أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 05-31-2011
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي العصبية المذهبية في الفتوى تناقض سعة الإسلام

إذا كان تعدد اجتهادات فقهاء الإسلام قديماً وحديثاً من مظاهر الرحمة والسعة في شريعتنا الإسلامية فعلينا أن نستفيد من كل الآراء والاجتهادات الفقهية المتعلقة بالمعاملات والعبادات، وعدم التقيد بمذهب معين أو الإصرار على رأي فقهي يحمل عنتاً أو تشدداً يضيق على المسلمين ما وسعه الله عز وجل
هذا الكلام كما يقول الدكتور نصر فريد واصل، أستاذ الشريعة الإسلامية، مفتي مصر الأسبق ليس موجهاً فقط لعلماء ودعاة الإسلام الذين يتعصبون لرأي فقهي في مسألة ما ويهملون ما عداه من الآراء والاجتهادات التي تحمل قدراً كبيراً من التيسير . . لكن هذا الكلام موجه لجماهير المسلمين التي تتعصب لرأي دون رأي وتشدد على أنفسها أو تتحلل من قيم ومبادئ الدين، استناداً إلى رأي ضعيف لا يجد ما يسانده من الأدلة والبراهين الشرعية .

ويؤكد الدكتور واصل وهو أحد أبرز فقهاء التيسير في العصر الحديث أن التحرر من العصبية المذهبية مطلب شرعي وحاجة عصرية لتأكيد سماحة الإسلام ويسره ورحمته، ويقول: من أبرز مظاهر التيسير والرحمة بالناس عدم التقيد بمذهب واحد أو اتجاه فقهي معين يؤخذ به في جميع الأبواب والمسائل العبادية والمعاملاتية، خاصة إذا كان هذا الرأي أو التوجه فيه تعسير وتضييق على الناس، فالمذهب الواحد قد يضيق في بعض المسائل والقضايا، ولكن الشريعة الإسلامية بنصوصها ومقاصدها ومجموع مذاهبها وتراث فقهائها، فيها من السعة والمرونة ما يعطي حلاً لكل مشكلة .

آفة التقليد

وهنا ينبه الدكتور واصل إلى آفة خطيرة يقع فيها الكثيرون من علماء ودعاة الإسلام المعنيين بتبصير المسلمين بأحكام دينهم، سواء عن طريق منابر ودروس المساجد أو عن طريق وسائل الإعلام، وهي آفة التقليد، حيث يلجأ كل واحد من هؤلاء إلى نقل آراء وفتاوى السابقين إلى من يستفتونه دون أن يكون له جهد عقلي أو فكري أو اجتهادي، بل حتى دون أن يبذل جهداً في التمحيص والترجيح بين الآراء، ومثل هؤلاء العلماء ورجال الفتوى يضعون الناس في حيرة شديدة ويضيقون عليهم من خلال الآراء والاجتهادات التي ينقلونها لهم . . وهذا التقليد مذموم في شريعتنا الإسلامية التي تتخذ جميع وسائل الحث والتوجيه لإعمال العقول في اجتهادات جديدة تتواكب مع تطورات الحياة وتراعي ما استجد في حياة المسلمين . . بل إن بعض العلماء المحققين لم يعتبروا المقلد عالماً، بل هو تابع لغيره .

المقصود من التحرر

والتحرر من العصبية المذهبية كأحد مظاهر التيسير لا يعني إهمال المذاهب الفقهية وعدم الاعتماد على ما أنتجه الفقهاء العظام من ثروة فقهية متجددة العطاء . . كما أن هذا التحرر كما يقول الفقيه الكبير الدكتور يوسف القرضاوي لا يعني الاستغناء عن فقه المذاهب وكتبها وما حفلت به من تعليلات وتخريجات وتفصيلات ومناقشات ثرية، لا يشك في قيمتها دارس ينشد الحق ويبحث عن الصواب بأدلته .

إنما المقصود بالتحرر من العصبية المذهبية ألا يقيد الفقيه نفسه بغير ما قيده الله به ورسوله، فيأخذ من أي مذهب كان ما يراه أقوى حجة وأرجح ميزاناً في ضوء المعايير الشرعية، وفي هذا توسعة للأمة وتيسير كبير عليها وإعطاؤها مجالاً رحباً للانتقاء والترجيح وفق مقاصد الشرع ومصالح الخلق .

ويضيف الدكتور القرضاوي: لقد التزمت في كتبي وبحوثي الفقهية وكل ما يصدر عني من فتاوى بمنهج الاستفادة من كل المذاهب الفقهية . . ففي كتاب “فقه الزكاة” مثلاً أخذت بمذهب أبي حنيفة في زكاة الزروع والثمار وإيجابها في كل ما أخرجت الأرض أخذاً بعموم الآية: “ومما أخرجنا لكم من الأرض” ولكنني لم آخذ بمذهب أبي حنيفة في عدم اشتراط النصاب في ذلك، كما لم آخذ به في عدم إيجاب الزكاة في أموال الصغار والمجانين، وإن بلغت الملايين، ولم آخذ به في إيجاب الزكاة على حلي المرأة وإن كانت في إطار المباح المعتاد المستعمل . . وأخذت بمذهب الشافعي في مقدار ما يعطى الفقير والمسكين من الزكاة، بإعطائه “كفاية العمر” لا مجرد “كفاية السنة” ما دام في حصيلة الزكاة متسع، وذلك لما يدعمه ويسنده من الحديث النبوي ومن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إذا أعطيتم فأغنوا .

والأخذ بما فيه تيسير وبما يحقق الهدف والمصلحة من مذاهب عدة ليس “تلفيقاً” كما يقول الدكتور القرضاوي، لأن التلفيق الممنوع هو أخذ جزئية من مذهب وأخرى من مذهب آخر وهكذا حتى يتكون من مجموعها صورة لا يقول بها واحد من المذاهب، وذلك على سبيل التقليد المحض دون نظر إلى الدليل . . أما الاستفادة مما في المذاهب كلها من أوجه تيسير تساندها الأدلة والحجج والبراهين فهذا مطلوب ومشروع، بل تفرضه الحاجة إلى التيسير .

إعمال العقل

والسؤال الآن: لماذا نرفض تقليد السابقين ونقل آرائهم واجتهاداتهم الفقهية؟ ولماذا نعلن راية العصيان على العصبية المذهبية في أمور العبادات والمعاملات؟

يقول المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا: الاجتهادات الفقهية هي جهد بشري في مسائل معينة فرضتها ظروف مر بها المسلمون في مختلف العصور، ومع احترامنا وتقديرنا الكامل لهذه الاجتهادات وضرورة دراستها واستيعابها والاستفادة بما هو صالح ومناسب منها فإننا مطالبون بإعمال عقولنا في مشكلاتنا المعاصرة وفي كل ما نواجهه من قضايا تحتاج إلى إعمال العقل في ضوء النصوص والعلم بالثوابت الشرعية والتمسك بالقواعد والأصول . . وهنا فنحن لسنا مطالبين بالتقيد بمذهب معين، لأن التقيد بالمذاهب التزام بما لا يلزم، ولا يجب ديناً وشرعاً، فالواجب هو ما أوجبه الله ورسوله، ولم يفرض علينا الله ورسوله اتباع مذهب معين من مذاهب الأئمة، إنما أوجب اتباع الكتاب والسنة .

ومن هنا لابد من الاجتهاد المستمر والبعد عن العصبية المذهبية والاستفادة من كل الآراء والاجتهادات التي تجسد التيسير الإسلامي .
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سائق باص يطلب من معلمة في المنطقة الشرقية للمملكة بأن تطبق الفتوى عليه عبدالقادر حمود القسم العام 3 06-29-2010 04:38 PM
سباق الفتوى والظهور والعربية منبرهم عبدالقادر حمود القسم العام 1 01-24-2010 11:10 AM
دروس في البرمجة اللغوية العصبية Nlp ... ابوعبدالله القسم العام 5 08-26-2009 04:54 PM
صور من صدر الإسلام معين السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 2 07-19-2009 01:41 PM
بين علم الفتوى و فقه الفتوى أبو يوسف الفقه والعبادات 6 01-27-2009 07:39 PM


الساعة الآن 02:47 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir