أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً           

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

إضافة رد
قديم 06-02-2017
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
2 المقام الاسمى في الاسلام

المقام الاسمى في الاسلام


الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا...

اعلموا وفقني الله تعالى وإياكم لطاعته ومرضاته أن مقامات الإسلام الحنيف عظيمة؛ وقد جعلها الله تعالى شاملة لكل مناحي الحياة الفردية والاجتماعية؛
فهناك التوبة الواجبة من كل الذنوب؛ وهناك الصدق المطلوب منا في جميع أحوالنا القولية والفعلية والخلقية. وهناك الصبر الذي هو سفينة النجاة لكل عامل وسالك.
وهناك الذكر الذي هو وقود القلوب وغذاء الأرواح والأساس لكل عبادة..
وهناك الرحمة بالخلق والشفقة عليهم وصفاء القلب تجاههم وبذل المعروف لهم..
وهكذا لو تتبعت شجرة الاسلام لوجدتها شجرة باسقة جمعت كل ثمرات الأعمال الصالحة والمقامات العالية والأخلاق الراقية..
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ما المقام الأسمى في هذا الدين؟
وماالعمل الجامع لكل الأعمال؟
وما السر النابض الذي إن وجد في عمل جعلها مقبولا وبالعناية من الله تعالى مشمولا؟.
إنه الحب أيها الاخوة الكرام.. أجل إنه الحب الاقدس، والمقام الأنفس، والإكسير الأوحد الذي يجمع كل الأعمال ويجعلها مرتبطة ارتباطا قويا بالله تعالى..
الحب الذي إن استقر في قلب عبد جمعه من شتات، وأناره من ظلمة، وقواه من ضعف، وعرفه من نكران، وآنسه من وحشة..
الحب الذي يقرب لك البعيد، ويسهل عليك العسير، ويرخص لك الغالي ولو كانت الروح وشقيقها.

الحب الذي يحرق النفس ورعوناتها في ذات مولاها وخالقها.فتصدق لمولاها بعد ان كانت كاذبة.. وتخلص له بعد أن كانت مرائية.. وتجود بعد ان كانت شحيحة. وتعدل بعد أن كانت جائرة.. وتشفق على الخلق بعد ان كانت ظالمة..
وتطيب بربها لربها بعد أن كانت خبيثة.
إنه الحب ذاك الشراب الذي يجعلك غنيا بلا مال... وملكا من ملوك الأرض بلا جنود ولا حاشية... وعالما عارفا ولو كانت بضاعتك بالعلم قليلة.. وكثيرا ولو كنت فردا وحيدا في قفار الأرض وفيافيها...
إنه الحب الذي يهذب السلوك.. ويرقق الطباع... ويحسن الأخلاق.. ويجعل صاحبه جوهرا نفيسا لا تقدر نفاسته بملء الأرض ذهبا وفضة...
أجل إنه الحب الالهي الأصفى.. الذي جعله الباري سبحانه وتعالى أعلى مقام الدين... وأجمع وأشمل درجات المتقين.. ومعيارا لكل جهاد المجاهدين. وصدق الصادقين. وإخلاص المخلصين. فقال جل وعلا..
. قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ...
ولاحظوا كلمة أحب إليكم ودققوها وعيشوها فهي لسان الميزان.. اما محبوبات فانيات.. وشهوات ناقصات.. واما محبوبك الباقي.. ونظرات منه ورحمات... وحتى لا أطيل عليكم إخوتي ونحن في شهر الحب والايمان أضع لكم برنامجا مختصرا لتوليد هذه الطاقة الايمانية العالية .

. أولا.. الإكثار من الذكر وخاصة التلاوة للقرآن الكريم مع حسن التدبر للآيات وكلمة التوحيد كلما فترت عزيمتك من التلاوة جدد الهمة بكلمة التوحيد مع الاعتقاد السليم..

ثانيا.. تجديد التوبة مع الله تعالى ولو كنت من المحفوظين من المعاصي وهيهات لأن تجديد التوبة مع التذلل والانكسار يوقد قي القلب جذوة الحب ويصليها..

ثالثا.. تصفية القلب من الاعمال التي لايحبها الله تعالى والاسراع في التوبة بصدق منها على الدوام وهي مذكورة في ستة عشر موضعا من القرآن الكريم. وهذه هي


1_ (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [البقرة: 190].
2- (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة: 205].
3- (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) [البقرة: 276].
4- (فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران: 32].
5- (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران: 57].
6- (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران: 140].
7- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) [النساء: 36].
8- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) [النساء: 107].
9- (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [المائدة: 64].
10- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [المائدة: 87].
11- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) [الأنفال: 58].
12- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) [الحج: 38].
13- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) [القصص: 76].
14- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 77].
15- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان: 18].
16- (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد: 23].


ويجمعها شيءواحد إرادة الخير لكل المسلمين وإرادة وجه الله تعالى بكل عمل تقوم به ولو كان نوما وعملا دنيويا..

رابعا.. الوقوف المتكرر على الأعمال التي يحبها الله تعالى وهي مذكورة في القرآن الكريم في ستة عشر موضعا وهذه هي..



1- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195].
2- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222].
3- (فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 76].
4- (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134].
5- (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران: 146].
6- (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 148].
7- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].
8- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [المائدة: 13].
9- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [المائدة: 42].
10- (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [المائدة: 93].
11- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [التوبة: 4].
12- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [التوبة: 7].
13- (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة: 108].
14- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الحجرات: 9].
15- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة: 8].
16- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) [الصف: 4]....



ويجمعها حب مايحب جل وعلا وكره ماكره وذلك بحسن الاستسلام له في جميع أحكامه وأقضيته في حقك وحق من حولك..
وأخيرا.. ربط النعم التي تتوالى علينا بالمنعم أولا بأول بالقلب والوجدان.
فاذا استيقظت حمدت ربك على نعمة الرقاد واستشعرت فضله عليك في الوقت الذي قلق فيه القلقون..
واذا تناولت طعاما حلالا حمدت ربك عليه ولو كان قليلا أو خشنا في الوقت الذي حرم منه خلائق كثيرون..
وهكذا كلما تجددت عليك النعم جدد الشكر والذكر بقلب محب. وفؤاد عاشق.. واعتبر كل النعم من حواليك رسائل حب من إلهك الذي يرعاك ويعلم متقلبك ومثواك.....
وليكن شعارك... هل جزاء الإحسان إلا الإحسان....

أخي الحبيب .. أنا متيقن لو عملت بما قرأت الآن فستتفجر في قلبك ينابيع حب أقدس.. وستفيض روحك بأنس لايعدله نعيم الدنيا بأسرها. وسترى نفسك بعد فترة حرا من كل قيد... ومنعما بلا كثرة شهوات وملذات.. وستبكي بعدها على أيام مضت وأنت معرض عن هذا النعيم الذي هو في قلبك....

اللهم يارب طهر قلوبنا بحبك.. وأفض علينا من أنوار قربك.. وخلصنا من كل وصف يحول بيننا وبينك.. وفرغ قلوبنا من كل غير... بجاه أحب خلقك إليك.. وأقربهم لديك سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا...

كتبه الشيخ محمود النعمة
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 06-02-2017 الساعة 06:14 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سجادة نفيسة تم تصميمها لغطاء المقام الشريف عبدالقادر حمود القسم العام 1 12-14-2009 05:59 PM
محاولات الوصول الى المقام الشريف عبدالقادر حمود المقدسات الاسلامية 0 12-03-2009 11:28 PM
فصل في المقام الاول من الخوف الشيخ محمود فارس المواضيع الاسلامية 1 11-22-2009 11:56 PM
أول من حلى المقام admin المقدسات الاسلامية 5 06-30-2009 10:56 PM
ماهيه كتابه المقال الصحفى جزء ثانى بنت الاسلام مقالات مختارة 6 11-02-2008 09:04 PM


الساعة الآن 03:42 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir