أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 01-28-2013
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي حياة الإمام أحمد ضياء الدين الكمشخانوى ومؤلفاته

حياة الإمام أحمد ضياء الدين الكمشخانوى ومؤلفاته



قال الإمام محمد زاهد الكوثرى رضى الله عنه عن الإمام أحمد ضياء الدين الكمشخانوى فى كتابه إرغام المريد (ص 75)

”وفى الحديث أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها رواه أبو داود وذلك بإرشاد الأمة إلى الدين بعد أن كادت تنحرف عنه بعلم أو حال لا بتشريع أحكام كما هو معلوم ولا ندرى من سبقه فى الإرشاد وبهما ممن يعاصره حيث تربى لديه ألوف من الرجال وانتفع بتآليفه وعلومه آلاف من أهل الكمال ولم يبق ناحية من شواسع النواحى والبقاع إلا وفيه واحد من خلفائه الكبار فإذا أمعنت ما ذكرناه فى هذا المقام أذعنت بأنه لا يريب من له اتصاف بالإنصاف فى كونه قدس سره حائزاً لتلك المرتبة فى ذلك القرن والله أعلم. “


مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين…

أما بعد ، فإن لله عباداً جعلهم شموس الهداية والاستقامة وحججاً فى العقل البشرى والفطانة وقِمَماً فى حسن الخلق والسيرة ورباهم على ما يحبه ويرضاه ووفقهم لفعل الخير والتقاه ومنحهم ينابيع العلم والحكمة وجعلهم ضياء الدين والدنيا ومن هؤلاء العباد الصالحين صاحب الشهرة العالمية نادر الأمثال العالم الإسلامى المشهور العابد الزاهد الحقيقى المجاهد الذى أدى الجهاد الأكبر وجهاد الكفار بحقهما شيخ الشيوخ الذى فى مرتبة عالية حتى يستطيع أن يشكل باسمه شعبة خاصة فى سلاسل طرقنا العلية . العارف الكامل الجد الوقار من أهل الصُحِّ والتمكين المرشد الكامل والمكمل الذى ربّى أكثر من المائة مربياً وخليفةً المؤلف الولود الذى ألّف كم من كتاب فى الحديث والكلام والفقه والتصوف المحدث المتكلم الفقيه قطب الأقطاب غوث الواصلين ملاذ السالكين الإمام أحمد ضياء الدين الكمشخانوى رضى الله تعالى عنه...

نسبه ومولده
هو أحمد ضياء الدين بن مصطفى بن عبد الرحمن الكمشخانوى. من سلالة أناضولية. و قيل إن جده جاء من الخراسان إلى كمشخانة ولكن لا توجد وثيقة تصدق هذا الرأى. ولد الكمشخانوى رضى الله عنه فى عام (1228هـ 1813) بحى أميرلر من أحياء كمشخانة. تقع هذه البلدة الآن فى شمال شرقى بتركيا...

أسرته
إن سلالة شيخنا الجليل سلالة عريقة ، لقد سُمِّى الحى الذى ولد به شيخنا باسم سلالته وهو أميرلر فهذا يرينا أن سلالة شيخنا سلالة واسعة. وقد ارتحل أبوه إلى طربزون ليتجر بها وكان الكمشخانوى وقتئذ ابن عشر سنة.. ومع ذلك لا نستطيع أن نحصل معلومات واسعة فى أسرته.

نشأته وتحصيله العلم
وقد قضى الإمام العشر الأول من عمره بكمشخانة. وكان يُشار إليه بالبنان ويَجْلب أنظار الناس وأصحاب النظر والفراسة إلى ذاته بمزاياه العجيبة وخصاله الفاضلة من ذكاء وفهم وخلق حسن ورجاحة فى العقل وثبات فى الأمر ونهامة فى العلم ومن سائر ميزات سامية... وابتدأ بتعلمه فى بيئة صوفية وقرأ القرآن الكريم وهو ابن خمس سنين عندما وصل إلى الثمانية من عمره أخذ إجازات القصائد و دلائل الخيرات والحزب الأعظم. وأما أساتذته الذين أخذ منهم العلم بكمشخانة فلا نعرف أسمائهم إلا بواسطة الإجازات التى أعطاها طلابه فمن هؤلاء الأساتذة الشيخ سالم والشيخ علىّ الوفائى والشيخ علىّ والشيخ عمر البغدادى الذى يقول الإمام فى حقه " ... إن أحدهم الشيخ عمر البغدادى الذى ربّانى مع أننى كنت ببلدتى وكان الشيخ بمصر..." بعدما ذهب إلى طربزون مع أسرته على الرغم من مخالفة أبيه وأسرته لم يترك طلب العلم بل داوم على دروس علماء طربزون وأخذ منهم الصرف والنحو والفقه. وفى غضون ذلك ذهب أخوه الكبير إلى الجند ليؤدى وظيفته العسكرية. وقد أجبره ذهاب أخيه على مساعدة أبيه الذى توحّد بتجارته. وكان الإمام إذ ذاك يقسّم وقته بين طلب العلم ومساعدة أبيه فى تجارته. ولما شاهد أبوه أن ابنه يتعب تحت هذين الأمرين وَعَدَه بأن يرسله إلى إستانبول ليحصّل العلم بعد مجيئ أخيه من الجند. وكان الإمام عند انتظار أخيه لا يغفل عن دروسه المعتادة ومجالسة العلماء ويسعى لإتمام حفظ القرآن الكريم ويشتغل ببيع أكياس النقود التى نسجها بيديه لأجل مساعدة تعلمه بإستانبول فى المستقبل. يقول حجة الإسلام الإمام محمد زاهد الكوثرى رضى الله عنه فى كتابه إرغام المريد الذى يشرح فيه تراجم سلسلته النقشبندية عند ترجمة الإمام الكمشخانوى فى فترة مكثه بطربزون: "وبدأ إذ ذاك أن يتعلم الصرف و النحو من بعض الفضلاء مع كثرة شغله فى حانوت أبيه ببيع وشراء حتى استفاد فى مدة يسيرة ما لا يستفاد فى أعوام كثيرة ولما ذاق من حلاوة العلم ما ذاق اشتاق إلى الفراغ بتحصيل العلوم غاية اشتياق حتى هاجت عنادل شغفه و غرامه وغردت لسوقه نحو مقصده ومرامه..." وفى المرة التى ذهب مع عمه إلى إستانبول للتجارة وصل إلى مسامعه أن أخاه قد انتهى بوظيفته فى الجند ورجع إلى بلدته. فتذكر الإمام وعد أبيه فأتم التجارة وسلم إلى عمه البضائع والنقود التى كسبها فى بيع الأكياس واعتذر له وطلب ألا تزعل أسرته منه وودّعه... ودخل مدرسة بايزيد وهو ابن ثمانية عشر سنة وكان لا نقود له تؤيده ولا ظهير يساعده ولكنه فى إدراك شيئ واحد وهو أن الله معه ويرزقه من حيث لا يحتسب... وهكذا بدأ فصل جديد من حياة الإمام...

الإمام فى دار الخلافة
على الرغم من دنو سقوط الدولة العثمانية والفساد فى شتى مؤسساتها كانت إستانبول حينئذ زاخرة بالعلماء والفقهاء والمحدثين. إذ أنها كانت عاصمة الإسلام حتى أن ألغيت الخلافة... وفى هذه البيئة التحق الإمام بمدرسة بايزيد وتعلّم فى رعاية ولىٍّ من أولياء الله تعالى من العلوم العقلية والنقلية من الحكمة والتصوف والأخبار والفنون المتنوعة إلخ... ولا يذكر فى المصادر من هو الذى تلقّى الإمامُ منه هذه العلوم بل اكتُفِى ببيان ولايته فقط... وظل ملازماً له حتى توفى . عقب وفاة هذا الولى ذهب الكمشخانوى إلى مدرسة محمود باشا وانضم إليها وبذل جهده لطلب العلم هناك . وكان رضى الله عنه يواصل ليله بنهاره ويقضى ليله ساهراً على القراءة والبحوث العلمية وكان لا يعرف الكسل أو الملل... وكان يتفوق فى تحصيله بسرعة مذهلة حتى ينوب عن أساتذته فى تدريس زملائه فى بعض الأحيان ، ودرّسهم علم العقائد بإذن علماء المدرسة قبل أخذه الإجازة لسبب تفوقه وبراعته فى العلم . وألف كتاباً فى العقائد فى غضون تدريس أصدقائه . بعد ما انتهى عن دراسته فى مدرسة محمود باشا عيِّن مدرّساً بمدرسة بايزيد. قد استغرق تحصيله فى إستانبول ثلاث عشرة سنة وقيل سبع عشرة سنة. يقول الإمام محمد زاهد الكوثرى رضى الله عنه فى كتابه إرغام المريد :” حضر دروس أساتذة العصر وبذل ماله من الجهد فى اقتناص العلوم حتى أصبح ناقد المنطوق والمفهوم وخضعت لديه علماء الروم إذعانا لوفور علمه وسعة اطلاعه و إيقانا لاتقاد قريحته وطول باعه ثم جلس على كرسى التدريس فى جامع السلطان بايزيد خان وحضر فى حلقة تدريسه الفضلاء الأعيان ودرسهم العلوم بتحقيق وإتقان ولم يزل يفيد الطالبين على مقتضى الحال من إطناب وإيجاز حتى أكمل النسخ والفنون المرتبة وأجاز وحين ما كان يقرأ شرح العقائد قبل أن يجاز بدأ التصنيف والتأليف فى كل باب.“


أساتذته فى إستانبول
وقد أخذ العلم بها من الأساتذة الكبار والعلماء الراسخين الربانيين لا يحصى عددهم من أشهرهم :

العلامة السيد محمد أمين الإستانبولى الشهير بشهرى حافظ خواجة حضرة شهريارى المتوفى سنة 1280هـ 1863م وكان هذا الجبل الشامخ أستاذ السلاطين فى الدولة العثمانية أعاد الله أيامها. قد تلقى منه العلم السلطان عبد العزيز و السلطان عبد المجيد والسلطان عبد الحميد الثانى رحمهم الله تعالى. وكان هذا العلامة الجليل خليفة عبد الله المكى الأرزنجانى رضى الله تعالى عنه. يقول الكوثرى:” ولم يزل يداوم دروسه فى الغداة ببضاعة ليست بمزجاة حتى أكمل الفنون المتداولة وختم النسخ المتتالية و أجيز من أستاذه بالعلوم الآلية والعالية. “

ومنهم: العلامة عبد الرحمن الكردى الموفى سنة 1267هـ 1851م كان الإمام يداوم فى العصر دروس هذا العلامة الجليل.

ومنهم: مفتى طرابلس الشام الشيخ أحمد بن سليمان الأروادى رضى الله عنه . قد أخذ منه إجازات فى شتى العلوم والتصوف . وسنذكره والعلاقة بينهما إن شاء الله تعالى فى قسم خاص له .


رؤيا الإمام
ذات ليلة رأى الإمام فى منامه أنه جالس بين جماعة فى مسجد كبير فإذا بحريق شديد يشيب من هوله الوليد ينتشر فى أرجاء المدينة ويحرق كل ما أمامه من أناس وحيوانات ونباتات... فشاعت النيران حتى أحاطت المسجد الذى فيه الكمشخانوى والجماعة ، فأخذ المسجد يتأجج والناس يحاولون على الخروج ولكن لا يستطيعون على ذلك . ونظر الإمام إلى السماء آنذاك فإذا بسلسلة من الحديد أرخيت من قبة المسجد وتمسك بهذه السلسلة وارتفع إلى السماء فنجى من النيران الهائلة. فقام من نومه متأثراً من هذه الرؤيا وكتمها ولم يقلها لأى أحد حتى أن ارتحل إلى إستانبول وأُخبرَ بأن أستاذاً جديداً جاء إلى دار الخلافة وأخذ يدرس فى مسجد سليمانية ، وذهب الكمشخانوى ليزوره ، عندما دخل مسجد سليمانية فإذا هو المسجد الذى رئاه فى منامه ، فتعجب مما حصل . وفكّر أن هذه الرؤيا تنبيه من قِبل الله تعالى وإشارة معنوية إلى ما سيكون فى سيرته... فينتظر الإمام ويستمر على دروسه . وكانت ستجد هذه الرؤيا أوفق تفسيراتها بعد مجيء الشيخ أحمد بن سليمان الأروادى رضى الله عنه إلى إستانبول لأجل إرشاد الإمام الكمشخانوى إلى ما منّ الله عليه وعلى أسلافه من العلوم الظاهرة والباطنة بتوجيه مولانا خالد البغدادى رضى الله عنه وتوصيته .
قد فسّر البعض هذه الرؤيا بأن مسجد سليمانية كان رمزاً لسنجق سليمانية إذ أنه كان منشأ مولانا خالد البغدادى رضى الله عنه ، وأما السلسلة فهى كانت رمزاً لسلسلة الخالديين التى أرخيت من سنجق سليمانية بتوصية مولانا خالد وبواسطة الأروادى إلى الإمام الكمشخانوى رضى الله عنهم أجمعين .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حياة سيدي أحمد مصطفى العلاوي قدس الله سرّه المريد علي المحمد تراجم أصحاب السلسلة الذهبية للسادة الشاذلية 6 04-09-2019 01:38 PM
شرح قصيدة الإمام الحداد (الزم باب ربك) للشيخ محمد حياة السندي الأشعري الصوفي ت 1163هـ عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 09-05-2012 07:19 AM
الإمام تقي الدين السبكي أبو يوسف السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 5 06-20-2009 12:54 PM
الإمام جلال الدين السيوطي عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 2 05-15-2009 05:39 PM


الساعة الآن 03:42 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir