أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           
العودة   منتديات البوحسن > اسلاميات > مقالات مختارة

مقالات مختارة اخترنا لكم في هذا النادي مما قالوا ومما كتبت الصحف لنضع بين ايديكم باقة من المواضيع المميزة والهادفة

إضافة رد
قديم 09-05-2017
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه

الحمد لله الذي خلقنا لعبادته، ويسرلنا أسباب معرفته وجعل سعادتنا بطاعته، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم خير خلقته وصفوة بريته وعلى آله وصحبه أجمعين...
إخوتي الكرام....
من أعظم ما ينبغي الانتباه إليه، والسعي في اكتسابه في حياتنا، عدم التشاغل والاشتغال بما لا يعني في دين أو دنيا. ولعل البعض يظن من أول وهلة أن هذا الأمر يسير ولا يستحق أن يكتب فيه مقال.. ولا أن يعتني به ذو بال، ولكن لو تفكرنا قليلا بعين الانصاف والتدقيق لوجدنا أن أغلب الخسائر التي نبتلى بها في حياتنا إنما سببها شيء واحد هو الفضول، أجل يا إخوتي الفضول بأنواعه أعني به فضول الكلام وفضول الطعام وفضول المنام وفضول الاختلاط بالناس.. فما ضاعت الأعمار وما هدرت الأوقات وما أخر الانسان على المستوى الشخصي أو مستوى الأسرة أو مستوى المجتمع والأمة الا الانخراط فيما لا يعنيه والتلاهي بما لايهمه..
بل لقد أصبحت الملاهي فنونا والوانا يسعى الناس اليها ويبذلون لها نفائس الاموال مع نفائس الأوقات والحال الذي نعيشه كما قال الله جل وعلا في مطلع سورة الأنبياء ..
ً"" ((اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ))
إي والله يا إخواني هذا حالنا والمنصف من أقر واعترف ولم يبرر او يقدم او يؤخر...
وحتى تعرف خطورة هذه الظاهرة في حياة المسلمين ولا يهمنا غير هذه الأمة المرحومة لا سواها
تعال تأمل معي قول سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه في الحديث الذي أخرجه الامام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده والامام مالك رحمه الله تعالى في موطئه.. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))؛
قال أهل العلم:
هذا الحديث أصلٌ عظيم من أصول تهذيب النفس وتزكيتها، وقد عدَّه بعضهم ثُلُثَ الإسلام، ولقد قالوا: "اجتمع فيه الورع كله"!!
لماذا يا إخوتي ؟
لأن تَرْك ما لا يعني لا تقوى عليه إلا القلوب السليمة والنفوس الزاكية، نفوس تنطوي سرائرها على الصفاء، فأصحابها في راحة، والناس منهم في سلامة...
ولما كان الإنسان من زحمة المشاغل وضغط أعباء الحياة يصعب عليه أن يفرق ويميز بين ما يعنيه وبين مالايعنيه أحببت أن أكتب هذه المقالة راجيا أن تكون عونا لنا وزادا نستبصر به ونزداد توفيقا وسدادا...
ولننظر أولا فيما قاله بعض سلفنا الصالح في هذا الباب العظيم من أبواب الخير..
- سئل لقمان الحكيم عليه رحمة الله تعالى :أي عملك أوثق في نفسك ؟
قال: ترك مالا يعنيني .
- وقد قال مالك ابن دينار رحمه الله تعالى :إذا رأيت قساوة في قلبك ووهنا في بدنك وحرمانا في رزقك.. فاعلم بأنك تكلمت بما لا يعنيك.

-يقول ابن عباس رضي الله عنهما : لا تتكلم فيما لا يعنيك فإنه فضل(أي فضول لا فائدة منه) ولا آمن عليك الزور ولا تتكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعا ( أي تفكر فيه أهو مما يرضي ربك ام لا)..
- قال الإمام النووي رحمه الله في كتاب : ( الأذكار ) في باب حفظ اللسان :
" بلغنا أن قس بن ساعدة وأكثم بن صيفي اجتمعا ؛ فقال أحدهما لصاحبه : كم وجدت في ابن آدم من العيوب ؟.
فقال : هي أكثر من أن تُحصى ، والذي أحصيته ثمانية آلاف عيب ، ووجدت خصلة إن استعملتها سترت العيوب كلها .
قال : ما هي ؟.*
قال :*حفظ اللسان..

ثانيا.. ما المخاطر والخسائر التي تترتب على الاشتغال فيما لايعني؟
الاشتغال فيما لايعني سبب كبير لذهاب الخيرات وانتهاب الحسنات وضياع الأوقات وأخطر ذلك ثلاثة أمور...
1)- اشتغالنا بما لايعني يؤدي بالإنسان إلى قساوة القلب وقساوة القلب سبب كل معصية والمعاصي سبب كل بلاء نزل او ينزل إلى قيام الساعة فما نزل بلاء إلا بمعصية ولارفع الابتوبة وطاعة...
2)- اشتغالنا بما لايعني يوقعنا في كثير من المعاصي كالغيبة والنميمة وتتبع عورات الناس وسقطاتهم ولا شك أن هذه كبائر كل واحدة منها لو مات عليها المؤمن كان في خطر عظيم...
3)- اشتغالنا بما لايعنينا يجعلنا في خسارة مستمرة وذلك لأن الانشغال بما لايعني هو على حساب ما يعني. والذي يعني كل منا هو الذي سنسأل عنه يوم القيامة وهو الذي يقربنا لربنا وبه الفوز والنجاة وبه الدرجات العلى عند ربنا تعالى..
واعتقادي يا إخوتي أن هذه الخسائر كافية لردع الجاهل وتنبيه الغافل لترك ما لايعنيه.. فماذا يبقى للمسلم من الأرباح إن هو وقع في هذه الخسائر؟؟. *
إخواني الكرام.... حتى تعلم ما يعنيك فتقبل عليه لابد من وسائل وآليات وأهمها...
أولا... صحبة صالحة من أهل العلم والتقى وانتقاء الأصحاب أكبر سبب في اكتساب مهارة التمييز بين ما يعنيني ومالا يعنيني.. فبالصحبة الصالحة الواعية يفتح للمسلم باب التوفيق والهداية.. حيث يكتشف الشاب أصحاب تقوى يأخذون بيده ويعينونه على الحق.. ويشجعونه عليه... وهذا أمر مسلم لا داعي للاطالة فيه..

ثانيا... طلب العلم الشرعي وخاصة فيما يتعلق بالعقيدة والفقه والتزكية بحيث يتكون للشباب زادا ينير لهم الطريق ويميزون به بين المهم والاهم والحسن والأحسن وقد قالوا ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر بل العاقل هو من يفرق بين خير الخيرين فيتبعه وشر الشرين فيجتنبه.. وهذا لا يتأتى إلا بالتجربة وتعلم العلوم الضروريه وخاصة الشرعية.
..
ثالثا.. المجاهدة للنفس والصبر على مخالفتها فالنفس بالطبع ميالة للهو فمن صدق مع ربه وأخلص دينه إليه سارع في الطاعات وأعرض عن الملهيات... الا لهوا مباحا يستعين به على ما يقوم به من الواجبات...

رابعا وأخيرا
تنظيم الأوقات وهي أهم نقطة فيما سبق لأن الوقت هو رأس مال المسلم.. فإن لم ينظمه ويوزع وظائف اليوم والليلة حسب ما تيسر له وكان اعتباطيا في صرف أوقاته ليس له ميزان دقيق.. أضاع عمره وخسر نفسه وجاء يوم القيامة مع المفلسين .....

والمقصود بتنظيم الوقت هو ترتيب الواجبات وفق ما يتاح للإنسان حسب ظروفه وأحواله التي أقامه الله تعالى بها فهناك المتفرغ للعبادة له برنامج يختلف به عن المتفرغ للعلم وهناك الموظف بعمل ما له أولويات لا تتفق مع الخالي من الوظيفة وعلى العموم فلا ينبغي للمسلم الصادق مع ربه المخلص في دينه ألا يرى خلال أربع وعشرين ساعة من الاستيقاظ إلى النوم إلا فيما يعود عليه نفعه في الدين أو الدنيا...
وأختم هذا المقال بحديث مرفوع أخرجه الأئمة بسند متصل وهو مما وصل إلينا من صحف سيدنا إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا محمد أفضل صلاة وسلام... وهو حديث طويل أقتصر منه على هذه الجملة
((عَلَى الْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوبًا عَلَى عَقْلِهِ أَنْ تَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ :
سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ،
وَسَاعَةً يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ ،
وَسَاعَةً يُفَكِّرُ فِيهَا فِي صُنْعِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ،
وَسَاعَةً يَخْلُو فِيهَا بِحَاجَتِهِ مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لا يَكُونَ ظَاعِنًا ( مشغولا) إِلا لِثَلاثٍ : تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ ،
أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ ،
أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ ،
وَعَلَى الْعَاقِلِ
أَنْ يَكُونَ بَصِيرًا بِزَمَانِهِ مُقْبِلا عَلَى شَأْنِهِ ،
حَافِظًا لِلِسَانِهِ ،
وَمَنْ حَسَبَ كَلامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلامُهُ إِلا فِيمَا يَعْنِيهِ))

إخوتي الكرام لا أحب الإطالة ففي النقاط السابقة كفاية لمن أراد الهداية.. والحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال اهل النار .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.......



الشيخ محمود النعمة
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-05-2017 الساعة 10:14 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة إسلام سيدنا أبي بكر رضي الله عنه. عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 05-07-2011 11:47 PM
(المرء مع من أحب) عبدالرحمن الحسيني المواضيع الاسلامية 0 06-19-2010 04:04 PM
إسلام حمزة وعمر نوح السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 6 01-14-2010 02:17 AM
المرء بأصغريه قلبه ولسانه أبو أنور القسم العام 6 03-10-2009 09:24 AM
إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه الـــــفراتي السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 2 09-07-2008 02:06 PM


الساعة الآن 02:16 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir