أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 06-23-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي من هم اولياء الله

قال الله تعالى : (( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) سورة يونس /63 /.
اعلم أنّا بيّنا أنّ قوله تعالى : ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ ) . ممَّا يقوِّي قلوبَ المطيعين ، وممَّا يكسرُ قلوبَ الفاسقين ، فأتْبَعَهُ اللهُ تعالى بشرحِ أحوال المخلصين الصّادقين الصِّدِّيقين وهو المذكورُ في هذه الآية :
المسألةُ الأولى :اعلم أنّا نحتاج في تفسير هذه الآية إلى أن نبيِّن أنَّ الوليَّ مَنْ هو ؟ ، ثمَّ نُبيِّن تفسيرَ
نفي الخوفِ والحزن عنه . فنقول أنَّ الوليَّ من هو ؟ فيدلُّ عليه القرآنُ والخبرُ والأثرُ والمعقولُ .
أما القرآنُ فهو قوله تعالى في هذه الآية : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) فقوله : ( آمَنُوا) إشارةٌ إلى
كمال حال القوَّة النَّظريَة . وقوله : ( وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) إشارةٌ إلى كمال حال القوّة العمليّة .
وفيه مقامٌ آخر وهو أنْ يُحملَ الإيمانُ على مجموع الإعتقاد والعمل ثمَّ نصفُ الوليَّ بأنَّه كان متّقياً بالكلِّ .
أمّا التَّقوى في موقف العلم فلأنَّ جلال الله تعالى أعلى من أن يحيط به عقلُ البشر .
فالصِّدِّ يقُ إذا وَصَفَ اللهَ سبحانه وتعالى بصفةٍ من صفاتِ الجلال فهو يقدِّسُ اللهَ تعالى عن
أن يكون كمالُه وجلالُه مختَصرا ً على ذلك ، والمقدار الذي عرفه وصفه به .
وإذا عبد الله تعالى فهو يقدِّس الله تعالى عن أنْ تكون الخدمة لائقة بكبريائه فتقدِّره بذلك المقدار .
فثبت أنَّه أبداً يكون في مقام الخوف والتقوى .
وأمّا الأخبارُ فكثيرةٌ : روى عمرُ رضي الله عنه أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلم قال : ( هم قوم ٌ تحابُّوا
في الله على غير أرحامٍ بينهم ولا أموالٍ يتعاطونها . فو الله إنّ وجوهَهم لنورٌ وإنَّهم لعلى منابرَ من
نورٍ لا يخافون إذا خافَ الناسُ ولا يحزنون إذا حزنَ النَّاس ، ثم قرأ هذه الآيه ) رواه ابو داود
وعن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( همُ الّذينَ يُذكَرُ اللهُ تعالى برؤيتهم ).
قال أهلُ التَّحقيق : والسببُ فيه أنّ مشاهدَتهم تُذكِّرُ أمرَ الآخرة لِما يُشاهَدُ فيهم من آيات الخشوع
والخضوع ولِما ذكر الله سبحانه في قوله : ( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ).
وأما الأثر : قال أبو بكر الأصمّ رحمه الله تعالى : ( أولياءُ الله تعالى هُمُ الّذين تولّى الله هدايَتّهَم
بالبرهان وتولَّوا القيامَ بحقِّ عبوديَّةِ الله تعالى والدعوة إليه .
وأما المعقول : فنقول ظهر في علم الإشتقاق أنّ تركيبَ الواو واللام والياء يدلُّ على معنى القرب ،
فوليُّ كلّ شيءٍ ، هو الّذي يكون قريباً منه والقربُ من الله سبحانه وتعالى بالمكان والجهة محال .
فالقربُ منه إنّما يكون إذا كان القلبُ مستغرقاً في نور معرفةِ الله تعالى ، فإن رأى رأى دلائلَ
قدرةِ الله تعالى ، وإن سمعَ سمعَ آياتِ الله تعالى ، وإن نطق نطق بالثناء على الله تعالى .
وإن تحرَّك تحرّكَ في خدمة الله تعالى ، وإن اجتهد اجتهد في طاعة الله تعالى .
فهناك يكون في غاية القرب من الله تعالى . فهذا الشخصُ يكون وليّاً لله تعالى ، وإذا كان كذلك كان
اللهُ تعالى وليّاً له أيضاً كما قال الله تعالى : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) سورة البقرة 357 .
ويجب أن يكون الأمرُ كذلك لأنَّ القربَ لا يحصلُ إلا من الجانبين .
وقال المتكلمون : وليُّ الله تعالى من يكون آتياً بالاعتقاد الصحيح المبنيِّ على الدّليل
ويكون آتياً بالأعمال الصَّالحة على وفق ما وردتْ به الشريعة . _ تفسير فخر الرازي - ج 17- ص 103 _


نقلاً من القطوف
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جئنا الى هذه الدنيا طاهرين اولياء عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 6 08-27-2009 04:59 PM


الساعة الآن 10:23 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir