أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > الصوتيات والمرئيات

إضافة رد
قديم 05-05-2012
  #1
admin
مدير عام
 الصورة الرمزية admin
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: uae
المشاركات: 717
معدل تقييم المستوى: 10
admin تم تعطيل التقييم
افتراضي ديمقراطيتنا خادمة للإسلام وليس العكس


خطب أ.د. محمد سعيد رمضان البوطي

خطبة الدكتور البوطي: ديمقراطيتنا خادمة للإسلام وليس العكس
تاريخ الخطبة


‏‏‏الجمعة‏، 13‏ جمادى الثانية‏، 1433 الموافق ‏04‏/05‏/2012‏
ديمقراطيتنا خادمة للإسلام وليس العكس
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله:
لا أكاد أجد في كتاب الله عز وجل آيةً تعاني من الغربة في عالمنا العربي والإسلامي، بل تعاني من العقوق بين من يسمَّون إسلاميين أو معرفين بالإسلام من تلك الآية التي نقرؤها في افتتاح سورة الممتحنة، إنها قول الله سبحانه وتعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ) [الممتحنة: 1].
إلى أن قال:
(وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) [الممتحنة: 1].
ما أكثر ما تردد هذه الآية على الأسماع وما أكثر ما تتلوها أفواه، ولكننا ننظر فنجد أن جُلَّ من يقومون بمهمة الدعوة إلى الله عز وجل عن مضمون هذه الآية معرضين ونجدهم ينبذونها وراء ظهورهم، في حين أن أمريكا تقابلهم وتقبل إليهم قائلة أعطوني قلوبكم أمتعكم بإسلامكم، وسرعان ما يستجيبون، سرعان ما ينغضون إليهم الرؤوس ويدلون إليهم بالولاء ويقبلون إليهم بالاستجابة، يلاحقهم بيان الله سبحانه وتعالى بهذه الآية وبمؤكداتها، يقول لهم الله عز وجل:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) [آل عمران: 118].
تردد هذه الآية على الأسماع، وما أكثر ما تقرؤها الأفواه في مناسبات شتى ولكننا ننظر إلى هؤلاء الإخوة الذين ينهضون بواجب التعريف بالإسلام وإقامة ما يسمى المجتمع الإسلامي، ننظر إليهم فنجدهم يعرضون عن هذا البيان المحذر الرباني كإعراض من وُضِعَ أمامه طعام وطال العهد به حتى تبرم به وعافته نفسه. هذا هو الواقع الذي نراه يا عباد الله. بيان الله سبحانه وتعالى يقول:
(لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء)
يقول: (لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً)
ولا يتم من وراء ذلك إلا الإعراض عن التنفيذ، وبالمقابل تقبل أمريكا قائلة: عليكم أن تنبعثوا إلى تطبيق الفوضى الخلاقة ولسوف تجدون كيف ينبعث الإسلام الذي تبحثون عنه في رحم هذه الفوضى التي أدعوكم إليها، وننظر فنجد أن القوم يستجيبون، وننظر فنجد أن القوم يصدقون، تقول لهم أمريكا: إن إسلامكم سيزدهر أيما ازدهار من خلال انبثاق شرق أوسط كبير ٍكبير، وننظر فنجد أن القوم يتسابقون إلى الاستجابة لهذا الوعد، ونتأمل فنجد الأفواه تتبارى في نفخ نيران هذه الفوضى الخلاقة للقتل، المفجرة للدم، أليس هذا مصداق ما أقول يا عباد الله؟ آيةٌ في كتاب الله أقرؤها وأتدبرها وأنظر إلى العالم الذي أنا في داخله ويترامى من حولي أن تترامى أنشطة شتى كلها تدعو إلى الإسلام وكلها تنادي بالإسلام ولكن الجميع عن هذا النداء معرضون، إنها آية تعاني من غربة وأي غربة، إنها آية تعاني من العقوق ممن بايعوا الله بالأمس ثم عقوا نداءه اليوم. عباد الله: أيعقل هذا فيما يتعلق بتصور الإنسان ملتزماً بدينه أو ملتزماً بعقله؟ أفئن غاب الالتزام بأوامر الله وغاب الاعتصام بحبله أفحتم أن يغيب عنا الرشد أيضاً؟ أفحتم أن يغيب عنا سلطان العقل أيضاً؟ متى كان النقيض يُسْتَولَد من نقيضه عباد الله؟ من قال هذا؟ أفينبعث الإسلام حقاً من القرار الذي اتخذه المجلس القومي الأمريكي والذي ينص على أنه يجب إثارة التناقضات داخل المعتقد الإسلامي ويجب تأليب المسلمين بعضهم على بعض حتى يتآكل الإسلام ويمحي في أرضه، أفينبثق الإسلام من هذا القرار أم ينبثق الإسلام من هذا التقرير الذي نقرؤه ونتبينه وهو موجود لدينا ونكاد أن نحفظه غيباً، من قال هذا، كيف يمكن للنقيض أن يُسْتَوْلَدَ من النقيض، وإذا كان فاقد الشيء لا يعطيه أيها الإخوة أفيتأتى للعدو أن يأتي – إذا كان فاقد الشيء لا يعطيه – أفيتأتى عدو الشيء أن يأتي بذلك الشيء لأصحابه؟ تلك هي المصيبة التي نعاني منها، وها هو ذا الإسلام الأمريكي الذي تعدنا به أمريكا – لا بل تعد أولئك الذين يسمون الإسلاميين – ها هو ذا يطل علينا إسلاماً جديداً لا عهد لنا به. فتاوى عجيبة وغريبة تنسخ الثوابت وتثبت ما لا عهد لنا به ولا معرفة لنا به. وبالأمس حدثتكم عن طائفة من هذه الفتاوى المتناقضة، بالأمس كان الفتوى تتضمن شرعية أمر من الأمور وإذا بها اليوم تتضمن بطلان هذه الشرعية، ذكرت لكم أمثلة ولا أريد أن أعيد، ولكن ما العلاج أيها الإخوة؟
أولاً ينبغي أن نتساءل أنحن صادقون في أننا نريد أن ننفذ الإسلام الذي ابتعث الله عز وجل به الرسل والأنبياء وكان خاتمتهم محمداً r؟ أفنحن صادقون أننا ننقاد بدافع العبودية لسلطان الله عز وجل ومن ثم نحن نسعى إلى استرضاءه واستنزال رحمته من علياء ربوبيته؟ إن كنا صادقين في هذا فسبيل السعي إلى تنفيذ أوامر الله وإقامة المجتمع الإسلامي إنما هو الانطلاق من أساس لا ثاني له هو أساس استشعار العبودية لله لا لغيره، هو أساس الاصطباغ بذل العبودية لله عز وجل لا لغيره، فإذا استنبتنا هذه الحقيقة إن كانت معدومة وإذا أيقظناها إن كانت موجودة وراقدة فإن الحل بعد ذلك يصبح جللاً ويسيراً. وليُّنَا هو الله، ليس لنا وليِّاً من دونه ومن ثم فإن منهجنا في تنفيذ الإسلام هو الرجوع إلى وصايا الله عز وجل، هو الرجوع بالتوبة إلى الله قائلين: ها نحن مولانا قد جددنا العهد، لن نتخذ عدونا وعدوك وليِّا لنا قط، لن نتخذ لأنفسنا بطانة من دونك، نعم.
أيها الإخوة: هذا هو قرارنا في شامنا هذه، وهذه هي بيعتنا مع الله سبحانه وتعالى، ولسوف نسير قدماً ننفذ هذه البيعة لا نلتفت عنها إلى يمين ولا إلى شمال. الديمقراطية التي تستنبت اليوم ويتم إنضاجها فوق شامنا هذه لن تكون إلا تربة تينع فيها حقيقة الإسلام ويينع فيها النظام الإسلامي الحقيقي، نعم. هكذا تكون ديمقراطيتنا فوق شامنا هذه. وإذا رأينا أن السلطان قد اختلف مع القرآن فإننا مع القرآن، هكذا نقول دائماً وهكذا نسير أيَّاً كان السلطان الذي يريد أن يبعدنا عن كتاب الله عز وجل سواء كان دولة عاتية كأمريكا أو دولة ذيلية من تلك الدول الأخرى، لن نستجيب إلا لنداء الله، نحن مع القرآن، ومن ثم أقول لهؤلاء الإخوة إن كانوا صادقين في انطلاقهم إلى الإسلام من جذوة العبودية لله عز وجل، إن كانوا صادقين في أنهم لا يبتغون عن رضا الله عز وجل بديلاً، إن كانوا صادقين في أنهم ينشدون لقاء الله عز وجل وهو عنهم راض أقول لهم تعالوا إلى بلاد الشام، أدعوهم إلى ذلك بدعوة رسول الله r عندما سئل عندما تدلهم الفتن عن البلدة التي يمكن أن يختارها المسلم قال: (عليكم بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده)، لست أنا القائل، رسول الله r هو الذي قال هذا.
أيها الإخوة: يا من ينشدون الإسلام ابتغاء رضا الله، يا من ينشدون إقامة الدولة الإسلامية ابتغاء تنفيذ أوامر الله عز وجل تعالوا لتمتد منا الأيادي بعضنا إلى بعض، تعالوا لتجدوا تربة الإسلام طاهرة نقية، تعالوا لتجدوا أن شامنا محصنة ضد المؤامرات التي تتمثل في الشرق الأوسط الكبير، ضد المؤامرات التي تتمثل في الفوضى الخلاقة التي تمعن في خلق القتل وفي تفجير الدم، تعالوا – إن كنتم صادقين في ابتغاء الإسلام – فلن تجدوا بعد وصية رسول الله وبعد دعوة رسول الله وبعد القرار الذي أعلنه رسول الله r، خيرٌ لكم من مكان تنتجعون فيه وتنهضون فيه بالدعوة التي أمر الله عز وجل بها خيراً من شامكم هذه، وأنا كنت ولا أزال دائماً أنهج إلى حسن الظن، ومن منطلق حسن الظن هذا أمد يدي، من منطلق حسن الظن هذا أدعوا هؤلاء الإخوة إلى أن نجتمع معاً ونستظل معاً في ظلال قول الله عز وجل:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 10].
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
__________________
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي قربة من القربات نتقرب اليك
بكل صلاة صليت عليه من اول النشأة الى ما لا نهاية الكمالات

التعديل الأخير تم بواسطة admin ; 05-05-2012 الساعة 01:33 PM
admin غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-05-2012
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: ديمقراطيتنا خادمة للإسلام وليس العكس

حفظ الله العلامة البوطي وأيده
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التعدد نعمة وليس نقمة عبدالقادر حمود القسم العام 9 01-11-2012 04:43 PM
النقاب عبادة وليس عادة ساره القسم العام 10 12-26-2009 06:27 PM
في ذكر من انتمى إلى الصوفية وليس منهم عبدالقادر حمود الرد على شبهات المخالفين 24 04-25-2009 04:14 AM
الجبل الذي جهر فيه الرسول بدعوته للإسلام أبو أنور المواضيع الاسلامية 4 01-28-2009 09:08 PM


الساعة الآن 07:29 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir