عثمان بن عفان ذو النورين
،
الإصدار 2.04 - لمحمد رضا - رحمه الله تعالى
مقدمة المحقق
"بسم اللَّه الرحمن الرحيم
عالمٌ بالحلال والحرام، جامعٌ لكتاب اللَّه العزيز، سهلٌ ممتنعٌ، كريمٌ معطاءٌ، لينٌ، واصلٌ للرَّحِم، محبٌّ لأهله وعشيرته، مُكْرمٌ لهم إلى حدٍّ جعلهم يتطاولون على مقامه، ويسيئون للأمة باسمه، لكن مع هذا كله فهو مؤمن بما وعده عليه الصلاة والسلام بأن اللَّه سيقمِّصه قميصاً فلا ينزعه، وسيهلك دونه. فقد أدى ما أمره اللَّه ورسوله، فصدق ما عاهد به وقضى نَحْبَه.
هذا هو عثمان بن عفَّان الخليفةُ الراشديُّ الثالث.
{وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37]. هذا حقيقة ما شعرت به عندما بدأت بتحقيق هذا الكتاب، فقارئ تاريخ أمَّتنا العربية لم يعد يعرف برواية من يعتد، ولا من يُصدِّق، لا سيما وأن اختلاف الروايات وتناقضها أحياناً واردٌ في أمَّهات الكتب والمصادر، ففي كتب التاريخ هذه ما يتنافى وعقائد القراء وإيمانهم، وفيها ما لا ترتاح له قلوبهم.
إن أخطر ما يهدِّد تاريخنا هو الفكر المشوش الذي تزخر به أمَّهات كتبنا، وكثيراً ما نجد الرواية نفسها في أكثر من مصدر، ولكن كلٌّ رواها حسب ميوله وانتمائه الفكري، والسياسي، واعتقاده.
لذا حاولت في تحقيق ورصد الأحداث التي في كتاب "عثمان بن عفَّان" رضي اللَّه عنه من أكثر من مصدر قدر المستطاع، إضافة إلى التعريف بشخصيات مسرح أحداث هذه الحِقبة التاريخية التي كان فيها الخليفة الراشديُّ الثالث على رأس السلطتين الزمنية والروحية.
أخيراً، ليس خطأ أن نرجع إلى الوراء بنظرة نافذة مجردة فاحصة - لكن بموضوعية - لتاريخنا العربي عَلَّنا نقف على حقيقة ماضينا، وحاضرنا، ومستقبلنا، فمن يعرف التاريخ يدرك الحاضر والمستقبل.
أسأل اللَّه عزَّ وجلَّ أن ينفعني وإخواني المسلمين بعلمه وهدايته. إنه السميع البصير القدير على كل شيء وهو حسبي ونعم الوكيل.
محمد أمين الضنَّاوي." اهـ
ترجمة المؤلف
"محمد رضا(1) هو أديب مصري، ولد في مصر ونشأ فيها، تعلَّم اللغة العربية وآدابها وبرع فيها، شغل منصب أمين مكتبة الجامعة بالقاهرة، وكان أحد المدرسين بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية.
وفاته: توفي بالقاهرة سنة 1369 هـ - 1950 م.
مؤلفاته: له مؤلفات عديدة في التاريخ الإسلامي، والفلسفة، والتربية، من هذه المؤلفات:
1- محمد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.
2- أبو بكر الصدَّيق.
3- عمر بن الخطاب (الفاروق).
4- عثمان بن عفَّان (ذي النورين).
5- علي بن أبي طالب (أبو السبطين).
6- الحسن والحسين (ابنا علي بن أبي طالب). وهو كتاب في سيرتهما.
7- أبو حامد الغزَّالي، حياته ومصنَّفاته.
------------------------
(1) جريدة المصري 5/2/1950 م، ومعجم المطبوعات 1958 م." اهـ