إضـــــــــاءات تاريخيـــــــــة




يمن سليمان عباس

صفحات تاريخنا دائماً تقدم كل ماهو جديد ولكن ثمة جهداً يجب أن يبذل حتى نصل إلى هذه الصفحات ونقرأ سطورها الناصعة.

الدكتور محمد بهجت قبيسي أستاذ الكنعانية والآرامية واللهجات العروبيات والتاريخ القديم في جامعة حلب وتشرين والقاهرة سابقاً يتابع سلسلة أبحاثه في هذا المضمار ويقدم كتابه الجديد الصادرعن دار طلاس في دمشق تحت عنوان: «الكنعانيون والآراميون العرب في الإمبراطورية الرومانية والأباطرة العرب الذين حكموا روما».‏‏

الكتاب كما يقول يحمل رقم 3 من التاريخ العربي القديم وكانت الأولى في تاريخ اللغة بعنوان: « ملامح في فقه اللهجات العربيات من الآكادية والكنعانية وحتى السبئية والعدنانية».





وأما السلسلة الثانية فكانت في التاريخ القديم وتحت عنوان «الوجيز في تاريخ سورية والعراق وعلاقتهما بمصر».‏‏

وأما السلسلة الثالثة فهي التي بين أيدينا، وحسب المؤلف فإن الهدف من ذلك هوتصحيح التاريخ العربي القديم والذي نزعم أنه كتب حسب الفكر التوراتي والفكر الإغريقي وأحياناً نجد تناغماً بينهما، والمنهجية المتبعة في تصحيح هذا التاريخ هي:‏‏

- فقه (فهم اللغة) معتمدة على الكتابات والنقوش القديمة وما تقرره هذه الأرض.‏‏

-الجغرافيا ووحدتها واتصالاتها.‏‏

- أعمال مدرسة فلسفة التاريخ التي تقوم على:‏‏

1- المنطق والتجريد والإنكار والإثبات.‏‏

2- الخيال العلمي والقائم على:‏‏

-التصور الجغرافي السليم للحدث.‏‏

-السلم الزمني التاريخي البشري في كل بقعة من الأرض مع من جاورها.‏‏

3- المادة التاريخية نفسها.‏‏

ويضيف قائلاً:‏‏

وإذا كان البعض يريد التاريخ للتاريخ كما الفن للفن فإن غايتنا تختلف عن ذلك حيث استلب تاريخنا قبل أن تستلب أرضنا، بمعنى آخر أن التاريخ القديم استلب قبل أن تستلب الأرض وها هي إسرائيل وظفت التاريخ القديم (المزور) لمصلحتها، فواجبنا كمؤرخين أن نكشف التزوير ونصحح التاريخ بمنهجية علمية لغوية أثرية تاريخية جغرافية، وهذا لن يكون إلا بإعمال العلم والعلوم المساعدة له كلما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.‏‏

قَسَّمَ الباحث كتابه إلى ثلاثة فصول شمل الفصل الأول: الشبهات حول عروبة الكنعانيين والآراميين وشملت اثنتا عشرة شبهة تم بحثها والإجابة عليها.‏‏

أما الفصل الثاني فقد بحث في تسعة أباطرة اثنان منهم «أمهاتهم عربيات كنعانيات» من إسبانيا هما«تراجان 98-117م وهادريان 117-138م وسبعة منهم عروبيون الوالد والوالدة، عرب (كنعانيون وآراميون وأنباط).‏‏

الفصل الثالث: التأثير العربي الحضاري (الثقافي-الفكري والمدني-المادي).‏‏

وأهم ماكشف عنه البحث (إضافة للأباطرة العرب): مملكة عربايا الآرامية شمال بغداد وعاصمتها الحضر (عربايا في اللهجة العربية الآرامية تعني (العرب) نعم، لقد سمى الآراميون أنفسهم عرباً (عربايا) وثانيهما تبرئة الإمبراطور «كرك الله» من دم المصريين في مذبحة الإسكندرية الشهيرة سنة 212م وإثبات أن حرب النبط هي (86ق،م وليس 106م) حيث قتل الحارث الثالث العربي النبطي انطيوخس الثاني عشر في معركة مؤتة شرق جنوب البحر الميت بـ 25كم.‏‏

معنى العرب معجمياً:‏‏

من الفقرات المهمة في الكتاب وقوف الباحث على معنى كلمة العرب ولتوضيح هذا المدلول يقول: إذا علمنا أن مدلول كلمة عرب يعني الماء وأن إحدى مدلولاتها اللاحقة بعد الإسلام وفي العبرية تعني البدو، وأصبحت العبرية تستخدم المدلول بدلاً عن المعنى الأصلي وهو الماء رغم أن معاني كلمة عرب والأسماء والصفات المشتقة منها تؤكد المعنى المقصود من هذه الكلمة أصلاً حين بدايات استخدامها مثال:‏‏

1- في العربية العدنانية:‏‏

-العربات: سفن رواكد كانت على مياه دجلة (مدلول ليس بأصل).‏‏

-العرب: الماء الكثير الصافي.‏‏

-الأعراب: الذين لاماء عندهم.‏‏

- التعريب: الإكثار من شرب الماء الصافي.‏‏

واستعمل العرب يوم العروبة (يوم الجمعة ونظن أنه سمي بذلك ليعني يوم الاستحمام واستعمال الماء، علماً أن هذا الاسم يستعمل في معلولا اليوم (يوم عروبتشا) أي يوم الجمعة.‏‏

ويمكن لقارئ الكتاب أن يقع على كنز من المعلومات جديدة في تاريخنا ولاسيما الأباطرة الذين حكموا روما.‏‏

الكتاب سفر كبير يضيء صفحات من تاريخنا في فترة لانعرف عنها الكثير تمتد من القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن 3 ميلادي.‏‏

يقع الكتاب في 450 صفحة من القطع الكبير وهوإصدار مشترك بين داري شمأل وطلاس