في الحلقة 29 من السيرة النبوية بقناة العربية
إرهاصات اقتراب وفاة النبي في خطبة الوداع وآية اكتمال الدين




[imgr]http://www.alarabiya.net/files/image/large_46268_57445.jpg[/imgr]










دبي - العربية.نت

بعد 81 يومًا من خطبة الوداع في بطن جبل عرفات، انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى.

مرحلة مهمة في تاريخ الدعوة الإسلامية، تتناولها الحلقة 29 من السيرة النبوية اليوم الإثنين 29-8-2008 في الساعة 5.30 بتوقيت مكة، 2.30 بتوقيت جرينتش.

تتعلق هذه المرحلة بحجة الوداع التي ألقى فيه النبي خطبته الشهيرة، وبعد أن فرغ منها نزل عليه قولُه تعالى‏:‏ ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا‏}‏.

كانت هذه الآية كما يقول د. عبد الصبور شاهين إرهاصًا بدنو أجل النبي، فبكى كثيرون، بعد ما استشعروا وفاة النبي صلوات الله عليه وسلامه، وكل ما في الموقف يشير إلى ذلك، وكلامُه كلامُ مُودِّع.


إشارات دنو الأجل

ويقول معلق برنامج السيرة النبوية إنه في السنة العاشرة من الهجرة بدأت تصدُرُ عن رسول الله إشاراتٍ بأن الأجَل دنا، فقد تحقق ما وعده به ربُّه، ومضتْ على الدعوة اثنتان وعشرون سنة، عانى فيها ألوانًا من المتاعب، لكنه أنجز ما لم تحقِقْه أيُّ دعوةٍ في التاريخ.

فها هو يرى الناسَ يدخلون في دين الله أفواجًا، وهاهي جزيرة العرب تَدين بالولاءِ للإسلام، وهاهي جيوش المسلمين تردع كلَّ طامعٍ وغادرٍ على تخوم الجزيرة، وتستعد لتلاحقَهم خارجَها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يودِّع الناسَ الذين آمنوا به بلقاءٍ شامل كبير، وليس أفضلَ من الحج لمثل هذا الوَداع.

وفي شهر ذي القعدة من تلك السنة أعلن النبي صلى الله عليه وسلم في الناس نيتَه بالحج، فأقبلتْ عشراتُ الألوف من المسلمين من كل صوْب.

يعرض البرنامج لقطات لمسجد نمرة مصحوبًا بصوت الباحث الإسلامي حسن شاهين قائلاً: نحن الآن أما مسجد مهم جدًا في مناسك الحج وله علاقة وتاريخ بشعائره التي قام بها النبي محمد.


خطبة الوداع

نزل النبي صلى الله عليه وسلم عند نَمِرَة، حتى إذا زالت الشمس ركب راحلته إلى بَطْنِ عَرَفة، وقد اجتمع حوله نحوُ مائة وعشرين ألفًا من الناس، فألقى فيهم خُطبَتَهُ الجامعة، خطبةَ المُوَدِّع، وأراد فيها أن يُبَدِّدَ آخرَ مخلَّفات الجاهلية في النفوس، ويؤكدَ على آداب الإسلام وأحكامِه. وكان المنادون يكررون ما يقولُه رسولُ الله ليسمعَ الناس.

وبعد الخُطبة أذَّن بلال، ثم أقام، فصلى رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ثم ركب ناقته حتى أتى الموقف، فوقف عند الصَّخَرَات أسفل جبل الرحمة، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفًا حتى غَرُبت الشمس.

ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه المسلمون، حتى أتى المُزْدَلِفَة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ثم اضطجع حتى طلَع الفجر، فصلى الفجر، ثم ركب ناقته حتى أتى المَشْعَرَ الحرام، فاستقبل القبلة، فدعا وكبَّرَ وهلّلَ ووحّد.

ثم انتقل النبي من مزدلفة إلى مِنى، قبل أن تطلع الشمس، وسار حتى أتى الجمرة الكبرى، وتسمي جمرة العَقَبَة، فرماها بسبع حَصَياتٍ، يكبِّرُ مع كل حَصاة، ثم ذهب إلى المَنْحَر، ونَحَرَ هَدْيَهُ هناك.

ثم أفاض رسول الله إلى المسجد الحرام، فصلى الظهر، ثم خطب بالناس يومَ النحر، عاشرَ ذي الحِجّة، وعاد إلى مِنى، وأقام فيها أيامَ التشريق، يؤدي المَناسك ويُعلِّمُ الشرائع، ويَذكُرُ الله.

ثم عاد من مِنى، إلى المسجد الحرام، فطاف به طواف الوَداع،‏ ولما قَضى مناسِكَهُ حَثَّ الرِكاب إلى المدينة المطهرة، ليستأنفَ الدعوة إلى الله ويضعَ اللمساتِ الأخيرةَ في ذلك البناء الشامخ.