تين الشام.. شجرة مباركة يطبخها الصيف
التين شجر مبارك جاء ذكره في القرآن الكريم «والتين والزيتون» واليوم موسمه على الأبواب يزين بساتين الشام وهو فاكهة لذيذة طيبة مستساغة منه ألوان وأصناف،
لكننا اليوم نرى اندثاره رويداً رويداً على الرغم من مردوده الاقتصادي.
صحيح أنه شجر معمر لكن الكثير من بساتينه اختفت سواء في دمشق أو سورية، ومن الارث الشعبي أنه إذا مرّ عابر سبيل يأكل من بستان التين ولاأحد يسأله ماذا تفعل.
على كل حال ونحن نستقبل موسم التين يطيب لنا أن نذكر بهذه الفاكهة وما سنورده من معلومات هي مستقاة من كتاب من بساتين بلاد الشام لنادية الغزي.
فقد جمع الله الأسماء والبلدان في سورة التين في عروة وثقى، فالتينة هي دمشق والزيتون القدس أو الأقصى والطور حيث كلم موسى- به والبلد الأمين هو مكة المكرمة، ويقال أن المسلمين أدركوا في مسجد دمشق شجرا من تين وقد اختار الله من الشجر أربعا: النخلة والسدرة والتينة والزيتون ودمشق هي التينة وهي مدائن الجنة.
ومن الفولكلور الشعبي أنه إذا صارت ورقة التين بقد رجل القطة.. نام ولا تتغطى.
للتين عدة أنواع منها: المزي- الشتوي- الجبلي الحغيراني- الملكي- العسيلي- المكتب- المجهول- ورق الطير.
وهناك التين الاسود وتين السقاية والبياضي والازميري وكعب الغزال والخضيري او الكهرماني وكاليمرنا وهو تين الملوك والناس المحظوظين ودونا وبرنسويك، يعتبر التين من أغنى مصادر فتيامينات (ا-ب-ث) كما يحتوي على نسبة عالية من المواد المعدنية خاصة الحديد والكلس والنحاس وهي مواد مفيدة لبناء خلايا الجسم ومولدة لخضاب الدم في حالات فقر الدم، ويحتوي التين على نسبة مرتفعة من السكر تبلغ حوالي 19٪ من وزنه وترتفع هذه النسبة إلى 268 سعره لكل 100 غ في التين الجاف، وهو يفيد الحوامل والرضع ويقلل الحوامض في الجسم
ويعالج الإمساك والحروق وخراجات اللثة والقروح.
وقيل إن شجرة التين تعمر مئتي عام، ورؤية التين في الحلم حسب تفسيري الشيخين النابلسي وابن سيرين يرمز إلى المال الكثير والخصب.
ولعل أجمل ما قيل بوصف التين الأخضر المجني صباحا ما قاله الشاعر ابن كشاجم:
قم.. وقد أتى ضوء الصباح المسفر
ياصاح.. نغتنم الحياة وبكر
نلمم بتين لذ طعماً واكتسى
حسنا وقارب منظرا من مخبر
كالثلج بردا.. في صفاء البر في
ريح العبير وفوق طعم السكر.
ولا ينضج التين ويصبح حلوا إلا إذا تعرضت شجرته لحرارة عالية ولذلك قالوا: ( الصيف طباخ العنب والتين).