أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           سبحانك اللهم وبحمد ك وتبارك اسمك وتعالي جدك، ولا إله غيرك           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > القسم العام

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 02-15-2009
  #1
أبو يوسف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 518
معدل تقييم المستوى: 16
أبو يوسف is on a distinguished road
الحذر الحذر يا أهل وداده.. من صده وإبعاده

الحذر الحذر يا أهل وداده.. من صده وإبعاده


كان بمدينة بغداد رجل يعرف بأبي عبد الله الأندلسي ، وكان شيخا لكل من بالعراق، وكان يحفظ ثلاثين ألف حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يقرأ القرآن بجميع الروايات .
فخرج في بعض السنين إلى السياحة ومعه جماعة من أصحابه مثل الجنيد والشبلي وغيرهما من مشايخ العراق .
قال الشبلي : فلم نزل في خدمته ونحن مكرمون بعناية الله تعالى إلى أن وصلنا قرية من قرى الكفار ، فطلبنا ماء نتوضأ به فلم نجد فجعلنا ندور بتلك القرية وإذا نحن بكنائس و بها شمامسة وقساوسة ورهبان وهم يعبدون الأصنام والصلبان ، فتعجبنا منهم ومن قلة عقلهم ثم انصرفنا إلى بئر في آخر القرية ، وإذا نحن بجوارٍ يستقين الماء على البئر وبينهن جارية حسنة الوجه ما فيهن أحسن ولا أجمل منها ، وفي عنقها قلائد الذهب .
فلما رآها الشيخ تغير وجهه ، وقال : هذه ابنة من ؟ فقيل له هذه ابنة ملك هذه القرية . فقال الشيخ: فلم لا يدلّلها أبوها ويكرمها ولا يدعها تستقي الماء ، فقيل له أبوها يفعل ذلك بها حتى إذا تزوجها رجل أكرمته ولا تعجبها نفسها .
فجلس الشيخ ونكس رأسه ، ثم أقام ثلاثة أيام لا يأكل ولا يشرب ولا يكلم أحداً غير أنه يؤدي الفريضة والمشايخ واقفون بين يديه ولا يدرون ما يصنعون ، قال الشبلي : فتقدمت إليه وقلت له يا سيدي إن أصحابك ومريديك يتعجبون من سكوتك ثلاثة أيام وأنت ساكت لم تكلم أحداً ، قال : فأقبل علينا ، وقال : يا قوم اعلموا أن الجارية التي رأيتها بالأمس قد شغفت بها حباً واشتغل قلبي بها وما بقيت أقدر أفارق هذه الأرض .
قال الشبلي : فقلت له يا سيدي أنت شيخ أهل العراق ومعروف بالزهد في سائر الآفاق ، وعدد مريديك اثنا عشر ألفا فلا تفضحنا وإياهم بحرمة الكتاب العزيز .
فقال : يا قوم جرى القلم بما حكم ،ووقعت في بحار العدم ،وقد انحلت مني عرى الولاية،
وطويت أعلام الهداية ...
ثم إنه بكى بكاء شديداً ، وقال :يا قوم انصرفوا فقد نفذ القضاء والقدر .

فتعجبنا من أمره وسألنا الله تعالى أن يجيرنا من مكره، ثم بكينا وبكى حتى أروى التراب
ثم انصرفنا عنه راجعين إلى بغداد، فخرج الناس إلى لقائه ومريدوه في جملة الناس فلم يروه
فسألونا عنه، فعرفناهم بما جرى ،فمات من مريديه جماعة كثيرة حزناً عليه وجعل الناس
يبكون ويتضرعون إلى الله تعالى أن يرده عليهم وأغلقت الرباطات والزوايا والخوانق ،ولحق
الناس حزن عظيم.
فأقمنا سنة كاملة وخرجت مع بعض أصحابي نكشف خبره فأتينا القرية فسألنا عن الشيخ فقيل لنا إنه في البرية يرعى الخنازير،قلنا وما السبب في ذلك ؟قالوا:إنه خطب الجارية من أبيها فأبى أن يزوجها إلا ممن هو على دينها ويلبس العباءة ويشد الزنار ويخدم الكنائس ويرعى الخنازير، ففعل ذلك كله وها هو في البرية يرعى الخنازير.
قال الشبلي: فانصدعت قلوبنا وانهملت بالبكاء عيوننا وسرنا إليه ،وإذا به قائم قدام الخنازير
فلما رآنا نكس رأسه ،وإذ عليه قلنسوة النصارى وفي وسطه زنار وهو متوكئ على العصا
التي كان يتوكأ عليها إذا قام في الخطبة ،فسلمنا عليه فرد علينا السلام ،فقلنا يا شيخ ما ذاك
وما هذه الكروب والهموم بعد تلك الأحاديث والعلوم.
فقال: يا إخواني ليس لي من الأمر شيء سيدي تصرّف فيَّ كيف شاء وحيث أراد أبعدني عن بابه بعد أن كنت من جملة أحبابه ،فالحذر الحذر يا أهل وداده من صده وإبعاده، والحذر الحذر يا أهل المودة والصفاء من القطيعة والجفاء ،ثم رفع طرفه إلى السماء ،وقال :يا مولاي ما كان ظني فيك هذا، ثم جعل يستغيث ويبكي ونادى يا شبلي اتعظ بغيرك ،
فنادى الشبلي بأعلى صوته :بك المستعان وأنت المستغاث وعليك التكلان, اكشف عنا هذه الغمة بحلمك فقد دهمنا أمر لا كاشف له غيرك،
قال :فلما سمعت الخنازير بكاءهم وضجيجهم أقبلت إليهم وجعلت تمرغ وجوهها بين أيديهم وزعقت زعقة واحدة دوت منها الجبال، قال الشبلي: فظننت أن القيامة قد قامت ،ثم إن الشيخ بكى بكاء شديداً ،
قال الشبلي :فقلنا له هل لك أن ترجع معنا إلى بغداد ،فقال:كيف لي بذلك وقد استرعيت الخنازير بعد أن كنت أرعى القلوب،
فقلت يا شيخ :كنت تحفظ القرآن وتقرؤه بالسبع فهل بقيت تحفظ منه شيئاً ؟فقال :نسيته كله إلا آيتين ،فقلت: وما هما قال قوله تعالى: "ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء" والثانية قوله تعالى:"ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سوء السبيل" .
فقلت يا شيخ :كنت تحفظ ثلاثين ألف حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل تحفظ منها شيئاً؟ قال :حديثاً واحداً وهو قوله صلى الله عليه وسلم :{ من بدل دينه فاقتلوه}.
__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا
أبو يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir