ثامناً: عقابُ القَتَلَة، وانتهاء القصَّة:
نعم لقد أجمع المؤرِّخون الثقات والمعتمدون عند أهل السنة أنه ما من أحد شارك في قتل الحسين إلا مات ميتة سوء.
آ ـ قرة بن خالد قال: سمعت رجاء العطاردي قال : كان لنا رجل من بلجهيم قدم الكوفة فقال:ما ترون هذا الفاسق بن الفاسق قتله الله ـ يعني الحسين بن علي عليهما السلام ـ فرماه الله بكوكبين من السماء، فطمس بصره" الطبراني 283، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
ب ـ قال عطاء بن مسلم الحلبي قال السدي: أتيت كربلاء تاجراً، فعمل لنا شيخ من طيئ طعاماً فتعشينا عنده. فذكرنا قتل الحسين، فقلت: ما شارك أحد في قتله إلا مات ميتةَ سوء. فقال: ما أكذبكم. أنا ممَّن شارك في ذلك. فلم نبرح حتى دنا من السراج وهو يتقد بنفط، فذهب يخرج الفتيلة بأصبعه، فأخذت النار فيها، فذهب يطفئها بريقه، فعلقت النار في لحيته، فعدا فألقى نفسه في الماء، فرأيته كأنه حممة". سير أعلام النبلاء للذهبي3/315.
ج ـ قتل عبيد الله بن زياد يوم عاشوراء سنة سبع وستين:
قال يزيد بن أبي زياد، عن أبي الطفيل: عزلنا سبعة رؤوس، وغطَّينا منها رأس حصين بن نمير وعبيد الله بن زياد، فجئت فكشفتها. فإذا حية في رأس عبيد الله تأكل.
وصحَّ من حديث عُمَارة بن عُميرة قال:" فجئت برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه فأتيناهم وهم يقولون: قد جاءت قد جاءت. فإذا حية تخلل الرؤوس، حتى دخلت في منخر عبيد الله. فمكثت هنيهة، ثم خرجت وغابت، ثم قالوا: قد جاءت قد جاءت، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثاً". الترمذي(387)، وقال: حديث حسن صحيح.
لقد انتهى الأمر عند أهل السنة جريمة نكراء سوداء بشعة في تاريخ الإسلام مضافة إلى جرائم قتل الخلفاء العظام ، عمر، وعثمان، وعلي، سادة هذه الأمة وقادتها.
ورأي أهل السنة أنَّ القتلة عاقبهم الله جميعاً، وانتهى الأمر.
ونتوجه بسؤالين إلى أبناء هذه الأمة من الشيعة:
* كيف يستقيم في المنهج عندكم أن يتوج أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي، قاتل عمر رضي الله عنه في أبشع جرائم التاريخ، ويكون له المقام والتعظيم عندكم، ويطوف الناس حوله؟
* وكيف يستقيم شرخ الأمة من أجل قتل الحسين وتحميل وِزْرِ قتله إلى الأمة كلها إلى قيام الساعة؟!!
هلمُّوا إلى الحق. وأنيبوا إليه، ولا تجعلوا مقتل الحسين، ديناً تتقرَّبون فيه إلى الله ببغض الأمة كلها وتحميلها وزْر قتله. واقتدوا بالحسين عليه السلام القائل:" اللهم احكم بيننا وبين قومنا بالحق، دعونا لينصرونا ثم يقتلوننا".
وأخيراً نضع كلام الذهبي الذي يمثل رأي أهل السنة كما قال :" الشيعي لا يطيب عيشه حتى يلعن هذا ودونه، ونحن نبغضهم بالله، ونبرأ منهم ولا نلعنهم، وأمرهم إلى الله" سير أعلام النبلاء 3/546.
{ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت، ولكم ما كسبتم، ولا تسألون عما كانوا يعملون}.
* * *
.................................................. .............................