أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعملت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-13-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام سلطان العلماء

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام سلطان العلماء




تنبأ لنفسه أنه سيعيش ثلاثا وثمانين عاما، فكان الأمر كما قال!..

زاره صديق ذات صباح فقال له: «رأيتك في المنام تنشد:


وأخرى رمى فيها الزمان فشلت *** وكنت كذي رجلين رجل صحيحة





فسكت ساعة ثم قال: أعيش ثلاثا وثمانين عاما، فإن هذا الشعر لكثير عزة ولا نسبة بيني وبينه غير السن، فهو شيعي وأنا سني، وهو قصير وأنا لست بصير وقد عاش ثلاثا وثمانين سن فسأعيش كما عاش إن شاء الله.

ولد في دمشق عام577هـ، وتوفي بالقاهرة عام 660هـ، ودفن بسفح المقطم.

وحين بلغ الثانية والستين، بدأ حياة جديدة، وغير كل ما تعوده وهو صغير: فقد ترك دمشق ماضيا وهاجر الى الله من بغي حاكم دمشق، واستقر في القاهرة، وشرع في تأليف الكتب. فوضع كل مصنفاته فيها، وما كان من قبل قد كتب شيئا يعتد به، ذلك أنه كان ينفق كل وقته في التدريس والخطابة والوعظ.. وفي القاهرة جمع الى هذه الأعباء مسؤولية الكتابة، فصنف كتبا في الفقه والتفسير والأصول والتصوف. وصاول الحكام!.

أطلق عليه أبوه اسم العز عز الدين عبد العزيز.. ولكنه عندما كبر اشتهر باسم عز الدين وباسم العز، وقلما كان يناديه الناس عبد العزيز.

وقد فتح العز بن عبد السلام عينيه على حياة الحرمان... كان أبوه عبد السلام فقيرا جهد الفقر وكان يجوب الأسواق بحثا عن عمل.

وحين شب الطفل صحبه أبوه ليساعده في بعض الأعمال الشاقة كإصلاح الطرق وحمل الأمتعة، وتنظيف ما أمام محلات التجار..

وكان أبوه عبد السلام يأخذه الى الجامع الأموي اذا حان وقت الصلاة، ورآه أحد شيوخ المسجد، فأعجب به ودعا له.

مات أبوه فلم يجد في نفسه القوة على القيام بالأعمال الشاقة التي كان يؤديها أبوه، ولم يجد الصبي مكانا يأوي اليه، فذهب الى ذلك الشيخ يلتمس عنده المساعدة في الحصول على عمل يقتات منه ومكان يبيت فيه.

وتوسط له الشيخ فألحقوا الصبي بالجامع الأموي، يساعد الكبار في أعمال النظافة، وفي حراسة نعال المصلين وأهل الحلقات التي يتكرونها عند أحد أبواب الجامع، وسمحوا له بأن ينام الليل في زاوية بأحد دهاليز الجامع، على الرخام.

وكان الصبي يعايش مرائي الغنى والمتاع خلف أسوار القصور بحدائقها الفيحاء في دمشق، ويشاهد الجياد الفارهة على صهواتها رجال تنعكس الشمس على خوذاتهم، وملابسهم الزاهية وسيوفهم المرصعة بالذهب، ويتأمل حاله وثوبه الذي تقتحمه العيون، ومضجعه البارد على رخام زاوية في المسجد، ثم يتساءل في أغوار نفسه كيف يعيش في بلد واحد رجال ونساء كهؤلاء الغارقين في النعيم، والذين يسقطون من الحرمان، ويقتاتون بالأسى والأحلام؟!

على أنه صرف همه الى ما يقوله الشيوخ في الحلقات… كان يتناهى الى سمعه وهو على باب المسجد يحرس النعال كلام يثير خياله، ويلهب أشواقه الى دنيا أخرى لا يجوع فيها ولا يعرى!

وتسلل الى إحدى الحلقات ذات يوم، ودس جسده النحيل الصغير بين الطلبة الكبار. ورآه شيخ الحلقة، فنهره، وسأله كيف يسمع لنفسه أن يجلس بثوب ممزق في مجلس للعلم ينبغي على الطالب فيه أن يأخذ زينته..؟!

وجرى الصبي الى باب المسجد، وتكور على نفسه يبكي!. حتى اذا حان خروج الشيوخ والطلاب، رآه الشيخ الذي الحقه بالجامع وهو الفخر ابن عساكر صاحب حلقة الفقه الشافعي، وسأله الشيخ عما يبكيه، روى له ما كان من أمره، فطيب الشيخ خاطره، ووعده أن يتعهده، وسيحضر الحلقات عندما يبلغ الشباب. ومن يدري!؟ فربما أصبح هذا الصبي نفسه شيخا لحلقة في هذا الجامع ذات يوم!..

وضحك الصبي، والتمعت عينان، والتحمت نظراته الجدران الى آفاق المستقبل، ورأى نفسه طالب علم، ثم شيخا لحلقة، فأوشك ان يثبت من الفخر، وقبل يد الشيخ، وسأله متى يبدأ التعليم، فقد جاوز سن الطلب؟!.. وقال له الشيخ الفخر بن عساكر، أنه سيبدأ من الغد.

حتى إذا كان الغد، أخذه الشيخ الى مكتب ملحق بالمسجد وأوصى بأن يتعلم القراءة والكتابة والخط وأن يحفظ القرآن، وتعهد الشيخ بنفقة الصبي.

وأقبل العز على المكتب في شغف عظيم، وحفظ القرآن، وأتقن القراءة والكتابة والخط الحسن، وعوض ما فاته من سنوات الدرس

وكان كلما لقي شيخه على باب الجامع سأله عن حاله، فيسمعه الصبي ما حفظ من القرآن، ويطلعه على مما يكتب في لوح الصفيح من الآيات الكريمة.

وأعجب الشيخ ابن عساكر بما يبدو على العز من مخايل النجابة والذكاء، وحسن ترتيله للقرآن، وأعجب بصفة خاصة ببشاشة الصبي على الرغم من فقره الطاحن.!

ومرت أعوام، واطمأن الشيخ فخر الدين الى أن الصبي قد أتقن حفظ القرآن وجوده، والى أنه قد أصبح يحذق القراءة والكتابة بخط جميل، فبشره الشيخ بأنه سيضم الى الطلاب الذين يحضرون حلقته، ودفع اليه بما يعينه على شراء ثوب صالح لحضور حلقات العلم.

وأمضى الصبي ليلته يحلم بالمستقبل!

إنه الآن ليثب الى مرحلة الشباب، وهو في حاجة الى عمل يكفل له دفء المسكن والثوب اللائق والطعام الطيب..! هو في حاجة الى مال يوفر له شراء أدوات التحصيل من دفاتر وأقلام وأوراق ومحبرة، وما يلزم من كتب.

وتحرج أن يكلم الشيخ ليساعده في الحصول على عمل آخر يحصل منه على أجر أكبر ويوفر له ما ينبغي لطالب العلم!.. لقد منعه الحياء!..

وقبل أن تنتهي ليلته استيقظ فجأة!." اهـ





يتبع إن شاء الله تعالى...
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بائع الملوك...العز بن عبد السلام...رضي الله عنه عبدالرحمن الحسيني السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 2 06-27-2010 11:37 AM
سلطان سويدان طير حيران الـــــفراتي القسم العام 4 09-24-2008 12:38 PM
سلطان سويدان طير حيران الحسينيه ركن وادي الفرات 2 09-12-2008 01:10 PM
سلطان العارفين علاء الدين المكتبة الاسلامية 0 09-10-2008 03:41 AM
سلطان البر عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 2 08-19-2008 02:17 PM


الساعة الآن 05:02 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir