أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 06-12-2010
  #1
عبدالرحمن الحسيني
محب نشيط
 الصورة الرمزية عبدالرحمن الحسيني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 285
معدل تقييم المستوى: 14
عبدالرحمن الحسيني is on a distinguished road
19 ذكر الموت

امتثالاً لأمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه الإمام الترمذي عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (استكثروا ذكر هادم اللذات, فإنه ما ذكره أحد في ضيق ألا وسَّعه, ولا ذكره في سعة إلا ضيّقها عليه).
بعض الناس يظن أنه إذا أكثر من ذكر الموت فإنه يتعقّد, وأن حياته تضطرب ويشمئز منها, هذا في الحقيقة لا يكون إلا في العبد العاصي المذنب المصرِّ على الخطأ, أما العبد الذي يكثر من الطاعات فإنه يكثر من ذكر الموت, لأن الموت في الحقيقة ليس عدماً, وإنما هو انتقال من دار الفناء إلى دار البقاء. ولذلك فالعاقل هو الذي يكثر من ذكر الموت, لأنك بذكر الموت تستقيم أمورك وتستغل أوقات عمرك, وتحسن أخلاقك, وتنصف الآخرين من نفسك, وتكون وقافاً عند حدود الله عز وجل.
وتدبروا أيها الإخوة قول الله عز وجل: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِين * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُون}, هل هؤلاء من أهل الإنصاف؟ من يكيل بمكيالين ليس من أهل الإنصاف, من يعامل من يحب معاملةً, ويعامل من يبغض معاملة أخرى ليس من أهل الإنصاف, وهؤلاء يقول الله تعالى فيهم: {أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُون * لِيَوْمٍ عَظِيم * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِين}. هذا الإنسان لو أنه ظن وترجح عنده أن هناك يوم قيامة لاستقام أمره, فكيف لو أيقن بأنه واقف بين يدي الله عز وجل؟ ولذلك فالعاقل يصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الذي يرويه الإمام الطبراني بإسناد حسن عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة, فقام رجل من الأنصار فقال: يا نبي الله, من أكيس الناس وأحزم الناس؟ ـ والكيِّس هو الفطن الذكي العاقل ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أكثرهم ذكراً للموت وأكثرهم استعداداً للموت, أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة). هل نذكر الموت؟ الجواب: ندفن الموتى ونمشي في الجنائز ونصل المقبرة والضحك والغيبة والنميمة والسخرية, ونتكلم حتى على الميت! ولا نعتبر, هذا واقع نعيشه في مجتمعنا, ندفن الموتى ونراهم بأبصارنا ونهيل التراب عليهم, ونحن على ما نحن عليه من الغفلة عن حقيقة هذا الموت. أما السلف الصالح رضوان الله عليهم فكانوا يمشون خلف الجنازة بتؤدة ووقار ويعتبرون, حتى أن رجلاً كان يمشي خلف جنازة وإذا به يرفع صوته: اللهم اغفر له اللهم ارحمه, فقال له سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: لا غفر الله لك, اسكت يا أخي دعنا نعتبر, تفكر بحالنا ونحن نمشي إلى المقبرة, وعندما نصل ندعو له بالمغفرة والتثبيت والرحمة, أمّا وأنت الآن تمشي فاعتبر بها.
ولذلك كان يقول سيدنا الحسن البصري رحمه الله: ما رأيت يقيناً أشبه بالشك من يقين الناس بالموت. كلنا سيموت, قال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُون}.
لو سألت نفسي الآن وسألتكم: من عنده استعداد للموت؟ لو جاءك ملك الموت الآن فهل أنت مستعد للدخول على الله؟ ما معنى الاستعداد للموت؟ الاستعداد للموت يعني أن تكون ذمتك بريئة بينك وبين الله عز وجل, وبينك وبين أبناء جنسك من كل الطبقات. لذلك هؤلاء المستعدون للموت قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة), لأن هذا العبد يعيش في الدنيا وهو يكثر من ذكر هادم اللذات, فيحاول أن يخرج من الدنيا مظلوماً وليس ظالماً, أما الرجل الظالم الذي لا يُضحك عليه ويأخذ حقه وثلثي الباطل معه فهذا ذهب بخسارة الدنيا وخسارة الآخرة, قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِين * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِين * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِين} مثل هذا الرجل عندنا نقول هو مجنون, ولكن في ميزان الشرع هو من أعقل الناس, لأن من ارتبط بالآخرة يحاول أن يكون مظلوماً لا ظالماً, كن عبد الله المظلوم ولا تكن عبد الله الظالم, كن وقافاً عند حدود الشريعة, طالب بحقك بإنصاف, فإن رأيت بأنك ستقع في الظلم فابتعد عن الظلم استعداداً لما بعد الموت.
عبدالرحمن الحسيني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعريف الموت ابوعبدالله المواضيع الاسلامية 3 01-21-2012 02:24 PM
كرمٌ حتى بعد الموت عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 2 10-25-2010 05:46 PM
بوابة الموت عبدالقادر حمود مقالات مختارة 11 10-03-2009 01:03 AM
فضل ذكر الموت والاستعداد له ساره المواضيع الاسلامية 10 04-26-2009 11:20 PM
الموت ( زهيري ) عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 2 01-12-2009 11:01 AM


الساعة الآن 04:14 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir