أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رب يسر وأعن

قال أبو عبد الله محمد بن علي (الحكيم التَّرمذي ) : أما بعد : فإن بعض أهل العلم والفقه سألني عن بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب ، وما وراءها من الشَّغاف ومواضع العلوم ، وأُحبُ أن أشرح له بتوفيق الله تعالى إذ هو مُيّسر كل عسير وبه أستعين .
القلب :
اعلم ، زادك الله فقهاً في الدين ، أن اسم القلب اسم جامع يقتضي مقامات الباطن كلها ،وفي الباطن مواضع منها ما هي خارج القلب ومنها ما هي من داخل القلب ،فأشبه اسم بالقلب اسم العين ، إذ العين اسم يجمع ما بين الشفيرتين من البياض والسواد والحدقة والنور الذي في الحدقة . وكل واحد من هذه الأشياء له حكمٌ على حدة ومعنى غير معنى صاحبه ، إلا أن بعضها معاونة لبعض ، ومنافع بعضها متصلةٌ ببعض ؛ وكل ما هو خارج فهو أساس الذي يليه من الداخل ، وقوام النور بقوامهن ، وكذلك اسم الحرم اسم جامع للحرم من حوالي مكة والبلد والمسجد والبيت العتيق ، وفي كل موضع مناسك غير ما يكون في الموضع الآخر ، وكذلك اسم القنديل اسم جامع للزجاجة ، وفي القنديل موضع الماء غير موضع الفتيلة ، وموضع الفتيلة غير موضع الماء ، وهو داخل موضع الماء ، والفتيلة هي التي يكون فيها النور ، وموضع الفتيلة دهن ليس فيه ماء ، وصلاحه بصلاح هذه الأشياء كلها ، إذا نقص منها واحد فسد ما سواه .
فاعلم ، زادك الله فقها في الدين ، أنّ لهذا الدين أعلامٌ ومنازل ، ولأهله فيه مراتب ، وأهل العلم فيه درجات . قال الله تعالى : " وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ " ، وقال تعالى : " َفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ " . وكل علم هو أرفع فموضعه في القلب هو أركن وأخصّ وأحرز وأخفى وأستر ، ولكن ذكر اسم القلب ينوب عن ذكر سائر المقامات عند عامة الناس .
ولكن الصدر :
في القلب هو في مقلم القلب بمنزلة بياض العين في العين ، ومثل الذي يحوط بمكة ، ومثل موضع الماء في القنديل ،فهذا الصدر موضع دخول الوسواس والآفات .
والذي يدخل في الصدر قلما يشعر به في حينه ، وهو موضع دخول الغل والشهوات والمُنى والحاجات ، وإنه يضيق أحياناً وينشرحُ أحياناً ، وهو موضع ولاية النفس الأمارة بالسوء ، ولها فيه مدخل و تتكلف أشياء و تتكبر وتُظهر القدرة من نفسها . وهو موضع نور الإسلام ، وموضع حفظ العلم المسموع الذي يُتعلم من علم الأحكام والأخبار وكل ما يُعبّر عنه بسان العبارة ، ويكون أول سبب الوصول إليه التعلم والسمع . وإنما سُمّي صدراً لأنه صدر القلب ، وأول مقامه كصدر النهار الذي هو أوله. ويصدر منه وساوس الحوائج ، وفكر الشغال تصدر منه إلى القلب أيضاً إذا استقرت وطالت المدة .
والصدر مكان الإنشراح ومكان الحرج ومكان الضيق ومكان الإخفاء والإبداء ومكان الابتلاء ومكان الغل ومكان الشفاء ومكان القلب ومكان السر والعلن ومكان الآيات البينات ومكان الكبر ومكان الحاجة ومكان شدة الرهبة ومكان الوسوسة ومكان التحصيل .
أما القلب
فهو المقام الثاني فيه ، وهو داخل الصدر ، وهو كسواد العين الذي هو داخل العين ، وهو البياض ، وكبلد مكة الذي هو داخل الحرم ، وكموضع الفتيلة من القنديل .
وهو معدن نور الإيمان ونور الخشوع والتقوى والمحبة والرضا واليقين والخوف والرجاء والصبر والقناعة ، وهو معدن أصول العلم ولأنهُ مثل عين الماء والصدر مثل الحوض ، يخرج من العين إليه الماء ، كالصدر يخرج من القلب إليه العلم ، أو يدخل من طريق السمع إليه . والقلب يهيج منه اليقين والعلم والنية ، حتى يخرج إلى الصدر .
فالقلب هو الأصل والصدر هو الفرع ، وإنما يُتأكد بالأصل الفرع ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمالُ بالنيات " ، ففسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العمل الذي تعمله النفس إنما يرتفع مقداره بنية القلب ، وتضاعف الحسنة على قدر النية .
والعمل للنفس ، ومنتهى ولايتها إلى الصدر بنية القلب وولايته .
وليس القلب في يد النفس رحمةً من الله تعالى ، لأن القلب هو ملك الملك والنفس هي المملكة ، والجوارح رعيته ، وبفساد الملك تفسد الرعية ، وصلاح الملك صلاحٌ للرعية .
فالصدر للقلب كالميدان للفارس ،. ولهذا فإن صلاح الجوارح بصلاح القلب وفسادها بفساد القلب ، فالقلب بمنزلة السراج وصلاح السراج بالنور ، وذلك النور نور التلقي واليقين ، لأنه إذا خلا عن هذا النور كان القلب بمنزلة مسرجةٍ طُفيء نور سراجها . وكل عملٍ جاء من النفس من غير قلب فإنه ليس بمعتبر في حكم الآخرة ، وليس بمؤاخذ صاحبه إن كان معصية ولا مُثاب إن كان طاعة ، كما قال الله تعالى : " يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ " .
والقلب مكان نزول الوحي الإلهي ومكان الاطمئنان الإبراهيمي وهو مكان الانشراح ومكان الهداية ومكان الإيمان ومكان التقوى ومكان الأسرار و الإسرار ومكان الامتحان ومكان الرأفة والرحمة والرهبانية .
والقلب أيضاً مكان الغفلة و مكان الغلظة و مكان الغل و مكان التقلب و مكان الختم و مكان الزينة و مكان إلقاء الرعب و مكان التمحيص ( التمييز )و مكان الحسرة و مكان النفاق و مكان الران .
ومن أنواعه : القلب السليم و القلب المنيب و القلوب المؤلفة و القلب المطمئن و القلب الوجل و القلب المخبت و القلب الطاهر و القلب المؤيد و القلب الصائغ .
وأيضاً القلب الغليظ و القلب المريض والقلب القاسي والقلوب الغُلف والقلب الزائغ والقلب المطبوع والقلب المرتاب والقلب المنصرف والقلب المُنكِر والقلب المُقفل والقلب الشتيت والقلب الواجف ( القلق المتحير ) .
ومَثَل الفؤاد
في القلب كمثل الحدقة في سواد العين ، وكمثل المسجد الحرام في داخل مكة ، وكمثل الفتيلة في موضعها وسط القنديل .
وهذا الفؤاد موضع المعرفة وموضع الخواطر وموضع الرؤية ، وكلما يستفيد الرجل يستفيد فؤاده أولا ، ثم القلب .
والفؤاد في وسط القلب كما أن القلب في وسط الصدر ، مثل اللؤلؤة في الصدف .
والفؤاد مكان التثبيت ومكان المسائلة ومكان تصديق الرؤيا ومكان الإصغاء ومكان الهوى ومكان الاضطلاع ، ومن أنواعه الفؤاد الفارغ والفؤاد الثابت والفؤاد المصدق .
ومَثَل اللب
في الفؤاد كمثل نور البصر في العين ، وكمثل نور السراج في فتيلة القنديل ، وكل واحد من هذه الأشياء الخارجة وقاية وستر للذي يليه من الداخل ، وكل واحد منهن يُشاكل الباقيات الآُخر، فهي أشكال متعاونات قريبة المعاني بعضها من بعض ، موافقات غير مُخالفات ، لأنها أنوار الدين والدين واحد ، وإن كان مراتب أهله تختلف وتتنوع . وهذا اللب موضع نور التوحيد ونور التفريد ، وهو النور الأتم والسلطان الأعظم .






هذا من كتاب الحكيم الترمذي الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب بتصرف ..
منقول
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين DVD و CD admin قسم الحاسوب 0 10-30-2013 02:19 PM
الفرق بين المسلم والإسلامى عبدالقادر حمود مقالات مختارة 5 06-11-2013 01:23 PM
قم جد السير أبو أنور الصوتيات والمرئيات 1 02-22-2011 07:25 PM
اللسان الذاكر والقلب الشاكر نوح المواضيع الاسلامية 0 12-19-2010 02:14 PM
التمر غذاء مثالي وواق طبيعي من أمراض البطن والوزن والقلب عبدالقادر حمود القسم العام 2 08-24-2010 05:59 PM


الساعة الآن 11:49 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir