المشيخة وشروطها
تنقسم كل عشيرة غالبا الى اربع طبقات الاولى الشيوخ والثانية الرواسي او الكبراء والثالثة العامة ويتساوى ابناء هذه الطبقات الاجتماعية في جميع الحقوق مهما اختلفت مراتبهم فلا فضل في عالم البداوة لاحد على احد الا انه على راس كل فرقة رئيس يدعى شيخا وشيوخ الفرق خاضعون لشيخ العشيرة وشيوخ العشائر لشيخ القبيلة المعروف عندهم بشيخ المشايخ او العليم ولا يمتاز الا بكونه مقدما على اقرانه ومكلفا بالادارة والقيادة وله حق اعلان الحرب او عقد الهدنة او ابرام الصلح مع العشائر الاخرى والمشيخة عندهم تنتقل بالارث الى الاولاد فالاحفاد وكثيرا ما يكون ولي عهد الشيخ طفلا وهو شيخ ويبقى تحت وصاية احد اقاربه المتنفذين حتى يبلغ سن الرشد على ان المشيخة ليست بالارث وحده بل بالاستحقاق ايضا فلا يصير ابن الشيخ شيخا ما لم تتوفر فيه الشروط ولا يستحق المشيخة وينالها الا من كان بين رجال الاسرة المتمشيخة او العشيرة اذكاهم جنانا واكثرهم معرفة وسدادا واطلقهم لسلنا وبيانا وافرسهم يوم الطعن والنزال واغناهم بالرزق والمال وابسطهم يدا بالكرم واقراء الضيف واقدرهم على رفع الضيم والحيف واوفرهم بعدد الاقرباء والانسباء والحواشي والمواشي واعرفهم بمخاطبة الدول والحكام واقدرهم على حل المشكلات لدى اولياء الامور والشيوخ او رؤساء العشائر الرحل كانوا يعينون بقرار من السلطة الحاكمة ويمكن عزلهم اذا اخلو ا بالامن العام او تمردو على الانظمة والقوانين النافذة او استبدوا وعتوا حتى قيام العشيرة كلها لطلب عزله والمقام الاول عند البدو في المشيخة للجدارة الشخصية ومن المفروض ان يمتاز الشيخ بالاريحية والنجدة والبسالة ورجاحة الفكر مع طلاقة اللسان والوجه والحلم عند الغضب وطول الاناة ورباطة الجاش وقد سؤل احد الكبراء كيف يصبح الشيخ شيخا فقال وهو يهز سيفه \\\ بالفهم السوي والزند القوي \\\
نقلا عن كتاب وصفي زكريا عشائر الشام صفحة 185