أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعملت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > المكتبة الاسلامية

المكتبة الاسلامية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

إضافة رد
قديم 01-03-2011
  #151
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية


المُتَعَالِي جَلَّ جَلالُهُ


"معناه: المتناهي في علوِّ ذاته عن جميع مخلوقاته، المستغني بوجوده عن جميع كائناته، لم يخلق الخلق إلا بمحض الجود، وتجلَّى اسمه الودود (1) .

هو الغني عن عبادة العابدين، الذي يوصل خيره لجميع العاملين.

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم جذبته أنوار المتعالي إليه، فلم يعوِّل في جميع الشئون إلا عليه (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ..... أنت المتعالي المتصرف في النواصي والنفوس، أشرق عليَّ نور اسمك المتعالي، حتى أقوم على نهج الأدب، فأوالي أحبابك، وأعادي أعداءك، وتتوالى عليَّ البشائر، وأكون في كل أنفاسي لك حاضراً ذاكراً، فمن رآني رأى معنى من معاني توليك لي بالهدى، فيغمرني عطاؤك، ويفاض عليَّ الندى، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) وقيل: هو المرتفع في كبريائه وعظمته وعلو مجده عن كل ما يدرك، أو يفهم من أوصاف خلقه.

(2) : وحظ العبد منه أن يتعالى عن الدنايا، وأن يكتسب ذلك بعلمه وعمله وثبات قدمه في طريق الحق والخير، ومعارج الارتقاء، ومزيد الاكتساب لمراضاة ربه العلي الكبير، وأن يكون تواضعه باطِّراد مع ما اكتسبه من هذه الفضائل لعلمه بما كان محروماً منه ولمنة الله سبحانه وتعالى عليه فيما مكنه من بلوغه، وفضله بإكرامه، وأن يكون بما آتاه الله من ذلك عوناً لغيره، يأخذ بيد من دونه، كما يتعاون مع أقرانه للنهوض بالغير إلى معالي الأمور، وبذلك صلاح الأرض وعمارتها، وارتقاء أهلها، وعلوّ المنـزلة عند الله والناس دنيا وآخرة، { تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا } . "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : البَرُّ جَلَّ جَلالُهُ ...... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-03-2011
  #152
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية


البَرُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يحسن على السائلين بحسن عطائه، ويتفضَّل على العابدين بجزيل جزائه، لا يقطع الإحسان بسبب العصيان.

هو الذي لا يصدر عنه القبيح، وكل فعله مليح (1) .

وهذا الاسم له أنوار تتوالى على أهل الأسرار.

فمتى أكثر العبد من ذكره كان متخلِّقاً بأخلاق هذا الاسم، وغرست محبته في قلوب العباد، وعطفت عليه القلوب بخالص الوداد (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ....أنت البر الرحيم، وصل بِرُّكَ إلى العاصي والمستقيم، وتوالى عطاؤك إلى الأقوياء والضعفاء، وتجليت لعيون الروح فشاهدت أنوارك في الأرض وفي السماء، اجعل لنا حظاً وافراً من نور اسمك البر، ويسِّر لنا بفضلك كل أمر، وأعِنَّا على تقديم البر للوالدين والأقارب، وإفاضة الإحسان إلى الجيران والأجانب، وامنحنا قوةً إلهيةً نقوم بها ببِّر والدنا الأكبر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ خير من هلَّلَ وكبَّر، فنطيع أوامره، ونحترم أقاربه، ونعظم أصحابه، حتى يكون لنا ناظراً، وعنا راضياً. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) وقيل: هو موصل الخير بلطف وإحسان وهذا البر إما في الدنيا أو الدين، أما في الدين: فهو بالإيمان والطاعة، أو بإعطاء الثواب على كل ذلك، وأما في الدنيا: فما قسم من الصحة والقوة، والمال والجاه، والأولاد والأنصار، ومن نعمه ما هو معلوم بالجنس، وخارج عن الحصر بسبب النوع، وهو القائل في سورة النحل: { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } . ؛ فهو قريب من اسمه "الرحيم" ولذلك قرن به في الكتاب العزيز .

(2) وحظ العبد من هذا الاسم الكريم: أن يلتزم طريق البر فيكون براً بنفسه فيزكيها، وبأهله فيقيهم الأسواء ويربيهم على البر، ويأخذ بأيديهم إليه، ويعينهم عليه، وأن يكون باراً بجيرانه يؤدي حقوقهم ويحفظ حرمتهم، ويكون عوناً لهم على البر بالنصيحة والرعاية وحسن المعاملة، وأن يكون باراً بالناس إلا من وجبت معاداتهم في الله، والدستور الإلهي في ذلك أنه : { لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }.

ومن كان الله تعالى باراً به عصم عن المخالفات نفسه، وأدام بفنون اللطائف أنسه، ووفر في طريقه اجتهاده، وجعل التوفيق زاده، وجعل قصده سداده، ومنبع سلوكه إرشاده، وأغناه عن أشكاله بأفضاله، وحماه عن مخالفته بيمن إقباله.

قال القشيري: ومن أدب المؤمن مع اسمه تعالى "البر" أنه متى عرف أنه البر أن يكون باراً بكل أحد، لاسيما بوالديه لقوله عليه الصلاة والسلام: (رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما ) . وحكي أن موسى عليه السلام لما كلمه ربه رأى رجلاً قائماً عند ساق العرش فتعجب من علو مكانه، فسأل: يا رب بم بلغ العبد هذا المحل؟ فقال : إنه كان لا يحسد عبداً من عبادي على ما آتيته، وكان باراً بوالديه. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : التَّوَّابُ جَلَّ جلالُهُ ...... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-21-2011
  #153
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

التَّوَّابُ جَلَّ جلالُهُ


"هو الذي يقبل عن عباده التوب، ويعفو عن السيئات. من عصى ورجع إليه قبله، فإن وقع في ذنبٍ وعاد إليه رحَّب به، فإن زلَّ بعد ذلك واعتذر عفا عنه وغفر، ولا يزال العبد توَّاباً، ولا يزال الرب غفَّارا (1) .

ولقد علم الحقُّ من فطرة العبد النقص والميل إلى الذنب، فقال: { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }(2) .

وكثرة التوبة توجب للعبد محبة الله وهي أكبر مقام، لأن التوبة اعتراف بالنقص، ووقوف بالذل على أعتاب الحضرة العلية (3) .

ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان يكثر من التوبة ليعلِّمنا طريق السعادة (4) .

والعبد التائب يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه (5) ، وتبدَّل سيئاته حسنات (6) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت التواب الرحيم، تحب من رجع إلى الصراط المستقيم، افتح أعين بصائرنا، ونوِّر بفضلك ضمائرنا لنقبل عليك بالأشواق، ونتجمل من صفاتك بالأخلاق، ونخرج من القيود إلى الإطلاق، لأنك تقبل كل اعتذار إليك، وتعفو عن كل من أقبل عليك، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) قال سيدي عبد الكريم القشيري في التحبير: معنى توبة الله على العبد أن يعود عليه بألطافه، وييسره لتوبته. وقيل: توبة الله على العبد، خلق التوبة له. وقيل: قبولها.

قال الإمام القشيري في الرسالة: التوبة بداية، والأوبة نهاية، والإنابة واسطتهما، فمن تاب لخوف العقوبة فهو صاحب توبة، ومن تاب طمعاً في الثواب فهو صاحب إنابة، ومن تاب مراعاة للأمر لا خوفاً ولا طمعاً فهو صاحب أوبة.

ويقول حجة الإسلام الغزالي: إن التَّواب هو الذي يرجع إلى تيسير أسباب التوبة لعباده، مرة بعد أخرى، بما يظهر لهم من آياته، ويسوق إليهم من تنبيهاته، ويطلعهم عليه من تخويفاته وتحذيراته، حتى إذا اطلعوا بتعريفه على غوائل الذنوب، استشعروا الخوف بتخويفه، فرجعوا إلى التوبة فرجع إليهم فضل الله بالقبول. فإذاً ابتداء التوبة من الله، وإتمامها عليه.

(2) : سورة البقرة – الآية 222.

(3) : قال تعالى : { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }. سورة البقرة – الآية 222.

وفي الحديث الشريف عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه ابن النجار عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب ثم تلا: { إنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} قيل: يا رسول الله وما علامته؟ قال: الندامة). قال في فيض القدير: قوله: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) لأن التائب حبيب اللّه { إن اللّه يحب التوابين } وهو سبحانه لا يعذب حبيبه بل يغفر له ويستره ويسامحه. وقوله: (وإذا أحب اللّه عبداً لم يضره ذنب) لأن المحب يستر الحبيب فإن بدا منه شين غفره فإذا أحب عبداً فأذنب ستره فصار كمن لا ذنب له فالذنب يدنس العبد والرجوع إلى اللّه يطهره وهو التوبة فرجعته إليه تصيره في محل القرب منه كذا ظهر لي في تقريره ثم رأيت حجة الإسلام قال: معناه إذا أحبه تاب عليه قبل الموت فلم تضره الذنوب الماضية وإن كثرت كما لا يضره الكفر الماضي بعد الإسلام.

(4) :روى الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار - باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه. بسنده عَنْ الأَغَرّ الْمُزَنِيّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، أَنّ رَسُولَ اللّهَ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنّهُ لَيُغَانُ عَلَىَ قَلْبِي. وَإِنّي لأَسْتَغْفِرُ اللّهَ، فِي الْيَوْمِ، مِائَةَ مَرّةٍ". وعنه رضي الله عنه أيضاً أنه كان يُحَدّثُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيّهَا النّاسُ تُوبُوا إِلَىَ اللّهِ. فَإِنّي أَتُوبُ، فِي الْيَوْمِ، إِلَيْهِ مِائَةَ مَرّةٍ". وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، تَابَ اللّهُ عَلَيْهِ".

قوله صلى الله عليه وسلم: "أنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" ، قال القاضي: قيل المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه، فإذا فتر عنه أو غفل عد ذلك ذنبا واستغفر منه، قال: وقيل هو همه بسبب أمته وما أطلع عليه من أحوالها بعده فيستغفر لهم، وقيل سببه اشتغاله بالنظر في مصالح أمته وأمورهم ومحاربة العدو ومداراته وتأليف المؤلفة ونحو ذلك، فيشتغل بذلك من عظيم مقامه فيراه ذنبا بالنسبة إلى عظيم منزلته، وإن كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال فهي نزول عن عالي درجته ورفيع مقامه من حضوره مع الله تعالى ومشاهدته ومراقبته وفراغه مما سواه فيستغفر لذلك، يكون استغفاره إظهارا للعبودية وإِلافتقار وملازمة الخشوع وشكرا لما أولاه.وقيل: يحتمل أن هذا الغين حال خشية وإعظام يغشى القلب ويكون استغفاره شكرا كما سبق، وقيل هو شيء يعتري القلوب الصافية مما تتحدث به النفس والله أعلم.

قوله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم مائة مرة" هذا الأمر بالتوبة موافق لقوله تعالى: { وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون} وقوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا} وقد سبق في الباب قبله بيان سبب استغفاره وتوبته صلى الله عليه وسلم ونحن إلى الاستغفار والتوبة أحوج.

قال الإمام النووي رضي الله عنه في شرحه للحديث: قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: للتوبة ثلاثة شروط: أن يقلع عن المعصية، وأن يندم على فعلها، وأن يعزم عزما جازما أن لا يعود إلى مثلها أبدا، فإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فلها شرط رابع وهو رد الظلامة إلى صاحبها أو تحصيل البراءة منه.

والتوبة أهم قواعد الإسلام وهي أول مقامات سالكي طريق الاَخرة. قوله صلى الله عليه وسلم: "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه" قال العلماء: هذا حد لقبول التوبة، وقد جاء في الحديث الصحيح: "إن للتوبة بابا مفتوحا فلا تزال مقبولة حتى يغلق فإذا طلعت الشمس من مغربها أغلق وامتنعت التوبة على من لم يكن تاب قبل ذلك" وهو معنى قوله تعالى: { يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}. ومعنى تاب الله عليه قبل توبته ورضي بها، وللتوبة شرط آخر وهو أن يتوب قبل الغرغرة كما جاء في الحديث الصحيح، وأما في حالة الغرغرة وهي حالة النزع فلا تقبل توبته ولا غيرها ولا تنفذ وصيته ولا غيرها.‏

(5) : ‏روى ابن ماجة والطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب بسندهم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" التائبُ من الذنب كَمن لا ذنبَ له". ومن شواهده ما أخرجه البيهقي وأبن عساكر عن ابن عباس بزيادة: "والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه، ومن آذى مسلما كان عليه من الإثم مثل كذا وكذا"، وفي لفظ: " كان عليه من الذنوب مثل منابت النخل"، وسنده ضعيف، بل الحديث موقوف على الراجح. ولأبي نعيم والطبراني في الكبير بسند ضعيف عن أبي سعيد الأنصاري مرفوعا الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وروى الديلمي وابن النجار والقشيري في الرسالة عن أنس بلفظ الترجمة وزيادة : "وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب". انظر : كشف الخفاء للعجلوني - الحديث رقم 944.

(6) : قال الله تعالى: { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}. سورة الفرقان - الآيات 68-70. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : المُنتَقِمُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-21-2011
  #154
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

المُنتَقِمُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يشدِّد العقوبة على الظالمين، ويسلط البلاء على المجرمين.

هو الذي يرسل رسله بالآيات والإنذارات، فمن لم تفد معه الإنذارات سلَّط عليه العقوبات والانتقامات (2) .

واعلم أن هذا الاسم الشريف من أسماء الجلال والقهر، ومن لم يعرف أسماء الجلال وأخلاق الكبير المتعال، وقع في الضلال والنكال (2) .

فإن عرفت أنه كريم رحيم، فاعرف أنه منتقم شديد، عظيم (3) .

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم، ظهرت له أنوار الجبروت، ففني عن الملك والملكوت، وخشع أمام سطوة العظموت، فلا يقوى على اقتراف معصية أو الوقوع في صغيرة ظاهرة أو خافية ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت المنتقم من أعدائك الظالمين، القاهر بسطوتك للمجرمين، قد انتقمت من النمروذ وفرعون وهامان، ومحقت أهل الظلم والطغيان. امنحني نوراً في بصيرتي، وقوة في روحانيتي، حتى أنتقم من نفسي إذا خالفت الحدود، وأنتقم من الظالمين أهل الجحود، وأشاهد سطوة انتقامك فأخشع، وصولة عزك فأخضع، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) وانتقامه تعالى عقوبة للعصاة على ما كره منهم، وليس معناه نفور النفس كما في حق العباد، وإنما معناه ذمه لما كره منهم، وذم فاعله والحكم بعقوبته.

(2) : قال حجة الإسلام الغزالي رضي الله عنه: المحمود من انتقام العبد أن ينتقم من أعداء الله تعالى، وأعدى الأعادي نفسه، وحقه أن ينتقم منها مهما قارف معصية، أو أخلَّ بعبادة، كما نقل عن أبي يزيد أنه قال: تكاسلت عليَّ نفسي في بعض الليالي عن بعض الأوراد، فعاقبتها بأن منعتها الماء سنة !!! .

(3) : ومن عرف أنه "المنتقم" خاف انتقامه، فلم ينتقم من عباده، ولم يسترسل في معصيته. أخرج مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في سجوده بهذا الدعاء:( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك). "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : العَفُوُّ جَلَّ جَلالُهُ ...... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-21-2011
  #155
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية


العَفُوُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو من يترك المؤاخذة على الذنوب، ولا يذكرك بالعيوب (1) .

وهذا الاسم الشريف فتح للعارفين باباً واسعاً من الرجاء، فإن العفو هو محو الذنوب بالكلية.

وأما الغفران: فهو ستر الذنب عن المذنب.

ومن أراد أن يتحقَّق بنور هذا الاسم فليعفُ عمَّن أساءه وظلمه (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت العفو عن الزلات، السَّميع للدعوات، أسألك أن تمنحني عيون البصيرة حتى أعفو عمن أساء، وأرحم أهل البلاء، وينكشف لي سرُّ القضاء، فأرضى عن حكمك كيف تشاء. أشرق على قلبي نور العفو، فأكون مظهراً لهذا السر الجليل، فمن رآني استنار له السبيل، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) والعفو في حق الله تعالى عبارة عن إزالة آثار الذنوب بالكلية، فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين، ولا يطالبه بها يوم القيامة، وينسيها من قلوبهم، كيلا يخجلوا عند تذكرها، ويثبت مكان كل سيئة حسنة، قال تعالى: { فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات }.

(2) : فحظ العبد من التخلق باسم العفو هو أن يعفو عن كل من ظلمه، ولا يقطع بره عنهم بسبب تلك الإساءة، ولا يذكر مما تقدم من أنواع الجفاء شيئاً، قال تعالى في سورة النور: { وليعفوا وليصفحوا } ، فإنه متى فعل ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى أولى أن يفعل به ذلك، والله أكرم الأكرمين. عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا أدلك على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وأن تعفو عمن ظلمك ) رواه الطبراني في الأوسط . وعن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك، وتصفح عمن شتمك) رواه الطبراني. انظر: الترغيب والترهيب 3/342 . "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : الرَّؤوفُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-21-2011
  #156
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية


الرَّؤوفُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو البالغ في الرحمة أقصاها، وفي العواطف منتهاها (1) .

والرأفة بمعنى الرحمة، إلا أن للرؤوف تجلٍّ خاص يعرفه أهل الإخلاص (2) .

الرؤوف هو المتعطف على المذنبين بالتوبة، وعلى الأولياء بالحفظ.

هو الذي ستر ما رأى من العيوب، وعفا عما خفي من الذنوب.

ومتى أكثر العبد من ذكره تجلَّى له نور الرؤوف في قلبه، فصار عطوفاً على الخاص والعام، رؤوفاً بأهل البلايا والآثام (3) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت الرؤوف، وقد انجذبت إليك القلوب لحسن العواطف، وأنت الرحيم أحاطت رحمتك بالطائع والمخالف، أشرق على قلبي بنور الرؤوف الحنان، واجعلني أعطف على جميع بني الإنسان، فأستغفر للمذنبين، وأحب الهدى للكافرين، وأتمنى التوبة للعاصين، وأطلب الوسعة للمحتاجين، فأنال قسطاً وافراً من ميراث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) وقيل : الرؤوف هو الذي جاد بلطفه ، ومنَّ بعطفه، وقيل: الرؤوف هو الذي صان أولياءه عن ملاحظة الأشكال، وكفاهم بفضله مؤونة الأشغال. وقيل: هو الذي ستر ما رأى من العيوب، ثم عفا عما ستر من الذنوب.

(2) : روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في بعض الأسفار، فمرَّ بامرأة تخبز ومعها صبي لها. فقالت: يا رسول الله، بلغني أنك قلت: إن الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من الوالدة بولدها ...أفهو كما قيل لي ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم. قالت: فإن الأم لا تلقي ولدها في هذا التنور. فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: إن الله تعالى لا يعذب بالنار إلا من أنف أن يقول: لا إله إلا الله .

(3) : فينبغي للعبد إذا أراد أن يتأدب بأدب اسم "الرؤوف" أن يكثر من ذكره، وبذلك يتجلى له نور "الرؤوف" في قلبه، حتى يصير عطوفاً على الخاص والعام، رؤوفاً بأهل البلايا والآثام، وأن يشفق على العباد ويرحمهم، ذاكراً قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) . حكي عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه بلغه أن رجلاً وراء النهر يروي أحاديث ثلاثية، فرحل الإمام أحمد إليه، فلما ورد عليه وجده يطعم كلباً، فسلم عليه الإمام أحمد، فرد الرجل عليه السلام، ثم اشتغل بإطعام الكلب ولم يلتفت إليه، فلما انتهى، التفت إلى الإمام أحمد، وقال له: لعلك وجدت في نفسك - أي غضبت - إذ أقبلت على الكلب ولم أقبل عليك! ؟ ، قال أحمد: نعم . فقال الرجل: حدثني أبو الزناد، عن، الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قطع رجاء من ارتجاه قطع الله رجاءه يوم القيامة فلن يلج الجنة ) ثم قال الرجل: أرضنا هذه ليست بها كلاب، وقد قصدني هذا الكلب فخفت أن أقطع رجاءه . فقال الإمام أحمد: يكفيني هذا الحديث، ثم رجع. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : مَالِكُ المُلْك جَلَّ جَلالُهُ...... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-21-2011
  #157
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية







مَالِكُ المُلْك جَلَّ جَلالُهُ


"هو المتصرِّف في ملكه كيف يشاء، لا رادَّ لحكمه، ولا معقِّب لأمره (1) .

والوجود كله في جميع مراتبه مملكة واحدة لمالك واحد هو الله تعالى (2) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ... أنت مالك الملك، والكلُّ لك عبيد، وأنت المتصرف في ناصية الشقي والسعيد. أشرق على قلبي بنور هذا الاسم الشريف، فأتحقق بالسر اللطيف، ولا أرى مالكاً سواك، ويتجلى لي عزك وعلاك، ومكني من ناصية نفسي فأملك زمامها، وأتحقق بتسليمها، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) قال حجة الإسلام رضي الله عنه: مالك الملك: هو الذي تنفذ مشيئته في مملكته، كيف يشاء وكما شاء، إيجاداً وإعداماً، وإبقاءً وإفناءً، والملك هاهنا بمعن المملكة، والمالك بمعنى القادر التام القدرة، والموجودات كلها مملكة واحدة ، لأنها مرتبطة بعضها ببعض. وقيل: مالك الملك هو المتصرف في ملكه كيف يشاء لا راد لحكمه، ولا معقب لأمره ، والوجود كله من جميع مراتبه مملكة واحدة لمالك واحد هو الله تعالى .

(2) : روى الرازي عن سفيان بن عيينة هذه القصة: بين أنا أطوف بالبيت، إذ رأيت رجلاً وقع في قلبي أنه من عباد الله المخلصين ، فدنوت منه فقلت : هل تقول شيئاً ينفعني الله به ؟ فلم يرد عليَّ جواباً ، ومشى في طوافه ، فلما فرغ صلى خلف المقام ركعتين، ثم دخل الحجر فجلس ، فجلست إليه فقلت: هل تقول شيئاً ينفعني الله به ؟ فقال: هل تدرون ما قال ربكم؟ قال ربكم: أنا الحي الذي لا أموت، هلموا أطيعوني أجعلكم أحياء لا تموتون أنا الملك الذي لا أزول، هلموا أطيعوني أجعلكم ملوكاً لا تزولون، أنا الملك الذي إذا أردت شيئاً قلت له كن فيكون. هلموا أطيعوني أجعلكم إذا أردتم شيئاً قلتم له كن فيكون. قال: ثم نظرت فلم أجد أحداً ، فظننت أنه الخضر عليه السلام. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : ذو الجَلالِ والإكرام جَلَّ جَلالُهُ ...... )

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 03-01-2011 الساعة 07:53 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-23-2011
  #158
admin
مدير عام
 الصورة الرمزية admin
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: uae
المشاركات: 717
معدل تقييم المستوى: 10
admin تم تعطيل التقييم
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية







ذو الجَلالِ والإكرام جَلَّ جَلالُهُ


"هو صاحب الجلالة لأنه لا شرف ولا مجد، ولا عزَّ، ولا قوةَ إلا وهي له، وبه ومنه ولا كرامةَ ولا فضلَ ولا نعمةَ ولا إحسان إلا وهي من مدده جلَّ جَلاله.

وهذا الاسم الكريم جامعٌ للجلال والجمال، فإنه تعالى له جلالٌ رهيب، وجمال عجيب، ولا ينال العبد المعرفة إلا إذا عرف ذا الجلال والإكرام، لأنه جمع بين الرغبة والرهبة، والرجاء والخوف (1) .

وقد قال بعض العارفين إنه الاسم الأعظم، لأنه جمع الحقائق الجلالية (2) والجمالية ، ومتى أكثر العبد من ذكره ولاح نوره على سره، صار جليل القدر بين العوالم ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ....أنت ذو الجلال والإكرام صاحب الطول والإنعام، لك جلالٌ يدكُّ الجبال، ولك جمالٌ يفتح باب القبول والوصال. أشرق نور هذا الاسم على لطائف قلبي حتى أتجنب الرذائل فأكون جليل المقدار، واشرح صدري بإكرامك فأكون مجملاً بلطائف الأسرار، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ



===========================

(1) ومن عرف جلاله سبحانه وتعالى تذلل وتواضع له . جاء في بعض الروايات أن لله ملائكة منذ خلقهم لا يفترون عن البكاء، ولا تقطر من دموعهم قطرة إلا خلق الله تعالى منها ملكاً ، ولا يرفعون رؤوسهم إلى يوم القيامة ، ويقولون : سبحانك ماعبدناك حق عبادتك - كما جاء في التحبير للقشيري - .

(2) : أخرج البخاري في الأدب والترمذي وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن معاذ بن جبل قال: "سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: يا ذا الجلال والإكرام، قال: قد استجيب لك فسل".

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس بن مالك قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطي".

وأخرج ابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام فإنهما اسمان من أسماء الله العظام" . "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : المُقْسِطُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )

__________________
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي قربة من القربات نتقرب اليك
بكل صلاة صليت عليه من اول النشأة الى ما لا نهاية الكمالات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 03-01-2011 الساعة 07:51 PM
admin غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-31-2011
  #159
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية


المُقْسِطُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي ينتصف من المظلومين للظالمين، ويرضي المظلوم عن الظالم حتى يرضى الجميع عن الرب الرحيم، ولا يقدر على ذلك إلا العلي الأعلى جلَّ جلاله (1).

والمقسط: هو العادل في الأحكام، الذي يتصرَّف في العوالم بكل نظام (2).

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم أشرق عليه نوره، فسرى إلى جوارحه فعدل فيها، واستمدَّ من نور المقسط فكان مظهراً لهذا الاسم (3)." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ..... أنت المقسط في الأحكام، المتفضل بالإسلام، عدلت في أقدارك الأزلية، وتفضلت في حكمك العلية. أشرق على قلبي بنور اسمك المقسط، لأعدل بين جسمي ونفسي وبين روحي، وعقلي وحسي، وبين جميع العوالم، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ



===========================

(1) جاء في خبر مسند: أن الوحوش والبهائم إذا حشرت يوم القيامة سجدت لله تعالى سجدة، فتقول لها الملائكة: ليس هذا يوم السجود، هذا يوم الثواب والعقاب، وإنما حشرناكم لتشهدوا فضائح بني آدم. فتقول البهائم والوحوش: هذا منا سجود شكر حيث لم يجعلنا الله تعالى من بني آدم. وقيل: لو أن رجلاً له ثواب سبعين نبياً، وله خصم بدانق، لا يدخل الجنة حتى يرضي خصمه. وقيل: يؤخذ بدانق الفضة سبعمائة صلاة مقبولة فتعطى لخصمه.

(2) : والقاسط: الجائر. قال تعالى: { وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً } سورة الجن - الآية 15.

(3) : والتعلق بهذا الاسم: بطلب هديه سبحانه وتسديده حتى يستعمله بالقسط، في جميع أحواله. والتخلق به: استعمال القسط، والحكم بالعدل على نفسه ومن تعلق به، وعدم الجور والظلم في جميع أموره. قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم } . والتحقق به: رسوخ العدل فيك بعد محو مساويك، وبالله التوفيق . "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : الجَامِعُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 03-01-2011 الساعة 07:50 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-12-2011
  #160
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية


الجَامِعُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي جمع بين الكثيف واللطيف، وهو الذي جمع بين قلوب المؤمنين،وألَّف بين أرواح المحبين.

وهو الذي جمع في الإنسان روحاً من النور، وجسماً من الظلمة، ونفساً أمَّارة، وعقلاً مستضيئاً.

جمع في الإنسان عيوناً تشهد نوره الظاهر، وعيوناً تشهد أثره السائر.

هو الذي جمع أسرار الربوبية مع أوصاف العبودية.

هو الذي جمع العبد عليه، وشوَّقه إليه (1).

وقد قال بعض العارفين إنه الاسم الأعظم، فمن ذكره وانكشف له سره كان مظهراً للجامع، واجتمعت حوله القلوب." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .....أنت الجامع لأحبابك عليك، الموصل العاشقين إليك، اجمع بيننا وبينك، وحل بيننا وبين الأغيار حتى نشهدك ظاهراً لنا تمحو بظهورك الآثار، واجمع فينا بين الحقيقة والشريعة، واجعل أنفسنا لك سميعة مطيعة، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ."اهـ



===========================

(1) فهو في وصفه تعالى بمعنى "الحاشر" للخلق والناشر لهم يوم القيامة للثواب والعقاب، فيجمع يومئذ لحومهم المتفرقة، وجلودهم المتمزقة، وعظامهم النخرة، وهو الجامع بين الأشكال والأمثال، وبين المختلفات والأضداد، من الجماد والنبات والحيوان، في صورها وألوانها وطعومها وروائحها، ومنافعها ومضارها، وأفعالها وأخلاقها بحيث لا يأتي التفصيل على آحادها مدى الأعمار .... تبارك الله أحسن الخالقين. وهو الجامع قلوب أوليائه إلى شهود تقديره ليتخلصوا عن أسباب التفرقة فيطيب عيشهم لأنهم لا يرون الوسائط، ولا ينظرون إلى الحادثات إلا بعين التقدير، إن كانت نعمة علموا أن الله تعالى معطيها، وإن كانت بلية علموا أنه كاشفها. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف الغَنِيُّ جَلَّ جَلالُهُ ...... )
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المزدوجة الحسنى للاستغاثة بأسماء الله الحسنى عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 12 09-05-2013 03:55 PM
عظم الله اجركم اخي الشيخ عمر الحسني أبو أنور المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 2 12-14-2012 12:11 AM
لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 100 12-06-2012 05:08 PM
لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية هيثم السليمان المكتبة الاسلامية 3 02-06-2010 02:13 PM
أسماء الله الحسنى علاء الدين قسم الحاسوب 5 11-21-2008 01:08 PM


الساعة الآن 02:56 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir