قصص في حسن الخلق
لا شيء أجمل من حُسن الخلق، وقد عرف العرب بحسن أخلاقهم، وما فتح العرب الأمصار شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً إلا بأخلاقهم وحسن سيرتهم، وتضيق السطور عن سرد أروع الأمثلة العربية في حسن الخلق.
صحب ابن المبارك رجلاً سيئ الخلق في سفر فكان ابن المبارك يحتمله ويداريه، فلما فارقه بكى ابن المبارك فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: بكيتُه رحمةً به، فارقته وخلقه السيئ لم يفارقه!
وقال الفضيل: لأن يصحبني فاجرٌ حسن= الخلُق أحب إلي من أن يصحبني عابد سيئ الخلق، لأن الفاجر إذا حسن خلُقه خف على الناس وأحبوه، والعابد إذا ساء خلقه مقتوه».
ودخل محمد بن عباد على المأمون، فجعل يعمّمه بيده وجارية على رأسه تتبسّم، فقال لها المأمون: مم تضحكين؟ فقال ابن عباد: أنا أخبرك يا أمير المؤمنين، تتعجب من قبحي وإكرامك إياي، فقال: لا تعجبي فإن تحت العمامة كرماً ومجداً. قال الشاعر:
وهل ينفع الفتيان حسـن وجوههـم
إذا كانت الأعــراض غيـــر حســانِ
فلا تجعل الحسـنَ الدليلَ على الفتى
فما كل مصقـــول الحديــد يمانــي
وقيل للأحنف بن عاصم :ممن تعلمت حسن الخلق؟ فقال: من قيس بن عاصم، بينما هو ذات يوم جالس في داره ، إذ جاءته خادمة له بسفود عليه شواء حار فنزع السفود» قضبان» من اللحم وألقته خلف ظهرها فوقع على ابن له، فقتله لوقته فدهشت الجارية وخافت، فقال : لا روعَ عليك أنتِ حرّة لوجه الله تعالى.
وروي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه دعا غلاماً له، فلم يجبه، فدعاه ثانياً وثالثاً، فرآه مضطجعاً، فقال : أما تسمع يا غلام؟ قال :نعم، قال فما حملك على ترك جوابي؟ قال: أمِنْتُ عقوبتك، فتكاسلت، فقال :اذهب فأنت حرّ لوجه الله.
وقال أبو تمام:
مــن لــي بإنســــانٍ إذا أغضبتـــــُهُ
وجهلتُ علـيه كان الحـلم رد جوابــه
وإذا صبَـــوتُ إلى المـدام شـــــربت
من أخلاقــــه وســــكرت من آدابه
الخُلْق والخُلُق لغةً: السَّجِيّة، فيقال: خالِصِ المُؤْمنَ وخالِقِ الفاجر، وهو الدِّين والطبْع والسجية.
محمود سامي البارودي:
ألا ، إنّ أخـلاقَ الرجـــالِ وَإنْ نمــتْ
فأربعة منها تفــــوقُ علـــى الكــــلّ
وَقَارٌ بِـــلاَ كِبْرٍ، وَصَفْـــــحٌ بــِلاَ أذى
وَجــــُودٌ بِلاَ مَــنٍّ، وَحِلـــــْمٌ بِلاَ ذُلِّ
إسماعيل ديب
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات