أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ، وارحمني ،واهدني ، واجبرني، وعافني،وارزقني ، وارفعني           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > الرد على شبهات المخالفين

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-21-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي تقديم نصيحة لإخواننا علماء نجد

تقديم نصيحة لإخواننا علماء نجد
بقلم الدكتور
محمد سعيد رمضان البوطي

الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد فإن السيد يوسف الرفاعى ,واحد من أبرز فضلاء الكويت وعلمائهم ,جمع فى عمله الإسلامى ,منذ عرفته , بين النشاط العلمى والدعوى والجهود الإنسانية والإجتماعية والأعمال الخيرية .آمر بالمعروف ناه عن المنكر ما استطاع إلى ذلك سبيلاً معتمداً – بعد العلم- على عدة من الحب فى الله والشفقة على عباد الله .. يواصل المسلمين جميعاً على اختلاف فئاتهم وجماعاتهم مواصلة الأخ لإخوانه المؤمنين , ساعياًإلى استصلاح هذه الأخوة بمد جسور التناصح معهم , مستهدياً فى ذلك بأمر الله القائل : ".... فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ " وتذكرة رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل "الدين النصيحة ..".
وتلك هى سيما الصادقين من عباد الله , والمخلصين فى تنفيذ أوامره والانقياد لتعاليمه.. نحسبهم ونتبينهم بالسيما ولا نتألى على الله عز وجل .
قرأت له هذه الرسالة .. وإنما شدنى إلى قراءتها عنوانها المضمخ بمشاعر التقدير والمنبىء عن صفاء القصد , ودافع التعاون على طريق مرضاة الله :"نصيحة لإخواننا علماء نجد " ولو رأيت فى العنوان ما ينبىء عن نقيض ذلك لأعرضت عنها وألقيتها جانباً ولما ضيعت فى قراءتها وقتاً أنا بأمس الحاجة إليه .
ولما بدأت فى قراءتها , رأيتنى أمام ما يطابق العنوان وينسجم معه : تذكرة هادئة محببة ونصائح تعبر عن الغيرة الصادقة على د ين الله , والشفقة الخالصة على هؤلاء الإخوة أن يشردوا عن صراط الله .
واستعرضت نصائح الأخ السيد يوسف الرفاعى لهؤلاء الإخوة من أولها إلى آخرها , وعدت بها إلى ما أعلمه من ميزان الشرع ودلائله ومصادره , فوجدته محقاً فى كل ما ينصحهم به ويحذرهم منه . بل إنه ليتكلم فى ذلك باسم سائر علماء المسلمين الذين يهتدون بهداية القرآن والسنة وينهجون منهج السلف الصالح ,أياًكانوا وأينما كانوا .
وما أعلم أن العالم الإسلامى أجمع فى استيائه من الأمور فى عصر من العصور كاستيائه من هذا الذى يقدم عليه الأخوة مسؤولو المملكة وعلماؤها اليوم , من إخلاء مكة والمدينة وما حولهما من سائر الآثار المتصلة بحياة رسول الله الشخصية والنبوية , وما يتبع ذلك من الإقدام على أمور تناقض الشرع وتناقض المنهج الذى كان عليه السلف الصالح , كمنع المسلمين من زيارة البقيع ومنع الدفن فيه , وتكفير سواد هذه الأمة بحجة كونهم أشاعرة أو أو ما تريدين .. وهل كان الإمام الأشعرى إلا نصير السلف الصالح بإجماع الأمة ؟
والذى زاد من هذا الاستياء الذى بلغ اليوم ذروته ,أن هؤلاء الأخوة الذين يقدمون على هذه الفظائع المنكرة , ماضون ومستمرون فى ذلك فى صمت وقدر كبير من اللامبالاه . وقد كان أدنى ما يقتضيه الالتزام بأولويات الدين الإسلامى والبديهيات المتفق عليها من أحكامهأن يبدأ هؤلاء الأخوة فينشروا بياناً يأتون به على سمع العالم الإسلامى وبصره , يوضحون فيه الدليل على ما قد تحقق لديهم من وجوب هدم آثار النبوة والقضاء عليها , وملاحقتها بالمحو أياًكانت وأينما وجدت , ومن ثم يعلنون عن عزمهم –بناء على ذلك – على تنفيذ ما يقتضيه الحكم الشرعى المقرون بدليله .
ولقد كنت ولا أزال واحداً من ملايين المسلمين الذين تأخذهم الدهشة لهذا الذى يجرى فى مكة والمدينة , تحت أبصار المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها , مع الاستخفاف بمشاعرهم وعلومهم ومعتقداتهم , ودون تقديم أى معذرة بين يدى مغامراتهم العجيبة هذه , من حجة علمية يتمسكون بها , أو اجتهاد دينى حق لهم أن يجنحوا إليه ..
بل لقد آثرت , تحت تأثير هذه الدهشة , أن أبدأ فأتهم نفسى بالجهل , وأن أفترض فى معلوماتى الشرعية خطأ توهمته صواباً , أو حكماً غاب عنى علمه , وذلك ابتغاء المحافظة على ما هو واجب من حسن الظن بالأخوة المسلمين , لا سيما العلماء منهم ,ما اتسع السبيل إلى ذلك .. فرحت أنبش سيرة السلف الصالح وموقفهم , بدءاً من عصر الصحابة فما بعد ,واستجلى – من جديد –موقفهم من آثار النبوة , سواء منها العائدة إلى شخص رسول الله أو ذات الدلالة على رسالته ونبوته , فلم أجد إلا الإجماع بدءاً من عصر رسول الله على مشروعية التبرك بآثاره , بل رأيت الصحابة كلهم يسعون ويتنافسون على ذلك .. ولا ريب أن مشايخ نجد يعلمون ما نعلمه جميعاً من ورود الأحاديث الصحيحة الثابتة فى الصحيحين وغيرهما , المتضمنة تبرك الصحابة بعرق رسول الله وشعره ووضوئه وبصاقه والقدح الذى كان يشرب فيه , والأماكن التى صلى فيها , وجلس أو قال فيها .
ولا نشك فى أنهم يعلمون كما نعلم أن عصور السلف الثلاثة مرت شاهدة بإجماع على تبرك أولئك السلف الثلاثة مرت شاهدة بإجماع على تبرك أولئك السلف بالبقايا التى تذكرهم برسول الله من دار ولادته , وبيت خديجة رضى الله عنها , ودار أبى أيوب الأنصارى التى استقبلته فنزل فيها فى أيامه الأولى من هجرته إلى المدينة المنورة , وغيرها من الآثار كبئر أريس وبئر ذى طوى ودار الأرقم ... ثم إن الأجيال التى جاء ت فمرت على أعقاب ذلك كانت خير حارس لها وشاهد أمين على ذلك الإجماع .
ثم إن العالم الإسلامى كله يفاجأ اليوم بهذه البدعة التى يمزق بها أخوتنا مشايخ نجد إجماع سلف المسلمين وخلفهم إلى يومنا هذا , فدار ولادة رسول الله تهدم وتحول إلى سوق للبهائم , ودار ضيافة رسول الله تحول إلى مراحيض .. وتمر أيدى المحو والتدمير على كل الآثار التى تناولت أجيال المسلمين كلهم شرف رعايتها والمحافظة عليها .
والأعجب من هذا كله أن مشايخ نجد يرون مدى استنكار العالم الإسلامى وغليانه الوجدانى , لهذه البدعة التى تزدرى إجماع المسلمين من قبل وتستخف بمشاعرهم الإيمانية , دون أن يتوجهوا إليهم بكلمة يبررون فيها عملهم ويشرحون فيها وجهة نظرهم . إذ المفروض – إذا كانوا هم المصيبون فى عملهم هذا وعلماء العالم الإسلامى قاطبة جاهلون ومخطئون –أن يتوجهوا إليهم ببيان هذا الذى يعرفونه , حتى يتنبهوا إلى خطئهم ويتحولوا إلى الصواب الذى امتازوا وانفردوا عن العالم كله بمعرفته .. وبذلك يكسبون أجر هدايتهم وإرشادهم إلى الحق الذى تاه عنه المسلمون خلال أجيالهم المتصرمة كلها .
وإنى لأروى بهذه المناسبة القصة التالية التى بدأت ثم لم تتم .
تشاكينا , أنا وصديقى الأجل الأستاذ الدكتور عبد الله بن المحسن التركى , فى لقاء بمناسبة مؤتمر عقد فى إحدى بلادنا العربية هذه , تشاكينا هذا الوضع المؤلم الذى كاد أن يستولد من أرض نجد إسلاماً جديداً لا عهد للسلف الصالح به , ومن ثم فقد أصبح هذا الوضع سبباً لأسوأ مظاهر التناحر والشقاق فى العالم الإسلامى , بل فى جل المراكز الإسلامية فى أوربا وأمريكا.
قال لى الدكتور عبد الله : حقاً إنه لوضع مؤسف . فما الحل ؟
قلت : الحل هو أن نتحاور مع هؤلاء الإخوة ونتجاذب أطراف البحث طبق موازين العلم , فإذا تحقق الإخلاص وخلت المقاصد من الشوائب , فإن العلم يهدى إلى الحق , والحق يدعو إلى الوفاق
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 06-28-2010 الساعة 10:42 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نصيحة بين يدي شهر رجب عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 3 05-12-2013 05:58 PM
رسالة لإخواننا في هذه الطريقة محب الاولياء رسائل ووصايا في التزكية 13 12-13-2012 03:14 PM
ماهو التقييم وكيفية اضافة تقييم للعضو عبدالقادر حمود قسم الحاسوب 0 09-22-2010 12:59 PM
أبو علي الصدفي شيخ علماء الأندلس عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 08-10-2010 02:01 PM
تقييم محبة أبو أنور ملتقى الأعضاء 8 05-02-2009 03:36 PM


الساعة الآن 11:15 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir