أدب الضيافة
كانت المضافة العربية نادي اعلام وتثقيف يسمع فيه الرجال اخبار المعمورة والحوادث الطارئة مليح القول والشعر الشعبي وحل المنازعات وتناول القهوة العربية
يقيم المضافة كبير القوم وكرام الناس وتكاليفها ليست قليلة وبيت المضاف مقصد كل الناس ومثال هذه المضافات عند العقيدات مضافة ابن هفل ومضافة ابن نجرس ومضافة ابن جراح ومضافة ابن دندل وغيرها كثر في ديار العقيدات ومن ساكنهم من العشائر الكريمة الاخرى
ويقوم على تقديم القهوة للرجال الساقي او القهوجي الذي يجلس بجانب الموقد اوالنفيلة ويعد القهوة بدلال متنوعة هي
القمقوم والخادم والمصبات ويتبعها النجر والمحماس والفناجين والزمزمية والصينية والبيج ولا يجوز للقهوجي تخطي الرجال لان القهوة هي لكل الجالسين ولا يحرم منها الا من اتى بجرم شائن ومن الشعر الذي يخص القهوة قولهم
دلة مابها هيل وبهار مثل الشواة اللي قليل دسمها
دلة مابها هيل وبهار مثل العجوز اللي خبيث نسمها
ويحفظ اهل الفرات قصائد القهوة في مضارب القبائل المجاورة ومنها قصيدة تقول
قم سو ما يصبغ الصين لذياب بدلال يشدن البطوط المحاديب
واحمس ليامن العرق فوقهن ذاب واستد ما يجذب عليه من الشراريب
لياصبغ فنجانهاكنه خضاب ورس صبغ بكفوف بيض الرعابيب
صبه لمن قاد النشامى عالجناب له مفرس يشبع به النسر والذيب
وثنه للي لياصارللغوش ضبضاب يرخص حياته دون زمل الرعابيب
والثالث للي ليالفته ركاب قدام بيته قول مجزر قصاصيب
واحذر تراعيي كل من كان سباب ولا من ركس عرضه بشين العذاريب
واياك تعطي من بالاقوال كذاب ولا من هفا في واجبات المعاذيب
ولا من عدا للجار والضيف نهاب يستاهل الفنجان من يفعل الطيب
ووفقا لهذه الحكمة والقصيدة يفضل القهوة لعقيد القوم وللشجاع وللكريم وبالترتيب ويحرم من القهوة الشتام للناس والقواد والكاذب في قوله والبخيل وسارق الجار
وياخذ الضيف مكان الصدارة في المجلس ويقرى بافضل ما يتوفر لدى المضيف وليس لاحد ان يسال الضيف قبل ثلاث ليال الا لطلب الحديث والقول الحسن
يقول شاعر
عقب العشا يرهم على الضيف نشدات ومعلوم ان اسم المعزب يسيلة
طرايف ولا القصايد كثيرات والصدق ما يجزع فهيم حكيله
وادب الضيافة هذا ليس حكرا على العقيدات او عرب الفرات بل هو عادة عربية عند كل القبائل العربية