أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           أعوذ بكلمات الله التَّامَّة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-31-2008
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 19
نوح is on a distinguished road
افتراضي الاسماء الحسنى

الأسماء الحسنى ... من عرف الله اتقاه ومن عرف رحمته رجاه
كيف تتقي الله، بل كيف تحبه؟

وكيف ترجوه، وكيف تتوكل عليه؟

وكيف تنيب إلى جنابه، بل وكيف تشتاق إلى لقائه؟

كيف تفعل ذلك كله، وأنت لا تعرفه سبحانه وتعالى؟

وكيف لك أن تعرفه عز وجل، وأنت لم تتعلم أسماءه الحسنى، ولم تتعرف إلى صفاته العلى؟

استقر العارفون وأهل الطريق إلى الله على أن معرفة الله تتأتى من تمام معرفة أسمائه وصفاته، تلك الأسماء التي سمى الله تعالى بها نفسه وسماها بالحسنى، فكل أسماء الله حسنى، كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما، فهي حسنة في الأسماع والقلوب، وهي تدل على توحيده سبحانه، وكرمه، وجوده، ورحمته، وأفضاله على عباده، ولا معنى للحسن في حق الله تعالى إلا ذكر صفات الكمال ونعوت الجلال، وتلك الصفات والنعوت كما يقول العلماء محصورة في نوعين: عدم افتقاره جل شأنه إلى غيره، وثبوت افتقار غيره إليه.


محمد حماد

من البداهة أن نقول إن من عرف الله تعالى أجلّه، وعظّمه، وخشيه واتقاه، ومن عرف أن رحمته وسعت كل شيء أحبه، ورجاه، ومن عرف أنه تعالى يرزق كل حي توكل عليه حسن التوكل، ومن عرف أنه هو التواب الرحيم أناب إليه، واشتاق إلى لقائه، وأنس بقربة.

على قدر العلم والمعرفة تكون المحبة، وعلى قدر العلم تكون الخشية، وفي القرآن الكريم يقول ربنا عز وجل: “إِنمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء”، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم هو أخشى عباد الله لله، لأنه أعرفهم به سبحانه، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لصحابته: “إني لأعلمكم بالله، وأشدكم له خشية”، وفي رواية: “وأشدكم له خوفاً”، وكان علمه به جل جلاله أساس خشيته، وكان صلى الله عليه وسلم أعلم العلماء.

ومعرفة الله سبحانه تحيي القلوب، وتزكي الأرواح، وعلى قدر المعرفة تكون العبودية الحقيقية واقرأ إن شئت الحديث القدسي عن الذين اجتمعوا لذكر الله تعالى، فيسأل عز وجل ملائكته وهو أعلم بحالهم فيقول: “كيف لو رأوني، قالت الملائكة: لو رأوك، كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تحميداً، وتمجيداً، وأكثر لك تسبيحاً”، رؤية علم يورث العبودية، والتحميد، والتمجيد، والتسبيح، آناء الليل وأطراف النهار، وهو عمل الملائكة الأطهار: “إِن الذِينَ عِندَ رَبكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ”، ولا يفترون عن عبادته: يُسَبحُونَ الليْلَ وَالنهَارَ لَا يَفْتُرُونَ”.

ولا شك أن معرفة أسماء الله تعالى وصفاته، هي أول طريق العبودية، كما أن تعلق القلب بها هو المعين على طول الطريق، وقد رتب الله سبحانه على معرفة أسمائه حق المعرفة الأجر العظيم والثواب الجزيل ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة”، وإحصاؤها يتحقق بحفظ ألفاظها وفهم معانيها والتعبد لله بها.

أشرف العلوم



ولقد قيل عن حق إن أشرف العلوم هي العلوم الشرعية، وأشرف العلوم الشرعية هو العلم بأسماء الله الحسنى، وصفاته العُلى، لتعلقها بأشرف من يمكن التعلم عنه، وهو الله سبحانه وتعالى، وإنما تفاوتت منازل عبادات الناس ومراتبهم في محبة الله تعالى وتعظيمه بسبب تفاوت منازلهم ومراتبهم في معرفة الله تعالى وأسمائه وصفاته، وكلما أدام العبدُ النظر في أسماء الله، والتأمل في صفاته، ازدادت محبته لربه، وإقباله على طاعته، وبها تتحقق لذة العبودية، فيأنس العبد بربه ويشتاق إلى لقائه.

إن العلم بالله يعرف العباد برب العباد، لذلك فهو أعلى العلوم، لأنه يقربهم إلى المعبود بحق، وهو أجل العلوم، لأنه يعرفهم بأعظم من عرف، وهو أشرف العلوم، لأنه يقربهم إلى أسمى من عُبد، وهو أنفع العلوم لأنه يجلي للعبد حقيقة ربه، ويعرفه صفاته وأسماءه، حتى يعبده على بصيرة، ويحبه على علم، ويتقرب إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.

القرآن يعلمنا


يحفل القرآن الكريم بمئات الآيات التي يخاطب بها الله الناس، ويعلمهم عن نفسه، وعن صفاته وأفعاله، ويعرفهم برحمته، وكرمه وجوده، وعفوه وقدرته، ونوره وعلو ذاته، وانه سبحانه وتعالى يراهم، ويسمع قولهم ويعلم سرهم وجهرهم، لا تخفى عليه خافية، يعلم السر وأخفى، وأنه جل وعلا يحب منهم فعل الخيرات، ويبغض المظالم والمنكرات، يتوب على التائبين، ويغفر للمستغفرين، ويجزي الشاكرين، وينصر الذين ينصرونه، والعائذين بجنابه، قريب، مجيب، يحيط بكل شيء علما، يرزق كل مخلوق، ويكف الضر، ويغيث المضطر، وينتقم من الظالمين، ويجزي المحسنين، له كل اسم حسن، وله كل فعل حسن، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.

أثبت القرآن الكريم تعبير “الأسماء الحسنى” لما وصف الله به ذاته، وأفعاله، فقال جل شأنه: “هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَورُ لَهُ الأسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبحُ لَهُ مَا فِي السمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” (الحشر: 24)، وفي سياق نفي الألوهية عن كل ما عداه وقصرها عليه سبحانه وتعالى كرر القرآن تعبير الأسماء الحسنى في سورة طه: “اللهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأسْمَاء الْحُسْنَى”، وتجاوز القرآن إثبات الأسماء الحسنى لله وتقريرها إلى طلب معرفتها، وفقه معانيها، وبناء صلة العبد بربه ودعائه إياه من خلالها: “قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أوِ ادْعُواْ الرحْمَنَ أيّاً ما تَدْعُواْ فَلَهُ الأسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً” (الإسراء: 110)، بل ونبه المؤمنين إلى كيفية ذكره تعالى وحثهم على أن يتركوا الذين يلحدون في أسمائه وينحرفون فيها عن الحق إلى الباطل فقال عز من قائل: “وَلِلّهِ الأسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ” (الأعراف: 180).

ادعوه بها


هي أسماء مدح وثناء، وتمجيد، وهي حسنى لدلالتها على أحسن وأعظم وأجل وأقدس مسمى وهو الله، ولأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، وهي أحسن الأسماء وأكمل الصفات، سمى بها الله عز وجل نفسه، وهي الصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه، وأمر عباده بأن يدعوه بها حتى يستجيب لهم إذا دعوه بأسمائه وتوسلوا بها، ولكل اسم من أسماء الله تعالى معنى يُتعبد لله به، ويتقرب إليه بمقتضاه، فإذا اعتقد العبد أن الرب سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى، وأن أسماءه دالة على صفات، ثم دعاه بتلك الأسماء وطلب منه آثارها رجا أن يستجيب الله تعالى له، فإذا سأل الرحمة توسل باسم الرحمن الرحيم، وإذا سأل المغفرة توسل باسم الغفور، وإذا سأل الرزق توسل باسم الرزاق، وإذا سأل النصر توسل باسم النصير، وإذا سأل العفو توسل باسم العفو الغفور، وقد ورد في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام”، أي كرروها، وادعوه بها، فإن الله تعالى ذكر نفسه بها في آية شريفة قال الله تعالى: “وَيَبْقَى وَجْهُ رَبكَ ذُو الجَلالِ وَالإكْرَام”، فهو اسم من أسمائه، وكذلك من أسمائه المركبة مثل قوله: “قُلِ اللهُم مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمن تَشَاءُ”، أمره أن يدعو بهذا الدعاء وأن يتوسل بهذه الصفات التي هي من خصائص الرب تعالى، وهكذا يقال في بقية الأسماء الحسنى والصفات العلى.

كمال فوق كمال


ويقول العلماء إن الحسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده، كما يكون الحسن في أسماء الله باعتبار جمعه إلى غيره، فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمالٌ فوق كمال، ضربوا لذلك مثال: “العزيز الحكيم”، فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيرا، فيكون كل منهما دالا على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو: العزة في العزيز، والحُكمُ والحكمة في الحكيم، والجمع بينهما يدل على كمال آخر، وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظُلماً وجوراً وسوء فعل كما قد يكون من أعزّاء المخلوقين، فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور ويسيءُ التصرف، وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل، بخلاف حكم المخلوق وحكمته، فإنهما يعتريهما الذل.

وفي هذا المعنى يقول ابن القيم: “وهناك صفة تحصل من اقتران أحد الاسمين والوصفين بالآخر، وذلك قدر زائد على مفرديهما نحو: الغني الحميد، العفو القدير، الحميد المجيد، وهكذا عامة الصفات المقترنة، والأسماء المزدوجة في القرآن، فإن الغنى صفة كمال، والحمد كذلك، واجتماع الغِنى مع الحمد كمال آخر، فله ثناء من غناه، وثناء من حمده، وثناء من اجتماعهما، وكذلك العفو القدير، الحميد المجيد، العزيز الحكيم”.

من أجل هذا الخير العميم من وراء تعلم أسماء الله وصفاته حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على إحصاء أسماء الله سبحانه وحفظها، إحصاء معرفة، وإحصاء عبادة، وحفظ وعي بها، وحفظ عبودية لها، ووعدهم جزاء ذلك الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم: “إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة”، وقد دفع هذا التحفيز النبوي العلماء إلى تتبع أسماء الله سبحانه من أدلة الكتاب والسنة، فاتفقوا على أسماء، واختلفوا في أخرى، وألفوا في ذلك عشرات الكتب والمجلدات.
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-12-2008
  #2
الـــــفراتي
عضو شرف
 الصورة الرمزية الـــــفراتي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,649
معدل تقييم المستوى: 19
الـــــفراتي is on a distinguished road
افتراضي رد: الاسماء الحسنى

:extra159:


الـــــفراتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-13-2008
  #3
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 19
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: الاسماء الحسنى

واياك اخي ابو النور
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-15-2008
  #4
طيبه
محب فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 78
معدل تقييم المستوى: 17
طيبه is on a distinguished road
افتراضي رد: الاسماء الحسنى

بارك الله فيك وجعل مثواك الجنه
طيبه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-25-2008
  #5
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 19
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: الاسماء الحسنى

وزقك الجنه يا طيبه
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المزدوجة الحسنى للاستغاثة بأسماء الله الحسنى عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 12 09-05-2013 03:55 PM
الشيخ بدر الدين الحسني عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 6 06-11-2013 01:14 PM
المنشد عبد السلام الحسني عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 9 06-11-2013 01:04 PM
أسماء الله الحسنى علاء الدين قسم الحاسوب 5 11-21-2008 01:08 PM
الاسماء الحسنى أبوانس المواضيع الاسلامية 4 08-09-2008 12:08 PM


الساعة الآن 10:06 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir