أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت           

إضافة رد
قديم 12-05-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الخَنساء

لا يذكر الصبر على البلاء، إلا وتُذكر، ولا يذكر البكاء إلا وتذكر، ولا يذكر الرثاء إلا وتذكر الخنساء، تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، الرياحية السُلمية من بني سُليم من قيس عيلان من مضر. وإلى اليوم يضرب بها المثل في كل أم شهيد تصبر وتفرح لاستشهاد فلذة كبدها، وكل أخت شهيد، تفقد شقيقاً، وكل زوجة تفقد زوجاً، تسمى الخنساء، وما أكثرهن في التاريخ العربي، وإن كانت المرأة اليوم قد أخذت موقعها اليوم إلى جانب الرجل، فإن من النساء العربيات من يفقن أشد الرجال قوة وبطولة، فهن من يربين وينشئن الأجيال، ويصنعن الأبطال، ولا تغيب عن ذاكرتي أبداً تلك الخنساء الفلسطينية وهي تزغرد باستشهاد فلذتين من فلذات كبدها وهما يدخلان البيت في نعشين، وكأنهما عريسين ليلة زفافهما.

الخنساء أشهر شواعر العرب وأشعرهن على الإطلاق، من أهل نجد، وقد عاشت أكثر عمرها في العهد الجاهلي، وأدركت الإسلام فأسلمت، ووفدت على رسول الله “صلى الله عليه وسلم” مع قومها بني سليم، فكان رسول الله يستنشدها ويعجبه شعرها، فكانت تنشد وهو يقول: هيه يا خنساء.

أكثر شعرها وأجوده رثاؤها أخويها صخر ومعاوية وكانا قد قتلا في الجاهلية. وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية فجعلت تحرضهم على الثبات حتى استشهدوا جميعاً فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم.




أنشدها حسان بن ثابت قوله:
لنــــا الجفنات الغـــر يلمعن بــــــالضحى

وأسيــــافنا يقطــرن من نجــــدة دما

ولــــــــدنا بني العنقاء وابــــــــــن محرق

فــــــأكرم بنا خـــــــالاً وأكرم بنا ابنما

فقالت الخنساء: ضعفت افتخارك وأبرزته في ثمانية مواضع.

قال: وكيف؟ قالت : قلت لنا “الجفنات” والجفنات ما دون العشر، فقللت العدد، ولو قلت “الجفان” لكان أكثر.

وقلت: “الغر” والغرة البياض في الجبهة، ولو قلت أبيض لكان أكثر اتساعاً. وقلت: “يلمعن” واللمع شيء يأتي بعد الشيء، ولو قلت “يشرقن” لكان أكثر ، لأن الإشراق أدوم من اللمعان.

وقلت: “بالضحى” ولو قلت “بالعشية” لكان أبلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقاً. وقلت: أسيافنا والأسياف دون العشر، ولو قلت سيوفنا كان أكثر. وقلت: “يقطرن” قد دللت على قلة القتل، ولو قلت يجرين لكان أكثر، لانسياب الدم.

وقلت “دماً” والدماء أكثر من الدم. وافتخرت بمن ولدت ولم تفتخر بمن ولدوك.

الخنساء :

عَينيّ جُــــــــودا بدَمْعٍ منكما جُـــــــودا

جــــــــودَا وَلا تعدا في اليومِ موعـــودَا

هلْ تدريــــــــــــانِ على منْ ذا سبلتكمَا

عَلى ابــــــــنِ امّي أبيتُ الَّليلَ معمودَا







إسماعيل ديب
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:57 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir