أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعملت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-2014
  #1
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
افتراضي فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 170

وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)
قولُه ـ تباركت أسماؤه: {والذين يُمَسّكُونَ بالكتاب} أَيْ يَتَمَسَّكونَ بِهِ في أُمورِ دينِهم، وهو من مَسَكَ بالشَيْء وتمسَّكَ بِه، قال مجاهد وابنُ زَيْدٍ: هُمُ الذين آمنوا مِنْ أَهْلِ الكتابِ كَعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ وأَصْحابِهِ، تمسكوا بالكتاب الذي جاءَ بِهِ مُوسى ـ عليْهِ السَلامُ ـ فلم يُحَرِّفوهُ ولم يَكْتُموهُ ولم يَتَّخِذوهُ مَأْكَلَةً، وقالَ عَطاء: هُمْ أُمَّةُ محمَّدٍ ـ صلى الله عليه وسَلَّمَ ـ والمُرادُ مِنَ الكِتابَ القًرآنُ الكريم. قولُه: {وأقاموا الصلاة} يَعني وداوَمُوا على إقامَتِها في مَواقِيتِها. وإنَّما أَفْرَدَها بالذِكْرِ مع أَنْها داخلةٌ في التَمَسُّكِ بالكتابِ تَنْبيهاً على عِظَمِ قَدْرِها، وأَنها مِنْ أَعْظَمِ العِباداتِ بعدَ الإيمانِ باللهِ وبِرسولِهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم. قال الإمامُ القشيري: "يمسكون بالكتاب" إيماناً، و "أقاموا الصلاة" إحْساناً، فبالإيمانِِ وَجدُوا الأَمَانَ، وبالإحسانِ وجدوا الرِضوان؛ فالأَََمانُ مُعَجَّلٌ والرِضْوانُ مُؤَجَّلٌ. ويقالُ "يمسكون بالكتاب" سَبَبُ النَّجاةِ، وإقامةُ الصَلاةِ تَحَقُّقُ المُناجاةِ. فالنَجاةُ في المآلِ والمٌناجاةُ في الحال.
قولُه: {إنا لا نضيع أجر المصلحين} قال ابنُ عبّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما: عملوا الصالحات فيما بينهم وبين ربّهم، وقال: العمل الصالح يكون فيه أربعة أشياء: العلم، والنيَّةُ، والصبرُ، والإخلاصُ. وقال سَهْلُ بْنُ عبدِ اللهِ التستريُّ: لَزِمُوا السُنَّةَ؛ لأنَّ عملَ المبتدعِ لا يكونُ صالحاً. وقيل: أَدُّوا الأمانةَ، يَدُلُّ عليهِ قولُهُ تعالى في سورة الكهف: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً} الآية: 82. أيْ أًميناً. وقيل: تابوا، ودليلُهُ قولُهُ تعالى في سورة يوسف: {وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ} الآية: 9. أيْ التائبين.
وقد نَزَلَتهذه الآية في الذين أَسْلَموا مِنْ أَهْلِ الكِتابِ مِثلَ عَبْدِ اللهِ ابنِ سَلامٍ وأصحابِهِ لأنهم تمسكوا بالكتاب الأَوَّلِ ولم يحرِّفوه ولم يُغيروه فأدى بهم ذلك المسك إلى الإيمان بالكتاب الثاني وهو القرآن الكريم.
قوله تعالى: {والذين يُمَسِّكُونَ} الذين: محلُّه الجرِّ عطفاً على قولِه في الآية السابقة: {للذين يتقون}، أي: ولَدارُ الآخرةِ خيرٌ للمُتَّقين وللمُتَمَسِّكين، والأظهرُ أَنَّهُ مُبتدأٌ، أَمّا خَبرُهُ فهو إمَّا جملةُ "إنَّا لا نُضيع أَجْرَ المُصْلحين" والرابُطُ ضميرٌ محذوفٌ تَقديرُه: المُصْلحين منهم، وهذا على قواعِدِ جمهورِ البَصْريين, وقواعِدِ الكُوفِيّين تَقتَضي أَنَّ "أل" قائمةٌ مَقام الضَميرِ والتقديرُ: أَجْرُ مُصْلِحيهم، وهو كقوله في سورة النازعات: {فَإِنَّ الجنَّةَ هِيَ المأْوى} الآية: 41، أيْ: مَأْواهُ، وكقولِهِ في سورة ص: {مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبوابُ} الآية: 50، أَيْ أَبوابُها، وكقولِهِ في سورةِ الرُومِ: {في أَدْنَى الأرضِ} الآيةُ: 3، أيْ أَرْضِهم، إلى غيرِ ذلك. ويرى الأخفشُ أنَّ الرابِطَ هو تَكَرُّرُ المُبْتَدَأِ بمعناه نحو: زيدٌ قامَ أَبو عَبْدِ اللهِ، وهذا كما يُجيزه في الموصول نحو: أَبو سعيدٍ الذي رَوَيْتُ عَنِ الخدريّ، والحجَّاجُ الذي رأيتُ ابْنُ يُوسُفَ. أمّا الرابط عند أبي البقاءِ فهو العُمُومُ في "المُصْلحين"، قال: وإن شِئْتَ قلتَ: لمَّا كان المُصلِحونَ جنساً والمبتدأُ واحدٌ مِنْه اسْتَغْنَيْتَ عَنْ ضَميرٍ. قلت : العمومُ رابطٌ من الروابط الخمسة وعليه قولُ الشاعر من الطويل:
ألاَ ليْتَ شِعْرِي هَلْ إلى أمِّ سالمٍ ...... سبيلٌ؟ فأمَّا الصَّبْرُ عَنْهَا فلا صَبْرَا
ومنه: نِعْم الرجلُ زيدٌ. على أَحَدِ الأَوْجُهِ. والوجهُ الثاني مِنْ وَجْهَيْ الخبرِ أَنَّهُ محذوفٌ تَقديرُهُ: والذين يُمَسِّكون مَأْجورونَ أوْ مُثابونَ ونحوه.
قولُه: {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} هذه الجملةُ خبرٌ عنِ الذين "يُمَسِّكون"، والمصلحون هم، والتقدير: إنَّا لا نُضيعُ أَجْرَهُم لأنَّهم مُصْلِحونَ، فَطَوى ذكرَهم اكْتِفاءً بِشُمولِ الوَصْفِ لهم، وثناءً عليهم على طريقةِ الإيجازِ البَديعِ.
قرأ العامَّة: {يُمَسِّكون} بالتَشْديدِ مِنْ مَسَّكَ بمَعنى تمسَّكَ، أي: إنَّ فَعَّل بمعنى تَفَعَّل، وعلى هذا فالباءُ للآلَةِ كَما هِي في: تمسَّكْتُ بالحَبْلِ. وقرأَ أَبو بَكْرٍ ابنُ الأنباريِّ عَنْ عاصِمٍ "يُمْسِكونَ" وحُجَّتُه قولُهُ تبارك وتعالى في سورة البقرة: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ} الآية: 229. وقولُه في سورة الأحزاب: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} الآية: 37. وقولُه في سورة المائدة: {فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} الآية: 4. قالَ الواحدي: والتَشْديدُ أَقوى، لأنَّ التَشديدَ للكَثْرَةِ وهَهُنا أُريدَ بِهِ الكَثْرَةُ، ولأنَّه يُقالُ: أَمْسكتُهُ، وقلّما يُقالُ أَمْسكْتُ بِهِ. ورُوِيتْ عَنْ أبي عمرو وأبي العالية كذلك بِسُكونِ الميمِ وتَخفيفِ السِينِ مِنْ أَمْسَك، وهما لغتان، يُقالُ: مَسَكْتُ وأَمْسكْتُ، وقدْ جمعَ كَعْب بْنُ زُهيرٍ بَيْنَهُما في قولِهِ:
ولا تُمَسِّكُ بالعَهْدِ الذي زَعَمَتْ ........ إلا كما يُمْسِكُ الماءَ الغرابيلُ
ولكنَّ أَمْسَكَ مُتَعَدٍّ. قال تعالى: {وَيُمْسِكُ السماءَ} فعلى هذا مفعولُه محذوفٌ تقديرُه: يُمْسِكون دينَهم وأعمالهم بالكتاب. فالباءُ يجوزُ أَنْ تَكونَ للحالِ وأَنْ تَكونَ للآلة، أي: مُصاحِبين للكِتابِ، أيْ لأَوامِرِهِ ونواهِيهِ.
وقرأَ الأعمشُ وعبد الله ابنُ مسعودٍ "اسْتَمْسَكوا". وَقَرَأَ أُبَيّ "تَمَسَّكُوا" ماضيَيْن.
__________________
أنا روحٌ تضمّ الكونَ حبّاً
وتُطلقه فيزدهر الوجودُ
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 174 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 12-05-2014 01:28 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 98 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-22-2014 03:38 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:46 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:41 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 96 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:33 AM


الساعة الآن 12:59 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir