أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي أحْيَانا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وإلَيْهِ النَشُور           

إضافة رد
قديم 10-06-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الشيخ بدر الدين الحسني

علّامة الشام ومحدثها الأكبر

الشيخ بدر الدين الحسني -رحمه الله تعالى -


التحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، وترك أمته على المحجة البيضاء , ليلها كنهارها , لا يزيغ عنها إلا هالك ، وكان قد أوصى وصيته الغالية الثمينة بالتزام الركنين الأساسيين ، اللذين هما القاعدة الراسخة لحياة الأمة الإسلامية في كل زمان وفي كل مكان ، ألا وهما كتاب الله تبارك وتعالى , وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وخير مَن يُمثل هذين الركنين , ويستقي منهما ما فيه سعادة المسلمين وعزتهم ورخاء عيشهم في الدنيا وفوزهم برضوان الله وجنته في الآخرة ، إنما هم العلماء العاملون ، الذين هم وُرّاث النبوة في هداية الخلق ، ودلالتهم على الله عز وجل , وربط حياتهم بشريعته وتوجيهاته ،وأوامره وإرشاداته ،وفي ذلك الخير كله والسعادة كلها للأجيال المتلاحقة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
ومن هنا فإن حاجة الأمة للعلماء العاملين ، والمرشدين المصلحين لا تقل عن حاجتها للهواء والماء والغذاء ، فكما أن هذه الأشياء هي قوام حياة الأجساد ، كذلك العلماء العاملون هم قوام الحياة المعنوية والتشريعية والتربوية الصالحة , التي لا غنى لمجتمع إنساني عنها على الإطلاق ، ولقد صدق الإمام أحمد بن حنبل -وهو يصف أستاذه الإمام الشافعي رضي الله عنهما - بقوله كان الشافعي كالشمس للدنيا ، والعافية للبدن ), إنها كلمات تنم عن عمق ما كان يشعر به الإمام أحمد بن حنبل من مسيس الحاجة للشافعي وأمثاله في حياة الأمة المسلمة .
لقد بدأت بهذه المقدمة وأنا أهمُّ لأنقل لكم ترجمة حافلة بجليل الأعمال ، وعظيم الخصال ، لعلم أشم من أعلام هذه الأمة ، وعظيم من عظمائها ، ووارث صادق لنبيها المصطفى صلى الله عليه وسلم , ذلكم هو علامة الشام ، وشيخ شيوخها ، ومحدثها الأكبر الشيخ محمد بدر الدين الحسني رضي الله عنه ، وهو في مقدمة العلماء الذين تلقى عنهم الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله تعالى العلم سنين طوالاً جاوزت الخمسة عشر عاماً ، فكانت تلك النهضة الإسلامية المباركة في جامع زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه في مدينة دمشق .
اسمه ونسبه :
هو محمد بدر الدين بن يوسف بن بدر الدين الحسني المغربي المراكشي السبتي , وينتهي نسبه إلى سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما .
مولده ونشأته وملامح الحياة العامة في تلك الفترة :
ولد الشيخ في دمشق , وفي داره المجاورة لمدرسة دار الحديث الأشرفية سنة 1850م الموافقة لسنة 1267هجرية ، من أبوين عُرفا بالصلاح والتقوى ، أما والده الشيخ يوسف ، فكان من أكابر العلماء ، والمحدثين الفقهاء , وكان من الزهد والورع والصلاح والجهر بالحق بمكان, وأما والدته فهي السيدة عائشة بنت المرحوم إبراهيم الكزبري المُنيٍّر , سليلة العلماء من آل الكزبري , وكانت تقية صالحة عابدة ، ومن طريف ما يُروى عنها أنها لم تكن تُرضع ولدها بدر الدين إلا وهي متوضئة.
ولد الشيخ في فترة من الزمن كانت من أشد الفترات قسوة على بلاد الشام ، فقد كان الحكم العثماني في تدهور وضعف بالغ ، وكانت الحكومات الأوروبية وخاصة في فرنسا وبريطانيا تنتظر أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وكانت تُعد لذلك عن طريق بث الفتن والاضطرابات في البلاد التي يسيطر عليها العثمانيون ، وعن طريق بعض الجمعيات التي تتستر وراء شعارات زائفة كجمعية الاتحاد والترقي ، والتي على يديها كانت نهاية الحكم العثماني والخلافة العثمانية ، ثم لما سقطت الدولة العثمانية تحرك الاستعمار الغربي بعد أن خدع العرب ، حين وعدهم بإنشاء دولة عربية موحدة ، ينعمون في أرجائها بالحرية والتقدم ، واستعملهم للتخلص من الخلافة العثمانية ، ودخلت جيوشه بلادهم ، لتقتسم التركة التي خلفها العثمانيون ، فكانت سوريا ولبنان من نصيب فرنسا ، وكانت العراق والأردن وفلسطين من نصيب بريطانيا .
هذه الحال التي كانت بلاد الشام تعيش فيها ، تركت آثارها السيئة على حياة الناس من جهل وفقر وظلم وانعدام للأمن ، وكان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي ومطالع القرن العشرين ، وفي هذه الفترة ولد وعاش الشيخ بدر الدين رضي الله عنه.
طلبه للعلم وشيوخه :
حينما كان الشيخ طفلاً وليداً ، حمله والده إلى شيخ صالح عارف هو الشيخ محمد ظبيان الكيلاني , الذي حنَّكه وأذَّن في أذنه عملاً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتفرَّس فيه خيراً ، وقال لأهله سيكون لهذا الولد شأن عظيم .
تعهده والده بالرعاية والتهذيب والتعليم ، فتعلم عليه مبادئ العلوم والكتابة والحساب ، وأتمَّ حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين تقريباً ، ورغب والده في إلحاقه بدار الخلافة في استانبول للدراسة العالية ليكون من رجال الدولة في كبره ، وقصد من أجل ذلك دار مدير أوقاف حلب ، لكنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه تلك الليلة فأوصاه به خيراً ، وأشار عليه بالإحجام عن رأيه ، وبتوجيهه لطلب العلم ودراسة الحديث الشريف فسيكون للأمة نصيب من الانتفاع به .
وانقطع الغلام لطلب العلم ، تحت إشراف والده الذي توفي وعمر ابنه اثنتا عشرة سنة ، ثم تولت والدته وخاله الشيخ صالح الكزبري رعايته ، ومكث في غرفة والده بدار الحديث ، يطالع الكتب التي خلَّفها والده بهمة عظيمة ، ويحفظ المتون المختلفة بتوجيه من شيخه الشيخ أبي الخير الخطيب , فحفظ من متون العلوم في التفسير والحديث والأصول والفقه والفرائض والنحو والصرف والبلاغة والمنطق والفلسفة والحساب والجبر والهندسة والفلك وغيرها مايقرب من اثني عشر ألف بيت ، ثم اشتغل بقراءة شروحها وفهمها ، يساعده على ذلك ذكاء وقاد ، وحافظة عجيبة ، كل هذا وسنه لم تتجاوز الثلاثة عشر عاماً ، مما حدا بأستاذه إلى أن يجيزه في التدريس العام ، ولكن لحداثة سنه ولأسباب أخرى ترك التدريس العام وانقطع إلى العلم والعبادة في غرفته بدار الحديث ، ومكث لا يغادرها ، ودامت خلوته هذه قرابة العشر سنين عكف خلالها على الدرس والتأليف والعبادة ، وأقبل على المطالعة بنفسه يدفعه عزم لا يعرف التراجع ، وهمة لا ترضى إلا بمعالي الأمور ، فكان لا يفتر عن ذلك نهاره وطرفاً من ليله ، وقد أولى علم الحديث اهتمامه , فحفظ الصحيحين البخاري ومسلم مع أسانيدهما ، وقيل بل حفظ كتب الحديث الستة المشهورة كما حفظ الألوف من الأبيات في الفنون المختلفة ، كألفية العراقي في مصطلح الحديث ، والطيبة في القراءات ، وألفية ابن مالك في النحو وغيرها ، حتى بلغ حفظه عشرين ألف بيت وكان في ذلك كله تلميذ همته وعزلته عن الناس . وكان رحمه الله يترك تعليقه أو شرحه على بعض ما يطالع من كتب ، ومن هنا فقد خلف نحواً من أربعين أو خمسين كتاباً ورسالة صغيرة ، تحمل هذا الشرح أو ذاك التعليق ، وقد ذكر معظمها تلميذه مفتي حمص آنذاك الشيخ طاهر الأتاسي رحمه الله في قصيدة مدحه بها ، وقد أورثه شغفه بالبحث وتطلعه إلى معرفة ما دوَّنه الأوائل ، ولوعاً بجمع الكتب على اختلاف أنواعها وموضوعاتها ،ومغالاة في شرائها حتى إنه كان يدفع في الكتب النادرة أثماناً عالية ، قال تلميذه الأستاذ محمد المبارك رحمه الله : (وقد بلغنا أنه اشترى كتاباً مخطوطاً بخمسمائة دينار ذهبي ) , فقد ترك له والده ثروة جيدة ، ولم يكن يفعل ذلك يبتغي به تكوين مكتبة نفيسة ، لتصبح مدعاة للفخر ، إنما أولع بالكتب ليمتص رحيقها و يتمثله , ثم يفيضه عسلاً فيه شفاء للناس ، وقد خرج الشيخ من ذلك كله بمجموعة عظيمة من العلوم والمعارف ، فلم يترك علماً من العلوم المعروفة في الثقافة الإسلامية إلا ودرسه وتوغل فيه .
كما رحل الشيخ إلى مصر ، وكان في حوالي الخامسة والعشرين من عمره ، والتقى فيها بكبار العلماء كالشيخ الأشموني ، والشيخ إبراهيم السقا شيخ الأزهر آنذاك والذي منحه إجازة في علم الحديث .
عاد الشيخ إلى بلده بعد هذا الجهد المتواصل ، والدأب الكبير على طلب العلم وتحصيل المعارف المتنوعة ، حتى بلغ فيها قمة سامقة ، وقد أضحى علامة الشام ومحدثها الأكبر.
ثم قام ينشر ما أكرمه الله به من علم ، وما وهبه من معرفة ، وما أفاض عليه من لطائف و إشراقات ، ضمن نظام مستقيم ، ومنهج جاد ، ومثابرة راسخة ، واستمر على ذلك ما زاد على الخمسين عاماً ، حتى تخرَّج من بين يديه معظم علماء بلاد الشام في سوريا ولبنان والعراق والأردن وفلسطين ، وبعض من علماء العديد من الدول الإسلامية وحتى قال فيه أحدهم( إن المسلمين لم يروا مثل الشيخ بدر الدين منذ خمسمائة عام)
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-06-2008 الساعة 02:58 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-06-2008
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: علّامة الشام ومحدثها الأكبر

دروسه وطريقته في التدريس :
بدأ الشيخ بالتدريس في سن مبكرة ، وهو ابن خمس عشرة سنة تقريباً ، وراح يلقي دروساً خاصة ، على طلاب ربما كانوا أكبر منه سناً ، في غرفته في دار الحديث ,وكانت في النحو والصرف والبلاغة والفقه ، وكان قبلها يلقي درساً عاماً بين العشاءين ، وهو في الثالثة عشرة من عمره ، ولم يكن قد نبت شعر الرجولة في وجهه بعد .
ثم بعد انتهاء خلوته التي أشرنا إليها وعودته من مصر ، بدأ التدريس العام وهو في الثلاثين من عمره ، بشكل منتظم استمر حتى نهاية حياته . ويمكن تصنيف هذه الدروس في ثلاثة أنواع من حيث الهدف منها وطريقتها ومادتها .
1- النوع الأول منها : هو الدروس الخاصة التي كان يلقيها في غرفته في دار الحديث ، والتي كان يؤمها من طلاب العلم مَن يقصد دراسة كتاب خاص , أو الإلمام بعلم من العلوم على الشيخ ، وكان هؤلاء من أجناس وطبقات ودرجات وأعمار متفاوتة ، كان بعضهم من علماء وشيوخ البلد ، وبعضهم شباناً من رواد المعرفة .
وكان الشيخ يُدرِّس إلى جانب العلوم الشرعية وتوابعها ، علم الحساب والهندسة والجبر والفلك ، وكانت توجد أمامه على منصة التدريس ، أشكال الهندسة من كرة واسطوانة ، ومخروط وهرم و موشور ، كما كان يلقي بعض الأبحاث في الكيمياء والعلوم الطبيعية ، وكان له اهتمام بالاطلاع على كل جديد في هذه العلوم .
2- النوع الثاني من دروس الشيخ : هو درسه العام ، الذي كان يلقيه في المسجد على جمهور كبير من العامة والخاصة ، وكان يبدؤه غالباً بحديث نبوي شريف من صحيح البخاري ، ثم يشرحه ويلم بجوانبه وبكل ما يتصل به من علوم ، وكان الشيخ ينتخب موضوع الدرس مما له علاقة بحال الناس في ذلك الوقت ،وكان في درسه ذاك جهوري الصوت ،حتى قيل إن الداخل من باب المسجد على سعته يسمع صوته وظل كذلك حتى وفاته رحمه الله .
وكثيراً ما حضر هذا الدرس أجلة علماء دمشق ، ومَن يزورها من علماء الأقطار الإسلامية الأخرى ، فكانوا يخرجون معجبين مُكْبرين ، قال الشيخ رشيد رضا من علماء الأزهر يصف هذا الدرس ( إنه دائرة معارف سيارة ) , وقال الشيخ محمود العطار أحد كبار علماء دمشق وتلميذ الشيخ ( لو كُتب درسه بالحرف الواحد لبلغ جزءً لطيفاً بلا شك ) .
بدأ هذا الدرس في جامع السادات ، ولما كثر الناس وضاق بهم المسجد ، انتقل إلى جامع سنان باشا ، ثم أوكل إليه تدريس الحديث الشريف في الجامع الأموي في زمن الوالي ( مدحت باشا ) سنة 1880م / 1298هـ , وافتتح درسه باحتفال حضره أعيان العلماء ورجال الدولة والوالي وغيرهم .
3- النوع الثالث من دروس الشيخ : هو دروسه العامة ، التي كان يلقيها في داره التي تُفتح للوافدين من بعد صلاة المغرب إلى ما بعد العشاء بقليل ، يدخلها من يشاء , وكان يحضرها عدد من الطلبة وكثير من العامة .
هذه هي الأنواع الثلاثة من دروس الشيخ التي كانت تستغرق معظم وقته ، حتى قيل إن أخاه الشيخ بهاء الدين كان يتولى أمور منزله ، وينصرف هو إلى التدريس .
لقد كان العلم والتعليم ديدن الشيخ في حياته كلها ، أينما كان وحيثما حلَّ ، فقد كان طلبة العلم والعلماء يتوافدون عليه للاستفادة من علمه ، ولأخذ الإجازة عنه ، هذا ما كان من شأنه في رحلة الحج في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة ، حيث لم يبق ممن وُجد من العلماء فيهما أحد إلا وزاره مستفيداً ، أو متبركا ،ً أو مستجيزاً .
وكان إلى جانب تفوقه في العلوم الشرعية والعقلية كلها ، ذا قدم راسخة في علم التصوف والأخلاق والسلوك إلى الله تبارك وتعالى ، وصاحب حالٍ عظيمة مع ربه عز وجل ، متمتعاً بصفاء روحي ونفسي راقٍ وعجيب .
بعض مظاهر من سلوكه وأدبه في تربيته :
كان رحمه الله يُعنى بنشر السنة الشريفة عناية كبيرة ، ويحمل نفسه ومَن استطاع التأثير عليه من الناس ، على العمل بكل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان يسلك سبيل الحكمة في تربية النفوس ، ويتجنب سبيل العنف والقسوة ، ومن وسائله التذكير والتعريض في الغالب ، والتصريح والخطاب أحياناً ، لكنه لم يكن يقابل أحداً بما يكره ، وكان يربي مريديه بالنظر دون الكلام ، ويتحين الفرص والمناسبات ، ويترك المجال للزمن ليمارس دوره في تربية النفس ، ويرى أن إعطاء الأسوة من نفسه من أفضل طرق النصح ، وأن القدوة ولسان الحال من أحسن الوسائل للتأثير ، ومن هنا لم يكن يشترط ابتداءً شروطاً خاصة على حاضري دروسه وملازميه .
وكان رضي الله عنه كثير التشجيع للشبان الذين يتوسم فيهم الاستعداد العلمي ، كثير التلطف معهم ، يُوسِّع لهم في المكان إذا دخلوا ، ويشير إلى مَن حوله ليكرموهم ويقربوا مجلسهم ، ويوصي بهم خيراً ، ويبين لهم ما ورد في فضل الشاب الصالح الناشئ في طاعة الله تعالى .
وكان رحمه الله يجثو في درسه العام على ركبتيه ، أدباً مع الحديث الشريف وذكر الله تعالى ، لا يتحرك ولا يضطرب في جلسته ، ولم يكن يتكلم قط بكلام الدنيا في المسجد مهما عظم شأن مَن يكلمه ، بل كان يأخذ بيده ويصافحه ويبتسم له حتى يخرجا من المسجد .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-06-2008 الساعة 02:59 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-06-2008
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: علّامة الشام ومحدثها الأكبر

ملامح من شخصيته (صفاته وأخلاقه ) :
وأحب هنا ، قبل أن أنقل لكم شذرات من صفاته ، ومحامده الخُلقية والسلوكية السامية أن أبين لكم مشاعري ، تجاه هذا الجانب العظيم في السيرة المباركة لحياة الشيخ بدر الدين رحمه الله تعالى ورضي عنه .
لقد أعجبت في شخصية الشيخ ، بذكائه الحاد وعقله الكبير ، ووقفت مندهشاً ومُكْبراً أمام علمه الغزير ، وإطلاعه الواسع ، وتنوع معارفه وعلومه ، بل وتفوقه وسبقه فيها بحيث كان المختصون في كل علم منها ، يعترفون له بتقدمه عليهم فيها ، لكن رسالة العالم الوارث لهدي النبوة وأعمالها ،لا تتوقف فقط على مقدار ما يحصله من علم ، وما يختزن فكره من معرفة ، وإنما رسالة العالم وتأثيره في الناس ، وتحويل حياتهم إلى ما يرضي الله تبارك وتعالى ، لا يكون إلا إذا تجسدت تلك العلوم والمعارف في أخلاق ربانية عالية،وتحولت إلى سلوك إسلامي رفيع المستوى ويصحب كل ذلك إخلاص عميق لله عز وجل ، عندئذٍ تغدو كلمات الشيخ وتوجيهاته نوراً يبدد الظلام ، ونفحات رخية ندية تتفتح لها العقول ، وتنشرح بها النفوس والصدور .
ولقد غمرتني – وأنا أطالع هذا الجانب في شخصية الشيخ – مشاعر من الأنس والإشراق والتأثر الشديد ،وقلت في نفسي ، هذا ما يحتاجه المسلمون في هذا العصر وفي كل عصر ، وهذا هو السر الكامن وراء كل تأثير ونهضة وتغيير ، أجراه الله على أيدي العلماء والدعاة والقادة ، في أي مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامي الطويل .
أما صفات الشيخ الخِلقية الجسدية ، فقد كان رحمه الله ربعة من الرجال ، نحيلاً وفي وجهه نور تبدو عليه آيات النجابة والمهابة ، وكان قوي بنية الجسد لم يشكُ مرضاً في حياته سوى مرة أصيب فيها باليرقان في شبابه ، وكذلك مرض قبيل وفاته ولم يستعمل نظارة للقراءة أبداً ، وظل جهوري الصوت حتى النهاية .
وأما محامده الخُلقية ، فقد اقتفى فيها خطى النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان صادقاً صان لسانه عن الكذب ، وكان صريحاً في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، ولا يقعد عن نصرته ما لم يرَ الحكمة والإقتداء بالسنة الشريفة ، تقتضي التغاضي وانتظار الفرص بعيداً عن المداهنة والملق .
كان قليل الكلام طويل الصمت ، دائم التفكير فلم يكن يتكلم فيما عدا التعليم والإرشاد وذكر الله تعالى ، والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم إلا بما تدعو إليه الضرورة , لقد صان لسانه من ذكر أعراض الناس ، فما اغتاب أحداً في حياته ، وما كان أحد يجرؤ على ذكر أحد بغيبة في مجلسه ، وإن فعل طلب إليه الكف بلطف كائناً مَن كان القائل ، ولم يكن يشتم أحداً وكانت غاية تأنيبه إذا غضب أن يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله فيكمل الشيخ كلامه ويقول يابا ....ويُتبعها بسؤال استنكاري موجز ، ولم يُعرف عنه أن ضرب صغيراً أو غيره أو تكلم مع أحد بما يسوؤه .
وكان شديد الورع ، فمن ذلك أنه لم يكن يفتي أحداً بحكم فقهي في المعاملات خاصة إلا فيما ندر ، بل كان يحيل السائل إلى كتاب أو تلميذ من تلاميذه .
وكان عظيماً في تواضعه , لا يرى لنفسه فضلاً على أحد ، في علم أو صلاح أو غير ذلك وكان يقول ( التواضع أن ترى نفسك دون كل جليس ) كان إذا مدحه أحد بحضرته ينهاه عن ذلك ، إذ يَعدُّ نفسه من الخاطئين ، ومن أكثر الناس حاجة إلى عفو ربه .
ومن تواضعه رحمه الله ، أنه كان يُؤنس المساكين والفقراء ، وكان يزورهم أحياناً يخالطهم كأنه دونهم ، يهش لهم ويسألهم عن أحوالهم ، يقف لهم إن استوقفوه ، ويطلب منهم الدعاء له ، ومن ذلك أنه يزور مدارس الصغار ، ويدخل عليهم ويمسح رؤوس الأيتام منهم ، ويسألهم ومعلميهم الدعاء ، وكان يزور السجون ويدخل على السجناء ، فيحييهم ثم ينصح لهم ، ويعظهم بالحسنى ، ويدعو المظلوم منهم للصبر , فيزيل ما بهم من كرب ، وكان هؤلاء يكنون له الاحترام والمحبة .
ومن تواضعه ، أنه كان يجلس لدروسه في المدرسة أو البيت قرب باب الغرفة لا يحب أن يتصدر المجلس ، وكان يطلب الدعاء من كل إنسان .
كان عالي الهمة ، لا يُمكِّن أحداً من خدمته ، ولم يستعن في حياته بأحدٍ ولا بالعصا .
وكان صابراً محتسباً عند المصائب والأزمات ، ومن أمثلة صبره ما جرى في مرضه الأخير فقد كان متعباً متألما ً، وكان يتابع دروسه وعبادته حتى قبيل وفاته بقليل ، لقد أدى نافلة الضحى قبل أن يُسلم روحه بوقت قصير .
كان ذاكراً لله تعالى على كل حال ، مُكثراً من الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم .
وكان رحمه الله نظيفاً في ملبسه ومأكله ومجلسه ، ومع ذلك كان زاهداً مختاراً للزهد ، فقد أقبلت عليه الدنيا لكنه اعتزلها ، ونفر من شهواتها رغم أنه كان ميسور الحال فقد ترك له والده ثروة حسنة ، ولو شاء أن يعيش مترفاً لكان له ذلك .
ابتعد عن الوظائف والمناصب وجاهها على تهافتها عليه ، وكان رحمه الله لا يزور الحكام بل يزورنه ، وإذا قصدهم بمصلحة عامة أو بشفاعة خاصة ، أرسل بعض تلاميذه إليهم يبلغهم رسالته ، وكانوا يتلقون ذلك بالاحترام والقبول .
كان كريماً يبالغ في إكرام ضيوفه ، ويُهدي كثيراً منهم شيئاً مما يؤكل يحملونه إلى أهلهم وبلادهم إن كانوا غرباء .
لم يكن يسأله أحد شيئاً إلا أعطاه ، وإذا أحسَّ بأحد حاجة ولم يذكرها له ، تحيَّن انفراده به فيعطيه وقد كفاه الأذى .
وكان للشيخ رحمه الله صدقات خفية ، لا يعلمها إلا نفر قليل من خُلَّص تلاميذه ، يرسلها إلى أصحابها من طريقهم ، ولم يُروَ عنه أنه جمع مالاً أو ادخره .
هذه بعض من أخلاق الشيخ مع الناس ، فكيف كانت أخلاقه مع أسرته وأهله ؟
كان الشيخ يعامل أهله مقتدياً بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) فكان يرشدهم بالمعروف ، وبالتي هي أحسن فلا يضرب ، ولا يشتم ولا يدعو بسوء ، وينهاهم عن ذلك أيضاً , فإن غضب لشيء قطَّب جبينه ، أو حذر بعبارة قصيرة أو حوقل ، وربما علّل غضبه وبيَّن رأي الشريعة في ذلك .
كان يأكل مما يشتهيه أهله ، ويُوسِّع عليهم في حاجاتهم ، ويلبي رغباتهم إن رغبوا في طعام أو حلوى أو غيرها عملاً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال ( إن أفضل دينار أنفقه رجل على عياله أو على دابته في سبيل الله أو أنفقه على أصحابه في سبيل الله ) . كان الشيخ وصولاً لرحمه ، محافظاً على حقوق الرضاع لا يتأخر عن صلتهم بزيارة أو هدية أو إكرام بمال أو قضاء حاجة مهمة .
وكان الشيخ يحب زيارة أهل التقوى والصلاح ، وأكثر مَن يزور من الناس البسطاء , وربما زار بعضاً من أصحاب الملل والأديان الأخرى ، ومن المشهور عنه زيارته لحي النصارى أيام الثورة على الفرنسيين ، وقد جاءت زيارته في وقت أشيع فيه من قِبل أعداء البلاد أن الثوار ينوون الاعتداء على الحي و أهله.
لقد كان الشيخ كثير التودد إلى الناس كافة ، وعظيم الاهتمام بأمورهم قريبهم وبعيدهم مسلمهم وغير مسلمهم ، حريصاً على نفعهم ، يمشي في حوائجهم ، فيشفع للمظلوم منهم عند أولي الأمر ، ويقضي ما استطاع قضاءه من أمورهم ، وكثيراً ما تكون متصلة بالحكام فيكتب كتاباً لمن يهمه الأمر، يرجوه حلَّ المشكلة ، كما فعل مع رجل نصراني من قرى بعلبك ، جاء متلهفاً للشيخ ليشفع لابنه الوحيد ، الذي فرَّ من الخدمة العسكرية أثناء الحرب العالمية الأولى ، وحكم عليه المجلس العسكري بالإعدام , فأرسل الشيخ كتاباً مع بعض تلامذته ، إلى الوالي جمال باشا العثماني ، وقد أثبت فيه حديثاً نبوياً شريفاً عن فضل العفو عند المقدرة ، وكان لهذا الكتاب وقعه وأثره في نفس الوالي ، حيث أصدر أمراً بالعفو عن ولد ذلك الرجل ، وعن كل محكوم بالإعدام معه .
كان رحمه الله يُقدم المعروف , ويحث عليه قولاً وعملاً ، وكان إذا أدى إليه أحد معروفاً قابله بما يزيد عليه ، مقتدياً في ذلك بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وكان رحمه الله إلى ذلك كله يلتهب غيرة على العالم الإسلامي ،فكان يكتب إلى ملوك وأمراء الدول الإسلامية هنا وهناك ، يحثهم على العدل وإقامة الحق ، ويبين لهم سوء المغبة ، بترك الشريعة والاسترسال مع الأهواء .
وهنا لابد أن نسجل للشيخ رضي الله عنه ، منقبة من أعظم مناقبه ، وهي مشاركته في مقاومة المستعمر الفرنسي ، وحث الناس على ذلك ، ولا نبالغ إذا قلنا كان الشيخ الأب الروحي للثورة السورية على الاحتلال الفرنسي ، لقد كان يُغذي الثورة من كل وجوهها وسائر أطرافها ، ويرى فيها صورة الجهاد المفروض على المسلمين ، وهو الذي كان يطوف المدن السورية ، متنقلاً من بلدة إلى أخرى ، حاثاً على الجهاد وحاضاً عليه ، وكانت جملته الصريحة في ذلك : (الجهاد فرض عين على كل من يستطيع استعمال السلاح ) وكان يلقى الثائرين دائماً ، ويزودهم بنصحه ويغذيهم بفكره ورأيه .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-06-2008 الساعة 03:00 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-06-2008
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: علّامة الشام ومحدثها الأكبر

كرامات الشيخ :
إن رجلاً كان على هذه الدرجة العالية من العلم ، وعلى هذا القدر العظيم من العمل والسلوك ، لابد أن يكون له منزلة سامية عند ربه عز وجل ، ولعل من الإشارات التي توضح ذلك ، تلك الكرامات التي أجراها الله تبارك وتعالى على يديه رضي الله عنه وهي أعطيات وهدايا ، يُكرم الله بها من يشاء من عباده الصالحين ، من غير سعي لها منهم ، بل هي منة وفضل منه سبحانه وتعالى ، يفرحون بمُرسلها ومُهديها رب العالمين ، ويشكرونه على إكرامه وإنعامه، وكنا نود أن نذكر بعضاً منها لولا خوف الإطالة في هذا المقال .
وفاته وتشييعه :
توفي الشيخ رحمه الله تعالى يوم الجمعة في 28 حزيران عام 1935 للميلاد الموافق 27 ربيع الأول عام 1354 للهجرة ، عن عمر ناهز الخامسة والثمانين ، وذلك بعد حادثة وقع فيها استمرت آثارها أربعة أشهر ، وأعقبها ألم حاد في أمعائه ، أنهك جسمه وزاد من معاناته ، إلى أن اختاره الله تبارك وتعالى إلى جواره ، وكان قد صلى نافلة الضحى ، وشيعته دمشق في موكب رسمي وشعبي مهيب لم تشهد له مثيلاً من قبل ،
ووري الثرى في مقبرة الباب الصغير ، ثم تعاقب الخطباء من كبار العلماء ورجال الدولة يؤبنونه ويعددون مناقبه ومآثره .
رحم الله الشيخ بدر الدين ، وأعلى مقامه في جنان الخلد ، وجمعنا به مع أشياخنا وأحبابنا في مستقر رحمته ، تحت لواء سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وجعل في الأمة الإسلامية الكثير من أمثاله ، إنه سميع مجيب وهو على كل شيءٍ قدير.

.................................................

عن موقع صدى زيد
الأستاذ : خالد عالولا 5/6/2006
مصادر الترجمة :
1- كتاب ( المحدث الأكبر الشيخ محمد بدر الدين الحسني ) تأليف يسرى دركزنلي .
2- كتاب ( الدرر اللؤلؤية في النعوت البدرية ) تأليف الشيخ محمود الرنكوسي .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-06-2008 الساعة 03:02 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-01-2013
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الشيخ بدر الدين الحسني

قصة رائعة عن المحدث الاكبر اضغط هنا

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 05-08-2013 الساعة 03:45 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013
  #6
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: الشيخ بدر الدين الحسني

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-11-2013
  #7
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الشيخ بدر الدين الحسني

حياكم الله وبياكم
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المزدوجة الحسنى للاستغاثة بأسماء الله الحسنى عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 12 09-05-2013 03:55 PM
عظم الله اجركم اخي الشيخ عمر الحسني أبو أنور المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 2 12-14-2012 12:11 AM
انتقل الى رحمة الله الشيخ السيد تاج الدين ابن السيد مكي الكتاني عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 3 04-09-2012 02:01 AM
تتمة حوار الشيخ عبد الرحمن الشاغوري مع الشيخ عبد الله سرج الدين ابوعبدالله رسائل ووصايا في التزكية 5 11-26-2008 10:24 PM
الشيخ أبو الحسن علي الجمل إبن عبد الرحمن الحسني العمراني عبدالقادر حمود تراجم أصحاب السلسلة الذهبية للسادة الشاذلية 2 11-25-2008 11:23 AM


الساعة الآن 04:01 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir