أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ، وارحمني ،واهدني ، واجبرني، وعافني،وارزقني ، وارفعني           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-2011
  #1
وراثة النبوة
محب جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 5
معدل تقييم المستوى: 0
وراثة النبوة is on a distinguished road
11 في الصميم ___ أنحن مسلمون لأننا نؤمن بالله تعالى ؟ أم نحن نؤمن بالله لأننا مسلمون !؟!

أنحن مسلمون لأننا نؤمن بالله تعالى ؟ أم نحن نؤمن بالله تعالى لأننا مسلمون !؟!



ثورة الإيمان [1]






الأستاذ الدكتور كولن تورنر[2]



كثيرا ما أسأل –لأنني ولدت وترعرعت في بريطانيا– هذا السؤال:
– ماذا تستطيعون – كمسلمين – أن تقدموا للغرب؟



ولكن قبل الإجابة عن هذا السؤال أود أن أسأل سؤالا:


أنحن مسلمون لأننا نؤمن بالله تعالى؟
أم نحن نؤمن بالله تعالى لأننا مسلمون؟





لقد خطر ببالي هذا السؤال قبل مدة طويلة خلال اشتراكي في مظاهرة طافت شوارع “لندن” للتنديد بالاحتلال الروسي لأفغانستان... كنت قد اعتنقت الإسلام رسميا قبل هذا بسنوات عديدة، ولم تكن هذه هي المظاهرة الأولى التي اشترك فيها.





كانت المظاهرة تحوي شعارات وإعلانات وهتافات أمثال: “اخرجي يا روسيا ”... “الموت لبرجنيف“[3]... ”يحيا مسلمو أفغانستان، وكنا نهتف بهتافات إسلامية:
“ الله أكبر”... ” لا إله إلا الله ”





وعندما اقتربت المظاهرة من نهايتها تقدم نحوي شاب قدم نفسه إليّ بصفته مهتما بالإسلام... قال لي:
– عفوا... ولكن ما معنى “لا إله إلاّ الله؟”



ودون أي تردد أجبته:
– معناها أنه لا يوجد إله إلاّ الله.




قال لي:
– أنا لا أسألك أن تترجم الجملة لي... ولكني أود أن أسألك: ماذا تعني هذه الجملة حقا؟
وعندما تبيَّن عجزي كان هناك صمت طويل ومحرج.





لا شك أنكم ستقولون في أنفسكم:
– ما هذا المسلم الذي لا يعرف معنى لا إلٰه إلا الله؟



وأجيب عن هذا:
–إنه مسلم نموذجي !؟!



في تلك الليلة فكرت مليا حول جهلي... ولم يكن يعزيني أن الأغلبية تشاركني في مثل هذا الجهل، بل زاد ذلك من ضيقي.



إذن فكيف أصبحت مسلما؟



لا شك أنكم سمعتم إحدى نوادر “ نصر الدين خوجا ” ( جحا ) وهي أن صديقا له مر عليه يوما فوجده جالسا وأمامه سلة كبيرة مملوءة بالفلفل الأحمر وقد احمرت عيناه وانتفختا والدماء تسيل من فمه والدموع من عينيه... ولكنه وجده –على الرغم من هذا كله– مستمرا في تناول وأكل الفلفل الأحمر، فقال له:
– لماذا تعذب نفسك هكذا يا صديقي؟


أجابه “نصرالدين خوجا” وهو يأكل فلفلة أخرى:
–لأنني آمل أن أعثر في السلة على فلفلة حلوة.


لقد كنت في الموقف نفسه... !؟!
لم تكن هناك أية أيدلوجية، أو أي طراز من طرز المعيشة التي جربتها يمكن أن يكون مشبعا أو متجاوبا مع الحاجة الداخلية للإنسان... الحاجة في العثور على شيء أفضل... على شيء يستحق أن نعيش لأجله... ولكننا لم نستطع العثور على هذا الشيء.. هذا الشيء الذي يتملص من بين أيدينا ويحيرنا، والذي كنا نتوقع أنه في متناول يدنا وقريب منا .



ولكي أتخلص من أوهام كل مظهر من مظاهر حياتي، تركت لندن وتوجهت إلى الشرق الأوسط... لم يكن هذا اختيارا شعوريا... ولكني استطعت هناك أن أعثر على الفلفل الأحمر الحلو.



رأيت أن الإسلام يقدم معنى بشكل لا يشبهه أي شيء
آخر، فهو يحتوي على قوانين لإدارة الدولة، وله نظام اقتصادي، وقواعد تشمل كل منحى من مناحي الحياة اليومية، وهو يخاطب جميع العناصر والشعوب على قدم المساواة، وهو سهل الفهم وواضح... وعلاوة على ذلك فله إله... إله واحد لا شريك له.. هذا الإله الذي كنت أومن به من قبل بشكل غامض ومبهم.. وهذا ما كنت أريده،
لذا فقد قلت: “لا إله إلاّ الله”
وأصبحت عضوا في هذا المجتمع، ولأول مرة في حياتي ذقت طعم الانتماء.


وعادة ما يكون المهتدون متحمسين جدا لمعرفة كل ما يمكنهم معرفته حول دينهم الجديد في أقصر مدة ممكنة. لذا فبعد بضع سنوات من اهتدائي توسعت مكتبتي بسرعة، فقد كان هناك الكثير مما لا أعلمه، وكانت هناك كتب عديدة مستعدة لتعليمي... كتب عن التاريخ الإسلامي، وعن النظام الاقتصادي للإسلام، ومفهوم الدولة في الإسلام، وكتب وكراسات عديدة عن القوانين الإسلامية (الشريعة الإسلامية)، والأهم من هذا كله كانت هناك الكتب التي تبحث موضوع الإسلام والثورة... أي كيف يهبّ المسلمون ويشكلون الحكومات والجمهوريات الإسلامية.
وعندما رجعت إلى بريطانيا في أوائل عام 1979 لمتابعة دروسي في الجامعة
كنت متهيئاً لتقديم الإسلام إلى الغرب والتبشير به.



رجعت إلى هذه الكتب للعثور على جواب حول السؤال: ما معنى لا إله إلاّ الله ؟


ولكني أصبت بخيبة أمل.. كانت هذه الكتب حول “الإسلام” وليس عن “الله” ...
كان في هذه الكتب كل ما يخطر على بال الإنسان من مواضيع... ولكن الموضوع الأهم لم يكن موجودا... تقدمت بالسؤال إلى إمام مسجد الجامعة، ولكنه قدم لي عذرا وتركني ومضى، ولكن أخا سمع حديثي مع الإمام تقدم مني وقال:



عندي تفسير لـ “لا إله إلاّ الله”، ونستطيع – إن أحببت – أن نقرأه معا. وقد تصورت أن هذا التفسير سيكون حوالي عشرة أو عشرين صفحة في الأكثر، فإذا به يجاوز خمسة آلاف صفحة!!... وكما تتوقعون فقد كان مجموعة “رسائل النور” للأستاذ سعيد النورسي.



كنت أتصور أن رسائل النور ليست إلا رسائل في التصوف، لذا فقد أهملتها،
ولكن صديقي هذا قال لي:
إن رد فعلك هذا نحو رسائل النور ليس إلا نتيجة نظرة ضيقة.



ومن دون الانعكاسات الفكرية التي كانت كتبي القديمة تقدمها لي، كنت أحس بالضياع وبالجهل. ولكني وجدت في رسائل النور لغة جديدة تماما، ونظرة جديدة.



وعندما لاحظ صديقي اضطرابي وقلقي قال لي:
– لا تقلق...! إن الكتب التي قرأتها سابقاً كل لها مكانتها وفائدتها... إنها مثل الجلد أو القشرة، ولكن هذا – وأشار إلى رسالة “الآية الكبرى”– يعد بمثابة الثمرة.



وبدأنا معا بقراءتها.



في هذه المرة بدأ كل شيء – بفضل من الله – يأخذ مكانه الصحيح.




كل منا يولد جاهلا تمام الجهل، ولكن الرغبة في معرفة أنفسنا ومعرفة العالم المحيط بنا رغبة فطرية، لذا فكل منا يجيب بطريقته الخاصة عن أسئلة عديدة أمثال:


من أنا؟ ..
ما المكان الذي وجدت نفسي فيه ؟...
ما وظيفتي هنا ؟...
من المسؤول عن إيجادي أو خلقي ؟...



يجيب عن هذه الأسئلة إما من خلال ملاحظاته ومشاهداته، أو من خلال التقبل الأعمى للأجوبة المقدمة إليه من قبل غيره. وعلى ضوء هذه الأجوبة يُعيّن الإنسان طراز عيشه في هذه الدنيا، وتتحدد لديه المعايير التي يلتزم بها ويتحرك ضمنها، وما رسالة “ الآية الكبرى ” إلا سياحة في هذا الكون برفقة مرشد، وهذا السائح يفتش عن أجوبة لهذه الأسئلة.


ولا تقدم “ الآية الكبرى ” الإيمان بالله كبديهية منذ البداية، بل تسير من “المخلوق” إلى “الخالق”، وهي تقرر وتبرهن على أن أي شخص يبحث بإخلاص عن جواب لهذه الأسئلة، وينظر إلى الكون المخلوق كما هو وليس كما يرغب فيه أو يتخيله... مثل هذا الشخص سيصل حتما إلى نتيجة:
“لا إله إلاّ الله”
ذلك لأنه سيرى نظاما وتناغما... جمالا وتوازنا... عدالة ورحمة... ربوبية ورحمة...
وسيدرك أن هذه الصفات لا يمكن أن تعزى إلى المخلوقات نفسها، بل إلى “الحق” الذي هو مصدر هذا الوجود والكمال والمطلق. وسيرى أن هذا العالم المخلوق ليس إلا كتابا لأسمائه الحسنى، وفهرسا يخبر ويشير إلى خالقه وإلى صاحبه.





وفي رسالة “ الطبيعة ” يتوسع بديع الزمان في تفسير “لا إله إلاّ الله”


إذ يتناول موضوع السببية Causality التي هي حجر الأساس للمادية، والعمود الذي شيدت عليه العلوم الحديثة، إن الإيمان بالأسباب أو بالسببية يؤدي إلى تصريحات أو أقوال عديدة مثل: (اقتضته الطبيعة) أو (الطبيعة خلقته) أو (حدثت مصادفة) أو (أوجدته الأسباب)... الخ،
وضمن حوار ومناقشة منطقية يفجر سعيد النورسي ويهدم أسطورة السببية،
ويكشف بكل وضوح أن المتمسكين بهذه العقيدة ينظرون إلى الكون لا كما يبدو في الحقيقة وفي الواقع، بل كما يحبون هم أن يظهر وأن يبدو حسب تفكيرهم ومزاجهم.
.....
وراثة النبوة غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عبدالقادر حمود المواضيع الاسلامية 1 07-21-2018 01:23 PM
رائحة رمضان قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّ عبدالرحمن الحسيني المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 2 05-05-2018 01:11 PM
دروس صوتية للشيخ العارف بالله عبد الرحمن الشاغوري رحمه الله تعالى عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 2 06-11-2013 01:24 PM
مسلمون جدد تحوّلوا إلى وعّاظ في دبي‏ عبدالقادر حمود القسم العام 1 08-30-2010 09:54 AM
علماء مسلمون يبطلون فتوى ابن تيمية بشأن الجهاد والتكفير شاذلي القسم العام 4 04-07-2010 07:53 PM


الساعة الآن 09:24 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir