أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           
العودة   منتدى الإحسان > الشريعة الغراء > السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-15-2011
  #1
حجة الإسلام
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 32
معدل تقييم المستوى: 0
حجة الإسلام is on a distinguished road
افتراضي الغزالي الإمام الحجة الفريد في ميدان التوحيد [ ج 3]


الغزالي الإمام الحجة الفريد في ميدان التوحيد [ ج 3]
الغزالي و الإيمان :
كان الغزالي قدس سره في نعومة أظفاره يراقب تضرع أبوه في أناء الليل لله تعالى سائلاً إياه أن يجعل أبناه أو أحدهما من فقهاء الأمة و علمائها ...
وقد أثر ذلك في همة الغزالي لتحصيل العلم وبر رغبة أبوه ، فدأب منذ التحق بمدرسة طوس للعلم الشرعي بتحصيل العلم الشرعي فكان مجداً مجتهداً صادقاً في هدفه ، وقد تفرس الإمام الفارمدي هذه الرغبة عند الغزالي ، فرأى بحكمته كإمام رباني وارث أن يثقل هذه الملكة والرغبة عند الغزالي ويوجهها توجيهاً عقائدياً ، يضمن فيه للغزالي عز الدارين ...
فكانت الخلوة الإيمانية الأولى التي ، كان الغزالي يهدف منها أن يقوي حافظته وفهمه للمسائل الفقهية و الخلوة الأولى ، وكانت ترتكز على تكرار لفظ الجلالة "الله" آلاف المرات مع إلصاق اللسان بالفم ومحاولة إرسال اللفظ إلى القلب ويكون ذلك في مكان مظلم ساكن ويشترط به المثابرة و التركيز الذهني بعد جمع النفس وطاقتها بكثرة الاستغفار وتذكر الموت والارتباط بالمرشد برابطة المحبة ...
يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ( المرء مع من أحب ) ، رواه الشيخان و ابن حبان في "الصحيح" ، و الترمذي وأبي داود في "السنن" ، والإمام أحمد في "مسنده" ، وحكمه : متفق عليه ...
و يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) [التوبة : 119] ...
وهذا يسمى عند أصحاب القلوب أو أولي الألباب [ السادة النقشبندية ] " الورد العام " ، ويعتمد على جذبة وتلقين المرشد ...
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( المرء على دين خليله فينظر أحدكم من يخالل ) ، رواه الترمذي وأبي داود في "السنن"بلفظ { الرجل } ، و الحاكم في "المستدرك" ، و البيهقي في "شعب الإيمان" ، وحكمه : حسن صحيح ...
يقول صلى الله عليه وسلم في وصية لعبد الله بن عمر : ( يا ابن عمر دينك دينك إنما هو لحمك ودمك فأنظر عمن تأخذ دينك ، فخذه عن الذين استقاموا و لا تأخذه عن الذين مالوا ) ، رواه الخطيب البغدادي ، وابن عدي ، و ابن الجوزي ، بإسناد ضعيف ولكن يؤخذ به لصحة معناه وعدم مخالفته لحديث صحيح ...
ويصدقه قوله تعالى : (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) [الكهف : 28] ...
لكن الغزالي لم ينل الفتح في هذه الخلوة لأنه لم يخلص قلبه لله بل للعلم ...
وقال في ذلك رحمه الله : ( أردنا العلم لغير الله فأبى إلا أن يكون لله ) ...
لكن الفارمدي لاحظ ببصيرته وحكمته الربانية ، أن لدى الغزالي مع ملكه الصبر ملكة الفكر فأدخله بخلوة "الورد الخاص" وهو الاستدلال الفكري أو التفكر ، وخصصه وفق ميوله رضي الله عنه نحو ورد المؤمن العارف ...
و هذا المنهج مبني على الاستدلال الفكري على آيات أو الدلائل والبراهين الدالة على قدر الله وعظمته ...
وهو يورث في النهاية إجلال وتوقير وتعظيم لقدر الله عز وجل ...
يقول الإمام الغزالي رحمه الله : ( التفكر مفتاح الأنوار) ...
و الأنوار هنا هي قوى وطاقات القلب المعنوية أو الروحية ...
يقول إمام القلوب كرم الله وجهه : ( التفكر منبه القلب ) ...
ويقول في موضع آخر كرم الله وجهه : ( نبه بالتفكر قلبك ، وجافي عن النوم جنبك ، واتقي الله ربك ) ...
ويقول أيضاً : ( لا عبادة مثل التفكر ) ...
ويقول : ( التفكّر يدعو إلى البرِّ والعمل به وأنّه مرآةٌ صافية ) ...
كما يقول كرم الله وجهه : ( من ألزمَ قلبَه الفكر، ولسانَه الذّكر ملأ اللَّهُ قلبَه إيماناًورحمةً ونوراً وحكمة ، لأن الفكر والاعتبار يخرجان من قلبِ المؤمن عجائِبَ المنطق فيالحكمة ، فتسمع له أقوالاً يرضاها العلماء ويخشع لها العقلاء ، ويعجب منها الحكماء ) ...
وفي الأثر في رواية أبو هريرة رضي الله عنه : ( تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة ) ...
وفي الأثر أيضاً في رواية أبو الدرداء رضي الله عنه : ( تفكر ساعة خير من قيام ليلة ) ...
ويقول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [النحل : 104] ...
وفي الآية يؤمنون بآيات الله أي تصدق قلوبهم تلك المعارف التي تولدت بالتفكر بما يدل على سمات وصفات وأفعال الله عز وجل فتتفجر كوامن القلب بنور الهداية ...
يقول العارف بالله "ابن عطاء الله السكندري" رحمه الله : ( الفكرة سراج القلب ، فإذا ذهبت فلا إضاءة له ) ...
يقول صلى الله عليه وسلم : (قد أفلح منأخلص قلبه للإيمان وجعل قبله سليما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة وجعل أذنه مستمعة وعينه ناظرة فأما الأذن فقمع والعين مقرة بما يوعى القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعيا ) ، رواه الإمام أحمد في "مسنده" ، و البيهقي في "شعب الإيمان" و البيهقي لا يروي الضعيف ، و رواه الهيثمي في "مجمع الزوائد" ، و السيوطي في "الجامع الصغير" ، وقالا : إسناد حسن ...
لقد زودت الخلوة الثانية الخاصة عند الغزالي القدرة على الفهم السديد واستنباط ما تعلمه من أحكام الفقه من كتاب الله و قدرة الاستدلال على الأحكام من السنة ، فتحول من حفظ المسائل الفقهية إلى الفهم الشرعي " التفقه" ، وبدأ يجمع تعليقاته التي استنتجها و استنبطها في ذلك المجال ، وكانت أول خطوات التميز في شخصية الغزالي ، ثم تحول إلى تطوير ملكة الحفظ من الحفظ الناسخ إلى الحفظ الفاهم ...
يقول الإمام الغزالي عن هذا الحفظ : ( إن العلم ما وعته الصدور لا ما نقش في السطور ) ...
فألغى رضي الله عته في هذه المرحلة مدوناته الخاصة وركز على حافظته الفقهية ...
و واظب على ورد التفكر بعد أن أدمن عليه ؟؟؟ !!! ...
فزادت قوته الفقهية وقدرته الاستنتاجية و الاستنباطية ...
يقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : ( أفضل العبادة إدمان التفكر في فضل الله وفي قدره ) ...
لكنه رضي الله عنه لم يكتفي بهذا القدر من الكسب الإيماني و التحصيل العلمي ...
خاصة بعد أن حقق التقوى الأولى باستقامة الجوارح ...
هنا أذن له شيخه وهو بعمر العشرين أن يدخل الخلوة الخاصة الثانية ، المدعمة بالتسبيح بعد أن توالت بوارق ومبهجات المعارف التي ولدها الفكر في قلب الغزالي فكان لا بد من تطويرها وتوثيقها في القلب بالربط بين نتاج المعرفة ومصدرها و هو الله مصدر كل شيء ...
من خلال استحضار المعرفة مع ذكر لفظ الجلالة الله أي ربط الورد الخاص بالعام ليبدأ القلب يقر بلا إله إلا الله ، كنتيجة لربط أو إرجاع المعرفة لمصدرها وهو لفظ الذات الجامع للأسماء والصفات " الله" ...
وهنا أدرك الغزالي الفقه الحقيقي وهو "الفهم عن الله" وتطور من قوة الاستدلال أو الاستنتاج إلى قوة التبصر "الفراسة الصادقة" أي شهود الحق على ما هو عليه ...
هنا بدأ الغزالي يتذوق أسرار العقيدة في كتاب الله بعد أن أرتقا من الإيمان الفكري إلى الإيمان القلبي ، فأقبل يستزيد منه بنهم ...
يقول الإمام علي كرم الله وجهه : ( إن للإيمان مذاق من ذاق عرف و من عرف استزاد ) ...
وبدأ يرتقي في مقام الإيمان القلبي بعد أن ارتقى بطور التقوى الثاني وهو استقامة القلب وهو التخلي عن المذمومات من الذنوب والآثام القلبية ...
يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : ( لا يستقيم أيمان المؤمن حتى يستقيم قلبه و لا يستقيم قلبه حتى تستقيم جوارحه ) ...
ويشرح ذلك صلى الله عليه وسلم في قوله : ( إن الإيمان إذا دخل القلبانفسح له القلب وانشرح، ثم تلا : ( فَمَنيُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ ) [الأنعام : 125] ،قالوا : يا رسول الله ! وهل لذلك من آية يعرف بها ؟ قال : ( نعم ، الإنابة إلى دارالخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت )، ورد في مصنف أبيشيبة ، وقال السفاريني الحنبلي في "القول العلي" : حديث مشهور ...
هنا وجد الإمام الرباني وقطب الأولياء "أبو علي الفارمدي" قدس الله سره العلي ، أنه آن الأوان أن يدخل الغزالي في ورد الخلوة المزجية وهو أن يدعم معرفة معاني العظمة الإلهية ، بمعرفة معاني فضل الربوبية الذي ينتج عنه جذبة المحبة فيتوازن ميزان الرغبة و الرهبة وينتج عقل الإيمان ، وهو الإقرار بحقيقة التوحيد و التحلي بالأخلاق الحميدة بتأثير جذبة المحبة وتشرب معاني الفضل الرباني مثل التحلي بالرحمة و الرأفة و الرفق و التودد و اللطف .... الخ ...
وتسمى هذه الخلوة أيضاً بالخلوة العلوية ؟؟؟ !!! ...
قال أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه : يا رسول الله ، دلني على أقرب الطرق إلى الله تعالى ، و أسهلها علي عبادةً وأفضلها عند الله سبحانه ، فقال : ( يا علي ، عليك بدوام ذكر الله تعالى في الخلوة ) ، فقال علي : كيف أذكر ؟ ، قال : ( أغمض عينيك واسمع مني ثلاثة مرات ، ثم قل أنت ثلاثة مرات وأنا أسمع ) ، فقال : ( لا إله إلا الله تعالى ) ، ثلاث مرات ، ثم قل أنت ثلاث مرات مغمضاً عينيك رافعاً صوتك ، ثم قال علي كرم الله وجهه : لا إله إلا الله تعالى ثلاث مرات مغمضاً عينيه رافعاً صوته ، والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع ...
بعدها قال الإمام علي كرم الله وجهه : ( فلا زلت أرددها بخلوتي بقلب واعِ حتى اطمأن لها قلبي وأيقنت بها ) ، ورد في بستان الشريعة حول شرح الإمام علي كرم الله وجهه ، لما رواه الصحابي الجليل جابر رضي الله عنه ، وأخرجه البيهقي في "الزهد الكبير" ، والسيوطي في "الجامع الصغير" ، الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" ....
فإن علياً كرَّم الله وجهه سأل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( يا رسول الله دلني على أقرب الطرق إلى الله، وأسهلها على عباده، وأفضلها عنده تعالى)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليك بمداومة ذكر الله سراً وجهراً"، فقال علي: (كلُّ الناس ذاكرون فخصَّني بشيء ) ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، ولو أن السموات والأرضيين في كفة ولا إله إلا الله في كفة لرجحت بهم، ولا تقوم القيامة وعلى وجه الأرض من يقول: لا إله إلا الله"، ثم قال علي: (فكيف أذكر ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "غَمِّضْ عينيكَ واسمع مني لا إله إلا الله ثلاث مرات، ثم قلها ثلاثاً وأنا أسمع، ثم فعل ذلك برفع الصوت ) , رواه الطبراني والبزار بإسناد حسن
هنا حقق الغزالي المرتبة الثالثة من التقوى وهي حق التقوى فأضحى من الموقنين ...
وحق التقوى تتمثل باستقامة الوجهة لله وهي العروة الوثقى و القول الثابت ...
يقول الله تعالى : ( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) [لقمان : 22] ...
ويقول جل من قائل : ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ) [إبراهيم : 27] ...
فكان العارف بالله " أبو حامد الغزالي" قدس سره ، وفتح الله في قلبه فتوح العارفين ، فظهر نتائج نبوغ و وعي الإيقان عند الغزالي في رحاب نيسابور في المدرسة الناظمية هناك عند إمام الحرمين الذي ذهل بعبقرية الغزالي ، حتى كان يغار منه إلا أن أخلاق و تربية الغزالي الإيمانية السلوكية وتواضعه وعزوفه عن التدريس أثناء حياة معلمه الجديد ، غلبت محبة الغزالي عند معلمه على الغيرة منه ؟؟ !!! ...
ولكن تفجرت كوامن عبقرية الغزالي كعالم في المدرسة الناظمية في بغداد في البداية كعالم فقيه ثم كعالم عامل موحد رشيد ...
من خصائص الغزالي أنه كان يريد أن يجد وسيلة ناجحة يعبر بها عن فهمه الإيماني لعلم أصول العقيدة في القرآن ، فوجد بالفلسفة الوسيلة النموذجية للتعبير عن ذلك ...
فأستخلص منها ما يفيد في هذا المضمار وهو بيان مكنون حقيقة الإيمان وثوابت العقيدة ...
ونبذ وحارب ما يخرج ويحيد عن الصراط المستقيم ...
فوضع رضي الله عنه أصول الفلسفة الإسلامية و وضع موازين المعرفة للقرآن الكريم ...
فاستجذب هذا الإبداع كل من الخليفة العباسي "المقتدي بأمر الله " ومن بعده "المستظهر بالله" فشجعوه بعد أن أعطوه لقب "الإمام" على إعادة إحياء عقيدة أهل السنة و الجماعة "الأشعرية" ، وإقامة الحجة على العقائد المبتدعة أمثال المعتزلة و المجسمة ، إلا أن المجسمة كانوا يتحاشون الغزالي ومناظرته ...
لذلك هاجم الغزالي الفلسفة و الفلاسفة بشدة حتى لا يستخدمها المعتزلة لمناظرته ، ويزدادوا بها ضلال و إضلال وغلو في العقيدة ...
ولكن ولأسباب سياسية كلف الغزالي بمحاربة الباطنية من قبل الخلافة العباسية ، وذلك لكشف زيفهم لأنصارهم حتى تفترق كلمتهم وتضعف شوكتهم ...
وهنا شعر الغزالي أنه تحول من داعية مصلح موحد لكلمة المسلمين ، إلى سياسي محرك للفتنة فبدأت تغلب عليه سلطة علم اللسان التي تورث وتقوي النفاق ، وكانت هذه بداية معاناة الغزالي القلبية ...
إضافة إلى تزايد مسئولياته الدعوية و الإصلاحية ، وبدأت موبقات العالم تسيطر عليه وأهمها حب الإمارة ...
وكما ورد بالأثر : ( مغبون من ساوى بين يوماه ، ومن كان غده شراً من يومه فهو ملعون ، ومن لم يكن في زيادة فهو في نقصان ، و من كان في نقصان كان الموت خير له ) ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علماً فلا بورك في طلوع شمس ذلك اليوم ) ، رواه الطبراني في "الأوسط" ...
ويقصد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم علم القلب أو العلم بالله أو بوحدانيته ...
بسم الله الرحمن الرحيم : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) [محمد : 19] صدق الله العظيم ...
هنا استتر الغزالي وبدأ خلوته الكبرى عام 488 هـ ...
حيث بدأ بتزكية نفسه ، وتهذيب أخلاقه ، وتصفية قلبه لذكر الله وذكر فضله لإنتاج بعون الله معارف المحبة له سبحانه ، و من ثم ارقاء هذه المعارف بالتسبيح ...
فبدأ يتخلص من موبقات العالم وهي الكبر و العجب و الغرور والرياء ...
يقول صلى الله عليه وآله وسلم : (لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولتماروا به السفهاء ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم , فمن فعل ذلك فهو في النار ) ، رواه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء" ، بإسناد حسن ، والسيوطي في "الجامع الصغير" ، وقال : صحيح ، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" ...
حتى ارتقى من أحوال التوحيد إلى مقامات التفريد ، فلم يعد يرى و لا يسمع و لا يعقل إلا بالله ، ليكون "عالم رباني" ...
وقد بقي في دمشق ، إلى أن كشف حيث كان يرتدي لبس الزهاد ، وقد كان جالس في صحن المسجد الأموي ، مرة فوجد قروي يقصد جمع من المفتين تجمعوا في صحن المسجد ، فاستفتاهم بمسألة فقهية ، لم يستطيعوا أن يفتوه بها ...
هنا تحركت الرأفة عند الغزالي على القروي فأتاه وأفتاه ...
فشد ذلك أنظار المفتون فدعوا القروي وسألوه ، بماذا أفتاه هذا الزاهد خوفاً من أن يضله ...
فنقل لهم فتوى الغزالي ، ليدركوا أنه علم من أعلام الفقه فقصدوه وعرفوه ، واحتاطوا به وطلبوا منه أن يعقد لهم مجلس فقه ، فقال خيراً ثم انصرف ليسافر في ليلتها ...
ومن شواهد زهده عن الدنيا التي وجاهها أيضاً في عزلته ، فقد صادف يوماً أن دخل المدرسة الأمينة ، فوجد المدرس يقول : قال الغزالي ، وهو يدرس من كلامه ، فخشي الغزالي على نفسه العجب ، وفارق المكان ...
وبعد أن أثمرت عزلته وأشرق قلبه بالله وأقام الحجة على نفسه بأن ملكها لله فأحرقت بأنوار الرهبة من الله وأغرقها سبحانه في أنوار الجذبة محبة له عز وجل ، هنا حج بيت الله بعد أن حج وعرفه سبحانه ...
توفي رحمه الله يوم الاثنين في الثاني عشر من جمادي الثاني عام 505 هـ عن عمر يناهز 55 سنة ...
وكانت آخر كلماته التي فاضت بعدها روحه ( سمعاً و طاعة للدخول على الملك ) رحم الله مثواه وطيب الله ثراه ...
النهاية ...
__________________
لا نريد صوفية تشطح * ولا سلفية تنطح * بل وسطية "تنصح وتصلح وتصفح"



لا يكمل عالم في مقام العلم حتى يبلى بأربع : شماتة الأعداء ، وملامة الأصدقاء ، وطعن الجهال ، وحسد العلماء ، فإن صبر جعله الله إماماً يقتدى به




** اللهم أنت مقصودي ... ورضــاك مـطلـــوبـي **




حجة الإسلام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مختارات من كتاب إحياء علوم الدين لحجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى عبدالقادر حمود كتب سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي رحمه الله 2 09-09-2014 10:53 AM
دعاء الإمام الغزالي عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 2 01-28-2013 03:10 AM
الغزالي الإمام الحجة الفريد في ميدان التوحيد [ ج 2] حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 04-10-2011 07:31 PM
حجة الإسلام أبو حامد الغزالي الإمام المجدد ( ج 1) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 1 04-05-2011 11:40 AM
الغزالي الإمام الحجة الفريد في ميدان التوحيد [ ج 1] حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 04-05-2011 11:37 AM


الساعة الآن 10:02 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir