أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > الآذكار والآدعية

إضافة رد
قديم 07-12-2011
  #1
عمرالحسني
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرالحسني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 93
معدل تقييم المستوى: 15
عمرالحسني is on a distinguished road
افتراضي 5.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار: ج،في نور الصحبة

رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار: ج،في نور الصحبة

الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله وصحبه ، وبعد
نستمد من الجناب النبوي العالي بالله تعالى بفعل الذكر المسنون ، وخصوصا في الصيغ التي جاءت على لسانه ، انوار لا تطاق فيما يخص الصحبة.و لقد أنكر بعض أهل العلم ،أن فعل الصحبة و المصاحبة انقطع بموته ، وأن الأجيال القادمة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ستعرف معنى آخر وهو الأتباع و الأقتداء.
يكون الإمام المصحوب إماما للصلاة ، و قبلة القلب ، وقصد الروح ، ومرقاة السلوك.لكن هذه الأذواق السنية تظل غائبة عند من أنكر المدد الفائض للولي ، وللأنكار سببين :
1.غياب نور الذات ، و يقصد به منازلة النفس حتى يستحكم فيها محاصرة حظ الشيطان بفعل الذكر المسنون المأذون.
2.غياب معنى الذوق ، وهذا ما نصح به ابن تيمية أصحابه في أيامه الأخيرة ، ونصحهم بقراءة كتب أهل الله المتفق على صلاحهم كعبد القادر الجيلاني و غيره.
لا يتأتى هذا الفهم إلا بمنازلة النفس على بساط توجيه المربي ، يسري في قلب العبد السالك نور المراد ، ونور الإرادة ، ونور المريد ، ووحدة الذكر ويقصد به الذكر النبوي المستمر في البرزخ ، ثم وحدة الذاكر و المذكور ، عند رفع حجاب الغفلة و الوهم و الخيال المنفصل و المتصل ، ووقوف اللفظ في الوقت ، وعند حرمة المكان ، ثم معراج معنى اللفظ نحو الروضة الشريفة ثم الكعبة ، ثم حضور القلب عند الكثيب ، وخضوعه في بساط الأنس لايرى إلا الله و رسوله في كل أمر ونهي.وبين نور المراد ونور المريد خيط رفيع ، ووصل وفصل ، وموت وحياة ، و انقباض و انبساط ، وولادة القلب و تخلصه من ظلمات ثلاث : النفس والهوى و الشيطان.
الصحبة مقام عال ، وسلوك.
وقبل كل شيء فهي فهم نوراني لأمر ضروري ملح.
وهناك صحبتان ، صحبة علم ، وصحبة تربية ، والكامل المكمل من استقام على الأمرين فجمع بينهما.
يقول الشيخ عبد السلام ياسين في أمر الإمام المصحوب : (روى الإمام البخاري عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه قال: لما طعن عمر جعل يألم، فقال له ابن عباس-رضي الله عنهما- وكأنه يجزعه يصبره ويسليه-: يا أمير المؤمنين! ولئن كان ذاك! أي لنفرض أنك مت من طعنتك هذه - لقد صحبت رسول الله فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض. ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض ثم صحبت صحبتهم -بفتحتين أي أصحابهم- فأحسنت صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون. قال -أي عمر-: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه، فإنما ذاك من من الله تعالى من به علي. وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذاك من من الله جل ذكره من به علي. وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك. والله لو أن لي طلاع الأرض-أي ملئها-ذهبا لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه!.
من حديث للبخاري أن عثمان رضي الله عنه قال: أما بعد فإن الله بعث محمدا بالحق، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله، وآمنت بما بعث به، وهاجرت الهجرتين كما قلت. وصحبت رسول الله وبايعته. فوالله ما عصيته ولا غششيته حتى توفاه الله، ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله.
نرى أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا ينزلون خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته في حسن الصحبة والطاعة، ويرون رضا الأمير من رضا الله، لم تكن العلاقة بين أمير المؤمنين ورعيته علاقة سلطة فقط،e بل كانت علاقة كلية لا ينفصل فيها الحب والإخلاص عن الطاعة والامتثال.
فكان الأمير مصحوبا ترجى بركته، ورئيسا يطاع أمره. كانت طاعة أولي الأمر لاحقة بطاعة الله ورسوله منشقة منها، وكانت محبة الأمير من محبة الله ورسوله.
فالخلافة على منهاج النبوة لا تكون كذلك إلا إن ولي أمر المسلمين رجال توفر لهم التقوى والحظ من الله بقدر ما توفر لهم الغناء والكفاءة التنفيذية.
في مجتمعات الجاهلية والفتنة علاقات سلطوية على كل المستويات. في الإسلام تسبق الدعوة الدولة، فإن اجتمعت الدعوة والدولة في يد جماعة المؤمنين فالأمير مرب مصحوب، وظيفته التربوية لا تنفك عن وظيفته السلطوية، بل تستمد هذه من تلك وتتقوى بها، فإنما نطيع أولي الأمر منا لأن الله أمرنا بذلك. العقد الإماري لا بد منه فهو شرع، لكن طاعة الأمير وحسن صحبته وإجلاله وتوقيره عبادة. ) كتاب المنهاج النبوي، خصلة الصحبة و الجماعة.
1.مفهوم الصحبة عند خاصة أهل الله تعالى :
لاشك أن الصحبة تطورت عبر التاريخ ، منذ الأنكسار الأسلامي الخطير الأول ، يوم انفرط عقد الصحبة بين الإمام المصحوب و الأمة ، وانفصل القرآن عن السلطان.
كان الإمام المصحوب قبل كل شيء رجل و لي لله ، حافظ لحرمة الصغير و الكبير ، جامعا لفضائل الرحمة و العزم، قويا في غير تجبر ، و رحيما في أمر المؤمنين دون ذلة و ضعف.
بكلمة قصيرة كان الخليفة قبل و بعد كل شيء مثالا يحتذى به ، في اتباعه للحبيب صلى الله عليه و سلم في كل شيء.
ثم انعزلت الرحمة في القلب عن الدولة ، فكان الزهد و الفرار الى الخلوات ، و انعزال عن أمر المسلمين ، حفظ فيها الله تعالى النور النبوي و جعله ساريا عبر الأزمان محفوظا مستورا في قلوب أولياءه ، وجعلم مناط التجديد.
فأول التجديد ، معرفة من أصحب و كيف أصحب و لم أصحب وما شروط الصحبة؟.
ثم تسلسلت هذه الصحبة كابرا عن كابر ، وانخفظت من الكمال الى مرتبة دون الكمال حينما تخلت عن واجب التربية الجماعية و العمل الجماعي و القيام بكلمة الحق أمام الملك الجائر.
لكن كان في علم الله وقدره ، و في الأخبار النبوي حديث الأحلاس ، ممن سيعتزلون الفتنة بأمر نبوي خاص.
يقول المرشد عبد السلام ياسين في كتابه الأحسان ، في فقرة كن حلس بيتك : (قَال المعترض المحتار وقد أسر صدمة رؤية أولياء الله الملائكةَ وأرواحَ الأنبياء في نفسه: "إن كان للصوفية فيما مضى داع لاصطناع مصطلحات متخصصة كما فعل علماء الفنون الأخرى، فما بَالُ الصوفية، كانوا ولا يزالون، رَمزاً للخمول والهروب من الواقع والانكماش والدروشة؟ وإن زعمتَ أنك تريد تجاوز التصوف كمذهب ومدرسة وأسلوب تربية فهل يمكن شيء من ذلك إلا بنبذ المذاهب جملة، والإعراض عن كل شيء سوى الكتاب والسنة؟".
فأقول وبالله التوفيق : إن الله جلت عظمته يقول: ) لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيما .ً دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً( .(سورة النساء، الآيتان: 95–96)
أي شيء ألجم تلك الإراداتِ القوية والهمم العلية عن غشيان ساحَات الوغى، وعن مناصرة القرآن في وجه السلطان لما اختصم السلطان والقرآن؟ أولئك الذين كانوا يُرَقِّقون الدمعة ويُعَفّرونَ الخد على "باب الملك" لماذا لم يُرِيقوا دماءهم في سبيل الله كما أراقها أصحاب المجد السامق الصحابة الكرام؟ هل كان لهم من عذر؟ وهل ينفعهم العذر عند الله فيدركوا وهم في ركن الخلوة مراتب المجاهدين؟
عذرهم أوامِرُ نبوية صريحة. أطلع الله عز وجل نبيه الكريم على مستقبل الأمة، وجاء في الأحاديث الصحاح أنه أخبر أصحابه بكل ما يحدث بعده إلى يوم القيامة. فأنساهم الله تعالى تفاصيل ما أخبر به، وأسدِلت سجُفُ الغيب، لتبقى لكل جيل مسؤولية الكسب والاختيار. وكان من النصوص التي لم ينسَها الصحابة وورَّثونا إياها أحاديث تأمر بالانعزال عن الفتنة، نسْرُدُ بعضها:
أخرج مسلم وأبو داود عن أبي بكرة أن رسول الله قال: "إنها ستكون فتن. ألاَ ثُم تكون فتنة، القاعد فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي إليها. ألا فإذا نزلت، أو وقعت، فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كان له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه". فقال رجل: يا رسول الله! أرأيت من لم تكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: "يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحَجَر، ثم لِينْجُ إن استطاع النَّجاءَ. اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟". قال: فقال رجل: يا رسول الله! أرأيت إن أكرهْتُ حتى يُنْطَلَقَ بي إلى أحد الصفين، أو إحدى الفئتين، فضربني رجل بسيفه، أو يجيء سهم فيقتلني؟ قال: "يبوء بإثمه وإثمك، ويكون من أصحاب النار". وأخرج أبو داود عن وابصة الأسدي أن ابن مسعود حدثه عن رسول الله أنه ستكون أيام الهَرْج (أي الفتنة والقتل) وأوصاه إن أدركه ذلك الزمان أن يكف لسانَه ويدَه، وأن يكون حِلْساً (حصيرا) من أحلاس بيته.
وأخرج البخاري عن سعيد بن جبير أن عبد الله بن عمر خرج عليهم يوما ليحدثهم، فسأله رجل عن الفتنة وعن قوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) فقال ابن عمر: "وهل تدري ما الفتنة ثَكِلَتْكَ أمك؟ إنما كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين، وكان الدخول في دينهم فتنةً، وليس كقتالِكم على الملك". وأخرج الإمام أحمد أن ابْناً لِسعد بن أبي وقاص جاءه وقت الفتنة بين علي ومعاوية يريده على الخروج، فقال: "يا بُني! أفي الفتنة تأمرني أن أكون رَأسا؟ لا والله! حتى أعْطَى سيفاً إن ضربت به مؤمنا نَبا عنه (لم يجرحه) وإن ضربت به كافرا قتله". الحديث.
وأخرج البخاري عن عبد الله بن عمر أو ابن عمرو قال: شبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه وقال: "كيف أنت يا عبد الله بن عمرو إذا بقيت في حُثالة من الناس (أراذلهم)، قَدْ مَرِجَتْ (فسدت) عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فصاروا هكذا!" قال: فكيف أصنع يا رسول الله؟ قال: "تأخذ ما تعرف، وتدع ما تُنكر، وتُقبل على خاصتك، وتدعهم وعوامهم".
هكذا تأصل في الأمة منذ الفتنة الكبرى إِثْرَ الخلافة الراشدة مذهبُ الانعزال والإقبال على خاصة النفس، وترك الأتقياءُ الأخفياء الأبرياء الناس يتقاتلون على الملك. هكذا انسحب أهل الفضل من ساحة السلطان ليحافظوا في مدارس العلم ومجالس الحديث وخلاوي الذكر على لب الإسلام وجوهره وكلمته. ولئن جلس المفتون للعامة يفصلون القضايا، وجلس الفقهاء للتعليم العام، فإن الصوفية انصرفوا في عزلتهم إلى تربية الخاصة من المريدين يورثونهم تلك الأمانة التي تنزل في جذر قلوب الرجال كما قرأنا في حديث الشيخين. جاء حديث :" تنزل الأمانة في جذر قلوب الرجال « عند البخاري في " باب الأمانة «. والأمانة لازمة من لوازم الإيمان، لا تتساكنُ في جذر القلوب مع النفاق. فنفهم نزولها في القلوب نزولا للإيمان فيها واستقراراً.
وبقي العلماء أمناء على أمانة الإيمان والعلم، بمعزل عن العامة وعن السلطان كما أوصى بذلك هذا الحديث الشريف الذي أخرجه الحسن بن سفيان والقضاعي وابن عساكر عن أنس بإسناد حسن: قال رسول الله : "العلماء أمناء الرسل، مالم يخالطوا السلطان ويداخلوا الدنيا. فإذا خالطوا السلطان وداخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم".
ليس جنس علماء القصور جنسا محدود النسل في تاريخنا، لكن الأمة لم تثق في كل عصر إلا بالأتقياء الأخفياء الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "إن أغبط الناس عندي لمؤمن خَفيفُ الحاذِ (خفيف الظهر من تكاليف العيال)، ذو حظ من الصلاة، أحسنَ عبادةَ ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافا، فصبر على ذلك. عُجّلت منيته، وقلت بواكيه". رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم بإسناد صحيح عن أبي أمامة.
هذا النموذج الغامض الخامل في الناس، المنصرفُ لخاصة نفسه، نموذج نازل عن درجة الأصحاب المجاهدين، ما في ذلك شك. لكن الفتنة التي عاشتها الأمة تقوم له مقام العذر. قال المفسرون في قوله تعالى : ) لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ( (سورة النساء، الآية: 95): الضرر: العُذر. وجاء عند البخاري عن أنس أن رسول الله كان في غزاة فقال: "إن أقواما بالمدينة خَلْفَنا ما سلكنا شِعبا ولا وادياً إلا وهم معنا فيه، حبسهم العذر".
مَن حبسه العذر عن الجهاد حُسِبَ عند الله كمن حضر الجهاد، ولو بقي في خلوته غامضا خفيف الحاذ متجردا. ذلك إن كانت نفسه تحدثه بغزو وجهاد، وإلا مات على شعبة من نفاق كما جاء في الحديث: "من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق". أخرجه مسلم عن أبي هريرة.
فيما نستقبله بحول الله من أيَّام ازدهار الإسلام ارتفع عنا العذر فلا مكان بين الأخيار بعد للغامض الخامل. يكفي أولئك الأخفياء أمناء الرسل شرفاً في الدين أنهم حافظوا لنا على بذور الإيمان حتى أورثوناها رحمهم الله.
رَفَع عنا العذرَ وفَتَح لنا أبوابَ الجهاد والاجتهاد إخبارُ المصطفى أمين الوحي أنها ستكون خلافة ثانية راشدة ينهض بها إخوانه على منهاج النبوة والخلافة الأولى بعد أن يَنقضي زَمان الملك العضوض والجبري الذي قضى به الله في سنته الأزلية، ونزل به القدر بعد ثلاثين عاما من وفاة الرسول الكريم، وكسَبَت أيدي الناس وقُلوبهم ما كسبت من إثم في خوض فتنه، وسفك دمائه، وتأجيج ناره، واعتلاء كراسيه.
روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون ملكا جبريا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت".
سكن الصوفية الكرام في أرض الخمول، واستكانت الأمة للسيف زمانا. وكأننا بعد أن أفقنا على صيحات جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وأصحابهم رحمهم الله أصحاب كهف يغطون في نوم عميق. وكأنّ الإسلام في هَبّته منذ قرن وفي صحوته منذ سنوات وافدٌ جديد طارئ وجد المكان تحتله ذهنية الخمول الموروثة، وتحتله اللاييكية التي كان الشيخ رشيد رضا رحمه الله يسميها "المقالة الإبليسية". المساجد في دار الإسلام مزدحمة، ومكة في موسم الحج والعمرة مكتظة بالمسلمين، لكن إسلام المسلمين بمثابة بناء فوقي مهزوز في الهواء. والقاعدة المتمكنة في الأرض، لا تزال، هي العض والجبر أعتى ما يكونان. ولطالما التمسَ ذَراري المسلمين المغربون من "صيدلية الغرب" حلولا لمشاكل الأمة في علب اللبرالية والاشتراكية والثورية، فخابوا ولم تقم لهم في الأرض قائمة دائمة.
فآن لنا أن نستمد من القرآن الكريم ومن السنة المطهرة مادة الحياة كما استمد الصحابة. لكن قلوبنا خاوية من الإيمان، وهم رضي الله عنهم أوتوا بصحبة خَير الأنام الإيمان قبل القرآن. فماذا في صيدلية السادة الصوفية من علاج للقلوب؟ وهل نحتاج لهذا العلاج؟ وهل يمكن أن نقتبس منهم دون أن نتقيد بأسلوب الغموض والخفاء؟ وهل يمكن قبل كل شيءٍ أن نثق بتلك الصيدلية التي ثار حولها الجدل وأوسعها الناس تشهيرا وتكفيرا؟ ما في وُسْعنا أن نتخَفّف من الحاذ ومهمات إقامة الدولة الإسلامية أمامنا في عصر عَجَّاج ثَجّاج متَلاطم الأمواج. ) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ( (سورة البقرة، الآية: 134).
فاتَ أوان التعَذّر والاستعذار، ودفعت الأمة ثمنا فادحا، ولا تزال تدفع، للسكوت عن الظلمة. وكان مراد الله عز وجل أن يتحمل كل جيل مسؤولية التقدير لما هو أوفق وأرفق. والرضى بما فات ومضى وانقضى جزء من عقيدة المؤمن. واكتمال الإيمان في حقنا أن نبذل الروح في طلب المنزلة الشامخة التي نوَّه بها قوله تعالى: ) لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ( (سورة النساء، الآية: 95).
نَسَائمُ القرب من الحبيب استروحها الأصفياء الأخفياء أهل الله الذاكرون لِلّه في خلواتهم قرونا. ونحن بعونه وفضله ومنته نستروحها تحت غبار النَّقْع وتحت ظلال الرايات الخفاقة للقومة الإسلامية بجهاد متعدد الجوانب ميادينُه تسمى "تحررا" و"تنمية" و"تصنيعا" وبناء للوحدة، وإتقانا للعلوم الكونية، وحملا للرسالة إلى العالمين. ) كتاب الأحسان ، فصل عقبة و اقتحام.
نستعرض ان شاء الله تعالى مفهوم الصحبة عند أهل الله تعالى.
عمرالحسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-08-2012
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: 5.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار: ج،في نور الصحبة

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رشحات البال لما في صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار: تذكير و مقدمة عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:07 PM
1.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : 2.حقائق و إشارات عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:06 PM
2.رشحات البال لما في الصلاة على النبي من الأنوار : ب، العبد الجامع عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:05 PM
3.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : ج.الإمداد عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:05 PM
4.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : د، الإستمداد عمرالحسني الآذكار والآدعية 3 05-08-2012 12:04 PM


الساعة الآن 11:31 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir