أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           

المكتبة الاسلامية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 11-30-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي كتاب عقلاء المجانين

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


عقلاء المجانين - البهلول -

الكتاب
من هنا


وهذه بعض المقتطفات

قال محمد بن إسماعيل بن أبي فديك سمعت بهلولاً في بعض المقابر وقد دلى رجله في قبر وهو يلعب في التراب فقلت له ما تصنع ها هنا ؟ فقال أجالس أقواماً لا يؤذونني وإن غبت عنهم لا يغتابونني، فقلت قد غلا السعر فهلا تدعو الله فيكشف، فقال والله لا أبالي ولو حبة بدينار، إن الله تعالى أخذ علينا أن نعبده كما أمرنا وعليه أن يرزقنا كما وعدنا، ثم صفق بيديه وأنشأ يقول:
يا من تمتع بالدنيا وزينتـهـا ولا تنام عن اللذات عـينـاه
شغلت نفسك فيما لست تدركه تقول للّه ماذا حين تلـقـاه

عن علي بن ربيعة الكندي قال: خرج الرشيد إلى الحج فلما كان بظاهر الكوفة إذ بصر بهلولاً المجنون على قصبة وخلفه الصبيان وهو يعدو فقال من هذا، قالوا بهلول المجنون، قال كنت أشتهي أن أراه فأدعوه من غير ترويع، فقالوا له أجب أمير المؤمنين، فعدا على قصبته، فقال الرشيد السلام عليك يا بهلول، فقال وعليك السلام يا أمير المؤمنين، قال كنت إليك بالأشواق، قال لكني لم أشتق إليك، قال عظني يا بهلول، قال وبم أعظك هذه قصورهم وهذه قبورهم، قال زدني فقد أحسنت، قال يا أمير المؤمنين من رزقه الله مالاً وجمالاً فعف في جماله وواسى في ماله كتب في ديوان الأبرار فظن الرشيد أنه يريد شيئاً فقال قد أمرنا لك أن تقضي دينك، فقال لا يا أمير المؤمنين لا يقضى الدين بدين أردد الحق على أهله واقض دين نفسك من نفسك، قال فإنا قد أمرنا أن يجري عليك، فقال يا أمير المؤمنين أترى الله يعطيك وينساني ؟ ثم ولى هارباً.

وروي بإسناد آخر أنه قال للرشيد يا أمير المؤمنين فكيف لو أقامك الله بين يديه فسألك عن النقير والفتيل والقطمير، قال فخنقته العبرة فقال الحاجب حسبك يا بهلول قد أوجعت أمير المؤمنين، فقال الرشيد دعه، فقال بهلول إنما أفسده أنت وأضرابك، فقال الرشيد أريد أن أصلك بصلة فقال بهلول ردها على من أخذت منه، فقال الرشيد فحاجة، قال ان لا تراني ولا أراك، ثم قال يا أمير المؤمنين حدثنا أيمن بن نائل عن قدامة ابن عبد الله الكلابي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي جمرة العقبة على ناقة له صهباء لا ضرب ولا طرد، ثم ولى بقصبته وأنشأ يقول:

فعدّك قد ملأت الأرض طراً ودان لك العباد فكان مـاذا
ألست تموت في قبر ويحوي تراثك بعد هـذا ثـم هـذا

عن عبد الرحمن الأسلمي قال: قال أبي لبهلول أي شيء أولى بك ؟ قال العمل الصالح.
بعض الكوفيين قال: حج الرشيد فذكر بهلولاً حين دخل الكوفة فأمر بإحضاره وقال ألبسوه سواداً وضعوا على رأسه قلنسوة طويلة وأوقفوه في مكان كذا ففعلوا به ذلك وقالوا إذا جاء أمير المؤمنين فادع له، فلما حاذاه الرشيد رفع رأسه إليه وقال يا أمير المؤمنين اسأل الله أن يرزقك ويوسع عليك من فضله، فضحك الرشيد وقال آمين، فلما جازه الرشيد دفعه صاحب الكوفة في قفاه وقال أهكذا تدعو لأمير المؤمنين يا مجنون، قال بهلول اسكت ويلك يا مجنون فما في الدنيا أحب إلى أمير المؤمنين من الدراهم، فبلغ ذلك الرشيد فضحك وقال والله ما كذب.
قال الحسن بن سهل بن منصور سمعت بهلولاً وقد رماه الصبيان بالحصى وقد أدمته حصاة فقال:
حسبي اللّه توكلت عـلـيه ونواصي الخلق طراً بيديه
ليس للهارب في مهـربـه أبداً مـن روحة إلا إلـيه
رب رام لي بأحجار الأذى لم أجد بداً من العطف عليه

فقلت له تعطف عليهم وهم يرمونك، قال اسكت لعل الله سبحانه وتعالى يطلع على غمي ووجعي وشدة فرح هؤلاء فيهب بعضنا لبعض.
ولبهلول:
حقيق بالتواضع من يمـوت وحسب المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا اهتمـام وشغل لا تقوم له النعـوت
صنيع مليكنا حسن جـمـيل وما أرزاقنا مـمـا يفـوت
فيا هذا سترحل عن قـريب إلى قوم كلامهم السكـوت

قال عبد الرحمن الكوفي لقيني بهلول المجنون فقال لي اسألك، قلت اسأل، قال أي شيء السخاء قلت البذل والعطاء، قال هذا السخاء في الدنيا فما السخاء في الدين ؟ قلت المسارعة إلى طاعة الله، قال أفيريدون منه الجزاء ؟ قلت نعم بالواحد عشرة، قال ليس هذا سخاء هذه متاجرة ومرابحة، قلت فما هو عندك ؟ قال لا يطلع على قلبك وأنت تريد منه شيئاً بشيء.

قال عمر بن جابر الكوفي مر بهلول بصبيان كبار فجعلوا يضربونه فدنوت منه فقلت لم لا تشكوهم لآبائهم ؟ فقال لي اسكت فلعلي إذا مت يذكرون هذا الفرح فيقولون رحم الله ذلك المجنون ! قال صباح الوزان الكوفي لقيت بهلولاً يوماً فقال لي أنت الذي يزعم أهل الكوفة أنك تشتم أبا بكر وعمر ؟ فقلت معاذ الله أن أكون من الجاهلين، قال إياك يا صباح فإنهما جبلا الإسلام وكهفاه ومصباحا الجنة وحبيبا محمد صلى الله عليه وسلم وضجيعاه وشيخا المهاجرين وسيداهم ثم قال: جعلنا الله من الذين على الأرائك يسمعون كلام الله إذا وفد القوم إلى سيدهم.

علي بن الحسين قال: لما مات أبو بهلول خلف ستمائة درهم، فأخذها القاضي وحجز عليها، فأتاه بهلول فقال أصلح الله القاضي وتزعم أني مصاب في عقلي فأنا جائع فادع لي بمائتي درهم حتى اقعد في أصحاب الحلقات أبيع وأشتري فإن رأيت مني رشداً ضممت إليها الباقي وان تلفت فالذي اتلفت أقل مما بقي، فدعا القاضي بالكيس ووزن له مائتي درهم، فأخذها بهلول ولزم الحيرة حتى أنفدها، ثم جاء إلى القاضي وهو في مجلس الحكم فقال يا بهلول ما صنعت ؟ فقال أعز الله القاضي أنفقتها فإن رأى القاضي ان يزن من ماله مائتي درهم ويردها إلى الكيس حتى يرجع الكيس إلى ما كان، قال القاضي فتجحد لي ما أخذت ؟ قال كلا ولكنني ما أقمت عندك شاهدين بأني موضع لها، قال صدقت، ودعا بمائتي درهم وردها إلى الكيس.

قال عباس البناء نظر بهلول إلي وأنا أبني داراً لبعض أبناء الدنيا، فقال لي لمن هذه الدار ؟ فقلت لرجل من نبلاء الكوفة، فقال أرنيه فأريته إياه فناداه يا هذا لقد تعجلت الحماية قبل العناية اسمع إلى صفة دار كونها العزيز أساسها المسك وبلاطها العنبر اشتراها عميد قد ازعج للرحيل كتب على نفسه كتاباً وأشهد على ضمائره شهوداً، هذا ما اشترى العبد الجافي من الرب الوافي اشترى منه هذه الدار بالخروج من ذل الطمع إلى عز الورع فما أدرك المستحق فيما اشتراه من درك فعلى المولى خلاص ذلك وتضمينه أراه شهد على ذلك العقل وهو الأمين والخواطر وذلك في ادبار الدنيا وإقبال الآخرة أحد حدودها ينتهي إلى ميادين الصفا والحد الثاني ينتهي إلى ترك الجفا والحد الثالث ينتهي إلى لزوم الوفا والحد الرابع ينتهي إلى سكون الرضا في جوار من على العرش استوى، لها شارع ينتهي إلى دار السلام وخيام قد ملئت بالخدام وانتقال الاسقام وزوال الضر والآلام، يا لها من دار لا ينقضي نعيمها ولا يبيد، دار اسست من الدر والياقوت شرفك تلك الخدور وجعل بلاطها في البهاء والنور، قال فترك الرجل قصره وهام على وجهه، وأنشأ بهلول يصيح خلفه ويقول:

يا ذا الذي طلب الجنان لنفسه لا تهربن بإنه يعـطـيكـا

قال عبد الخالق سمعت أبي يقول سمعت بهلولاً يقول من كانت الآخرة أكبر همه أتته الدنيا وهي راغمة، ثم أنشأ يقول:
يا خاطب الدنيا إلى نفسه تنح عن خطتها تسلـم
ان التي تخطب غـدارة قريبة العرس من المأتم

قال كثير بن روح رأيت بهلولاً ذات يوم يتمثل وهو يقول هذه الأبيات:
يا طالب الرزق في الآفاق مجتهداً اعتبت نفسك حتى شفك الطلـب
تسعى لرزق كفاك اللّه بغـيتـه اقعد فرزقك قد يأتي به السبـب
كم من دنيء ضعيف العقل تعرفه له الولاية والأرزاق والـذهـب
ومن حسيب لـه عـقـل يزينـه بادي الخصاصة لا يدري له سبب
فاسترزق اللّه مما في خـزائنـه فاللّه يرزق لا عقل ولا حسـب

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 03-13-2013 الساعة 02:24 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-30-2008
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: من عقلاء المجانين

قال بعض أهل الكوفة ولد لبعض أمراء الكوفة ابنة فساءه ذلك فاحتجب وامتنع من الطعام والشراب فأتى بهلول حاجبه فقال إئذن لي على الأمير، هذا وقت دخولي عليه، فلما وقف بين يديه قال: أيها الأمير ما هذا الحزن أجزعت لذات سوى هيأته رب العالمين أيسرك أن لك مكانها ابنا مثلي ؟ قال: ويحك فرجت عني فدعا بالطعام وأذن للناس.

قال عبد الواحد بن زيد مر بهلول برجل قد وقف على جدار رجل يكلم امرأته، فأنشأ يقول:
كن حبيبـاً إذا خـلـوت بـذنـب دون ذي العرش من حكيم مجيد؟
أتـهـاونـت بـالإلـه بـــديا وتواريت عن عـيون الـعـبـيد
أقرأت القرآن أم لـسـت تـدري أنّ ذا العرش دون حبل الـوريد
ثم ولى وهو يقول من نوقش في الحساب غفر له، فقلت له من نوقش الحساب عذب، فقال اسكت يا بطال إن الكريم إذا قدر غفر.

ولبهلول:
إذا خـان الأمـير وكـاتـبــاه وقاضي الأرض داهن في القضاء
فويل ثـــم ويل ثـــــم ويل لأهل الأرض من أهل السـمـاء

قال الحسين الصقلي نظرت وقد زار سعدون بهلولاً ورأيتهما فسمعت سعدون يقول لبهلول أوصني وإلا أوصيك فناداه بهلول أوصني يا أخي فقال سعدون أوصيك بحفظ نفسك ومكنها من حبك فإن هذه الدنيا ليست لك بدار، قال بهلول أنا أوصيك يا أخي، فقال قل، فقال: اجعل جوارحك مطيتك واحمل عليها زاد معرفتك واسلك بها طريق متلفك فإن ذكرتك ثقل الحمل فذكرها عاقبة البلوغ. فلم يزالا يبكيان جميعاً حتى خشيت عليهما الفناء.

قال علي السيرافي حمل الصبيان يوماً على بهلول، فانهزم منهم فدخل دار بعض القرشيين ورد الباب، فخرج صاحب الدار فأحضر له طبقاً فيه طعام فجعل يأكل ويقول فضرب لهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب.

قال نعيم الخشاب كتب بهلول إلى الواثق:
أما بعد فإن المراء قد لعب بدينك والأهواء قد أحاطت بك ومقالات أهل البدع قد سلخت عنك عقلك وابن أبي داود المشئوم قد بدل عليك كلام ربك، اقرأ فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى، إلى قوله فاعبدني أيكون هذا الكلام مخلوقاً، فرماك الله بحجارة من سجيل مسومة عند ربك وما هو من الظالمين ببعيد ثم كتب عنوانه من الخائف الذليل إلى المخالف لكلام ربه تعالى.

قال سالم بن عطية كتب بهلول إلى ابن أبي داود: أما بعد فإنك قد ميزت كلام الله من الله وزعمت أنه مخلوق فإن يك ما ذكرت باطلاً فرماك الله بقارعة من عنده، ويلك أكنت معه حين كلم موسى، فإن كنت راداً عليه فاقرأ: عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة ثم كتب عنوانه من الصادق المتواضع إلى الكاذب المتجبر.

قال عبد الرحمن الهاشمي لما ولي الخلعي على شرطة بغداد وكان يرى برأي ابن أبي داود كتب إليه بهلول: أما بعد فإن السماء بأكنافها ونور كواكبها وضياء شمسها وقمرها وصفوف ملائكتها والعرش والملائكة المقربين وافحجب المزدلفة بقدرة خالقها والنار وزبانيتها والجنة وسندسها والأرضين وجبالها والجبال وكهوفها والحيتان في بحارها والوحش في قفارها والجن في أقطارها والطير في أوكارها والسباع في وجارها والأشجار وثمارها يسبحون له في الغدو والآصال.

ولبهلول في الترقيق:
اضمر من اضمر حبي له فيشتكي اضمار اصمار
رق فلو مـرّت بـه ذرة لخضبتـه بـدم جـاري

وله أيضاً في أرق منه:
اضمر أن يأخذ المراة لكي ينظر تمثاله فـأدنـاهـا
فجاء وهم الضمير منه إلى وجنته في الهوى فأدماها

وله أيضاً: شبهته قمراً إذ مر مبتـسـمـا فكاد يجرحه التشبيه أو كلمـا
ومر في خاطري تقبيل وجنتـه فسلبت فكري من عارضيه دما

قال محمد بن عبد الله بينا أنا في مسجد الكوفة يوم الجمعة والخطيب يخطب، إذ قام رجل به لمم وجنون فقال: أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعاً، فقام بهلول فقال "ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه وقل ربّ زدني علماً".

قال علي بن خالد بت ليلة على سور طرسوس فمر بهلول فلكزني برجله ثم أنشأ يقول:
يا طالب الحور ألا تستحي يحملك النوم على السـور
وخاطب الحور طويل البكا مقيد الأعضاء محصـور
لا يطعم الغمض وما إن له راحة جسم أو يرى الحور
في جنة زخرفها ذو العلى ينعم فيها كل مـحـبـور
قال فانتبهت فزعاً ولم أنم بعد ذلك في الحرس.

وسئل بهلول عن رجل مات وخلف ابناً وابنة وزوجة ولم يخلف من المال شيئاً كيف تكون القسمة، فقال للإبنة الثكل وللزوجة خراب البيت وما بقي من الهم فللعصبية !

قال محمد بن خالد الواسطي أنشدني بهلول يقول:
دع الحرص على الدنيا وفي العيش فلا تطمع
ولا تجمع من المـال فما تدري لمن تجمع
فإن الرزق مقـسـوم وسوء الظن لا ينفـع
فقير كل ذي حـرص غني كل من يقـنـع

قال مالك بن دينار مررت بمقبرة فوجدت بهلول المجنون قاعداً بين القبور وهو عريان إلا ما يستر العورة فأتيت نحوه لاستفيد من طرائفه فوجدته تارة ينظر إلى السماء فيستهل وتارة ينظر إلى الأرض فيعتبر وتارة ينظر عن يمينه فيضحك وتارة ينظر عن شماله فيبكي فسلمت عليه فرد على السلام فسألته عما رأيت من حاله فقال يا مالك أرفع رأسي إلى السماء فأذكر قوله تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون فأستهل وانظر إلى الأرض فأذكر قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى فأعتبر وأنظر عن يميني فأذكر قوله تعالى وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين فأضحك وأنظر عن شمالي فأذكر قوله تعالى وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال فأبكى فقلت يا بهلول إنك لحكيم أتأذن لي أن أشتري لك قميص قطن قال افعل فسارعت للسوق وأتيته بقميص قطن فنظر إليها وقلبه يميناً وشمالاً ورمى به إلي وقال ليس مثل هذا أريد قلت وكيف تريده قال أريد قميصاً من الإخلاص محفوظاً من الدنس والانتقاص غرس قطنه بالحقائق وحرس من جميع البوائق سقاه جبريل بماء السلسبيل فأينع حسناً وأثمر قطناً فلقطته أيدي الكرام البررة التالين سورة الحمد والبقرة ثم حلجته أكف الوفاء بعز وصفاء من غير جفاء ثم نخلته الأوتار المتصلة بالأنوار وغزلته مغازل الحمد والثناء بالمحبة والاعتناء جعلت الجنة لنا ثواباً وكان هو للأبسة من النار حجاباً فهل تقدر يا مالك على مثل هذا فقلت إنما يقدر عليه من خصك بوصفه وألهمك لمعاينته وكشفه ثم قلت يا بهلول صف لي لألبس هذا القميص فقال نعم إنما يلبسه من خصه الله بأنواره وكتبه في ديوان أبراره وأحياه بالسابقة وقواه بالعزيمة الصادقة فجسمه بين الخلق يسعى وقلبه في الملكوت يرعي فلا يتكلم بغير ذكر الله لفظة ولا ينظر لغير الله لحظة ثم صاح صيحة عظيمة وقام وهو يقول إليك فر الهاربون ونحوك قصد الطالبون وببابك أناخ التائبون.

حج هارون الرشيد راجلاً من أجل يمنيه حين حنث فقعد يستريح في ظل ميل فمر به بهلول المجنون وكان في الركب فقال له يا أمير المؤمنين

هب الدنيا تواتيكـا أليس الموت يأتيكا
ألا يا طالب الدنـيا دع الدنيا لشاتيكـا
إلى كم تطلب الدنيا وظل الميل يكفيكا
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-27-2009 الساعة 05:49 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-02-2008
  #3
الـــــفراتي
عضو شرف
 الصورة الرمزية الـــــفراتي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,649
معدل تقييم المستوى: 18
الـــــفراتي is on a distinguished road
افتراضي رد: من عقلاء المجانين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . :sm207:
الـــــفراتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-02-2008
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: من عقلاء المجانين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


العفو ابو بدر وبورك مرورك العطر
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-02-2008
  #5
علاء الدين
عضو شرف
 الصورة الرمزية علاء الدين
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: syria
المشاركات: 1,083
معدل تقييم المستوى: 17
علاء الدين is on a distinguished road
افتراضي رد: من عقلاء المجانين

مشكووووووووووووووووووووووور أخي الحسيني حكم بالغة ( خذو الحكمة من افواه المجانين )
علاء الدين غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-03-2008
  #6
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: من عقلاء المجانين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء الدين مشاهدة المشاركة
مشكووووووووووووووووووووووور أخي الحسيني حكم بالغة ( خذو الحكمة من افواه المجانين )

العفو اخي علاء الدين

مرور كريم من اخ كريم
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب جدد حياتك عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 1 09-10-2015 03:43 PM
كتاب كنز ثمين أبو أنور المكتبة الاسلامية 5 09-23-2010 09:51 AM
مدينه المجانين ابو شهاب القسم العام 3 04-09-2010 09:49 PM
من كتاب الابريز عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 6 03-06-2010 07:39 PM
من عقلاء المجانين ( سعدون ) عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 7 10-21-2008 04:59 PM


الساعة الآن 11:27 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir