أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد،يُحيي ويُميت،وهو حي لا يموت،بيده الخير وهو على كل شئ قدير           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > الآذكار والآدعية

إضافة رد
قديم 07-09-2011
  #1
عمرالحسني
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرالحسني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 93
معدل تقييم المستوى: 15
عمرالحسني is on a distinguished road
افتراضي 3.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : ج.الإمداد

..رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : ج.الإمداد

في الصلاة الأكبرية للإمام ابن عربي قدس الله سره ، كلمة مانعة جامعة تدل على وظيفة الخليفة ، الإمداد .
" الممد للعوالم بروحانيته " ، وهي أشارة تهتك سترا لطيفا حول الولي وماله من الكرامات الحسية و المعنوية ، وحول هذه الإشارات الغير المفهومة عند البعض، الملغومة عند آخرين اشد عنادا ، كان من خطأ أهل الله تعالى ، أن دونوا في كتبهم و مذكراتهم بعض هذه الكرامات ، حتى اعتقد البعض أن الولي رجل مقدس معصوم انتفت عليه صفة البشرية و نقائصها.و في نفس الوقت ، نجد بعض اهل الله تعالى يمنعون العوام من قراءة كتب أهل الله تعالى ، وتداول مصطلحاتهم ، و مذاكرة أحوالهم السنية.
نجد في الصلاة المشيشية عبارتي الواسطة و الموسوط، يلخصان معنى الأمداد و في نفس الوقت فعل الأستمداد الذ ي سنتحدث عليه في الفقرة التالية.
الواسطة مولانا رسول الله ، و الموسوط هو العبد المتوجه للحضرة النبوية طلبا للوجود القلبي ثم الإمداد الروحي.
يقول الولي محمد مرون في شرحه للصلاة المشيشية في هذا المعنى :
(.....معناه أنه اصل وجود كل شيء ، وكل كائن متعلق و متصل به ، و أنه المحيط بإحاطة معالم الأزلية في البطون و الظهور.
باطن الأشياء فيها سر الله تعالى ، و ظاهرها فيه سر سيدنا محمد ، ففي كل شيء ترى الله تعالى و ترى النبي ، أي في كل شيء سر الله تعالى و ترى النور المحمدي . قال الله تعالى : " أو من كان ميتا و أحيينه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس" فأحييناه بسر الله تعالى و " جعلنا له نورا " أي النور المحمدي .آ 122 سورة الأنعام
باطن الإنسان هو سر الله تعالى الذي هو القلب الذي هو بيت الرب ، و ظاهر الإنسان هو النور المحمدي الذي هو العلم و المعرفة و العقل و الذكاء و الفهم و الإلهام و البصيرة ونور البصر.....الخ.
في كل شيء ترى الله تعالى وترى النبي صلى الله عليه و سلم ، قال الشيخ مولاي العربي الدرقاوي رضي الله عنه : ( وقد أكرمني ربي سبحانه في ابتداء أمري في حال شبابي و نحن إذ ذاك بفاس عام 1182 إذ كنت لانرى في نفسي و لا في كل شيء إلا الله تعالى لكن بنفس ما نرى الله تعالى ، نرى النبي ، و بنفس مانراه صلى الله تعالى عليه و آله وسلم نرى الله تعالى).
نعمتان يتقلب فيهما الإنسان : نعمة الإيجاد و نعمة الإمداد. نعمة الإيجاد هي سر الله تعالى ، و نعمة الإمداد هي النور المحمدي .قال رسول الله : " الله يعطي و أنا أقسم" ،الله يعطي : هذه نعمة الإيجاد. و أنا أقسم : هذه نعمة الإمداد.
نعمة الإيجاد : تيسير الأشياء كلها و تهيؤها.
نعمة الإمداد : التوفيق و التأييد و الرضى و التسليم و الحضور و المراقبة....الخ.
الشجلرة لها أصلها و أغصانها و أوراقها و ثمارها و أزهارها.من أصل الشجرة إلى أغصانها هذا سر الله ، و أما النور المحمدي فهي الأوراق و الثمار و الأزهار.) ص 53،54 من كتاب شموس الأنوار و معادن الأسرار للشيخ العارف بالله محمد المرون.
النبأ العظيم نبأ الموت ، و النبأ الأعظم ما مدى استعدادك و قابليتك لحمل أسرار الله تعالى المودعة فيك تكرما و رحمة و تشريفا.
لعل القارئ لهذه الفقرات ، لم يفهم ما معنى الإمداد المشار إليه في الصلاة الأكبرية ، و التي عبر عنه آخرون كالصلاة التي سنشرحها لا حقا " حتى أنغنس في انواره".
كلمة الممدد تعني ما يقوم به الولي العارف الوارث الغوث الختم القطب من التصرفات الكونية بإذن الله تعالى وو تأثيره في الكون بهمته ، هذه ثم نجد أمداده للسلكين الطالبين بالأنوار بفعل مهمام التربية و التزكية و التمريض، و الثالثة في اختياره لمن ينوب عليه و يحمل معه هم خذمة خلق الله تعال.
هذا المفهوم ، نضعه في أطاره ما أخبر به الأولياء من أعاجيب ، تظل كما هي ، لكننا نصحح مفهوما خاصا بالأمر ، و أن التصرف الحقيقي هو التغيير بالتأدب مع السنة النبوية ، و السنة الألهية الكونية دون طلب الكرامة. وهذا من أدب الكمل ، كما أن التصرف يقصد به غالبا حمل هم خلق الله تعالى و خذمتهم و رعاية مصالحه ليس إلا.
يقول الشيخ عبد السلام ياسين في الأمر في كتاب الإحسان : ( المعجزة للنبي والكرامة للولي. المعجزة هي "كل أمر خارق للعادة يظهر على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين له، على وجه يبين صدق دعواه". هكذا عرفها علماؤنا. أما الكرامة فخارقة يظهرها الله على يد عبد مستقيم. أما إذا ظهرت الخارقة على يد كافر فاسق فهي ما يسمى بالاستدْراج.
روى الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "ما من نبي من الأنبياء إلا أعطي من الآيات ما مثلُه آمن عليه البشر. وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي. فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة".
المعجزة آية صدق النبي، يصحب ظهورَها تحدي المنكرين وجُحودُهم للنبي، وتأتي المعجزة بِبيانها لتعضد مقالة النبي. وأعظم معجزات سيدنا محمد القرآن، تحدَّى الله عز وجل العرب والعجم والجن والإنس أن يأتوا بعشر سور من مثله، بل بسورة واحدة فعجزوا. القرآن معجزة خالدة إلى يوم القيامة، شاهدة بصدق الدعوة المحمدية، متجددة بتجدد تلاوته وحلاوته وإخباره بالمغيبات والأكوان وأسرار النفس البشرية. وما أوتيه النبيون قبل البعثة المحمدية آيات خارقة تبهر الحاضرين فيومنون بالنبي ويصدقونه في زمانهم ثم تنتهي.
ولقد أوتي رسول الله من الآيات الكونية الكثير، حتى عد العلماء نحو ألف معجزة مثل انشقاق القمر، والمعراج والإسراء، وتكثير الطعام، وتسبيح الحصا، وإبراء المرضى، ونبع الماء من بين الأصابع الكريمة، والإخبار بما كان وما يكون. وواجب المسلم أن يصدق بالمعجزات.
كما أن أصلا من أصول أهل السنة والجماعة التصديقُ بكرامة الأولياء، لايكذب بالكرامة إلا جاحد معاند، أو جاهل بدينه. والكرامات أنواع منها المكاشفات، والقدرة والتأثير في الكون، وهو ما يسميه أهل الله التصريف، أو الفعل بالهمة.
وقد كان للصحابة رضي الله عنهم كرامات كثيرة روتها لنا الأخبار الصحيحة. منها تكثير طعام أضياف أبي بكر الصديق، ومنها نزول الملائكة على أسيد بن حضير رضي الله عنه مثل السُّرُج عند قراءته سورة الكهف، ومنها تسليم الملائكة على عمران بن حصين ومصافحتُهم له، ومنها تسبيح الصحفة التي كان يأكل منها أبو الدرداء وسلمان، ومنها السراج الذي ظهر وأنار طريق عباد بن بشر وأسيد بن حضير في ليلة مظلمة، ومنها إتيان خبيب بن عدي بالعنب من الغيب عندما كان أسيرا بمكة في يد المشركين. وغير هذا كثير.
وكان للتابعين رضي الله عنهم كرامات كثيرة. غير أن ظهور الكرامات في هذه الأمة تكاثر في العهود التالية حتى أصبح "مثل المطر" حسب تعبير ابن تيمية. ذلك أن المعجزة والكرامة مؤيدات من الله عز وجل لعباده تدفعهم إلى الإيمان وتقويهم. كان إيمان أهل القرون الفاضلة الأولى قويا فكانت الكرامات فيهم لا داعي لها، فلما ضعف إيمان الأجيال اللاحقة، وأظلمت القلوب، وعميت البصائر لِفُشُوِّ البدع والضلالات أظهر الله على يد أوليائه من الكرامات ما لا يعد ولا يحصى. الكرامة تأييد من الله عز وجل للعبد الصالح الذي ظهرت على يده وتأييد لمن شهده. أما الولي الراسخ الكامل فلا يحتاج إلى ظهور الخوارق ليزداد إيمانا.
سئل الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ما سبب قلة كرامات الصحابة بالإضافة إلى ما جاء بعدهم من الأولياء فأجاب بأن أولئك كان إيمانهم قويا فما احتاجوا إلى زيادة يقوى بها إيمانهم. وغيرهم ضعيف الإيمان في عصره فاحتيج إلى تقويته بإظهار الكرامة. ومثله قول الإمام السهروردي: "وخرق العادة إنما يكاشَف به لموضع ضَعْف يقين المكاشَف رحمة من الله تعالى لعباده العبّاد ثوابا معجلا، فوق هؤلاء قوم ارتفعت الحجب عن قلوبهم".
يتوق الطالب الضعيف إلى آية تظْهَر له ليتيقن من أمره، وقد يدعو ربه في ذلك فيبتلى بالإجابة أو بعدمها. يبتلى بالإجابة لأن الكرامة، وهي عطاء، قد تُلهي عن المُعطي فتكون سببا لتوقف السالك وحجابا له عن ربه. ويبتلى بعدم الإجابة ليعلم الله من يخافه بالغيب.
العبودية تقتضي من طالب الحق مريد وجه الله أن يعبد ربه ويتقرب إليه وهو في غاية الاعتراف بالضعف والتبري من الحول والقوة.طلب الكرامة يقدح في نية السالك، لأن ظهورها على يده يُكسبه سمعة وصولة، وقد تعجبه نفسه فيتهاون في الاستقامة التي هي الكرامة الكبرى.
كان رسول الله يسأله المشركون الآيات والخوارق فيجيب بما يعلِّمه الله من آداب العبودية. )قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ( (سورة الأنعام، الآية: 50). )وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً( (سورة الإسراء، الآيات: 90-93). )يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي( (سورة الأعراف، الآية: 187).
المعجزة والكرامة لحظة استثنائية في حياة النبي والولي، ما هي الأصل. الأصل إثبات الأسباب التي جعلها الله في الكون. ولو شاء الله لأنزل ملائكة رسلا، ولو شاء لأنزل من السماء آية فظلت أعناق البشر لها خاضعين. فالدعوة يبلغها نبي، أو يرعاها ويجددها ولي، مناطٌ للامتحان الإلهي الذي يميز به سبحانه الخبيث من الطيب. قاعدة الامتحان العادةُ لا خرقها. وقد جهّل الله سبحانه المشركين ووصفهم بالظلم، والظلم هو وضع الأشياء في غير مواضعها، لما قالوا: )مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلاَ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً( (سورة الفرقان، الآيتان: 7-8).
وقد خيِّر النبي بين أن يكون نبيا ملكا أو نبيا عبدا فاختار أن يكون نبيا عبدا بقاء على أصل العبودية. وعرض عليه ملك الجبال، بأمر من الله تعالى، عند رجوعه من الطائف أن يطبق الأخشبين على مشركي مكة فامتنع. وكان عليه الصلاة والسلام مستجاب الدعوة، فلو شاء لقضيت حوائجه دون سبب ظاهر، لكنه كان يشبع ويجوع، وينتصر جنوده تارة ويُهزمون أخرى، وينتظر اكتمال العناصر السببية ليبدأ حركته، ويدبر حسب مجاري العادة ليكون قدوة للمسلمين في التعبد بما وضعه الله من ناموس في الكون. لم يضعه سبحانه عبثا ليتخطاه الناس، ولا يرفعه لحظة من لحظات تاريخ البشر إلا ليكون استثناء الرفع تأكيدا لأصل الإثبات.
الأصل تكسُّب العباد، ومعاناتهم للحاجة والضرورة، وتحملهم لضروب الامتحان والبلاء والقهر المفروض على بني البشر أجمعين. لو كان خرق العادة قاعدة ولم يكن رخصة واستثناء لبطلت الرسالة وبطل العمل وبطل الجهاد وبطلت الحكمة التي من أجلها خلق الله الدنيا والآخرة، والسماء والأرض،والموت والحياة.
الكرامات التي تظهر على يد الأولياء أنواع.منها ما هو من قبيل العلم والمكاشفة "بأن يسمع العبد ما لا يسمعه غيره، وتارة بأن يرى ما لا يراه غيره يقظة ومناما. وتارة بأن يعلم ما لا يعلمه غيره وحيا وإلهاما، أو إنزالَ علم ضروري، أو فراسةً صادقة، ويُسمى كشفا ومكاشفة أي كشف له عنه"[1].
هذا كلام ابن تيمية رحمه الله، وله القدم الراسخ في هذه الأمور واطلاع واسع، ومشاركة فعلية، فقد كان من المكاشفين كما سنقرأ إن شاء الله في فصل مقبل. ومعذور ابن الجوزي الذي قال عن المكاشفة إنها "كلام فارغ". وهل يشهد الإنسان الزور إن لم يكن معه من التصديق ما يتلقى به الشهادات المتواترة؟
ومن أنواع الكرامة ما هو من "باب القدرة" كما يقول ابن تيمية: "وهو التأثير، وقد يكون همة وصدقا ودعوة مستجـابة. وقد يكون من فعل الله الذي لا تأثير له فيه بحال، مثل هلاك عدوه بغير أثر منه كقوله: "من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة" و"إني لأثْأر لأوليائي كما يثأَر الليث الحرِبُ". ومثل تذليل النفوس له ومحبتها إياه"[2].
قال أبو علي الجوزجانيّ: "كن طالب الاستقامة لا طالب الكرامة. فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة، وربك يطلب منك الاستقامة".
قال الإمام السهروردي: "وهذا الذي ذكره الجوزجاني أصل كبير في الباب، وسر غفل عن حقيقته كثير من أهل السلوك والطلب. وذلك أن المجتهدين والمتعبدين سمعوا بسِيَر الصالحين المتقدمين وما مُنحوا به من الكرامات وخوارق العادات، فأبداً نفوسهم لا تزال تتطلع إلى شيء من ذلك، ويحبون أن يرزقوا شيئا من ذلك. ولعل أحدهم يبقى منكسر القلب، متهِما لنفسه في صحة عمله حيث لم يُكشف بشيء من ذلك. ولو علموا سر ذلك لهان عليهم الأمر فيه. فيعلم أن الله سبحانه وتعالى قد يفتح على بعض المجتهدين الصادقين من ذلك بابا. والحكمة فيه أن يزداد بما يرى من خوارق العادات وآثار القدرة يقينا فيقوى عزمه على الزهد في الدنيا والخروج من دواعي الهوى. وقد يكون بعض عباده يكاشف بِصِرْفِ اليقين، ويُرفع عن قلبه الحجاب.ومن كوشف بصِرف اليقين استغنى بذلك عن رؤية خرق العادات، لأن المراد منها كان حصول اليقين، وقد حصل اليقين. فلو كوشف هذا المرزوق صِرف اليقين بشيء من ذلك ما ازداد يقينا"[3].
يخاف الكمل من الأولياء أن تظهر عليهم الخوارق غِيرةً على جناب الحق سبحانه أن تُنسَبَ القدرة إلى أحد غيره. الكمال في العبودية، ومظهرها ضعف العبد وفقره وانقهاره. إلا أن يكون لله عز وجل حكمة في إظهار الخوارق على يد الكامل من حيث لا يطلب، فذلك لا يقدح في رتبته.
قال الإمام الرفاعي قدس الله روحه: "أيْ أخي! أخاف عليك من الفرح بالكرامة وإظهارها. الأولياء يستترون من الكرامة كاستتار المرأة من دم الحيض. أي أخي! الكرامة عزيزة بالنسبة إلى المُكرِم، ليست بشيء بالنسبة لنا. لأن هذا الإكرام لما ورد من باب الكريم عظُم وعزَّ، وتلقته القلوب بالإجلال. ولما تحول لفظ النسبة إلى العبد هان الأمر، واستتر الكامل من هذه النسبة التي تَحَوَّلَ أمرها من باب قديم إلى باب حادث خيفة استحسان النسبة الثانية، فإن قبولها سم قاتل. كلنا عار إلا من كساه، كلنا جائع إلا من أطعمه، كلنا ضال إلا من هداه، ليس للعاقل إلا قرع باب الكريم في الشدة والرخاء"[4].
[1] فتاوي ابن تيمية ج 11 ص 313.
[2] نفس المصدر ص 314.
[3] عوارف المعارف ج 1 ص 241.
عمرالحسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-08-2012
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: 3.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : ج.الإمداد

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رشحات البال لما في صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار: تذكير و مقدمة عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:07 PM
1.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : 2.حقائق و إشارات عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:06 PM
2.رشحات البال لما في الصلاة على النبي من الأنوار : ب، العبد الجامع عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:05 PM
4.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار : د، الإستمداد عمرالحسني الآذكار والآدعية 3 05-08-2012 12:04 PM
5.رشحات البال لما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنوار: ج،في نور الصحبة عمرالحسني الآذكار والآدعية 1 05-08-2012 12:04 PM


الساعة الآن 02:20 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir