أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-2014
  #1
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
افتراضي فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية:181

وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ
(181)
قولُه ـ تعالى شأنُه: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ} بعد أنْ ذَكَرَ لَنا مَولانا الحقُّ ـ تبارك وتعالى ـ فيما سَبَقَ أَنَّه ذَرَأَ لجَهَنَّم كَثيراً مِنَ الجِنِّ والإنْسِ وهم المُعرضِونَ عنْ ذِكْرِ رَبهم، التارِكونَ طَريقَ الخَيرِ، السالكون طريقَ الضلالِ، وهمُ الذين يُلْحِدونَ في أَسمائِهِ، وقد خَلَقهم للنارِ وعَذابِها، أَعْقَبَ ذِكْرَ ألائكَ بِذِكْرِ طائفةٍ أُخْرى خَلَقَهُمْ للجنَّة ونَعيمِها ووَصَفَهم بأنّهم هادين بالحقِّ، عادلين في الأمرِ، فقيل: هُمْ العُلُماءُ، قالَ ابْنُ عَجيبَةَ ـ رَحمهُ الله: فهذِه الأُمةُ التي خَلَقَها اللهُ لهدايَةِ خَلْقِهِ، هي الطائفةُ التي لا تَزَالُ على الحقِّ، وهي مؤلَّفَةٌ مِنَ العُلماءِ الأَتْقياءِ على اخْتِلافِ أصنافهم وعلومهم، ومنَ الأولياءِ العارفين، فالعلماءُ يهدون إلى التمسك بالشرائعِ وإتقانها، والأولياءُ العارفون يَهدونَ إلى التَحْقُّقِ بالحقائقِ وأَذْواقِها، فالعلماءُ داعون إلى أحكام اللهِ، والعارفون داعونَ إلى معرفةِ ذاتِ اللهِ، العُلماءُ لإصلاحِ الظَواهِرِ، والأولياءُ لإصلاحِ البَواطِنِ، ولا يَقومُ هذا إلاَّ بهذا، فالظاهرُ مِنْ غيرِ باطنٍ فِسْقٌ، والباطِنُ مِنْ غَيرِ ظاهرٍ إلحادٌ.
وقال الكَلْبيُّ: هُمْ مُؤْمِنو أَهْلِ الكِتابِ ورُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ وابْنِ جُريْجٍ مثلُ ذلك، وقيلَ: هُمُ المهاجرون والأنْصارُ والتابعون لهم بإحْسانٍ، وقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما: هُمْ أُمَّةُ محمََّد ـ صلى الله عليه وسلَّمَ ـ وعليْهِ أَكْثَرُ المُفَسِّرين، لما أَخْرَجَ عَبدٌ بْنُ حميدٍ، وابْنُ جَريرٍ وابْنُ المُنذِرِ عَنْ قَتادَةَ في قولِهِ: "وممّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدونَ بالحَقِّ" قالَ: بَلَغَنا أَنّ نَبيَّ اللهِ ـ صلى اللهُُ عليْهِ وسَلَّمَ ـ كانَ يَقولُ إذا قَرَأَها: ((هذِهِ لَكمْ، وقدْ أَعْطى القومَ بَينَ أَيْديكم مِثْلَها، {ومِنْ قومِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدونَ بالحَقِّ وبِهِ يَعْدِلون} الآية: 159 من هذه السورة.
وأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حاتمٍ عَنِ الرَبيعِ بْنِ أَنَسٍ في قولِهِ: "وممَّن خلقنا أمة يهدون بالحق" قال: قال رسول الله ـ صلى اللهُ عليه وسَلَّمَ: ((إنَّ مِنْ أُمَّتي قَوْماً على الحَقِّ حتى يَنْزِلَ عيسى بْنُ مَرْيَمَ، مَتى ما نَزَلَ)). عليه السلامُ.
وأَخْرَجَ أَبو الشَيْخِ عَنْ عَلِيٍّ بْنِ أَبي طالِبٍ ـ رضي اللهُ عنه ـ قال: لَتَفْتَرِقَنَّ هذِهِ الأُمَّةُ على ثلاثٍ وسَبْعينَ فِرْقَةً كُلُّها في النارِ إلاَّ فِرْقَةٌ، يَقولُ اللهُ: "وممّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدونَ بالحَقِّ وبِهِ يَعْدِلون} فَهَذِه هِيَ التي تَنْجُو مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ.
قولُه: {يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} هو وَصْفُ هذِهِ الأُمَّةِ: فهُم يَقُومُونَ بِالحَقِّ قَوْلاً وَعَمَلاً، يَقُولُونَ الحَقَّ، وَيَدْعُونَ إلَيهِ "بالحق"، وَيَعْمَلُونَ بِهِ وَيَقْضُونَ به "يَعْدِلُونَ". فقد جاءَ في الصَّحيحَينِ عَنْ مُعاوِيَةَ ابْنِ أَبي سُفيانٍ ـ رضي اللهُ عنهُما ـ قال: قالَ رَسولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ: ((لا تَزالُ طائفةٌ مِنْ أُمَّتي على الحَقِّ ظاهرينَ لا يَضُرُّهم مَنْ خالَفَهم حتى تَقومَ الساعَةُ، وفى روايةٍ: ((حتّى يَأْمُرَ اللهُ وهُمْ على ذَلِكَ)). وَرُوِيَ عَنِ الرَّسُولِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَوْلُهُ: ((هَذِهِ أمَّتِي، بِالحَقِّ يَحْكُمُونَ وَيَقْضُونَ، وَيَأخُذُونَ وَيُعْطَونَ)). أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنذِرِ، وأبو الشيخ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
وقد اسْتُدِلَّ بهذه الآية الكريمة على صِحَّةِ الإجماع، وعلى أَنَّهُ لا يخلو عَصْرٌ مِنْ مَجْتَهِدٍ إلى قِيامِ الساعَةِ، لأَنَّ المُرادَ مِنْه أَنَّ في كُلِّ قَرْنٍ طائفةٌ بهذِهِ الصِفَةِ؛ لِقَوْلِهِ ـ صَلى الله عليه وسلّم: ((لاَ تَزالُ مِنْ أمَّتِي طَائِفةٌ عَلى الحَقِّ، إِلى أن يأتيَ أَمرُ اللهِ)). إذْ لو اخْتَصَّ بِعهدِ الرَسُولِ أَوْ غيرِهِ لم يَكُنْ لِذِكْرِهِ فائدة، فإنَّهُ مَعلومٌ.
وقد وَرَدَ في أَسْبابِ نُزولِ هذِهِ الآيَةِ الكَريمةِ أنَّه قالَ أُناسٌ مِنْ أَصْحابِ رَسُولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وعليهم وسلَّم تسليماً كثيراً: يا رَسولَ اللهِ: قَدْ ذَكَرَ اللهُ تَعالى هؤلاءِ الرَّهْطَ بالخَيرِ الجَسيمِ مِنْ بَني إسْرائيلَ إنْ آمَنُوا بِكَ، وجَعَلَ لهمْ أَجْرَيْنِ، ولَنا أَجْراً واحداً، وقدْ صَدَّقْناكَ والرُسُلَ والكُتُبَ فَنَزَلَ: "وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ" يَعني: مِنْ أُمَّةِ محمَّدٍ ـ صلى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: "يَهْدُونَ بالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ".
قولُهُ تَعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ} مَنْ: إمَّا أَنْ تَكونَ مَوصولَةً بمعنى الذي أو تكون نَكِرَةُ مَوْصوفَةُ، وكِلاهما جائزٌ، وهي للتبعيضدَلالَةً على أَنَّ المُعْظَمَ مِنَ المَخْلوقين لَيْسُوا هُداةً إلى الحَقِّ ولا عادِلينَ بِه. وهذه الجملةُ عَطْفٌ على جملَةِ {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ} الآية: 179 السابقة، من هذه السورةِ، والمقصودُ: التَنْويهُ بالمُسْلِمينَ في هَدْيِهم واهْتِدائهم، وذلك في مقابَلَةِ حالِ المُشركين في ضَلالهم.
قولُهُ: {يَهْدون} هذه الجملةُ صفةٌ ل "أُمَّةٌ". وقال بعضُهم: في الكلامِ حَذْفٌ تَقْديرُهُ: ومِمَّن خَلَقْنا للجَنَّةِ أمَّةٌ ..، يَدُلُّ على ذلك ما ثَبتَ لمُقابِلهِمْ، وهو قولُهُ: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ} الآية: 179. من هذه السورة.
__________________
أنا روحٌ تضمّ الكونَ حبّاً
وتُطلقه فيزدهر الوجودُ
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 174 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 12-05-2014 01:28 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 98 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-22-2014 03:38 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:46 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:41 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 96 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:33 AM


الساعة الآن 04:48 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir