلم من المذاهب الأربعة وغيرهم على أن البدعة الإضافية ليست بدعة مذمومة وذكرنا أمثلة كثيرة في ذلك, وكذا ذكرنا أن ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لشيء لا يعني أن ذلك الشيء غير مشروع فليراجعه من أراد معرفة ذلك

هذا آخر المطاف والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سدينا محمد وعلى آله وصحبه واتباعه
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
اليمن- صنعاء
ذو الحجة / 1426 هـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-02-2013
  #3
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: حكم زيارة المشاهد بمكة والمدينة (دراسة فقهية مقارنة)

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-11-2013
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: حكم زيارة المشاهد بمكة والمدينة (دراسة فقهية مقارنة)

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحكام فقهية قرآنية أبوانس المواضيع الاسلامية 4 03-08-2014 03:48 PM
حكم إحياء ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان ( دراسة مقارنة ) محمّد راشد المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 6 06-28-2012 06:38 PM
عبد الله بن أبي سرح أول كاتب للوحي بمكة عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 08-27-2011 07:32 AM
أول من التقط صورا فوتوغرافية لمكة والمدينة عبدالقادر حمود القسم العام 0 01-25-2011 02:14 PM
مقدمات فقهية الشيخ سيف العصري admin الفقه والعبادات 3 10-11-2010 04:30 PM


الساعة الآن 12:23 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir