أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-2009
  #1
أبو يوسف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 518
معدل تقييم المستوى: 16
أبو يوسف is on a distinguished road
كرامات الأولياء ومواهبهم

:extra37:
كرامات الأولياء ومواهبهم

قال الله تعالى: (ألاَ إنَّ أولياءَ اللّهِ خَوفُ عليهم وَلا هم يَحزَنونَ. الذينَ آمَنوا وكانُوا يتَّقونَ. لهمُ البُشَرى في الحَياةِ الدنُّيا وَفي الآخرَةِ لا تَبديل لِكلماتِ اللّهِ ذلكَ هَو الفَوزُ العظيم).

اعلم أن مذهب أهل الحق إثبات كرامات الأولياء وأنها واقعة موجودة مستمرة في الأعصار ويدل عليه دلائل العقول وصرائح النقول.

أما دلائل العقل فهي أمر يمكن حدوثه ولا يؤدي وقوعه إلى رفع أصل من أصول الدين فيجب وصف الله تعالى بالقدرة عليه وما كان مقدورا كان جائز الوقوع.
وأما النقول فآيات في القرآن العظيم وأحاديث مستفيضة.
أما الآيات فقوله تعالى في قصة مريم.
(وهزَّي إليكِ بجذعِ النَّخلةِ تُساقِط عليكِ رُطبَاً جنيًّا).
قال الإمام أبو المعالي رحمه الله تعالى إمام الحرمين ولم تكن مريم بنبية بإجماع العلماء وكذا قاله غيره بل كانت ولية صديقة كما أخبر الله تعالى عنها.
وقوله تعالى: (كلَّما دخَلَ علَيها زكريَّا المِِحرابَ، وَجَدَ عِندها رزقاً، قالَ يا مريمُ أنَّى لكِ هذا قالت هوَ من عندِ اللّهِ).
ومن ذلك قصة صاحب سليمان عليه السلام حيث قال: (أنَا آتِيك بهِ قبلَ أن يَرتدَّ إليكَ طرفُك).
قال العلماء ولم يكن نبيا. ومن ذلك ما استدل به إمام الحرمين وغيره من قصة أم موسى. ومن ذلك ما استدل به أبو القاسم القشيري من قصة ذي القرنين.
واستدل القشيري وغيره بقصة الخضر مع موسى عليه السلام قالوا ولم يكن نبيا بل وليا وهذا خلاف المختار والذي عليه الأكثرون أنه كان نبيا. وقبل كان نبيا رسولا وقيل كان وليا وقيل ملكا. وقد أوضحت الخلاف فيه وشرحته في تهذيب الأسماء واللغات وفي شرح المهذب. وفي ذلك قصة أهل الكهف وما اشتملت عليه من خوارق العادات.
قال إمام الحرمين وغيره ولم يكونوا أنبياء بالإجماع.

وأما الأحاديث فكثيرة منها حديث أنس أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحدا حتى أتى أهله. أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الصلاة وفي علامات النبوة هذان الرجلان عباد بن البشر وأُسيد بن حضير بضم أولهما وفتح ثانيهما. وحُضير بضم الحاء المهملة وبالضاد المعجمة.
ومنها حديث أصحاب الغار الثلاثة الذين أووا إلى الغار فأطبقت صخرة عليهم بابه فدعا كل واحد منهم بدعوة فانفرجت عنهم الصخرة وهو مخرج في صحيحي البخاري ومسلم.
ومنها حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في قصة جريج أنه قال للصبي الرضيع من أبوك قال فلان الراعي وهو مخرج في الصحيح.
ومنها حديث أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :(( لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر( وفي رواية )قد كان فيمن قبلكم من بني إسرائيل يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ))رواه البخاري في صحيحه.
ومنها الحديث المشهور في صحيح البخاري وغيره في قصة خُبيب الأنصاري بضم الخاء المعجمة رضي الله تعالى عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقول ابنة الحارث فيه والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وأنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر وكانت تقول أنه لرزق الله رزقه خُبيبًا. والأحاديث والآثار وأقوال السلف والخلف في هذا الباب أكثر من أن تحصر فيكتفي بما أشرنا إليه وسترى في هذا الباب جملا من ذلك وباقي الكتاب إن شاء الله تعالى.

قال الإمام أبو المعالي إمام الحرمين :
الذي صار إليه أهل الحق جوار انخراق العادة في حق الأولياء وأطبقت المعتزلة على إنكار ذلك ثم من أهل الحق من صار إلى أن الكرامة الخارقة للعادة شرطها أن تجري من غير إيثار واختيار من الولي وصار هؤلاء إلى أن الكرامة تفارق المعجزة من هذا الوجه. قال الإمام وهذا القول غير صحيح. وصار آخرون منهم إلى تجويز وقوع الكرامة على حكم الاختيار ولكنهم منعوا وقوعها على مقتضى الدعوى فقالوا إذا ادعى الولي الولاية و اعتضد في إثبات دعواه بما يخرق العادة فكان ذلك ممتنعا. وهؤلاء فرقوا بين الكرامة المعجزة بهذا قال وهذه الطريقة غير مرضية أيضا قال ولا يمتنع عندنا ظهور خوارق العوائد مع الدعوى المفروضة. قال وصار بعض أصحابنا إلى أن ما وقع معجزة النبي لا يجوز تقدير وقوعه كرامة لولي فيمتنع عند هؤلاء أن ينفلق البحر وينقلب العصا ثعبانا ويحيى الموتى إلى غير ذلك من آيات الأنبياء كرامة لولي. قال الإمام وهذه الطريقة غير سديدة أيضا قال والمرضى عندنا جواز خوارق العادات في معارض الكرامات الفرق بين المعجزة والكرامة فلا يفترقان في جواز العقل إلا بوقوع المعجزة على حسب دعوى النبوة ووقع دون ادعاء النبوة. قال الإمام وقد جرى من الآيات في مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا ينكره منتم إلى الإسلام وذلك قبل النبوة والانبعاث. والمعجزة لا تسبق دعوى النبوة فكان كرامة قال فإن زعم متعسف أن الآيات التي استدللنا بها كانت معجزات لنبي كل عصر فذلك اقتحام منه للجهالات فإنا إذا بحثنا عن الأعصار الخالية لم نجد الآيات التي تمسكنا بها مقترنة بدعوى نبوة ولا وقعت عن تحدي متحد فإن قالوا وقعت للأنبياء دون عوامهم قلنا شرط المعجزة الدعوى فإذا فقدت كانت خارقة للعادة كرامة للأنبياء ونجعل ذلك غرضنا إلى إثبات الكرامات. ولم يكن وقت مولد نبينا محمد صلى الله وسلم نبي تستند آياته. قال الإمام فقد وضحت الكرامات جوازا ووقوعا سمعا وعقلا. قال الإمام وغيره في الفرق بين السحر والكرامة أن السحر لا يظهر إلا على فاسق قال وليس ذلك من مقتضيات العقل ولكنه ملقى من إجماع الأمة.
قال الإمام ثم الكرامة وإن كانت لا تظهر على فاسق معلن بفسقه فلا تشهد بالولاية على القطع إذ لو شهدت بها لأمن صواحبها العواقب وذلك لم يجز لولي في كرامة باتفاق. هذا آخر كلام إمام الحرمين.


قال الإمام الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله فيما رويناه في رسالته:
ظهور الكرامات علامة صدق من ظهرت عليه في أحواله فمن لم يكن صادقا فظهور مثله عليه لا يجوز. قال: ولا بد من أن تكون الكرامة فعلا ناقضا للعادة في أيام التكليف ظاهرا على موصوف بالولاية في معنى تصديقه في حاله .قال : وتكلم أهل الحق في الفرق بين الكرامة والمعجزة فكان الإمام أبو إسحاق الإسفرايني رحمه الله يقول المعجزات دلالات صدق الأنبياء ودليل النبوة لا يوجد مع غير النبي. وكان يقول الأولياء لهم كرامات منها إجابة سنة الدعاء فأما جنس ما هو معجزة للأنبياء فلا. وقال الإمام أبو بكر بن فورك رحمه الله تعالى المعجزات دلالات الصدق فإن ادعى صاحبها النبوة دلت على صدقه وإن أشار صاحبها إلى الولاية دلت على صدقه في حالته فتسمى كرامة ولا تسمى معجزة وإن كانت من جنس المعجزات للفرق وكان رحمه الله يقول من الفرق بين المعجزات والكرامات أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مأمورون بإظهارها والولي يجب عليه سترها وإخفاؤها والنبي يدعي ويقطع القول به والولي لا يدعيها ولا يقطع بكرامته لجواز أن يكون ذلك فكرا
وقال أوحد وقته في فنه القاضي أبو بكر الباقلاني رضي الله تعالى عنه المعجزات تختص بالأنبياء والكرامات تظهر للأولياء ولا يكون للأولياء معجزة لأن من شرط المعجزة اقتران دعوى النبوة بها والمعجزة لم تكن معجزة لعينها وإنما كانت. معجزة لحصولها على أوصاف كثيرة فمتى اختل شرط من تلك الشرائط لا تكون معجزة واحد تلك الشرائط دعوى النبوة والولي لا يدعي النبوة فالذي يظهر لا يكون معجزة واحد تلك الشرائط دعوى النبوة والولي لا يدعي النبوة فالذي يظهر لا يكون معجزة.

قال القشيري وهذا الذي قاله هو الذي نعتمده وندين به فشرائط المعجزة كلها أو أكثرها توجد في الكرامة إلا هذا الشرط الواحد فالكرامة فعل لا محالة وهو ناقض للعادة وتحصل في زمن التكليف على عبد تخصيصا له وتفضيلا، وقد يحصل اختيارية ودعائية وقد لا تحصل وقد تكون بغير اختياره في غالب الأوقات ولم يؤمر الولي بدعاء الخلق إلى نفسه ولو أظهر شيئا من ذلك عمن يكون أهلا له لجاز.


واختلف أهل الحق في الولي هل يجوز أن يعلم أنه ولي أم لا؟
فكان الإمام أبو بكر بن فورك رحمه الله يقول لا يجوز لأنه يسلبه الخوف ويوجب له الأمن وكان الأستاذ أبو علي الدقاق رحمه الله يقول بجوازه وهو الذي نؤثره ونقول به وليس ذلك بواجب في جميع الأولياء حتى يكون لكل ولي يعلم أنه ولي واجبا ولكن يجوز أن يعلم بعضهم ذلك كما لا يجوز أن يعلم بعضهم فإذا علم بعضهم أنه ولي كانت معرفته تلك كرامة له وانفرد بها وليس كل كرامة لولي يجب أن تكون تلك بعينها لجميع الأولياء بل إذا لم يكن لولي كرامة ظاهرة في الدنيا لم يقدح عدمها في كونه وليا بخلاف الأنبياء فإنه يجب أن تكون لهم معجزات لأن النبي مبعوث إلى الخلق فبالناس حاجة إلى معرفة صدقه ولا يعلم إلا بالمعجزة، وحال الولي بعكس ذلك لأنه ليس بواجب على الخلق ولا على الولي العلم بأنه ولي والعشرة من الصحابة رضي الله عنهم صدقوا رسول الله صلى الله عليه في أنهم من أهل الجنة. وأما قول من قال لا يجوز ذلك لأنهم تخرجهم من الخوف فلا بأس أن لا يخافوا تغيير العاقبة والذي يجدونه في قلوبهم من الهيبة والتعظيم والإجلال للحق سبحانه وتعالى يزيد على كثير من الخوف.
قال الأستاذ القشيري واعلم انه ليس للولي مساكنة إلى الكرامة التي تظهر عيه ولا ملاحظة وربما يكون لهم في ظهور جنسها قوة يقين وزيادة بصيرة لتحققهم أن ذلك فعل الله تعالى فيستدلون بها على صحة ما هم عليه من العقائد والله أعلم.
فصل
قال القشيري رحمه الله إن قيل كيف يجوز إظهار الكرامات الزائدة في المعاني على معجزات الرسل؟
قلنا هذه الكرامة لاحقة بمعجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأن كل من ليس بصادق في الإسلام تمتنع عليه الكرامات فكل نبي ظهرت له كرامة على واحد من أمته فهي معدودة من جملة معجزاته إذ لو لم يكن ذلك الرسول صادقا لم تظهر على من تابعه المعجزة يعني التي هي الكرامة لهذا الواحد.
فصل
قال القشيري هل يجوز تفضيل الولي على النبي؟
قلنا رتبة الأولياء لا تبلغ رتبة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام للإجماع المنعقد على ذلك.
فصل
قال الأستاذ القشيري رحمه الله هذه الكرامات قد تكون إجابة دعوة وقد تكون إظهار طعام في أوان فاقه من غير سبب ظاهر أو حصول ماء في وقت عطش أو تسهيل قطع مسافة في مدة قرية أو تخليص من عدو أو سماع خطاب من هاتف وغير ذلك من فنون الأفعال المناقضة للعادة.
قال واعلم أن كثيرا من المقدورات يعلم اليوم قطعا أنه لا تجوز أن تقطع كرامة للأولياء وبالضرورة أو شبه الضرورة يعلم ذلك فمنها حصول إنسان من غير أبوين. وقلب جماد بهيمة وأمثال هذا كثيرة.

فصل( معنى الولي )

قال القشيري يحتمل الولي أمرين :

أحدهما أن يكون فعيلاً مبالغة في الفاعل كالعليم بمعنى العالم والقدير بمعنى القادر فيكون معناه توالت طاعته من غير تخلل معصية.
والثاني أن يكون فعيلاً بمعنى مفعول كقتيل بمعنى مقتول وجريح بمعنى مجروح وهو الذي يتولى الله سبحانه وتعالى حفظه وحراسته على الإدامة والتولي فلا يخلق له الخذلان الذي هو قدرة المعصية ويدوم توفيقه الذي هو قدرة الطاعة قال الله تعالى وهو يتولى الصالحين.

فصل
أما العبد الصالح فينطلق على النبي والولي قال الله تعالى: (واسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين) وقال تعالى: (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) وفي الحديث الصحيح )أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في عبدالله بن عمر أنه رجل صالح( والآيات والأحاديث بمعنى ما ذكرته كثيرة.

وأما حد الصالح فقال الإمام أبو إسحاق الزجاج في كتابه معاني القرآن وأبو إسحاق بن قرقول صاحب مطالع الأنوار هو المقيم بما يلزمه من حقوق الله تعالى وحقوق العباد.
فصل
قال الإمام القشيري فإن قيل هل يكون الولي معصوما أم لا؟

قلنا أما وجوبا كما يقال في حق الأنبياء وإما يكون محفوظا فلا يصر على الذنوب وإن حصلت هفوات في أوقات أو زلات فلا يمتنع ذلك في وصفهم.
وقد قيل للجنيد العارف يزني فأطرق مليا ثم رفع رأسه وقال : ))وكان أمر الله قدرا مقدورا)).

فصل
قال القشيري رحمه الله فإن قيل هل يسقط الخوف عن الأولياء ؟

قلنا الغالب على الأكابر كان الخوف وذلك فيما تقدم على جهة الندرة يعني القلة غير ممتنع وهذا السري السقطي رضي الله تعالى عنه يقول لو أن واحدا دخل بستانا فيه أشجار كثيرة وعلى كل شجرة طير يقول له بلسان فصيح السلام عليك يا ولي الله ولم يخف أنه مكر لكان ممكورا به وأمثال هذا من حكاياتهم كثيرة.
قال فإن قيل هل يجوز أن يزايل الولي خوف المرك قلنا إن كان مصطلما عن شاهده مختطفا عن إحساسة بحاله فهو مستهلك عن فيما استولى عليه والخوف من صفة الحاضرين بهم.
فصل
قال القشيري فإن قيل ما الغالب على الولي في حال صحوه؟

قلنا صده في أداء حقوق الله تعالى ثم رأفته وشفقته على المق في جميع أحواله ثم انبساط رحمته للخلق كافة ثم داوم تحمله عنهم بجميل الخلق وابتداؤه بطلب الإحسان من الله تعالى إليهم من غير التماس منهم وتعلق الهمة بنجاة الخلق وأمنهم والتوقي عن استشعار حقهم عليهم مع قصر اليد عن أموالهم وترك الطمع بكل وجه فيهم وقبض اللسان عن بسطه بالسوء فيهم والتصاون عن شهود مساويهم ولا يكون خصما في الدنيا والآخرة قلت معناه أنه يعفو عن حقوقه في الدنيا فلا يطالبهم بها في الدنيا فلا يبقى له عندهم شيء يطالب به في الآخرة. قال الله تعالى (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) وقال تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
وروينا في كتاب عمل اليوم والليلة لابن السني بإسناده عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال )أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم قالوا ومن أبو ضمضم يا رسول الله قال كان إذا أصبح قال اللهم إني وهبت نفسي وعرضي لك فلا يشتم من شتمه ولا يظلم من ظلمه ولا يضرب من ضربه(.
قلت معناه لا يقتص ممن ظلمه كما قال الله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم).
فصل
قال القشيري واعلم أن من أجل الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعة والعصمة من المعاصي والمخالفات قد يدخل في المخالفات ما ليس معصية كالمكروه كراهة التنزيه وكترك الشهوات التي يستحب تركها.
فصل
قال القشيري فإن قيل فهل تجوز رؤية البارىء تبارك وتعالى بالأبصار اليوم في الدنيا من جهة الكرامة؟

قلنا الأقوى أنه لا يجوز لحصول الإجماع عليه قال ولقد سمعت الإمام أبا بكر بن فورك يحكي عن أبي الحسن الأشعري رحمه الله أنه قال في ذلك قولين في كتاب الرؤية الكبير قلنا قد نقل جماعة الإجماع على أن رؤية الله تعالى لا تحصل للأولياء في الدنيا لا لامتناعها وإلا فهي ممكنة بالعقل عند أهل الحق. وقد اختلف الصحابة ومن بعدهم في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى الإسراء والمختار عند الأكثرين أو الكثيرين أنه رأى وهو قول عباس وقد بسطت مقاصد ذلك في أوائل شرح صحيح مسلم رحمه الله.
فصل
قال القشيري فإن قيل هل يجوز أن يكون وليا في الحال ثم تتغير عاقبته؟

قلنا من شرط الولاية حسن الموافاة لا يجوز ذلك ومن قال إنه في الحال مؤمن على الحقيقة وان جاز أن يتغير حاله لا يبعد أن يكون وليا في الحال صديقا ثم يتغير قال وهذا الذي نختاره ويجوز أن يكون من جملة كرامات الولي أن يعلم أنه مأمون العاقبة وأنه لا يتغير عاقبته فتلحق هذه المسألة بما ذكرناه من أن الولي يجوز أن يعلم أنه ولي.

(( بستان العارفين : للإمام النووي ))

__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا
أبو يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009
  #2
ابوعبدالله
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور - الكرامة
المشاركات: 2,061
معدل تقييم المستوى: 18
ابوعبدالله is on a distinguished road
افتراضي رد: كرامات الأولياء ومواهبهم

شكرا لك ابا يوسف أن عرضت لنا هذا البحث القيم
ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-10-2009
  #3
أبو يوسف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 518
معدل تقييم المستوى: 16
أبو يوسف is on a distinguished road
افتراضي رد: كرامات الأولياء ومواهبهم

شكراً لمرورك

__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا
أبو يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-25-2009
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: كرامات الأولياء ومواهبهم

بارك الله بكم سيدي ابو يوسف وجزاكم عنا خيراً


المدد المدد يا اهل المدد
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-26-2009
  #5
أبو يوسف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 518
معدل تقييم المستوى: 16
أبو يوسف is on a distinguished road
افتراضي رد: كرامات الأولياء ومواهبهم

__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا
أبو يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-27-2011
  #6
حسن مختار
محب جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 20
معدل تقييم المستوى: 0
حسن مختار is on a distinguished road
افتراضي رد: كرامات الأولياء ومواهبهم

بارك الله لكم
حسن مختار غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من هم الأولياء؟ فاروق العطاف رسائل ووصايا في التزكية 7 11-16-2011 03:36 PM
الأولياء لا يلتفتون إلى سواه عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 1 03-30-2011 02:55 PM
من عجائب كرامات بديع الزمان سعيد النورسي ( قدس الله سره ) عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 01-30-2011 08:31 AM
من كرامات الشافعي عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 6 09-06-2009 03:06 AM


الساعة الآن 08:32 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir