أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           سبحانك اللهم وبحمد ك وتبارك اسمك وتعالي جدك، ولا إله غيرك           

كتب سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله هذا الركن يختص بعرض كتب سيدي فضيلة الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله ونفعنا به وبعلومه وبركاته

إضافة رد
قديم 12-19-2008
  #51
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 192 } أسلوب الخداع يقدر عليه كل إنسان ، ولكن المخادِع ماذا يقول لربه تبارك وتعالى يوم القيامة ؟ وماذا يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم ؟ فالمؤمن كما أنه لا يحب أن يُخدع ، فوجب عليه أن لا يَخدع ، وأشر ما يصدر من المخادِع أن يَخدَع المؤمن الصادق المخلص ، والخِداع من طبيعة النفوس الأمارة بالسوء ، فهي تزين لصاحبها هذا الفعل حتى يتوجه الناس إليه ، لأنها تظن أنها بهذا الأمر تترقى ، وفي الحقيقة تسقط من عناية الله عزوجل ، ويتشتت شمل صاحبها في الدنيا والآخرة ، وفي الحديث الشريف : ( من طلب العلم ليماري به السفهاء ، ويكاثر به العلماء ، او يصرف به وجوه الناس إليه ، فليتبوأ مقعده من النار ) أخرجه الترمذي
حفظنا الله وإياكم من شرور أنفسنا . آمين .
{ 193 } إياكم إياكم إياكم ، أن تتبعوا خطوات الشيطان ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 136 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإنه يدخل بينكم وبين ربكم ، وبينكم وبين نبيكم ، وبينكم وبين شيخكم ، وبينكم وبين إخوانكم ، وإذا أورد إشكالاً لا يمكنكم حلَّه ، فلا تسترسلوا معه فإنه ينقلكم من إشكال لآخر ، بل عليكم أن تستعيذوا بالله تعالى منه لقوله تعالى : { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } سورة الأعراف / 200
ففي هذه الحال أنت مأمور بالاستعاذة ، لا بالمجادلة والمعاندة له . نعوذ بالله من شياطين الإنس والجن .
{ 194 } صفة الغضب لا يجب استئصالها ، بل يجب علينا أن نصعّد صفة الغضب من الغضب للنفس ، إلى الغضب لله ، ومن لم توجد فيه صفة الغضب فهو ناقص ، فالغضب على قسمين :
1ً ـــ غضب للنفس ، وهذا مذموم لأنه يستولي على العقل ، ويخرج الإنسان عن دائرة العدل ويوقع في التعدي والظلم ، وهذا القسم يضر بالإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم : ( الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل ) رواه الطبراني
2ً ـــ غضب لله عزوجل ، وأقله أن يتغير وجهه لله ، إذا انتهكت حرمات الله عزوجل .
ومن كان غضبه من القسم الأول يجب عليه أن يكظم غيظه ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 137 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
حتى يدخل في صفة عباد الله المتقين ، الذين قال الله تعالى فيهم : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } سورة آل عمران / 134
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-29-2008
  #52
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 195 } إذا كنت سريع الغضب ، فكن سريع الرضا ، حتى لا يغلب غضبك عقَلك ، فإذا غلب غضبك عقلك ، لعب بك الشيطان ، كما يلعب الأولاد بالكرة ، وسبب هذا ضعف شخصيتك ، ولا يمكن أن تقوي شخصيتك إلا إذا تحررت من قيد النفس والشيطان ، وملكتَهما ولم يملكاك وفي الحديث الشريف : ( ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) رواه الشيخان
{ 196 } الجهل على ثلاثة أقسام :
1ً ـــ جهل بسبب الحسد ، وصاحبه لا يقبل الحق ، لأنه قد تمسك بنفسه .
2ً ـــ جهل بسبب الحماقة ، لحماقته لا يقبل الحق مهما كان مصدره ، ولقصر عقله لا يصل إلى الحقيقة ، بل ينكر على أهل الحقيقة ويقيس الحقيقة على عقله القاصر .
3ً ـــ جهل بسبب عدم المعرفة ، وصاحبه يصل إلى الحقيقة بالاستفسار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 138 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ 197 } جرِمُ الانسان صغير ، ولكن جُرمه كبير ، والعقاب على قدر الجُرم ، لا على قدر الجِرم ، لذا صاحب الجِرم الصغير ، إذا أنكر شرع الله عزوجل لا يليق به إلا نار جهنم ، والعياذ بالله تعالى ، وما أكثر التهديد في القرآن الكريم لهذا الإنسان ، وهو في غفلته مستغرق لا يتفكر ، ولا يرجع إلى رشده قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الْإـِ نَسَـْانُ مَآ غَـْرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيْمِ } سورة الإنفطار / 6
لو هددك إنسان ، وهو قادر على إنفاذ تهديده ، هل تخالفه ؟ لا . فكيف بعد تهديد الله ووعيده ، تتعدى حدود الله عزوجل ؟ هذا لا يليق بإنسان عاقل ، وهو يرى نعم الله عزوجل تتوالى عليه ، علينا أن نستحي من الله عزوجل ، الذي أعد الجنة لمن أطاعه ، والنار لمن عصاه .
{ 198 } نفوسنا الأمارة بالسوء لا تصح أن تكون ميزاناً لأفعال وحركات المسلمين في تصويبها ، الميزان إنما هو شرع الله عزوجل ، لأن شرع الله عزوجل منزه عن المصلحة التي تعود لصالح المشرع ، فهو غني عن العالمين .
{ 199 } بعض الناس ينسبون الفضيلة والإحسان لأنفسهم ، والله عزوجل يقول : { فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } سورة النجم /32
والاعتراف بالنقصان كمال ، كما أن ادعاء الفضل نقص ، فلا بد
ـــــــــــــــــــــــــــــ ص 139 ــــــــــــــــــــــــــــ
للعاقل أن يفتش عن عيوبه ، ويعترف بنقصانه ، لأن الاعتراف بالخطأ ميراث للمؤمن من أبيه آدم عليه الصلاة والسلام .
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-02-2009
  #53
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 200 } العلوم الشرعية ودراستها آلة لنيل رضا الرحمن عزوجل ، ولمخالفة النفس ، ومحاربة الشيطان ، وليست آلة لاتباع الهوى ، وتأييده بالحجة الشرعية . قال تعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } سورة الجاثية / 23
. فحظ النفس من دين الله عزوجل مخالفتُها ومحاربتها بقلة الطعام والشراب وتخويفها بالله عزوجل وبالموت ، وأن تعلم أنها خلقت للعبادة . والعبادة من طاعة وذكر وتلاوة للقرآن الكريم ومحبة الله ومحبة لرسوله صلى الله عليه وسلم ، إنما هي من فضل الله عزوجل على العبد
{ 201 } احذروا شهوة حب الظهور والجاه لأنها مانعة من الوصول إلى الله عزوجل ، وتوقع الإنسان في حضيض الفرعونية والنمروذية . لذلك يجب ترك هذه الشهوة كلياًُ فكم من عالم متكلم يشار إليه بالبنان ، ولكنه غافل عن الله عزوجل يبحث عن شهرة وعن سمعة ، وربما تأخذه العزة بالأثم إذا قيل له : اتق الله ، لأن صاحب حب الظهور يعتبر نفسه مَظهَراً للشريعة ، فيجعل الشريعة خادمة لحظوظه وأهوائه ، وعندها يخسر الدنيا والآخرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 140 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاصموا أنفسكم بسيف الشريعة ، واقتلوا هواكم باتباعكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو الميزان لمن أراد الوصول إلى الله عزوجل .
{ 202 } الدين واحد لا يتعدد ، والمؤمنون اختلفوا لاختلاف الأشخاص والأفهام والهوى ، فلابد من ترك الكل ، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر ونهى ، هذا هو الدين الصحيح وليس هناك طرق للولاية إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .
{ 203 } الذي يرى ذلته في معصيته مقدم على من يرى عزته في طاعته ، ومن رأى عزته في طاعته كان مقيداً بشهواته ، وما قيد بشهواته إلا لبعده عن الشرع الشريف ، وهذا يكون بعيداً عن الله عزوجل . ولا خير في رجل مكبل في شهواته ، كيف يصل إلى الله تعالى في طاعته وهو يطلب منزلة وشهرة ومكانة في قلوب الخلق ؟ وكل هذه الأمور تحجبه عن الله عزوجل ، الطائر لا يطير في جو السماء إذا علق بجناحه شئ ، فكيف بمن قيد بشهواته ؟ . لذا أقول : إذا أردت أن تكون مقيداً فليكن قيدَك الشرعُ الشريف ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه من قيد بذلك جمع الخير من كل جوانبه بإذن الله تعالى .
{ 204 } كل إنعام يوجد فيه إيلام ، إلا نعمة المعية مع الله تعالى لا يوجد معها إيلام ، ومن كان في معية الله تعالى فإنه لا يشعر بفقد شئ كما انه من اعتمد على غير الله تعالى لا يجد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 141 ــــــــــــــــــــــــــــــ
شيئاً وكل نعمة أنعمها الله تعالى على عبده إذا سلبت منه فإنه يشعر بالإيلام بفقدها إذا لم يكن بمعية الله تعالى ، أما إذا كان بمعية الله ويتذوق حلاوة تلك المعية فإنه لا يتألم بفقد أي شئ ، لأن الله تعالى يقول : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ } سورة النحل / 96
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2009
  #54
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 205 } لا تقل في دين الله بهواك فُيرديك ويُظلم قلبك ، ويسلب إيمانك ومعرفتك ، ويسلط عليك شيطانك ونفسك وهواك . وإذا كان الهوى حاكماً عليك أفسد عليك دينك وآخرتك . لذلك أقول :
اجعل هواك مغلوباً لعقلك ، وصاحب العقل هو الذي يقيد نفسه بشريعة الله عزوجل ، فمن قيد نفسه بالشريعة ارتقى ، ومن قيد نفسه قيد نفسه بالهوى هوى وكانت عاقبة أمره خسراً والعياذ بالله تعالى .
{ 206 } من أراد أن يفتح اشتهاء قلبه للذكر ننصحه بكثرة الذكر ولو مع الغفلة ، ولو قلنا له شيئاً أخر لكنا غير صادقين في نصحه ، لأن الحديث القدسي يقول : ( أنا جليس من ذكرني ) رواه الديلمي والبيهقي
فإذا كان العبد يُصدَّق هذا الحديث عليه أن يذكر كثيراً حتى يشعر بمجالسته لربه عزوجل ، هذه هي آلة الفتح على العبد لمن كان

ـــــــــــــــــــــــــــــ ص 142 ــــــــــــــــــــــــــــــ

متعلقاً بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وبعض العلماء يقول : الذكر باللسان مع غفلة القلب لا يفيد . ولكن نحن نقول : عليكم بكثرة الذكر ولو مع الغفلة حتى يفتح اشتهاء القلب للذكر ، فلا تتركوا ذكر اللسان حتى يذكر القلب ، عندها تجمعون بين ذكر اللسان وذكر القلب وهذا هو ذكر الذكر النافع .

{ 207 } إذا راقبت قلبك أيها المؤمن وجدته لا يثبت في أقل من لحظة على حالة واحدة في عبادة أو غيرها ، فكيف تتكل وتعتمد على نفسك وأنت في هذا الضعف وفي هذه الحالة ؟ فالتجئ إلى ربك تبارك وتعالى ، واخرج من حولك وقوتك ، وأكثر من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) رواه البخاري
وبادر بالأعمال الصالحة ، ولا تسوف في متابعتك للشرع الشريف فإن القلوب بين أصبعين من اصابع الرحمن .
{ 208 } أحياناً يعطي الرب جل وعلا من فضله وكرمه عبداً من عباده بعض الأمور الغيبية ، ويأخذها منه حيناً آخر حتى لا يتعلق العبد بتلك الأمور ، وليبقى في العبودية دائماً ولا يُنقص من وظائف العبودية شيئاً ، فمن عرف ذلك عليه أن لا يحزن إن غابت عنه بعض الأمور ، لأنها ما تخرج عن دائرة الأمور المادية ،
ــــــــــــــــــــــــــ ص 143 ـــــــــــــــــــــــــــــ
وعليه أن يبقى في مقام العبودية لأن هذا هو المطلوب للعبد الصادق المخلص .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2009
  #55
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 209 } المؤمن الصادق إذا صلى فكر في صلاته أولاً هل هي موافقة للشريعة أم لا ؟ فإذا كانت موافقة حسب الظاهر فكر في صلاته ، هل صلى في خشوع أم لا ؟ فإذا صلى في خشوع فكر في تلك الصلاة هل قبلها ربي عزوجل أم لا ؟

وكذلك ذكره وعباداته ، نرجو الله عزوجل القبول بفضله وكرمه .

{ 210 } إذا أعطى الله تعالى عبده المؤمن نعمة من النعم التي اختص بها عباده الصالحين ، من معارف وأذواق ، أو وفقه لطاعته واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو منحه بعض أسرار القرآن الكريم ووفقه للعمل بها ، يجب عليه أن يقدر هذه النعمة ، وأن يفكر بأن هذه النعم ليست رخيصة ، بل الدنيا بما فيها لا توازي نعمة واحدة من تلك النعم ، ويجب عليه أن يحسن جوارها حتى لا يعرضها للزوال ، والإحسان لجوار هذه النعم بأمور ثلاثة :
ــــــــــــــــــــــ ص 144 ــــــــــــــــــــــــــ
أولاً : أن يشكر الله تعالى على تلك النعم ، لأن الشكر عقال النعم .
ثانياً : أن لايضيع وقته في الاشتغال بما لايعنيه .
ثالثاً : أن لا يشتغل بشئ من الحظوظ الدنيوية من شهرة وسمعة ومقامات وكرامات وكشوفات ، أو بمال أو بأهل ، حتى لا تكون تلك الحظوظ حجاباً على قلب العبد ، فتحجُبه عن حضرة الرب تبارك وتعالى .

{ 211 } لا تضيعوا تلك الجواهر الثمينة التي منّ الله بها عليكم فأعلاها وأغلاها الإيمان بالله ورسوله ، ثم جوهرة هذا الطريق المبارك والصحبة الصالحة ، لأن من آتاكم هذه النعم الجليلة قادر على أخذها قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } سورة الرعد / 11
طريقة المحافظة عليها الشكر ، والشكر على شقين :
الأول : أن تعلم أن الله تعالى مصدر النعم كلها فتعبده وتشكره .
الثاني : أن تشكر السبب ، وأن تعلم أن السبب كان مظهراً لتلك النعمة فقط وليس خالقاً لها .
وبالشكر تحافظ على النعمة الموجودة وتستجلب النعمة
ـــــــــــــــــــــــــــ ص 145 ـــــــــــــــــــــــ
المفقودة . اللهم اجعلنا من الشاكرين لك ، ووفقنا للعبودية الحقة واجز عنا أسيادنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2009
  #56
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 212 } الإكثار من كلمة التوحيد لا إله إلا الله تغير الإنسان وتجعله ذهباً صرفاً ، ولكن لابد مع كثرة الذكر من الحضور التام ، وبالذكر يترقى الإنسان ويخفف من طبيعته البشرية فإذا حصل هذا حصلت معه المعرفة بالله تعالى . ولكن بعض الناس في غفلة ، وأصبح الذكر عليهم ثقيلاً ونسوا وصف الله تعالى للمنافقين في القرآن الكريم عندما قال : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا } سورة النساء / 142
يقرؤون القرآن ، ولا يفهمون ، وإذا فهموا لم يطبقوا على أنفسهم . ليس كل مؤمن أفعاله أفعال المؤمنين ، قد يكون مؤمناً ، وبعض أفعاله أفعال المنافقين ، لذلك وجب عليك أيها المؤمن أن تعمل بمستلزمات هذا الإيمان ، ومن مستلزماته الذكر الكثير ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} سورة الأحزاب / 41
فلو عرف الناس حقيقة الذكر وقيمته ما تركوه ليلاً ولا نهاراً ، ولا في حال من الأحوال ، ويكون مثلهم مثل الجائع الذي إذا لم
ـــــــــــــــــــــــــــ ص 146 ـــــــــــــــــــــ
يجد شيئاً أكل ما حضر ليسد جوعه .
{ 213 } كل كلام وكتاب وعلم جافٌ أمام كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وشبح لا روح فيه ، وكأنه طعام لا ملح فيه ، إلا كلام بعض الكبار من الأولياء كالإمام الغزالي والقطب الرباني وبديع الزمان رضي الله عنهم جميعاً ، لأن هؤلاء وأمثالهم تكلموا وكتبوا وعلموا مع تجردهم من كل الحظوظ ، تكلموا بالله وعن الله عزوجل ،
فصحبة هؤلاء وأمثالهم فرض عين على كل مسلم قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } سورة التوبة / 119

{ 214 } الاناشيد تحرك مافي القلوب ، ولا توجد شيئاً مفقوداً ، عليكم أيها الذاكرون أن تشتغلوا بالذكر ، التفتوا إلى قلوبكم لتخرج من غفلتها عن الله عزوجل ، الكثير يذكرون بدون حضور قلب مع المذكور لأن القلوب تعلقت بغير المذكور ، فلابد من كثرة الذكر حتى تخرج القلوب من غفلتها .

{ 215 } تلاوة القرآن الكريم شئ ، والتدبر شئ آخر ، وحضور القلب شئ ثالث ، فإذا قرأت القرآن الكريم اقرأه بقوة الإيمان بأنه كلام ربك وأنه فوق كلام البشر بدون استثناء ، وحتى تكون تلاوته نافعة لا بد من كثرة الذكر لله تعالى مع الحضور ، فإن
ـــــــــــــــــــــــ ص 147 ـــــــــــــــــــــــــــ
كثرة الذكر لله تعالى مع الحضور التام ، تجعل تلاوتك للقرآن نافعة ، وتجعل استماعك للقرآن نافعاً ، وتجعل صلاتك تنهاك عن الفحشاء والمنكر
{ 216 } من القوم من يقف عند الأفعال ، ويفنى في أفعاله سبحانه وتعالى : { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ } سورة الانفال / 17
ومنهم من يقف عند الصفات ، ويفنى في صفاته سبحانه ، قال تعالى : { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } سورة التكوير / 29
ومنهم من يصل إلى مقام الإحسان فيراقب ربه ببصيرته . أقول وبالله التوفيق :
الوقوف عند الأفعال لمن بواسطة الأفعال يصل إلى الصفات ، ومن الصفات إلى الذات ، هذه المقامات تحصل لبعضهم دفعة واحدة ، يكون فيها الجمع مع الفرق ، هذا لمن وصل بنور الإيمان الصادق مع الأخذ بالشريعة ، فهو يعرف ربه تبارك وتعالى بإذنه ولا يحتاج إلى دليل ، كما قال سيدي ابو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى : ( نحن نعرف الله جل جلاله بدون دليل ) . والحاصل التفكر في الافعال والصفات لتقوية إيمان البعض ، وللبعض الآخر جمع من الفرق .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2009
  #57
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة


{ 217 } الإنسان لا يأخذ بوسوسة الشيطان إلا لضعف
ـــــــــــــــــــــ ص 148 ـــــــــــــــــــــــ
إيمانه ، فلو كان إيمانه قوياً لاتخذ الشيطان عدواً ، كيف لا يتخذه عدواً ، وهو عدو لله وللإنسان ؟ فأنت أيها المؤمن مأمور أن تتخذه عدواً ، ومن اتخذه عدواً فإنه لايوافقه البتة ، والذي يعينك عليه كثرة ذكرك لله تعالى سراً وجهراً مع الحضور التام .

{ 218 } من عمل بمقتضى الإيمان ومستلزماته ، يكون مراداً عندنا لأنه على سنة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما إذا لم يعمل بمقتضى الإيمان ومستلزماته ، فلا يكون مراداً عندنا ، ولا يُسترسل معه ، ولا يُعتمد عليه في التعامل ، ولكن لا يٌشك في إيمانه . ونحن لا نرد أحداً جاءنا ما لم يضر بالدين والطريقة ، وما رأينا ضرراً على الدين والطريقة أعظم من ضرر من اتبع نفسه وهواه وشيطانه ، وتمسك بالعصبية ، وأيد هواه بالحجة الشرعية . نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، لأن الذي أخذه هواه ضررهُ على الدين والطريقة أشد من الذين آمنوا ووقعوا في المخالفات الشرعية وتابوا قال تعالى : { فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا } سورة النساء / 135
فاتباع الهوى يحرف صاحبه عن العدل . ومن ترك خالقه وأخذ بهواه كيف يكون حاله ؟ .
{ 219 } الأفعال لها تعلق بالأرواح طيباً وخبثاً ، فمن كانت روحه طيبة فإنه لا يصدر عنها إلا الخيرات وصفات
ــــــــــــــــــــــــــ ص 149 ـــــــــــــــــــــــ
الكمال ، ومن كانت روحه خبيثة والعياذ بالله فإنه لا يصدر منها إلا كل فعل خبيث وصفات ناقصة ، فالأفعال مقيدة بالأرواح طيباً وخبثاً . ولما كانت روح النبي صلى الله عليه
وسلم طاهرة مطهرة نتج عنها كل فعل كامل مكمل . وكذلك من كان قلبه طاهراً تقياً نقياً ، وروحه طيبة كان على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم . نسأل الله تعالى طهارة القلوب والأرواح .


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-15-2009
  #58
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 220 } إذا أردت أن تكون محبوباً عند الله عزوجل فاترك مرادك لمراد الله عزوجل ، واترك أفعالك لفعل ربك عزوجل ، واترك هواك لهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واجعل القيد الذي تقيد به نفسك شرع الله تعالى لا هواك ، عندها تكون محبوباً عند الله عزوجل بفضله وكرمه . والمحبوبون على قسمين :
القسم الأول : بالاصطفاء والاجتباء والعناية .
القسم الثاني : كانوا محبين فجاهدوا أنفسهم في المتابعة حتى صاروا محبوبين . وهؤلاء رتبتهم دون القسم الأول ، لأن المحبوبين بالاصطفاء ما تركوا المجاهدة في الاتباع فنالوا شرف المقام من الجهتين ، من جهة الاصطفاء ومن جهة المجاهدة ، لذلك كانت مرتبتهم أعلى .
{ 221 } الذي خرج من الدنيا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن التابعين والصلحاء خرجوا بأخلاقهم الطيبة وسيرتهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 150 ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحسنة إلى قبورهم ، وهذه الأخلاق القرآنية بقيت لمن بعدهم فمن أخذ بها وعمل بها فهو على سيرتهم ونهجهم رضي الله عنهم ، فلا تتركوا هذه الأخلاق الحميدة فإنها ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن أخذ بها أخذ بحظ وافر ، فليكن حظنا وافراً . والأمر يسير بفضل الله تعالى لمن صدق في الطلب .
{ 222 } العاقل لا يأكل مالا يتحمله في الدنيا والآخرة ، فطوبى لمن يقتصد في أخذ الدنيا ، ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها ، حتى ينجو من وبالها ، مثله مثل التاجر الذي يكسب المال بطريق مشروع من بيع وشراء وغيرها ويؤدي حقه ، هذا ولو كان عنده حرص على الكسب فإنه لا يضر ، لأنه جُمع من حِله ووضع في محله . أما من دفعه حرصه على الكسب لأكل الحرام والعياذ بالله فإن حرصه يضر به وفي الحديث الشريف : (كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به ) رواه البيهقي وأبو نعيم
{ 223 } اشتغالنا في الدنيا كثير ، ونتطلع إلى أحوال هؤلاء الرجال الكرام الذين وصلوا إلى ما وصلوا إليه من العبودية ، ونريد أن نكون مثلهم ، هيهات هيهات ، الوصول إلى مقام العبودية لايكون إلا بتخلية القلب من حب الدنيا بكل صورها ، لأن الإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي ، ولكن ما وقر في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 151 ــــــــــــــــــــــــــــ
القلب وصدقه العمل ، فلابد لنا من المجاهدة حتى نهدى إلى سبل الهداية ، ووعد الله محقق لن يخلف الله وعده ، قال الله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } سورة العنكبوت / 69
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-16-2009
  #59
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 224 } الناس في دنياهم على مراتب ثلاثة :
المرتبة الأولى : رجل دخل الدنيا وانغمس فيها ، وتأثر بظاهرها وتعلق قلبه بها ، ونسي المهمة التي وجد من أجلها ، فهذا يُؤثر ما يفنى على ما يبقى والعياذ بالله تعالى .
المرتية الثانية : رجل دخل الدنيا ورأى مظاهرها وزخارفها وتأثر فيها ، لكنه يجاهد نفسه ليرجع إلى الله تعالى ، لأن الإيمان في قلبه يتحرك ويشتاق إلى العبودية .
المرتية الثالثة : رجل دخل الدنيا بجسده ، وقلبه متعلق بربه عزوجل ، فلم يتأثر قلبه بمظاهر الدنيا وزخارفها ، وكان من الرجال الذين قال الله فيهم : { رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ } سورة النور / 37
{225 } الدنيا وما فيها سراب ، وهل رأيت السراب يوماً أروى عطشاناً ؟ فلا تغتروا بالدنيا فهي والله سراب ، فلا بد من مجاهدة النفس بكثرة الذكر لله تعالى حتى تروا هذه الحقيقة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ص 152 ــــــــــــــــــــــــــــ
والعاقل لا يعلق أمله بسراب ، فلا تجعلوا أقصى أمانيكم الدنيا فهي إلى زوال والله باق ، تمسكوا بالباقي ، فمن تمسك بالفاني فهو فانٍ ، ومن تمسك بالباقي فهو باقٍ .
{ 226 } بمقدار اشتغال العبد بالدنيا وتعلق قلبه بها يكون حرمانه من الدين والعياذ بالله تعالى ، كحال من يذهب إلى الحج فبمقدار اشتغاله في التجارة تكون خسارته من الزيارة ، فالعاقل هو الذي يجمع من الدنيا بمقدار حاجته منها ، لا بمقدار طاقته ، لأن تلك الطاقة التي جعلها الله فينا ليست من أجل الدنيا ، بل من أجل معرفته .
{ 227 } من وقف على حقيقة التقوى ، وحقيقة الشريعة ، وذاق ثمرة العبودية وحلاوتها ، فإن الدنيا لا تهمه ، ولا يأخذ منها إلا بقدر الضرورة ، والضرورة هي أن يقوى على فعل الطاعة ، وترك المعصية . وأصحاب هذا المقام يجتنبون الانغماس في المباحات رضي الله عنهم .
{ 228 } الذين يختارون ويقدمون ويرجحون أمر الله وشريعته ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته على أنفسهم وعلى كل شئ هم المؤمنون حقاً . اللهم اجعلنا ممن سبقت لهم العناية ، وتقدم في حقهم التوفيق الخاص والهداية ، آمين يا رب العالمين .
{ 229 } رأس حبل القرآن الكريم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو صلى الله عليه وسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 153 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متعلق بالإسلام . والإسلام يجمع جميع المشارب والمسالك ، ولكن بشرط واحد هو الاتصال بالشريعة والاتباع . ولا نرى مشرباً أفضل من المشرب الذي أخذ أهله باليد الأولى الكتابَ وبالثانية السنة ، وكانوا من أهل الاستقامة على الصراط السوي ، نرجو الله تعالى أن نكون من المتمسكين قلباً وعقلاً وروحاً بالشرع الشريف ، ومن الذين تطابقت أفعالهم مع أقوالهم ، إنه على ما يشاء قدير .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-17-2009
  #60
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 230 } الطبيعة البشرية ناقصة ، ولا يكمل الناقص الناقص ، بل من كان كاملاً كمل الناقص ، والكامل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن كان على سيرته صلى الله عليه وسلم فببركته صلى الله عليه وسلم يكمل الناقص إذا كان صادقاً .
{ 231 } مداخل الشيطان على الناس كثيرة ، وقد يدخل عليهم من طرق شرعية ويؤيد هواهم بالحجة الشرعية والعياذ بالله تعالى ، فليكن السالك على حذر من شر الشيطان ، ولا يأمن شره ما دام حياً ، وليس هناك أضمن لنجاة العبد من التمسك بالشريعة .
{ 232 } العقل ليس ميزان الإنسان المؤمن ، لأن هذا الميزان خاطئ ، بل ميزانه الشرع الشريف ، فإذا ما حصلت خصومة بينه وبين الآخرين فلا يرد أمر الاختلاف إلى عقله بل إلى الشرع الشريف ، لأن الشرع قانون وضع لكل الناس ، فحدد فيه علاقة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ص 154 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤمن مع المؤمن ، وعلاقة المؤمن مع غير المؤمن . ففي أية خصومة ومع أي إنسان كان اجعل مرجعك شرع الله تعالى .
{ 233 } لابد لأي تجارة كانت من رأس المال ، فتجارة الدنيا رأسمالها المال ، وتجارة الآخرة رأسمالها الإيمان ، فمن عمل بمستلزمات الإيمان فإن الإيمان ينمو في قلبه ويزداد حتى يُدخل صاحبه الجنة بفضل الله تعالى ، وأما إذا لم يعمل بمستلزمات هذا الإيمان فإنه يعرض إيمانه للضياع والعياذ بالله تعالى ، كمن لا يعمل برأسماله في التجارة الدنيوية فإنه يعرض رأس المال للضياع والنهاية .
{ 234 } أنت مؤمن بفضل الله تبارك وتعالى ، وقد رتب الله تعالى على إيمانك فلاحك ونجاتك وفوزك العظيم حيث قال تعالى : { أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ } سورة البقرة / 5
وحاشاه أن يكون خُلْفٌ في وعده . ناداك في القرآن الكريم بصفة الإيمان ، ورتب على إيمانك الهداية والفلاح . فلابد أن تكون أعمالك مطابقة لإيمانك ، وموافقة لمقتضاه ، من صلاة وزكاة وغيرها من الأوامر الإلهية ، وأن تترك المنهيات والمخالفات التي هي ضد مقتضى الإيمان ، فلا تتبع خطوات الشيطان ، ولا يركبنك الهوى ، واتبع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى تكون من الفائزين .
{ 235 } أمران لا بد منهما للسالك :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ص 155 ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأمر الأول : امتثال أوامر الله تعالى ، وإذا ثبت امتثال الأمر انتهى السالك عن المعاصي .
الأمر الثاني : الشفقة على عباد الله ، وأن تسامح من أساء إليك في حقك ، واعلم أن الشجرة التي لا ثمار فيها لا ترمى بالحجارة ، ففوض أمرك إلى الله تعالى ، وتسامح مع خلق الله ولكن ليس على حساب دينك .

{ 236 } أيها السالك الصادق اصرف قلبك إلى ربك ولا تعلقه بمن لا يحصل منه شئ من نفع أو ضرر لقوله صلى الله عليه وسلم : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي
فعلق قلبك بالله الذي بيده ملكوت السموات والأرض .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح الخريدة البهية في علم التوحيد عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 06-11-2013 01:41 PM
المنازل البهية في الوصايا الشاذلية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 09-05-2012 07:15 AM
من الوصايا الموجهة للنساء عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-02-2011 01:55 PM
الدرر في احصار المغازي والسير ل يوسف بن عبد البر النمري أشعري مالكي المكتبة الاسلامية 0 05-05-2010 10:48 PM
جامع الدرر البهية لانساب القرشيين في البلاد الشامية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 17 01-27-2010 10:27 PM


الساعة الآن 11:43 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir