أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > المكتبة الاسلامية

المكتبة الاسلامية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-2009
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي مفتاح علوم السّرّ في تفسير سورة و العصر

بسم الله الرحمن الرحيم
مفتاح علوم السّرّ في تفسير سورة و العصر
تأليف الإمام الشيخ أحمد ابن مصطفى العلاوي ـ قدّس الله سرّه ـ
الحمد لله الذي جعل من آيات أوليائه ما يجري على ألسنتهم من المعارف، ويُتحِفهم به من اللَّطائف، و الصّلاة و السّلام على أشرف أنبيائه و أعزّ أوليائه سيِّدِنا محمّدٍ و على آله و صحابته، و على جميع أمّته، المستقدمين منهم و المستأخرين .. آمين.
أمّا بعد فيقول عبد ربّه ابن عليوة، سدّد الله فعله، و عظّم أجره: إنّهُ قد كان سألني بعضُ العلماء الأعيان أمطر الله على قبره سحائب الغفران، أن أبسط له بعض الحديث في شأن ما يتعلّق بسورة "و العصر" على طريق الفهم الخاص. و بناءً على ما له من حسن الظَّنّ فينا، أسعفنا رغبته و لبّينا دعوته بهاته الجملِ القصيرة، و إلاّ فمِن أينَ لنا و الإحاطة بمعاني البحر الغزيرة. و كان مجمل ما كتبناه فيها من قبل لا يزيد على بضعة أوراق. و قد طُبعت بمدينة تونس بواسطة أحد الأصدقاء المشغوفين باستطلاع الحقائق و انتقاء الرّقائق. و بمناسبة انقضاء ما تحت أيدينا من نُسَخِهَا، مع استمرار الطّلبِ من عشَّاقِها و اشتدادِ رغبة المُريدين في مطالعتها، تجدّدَ لنا العزم على أن نقدّمها للطبع مرّة ثانية، مع زيادة جُمل طفيفة عن الأصل، التي لا تخرج به عن الإختصار، حرصًا على فائدة المريد. فإن أصبتُ, فالإصابة من الله، و إن أخطأتُ، فلستُ بأوّل الخاطئين، و الله يعلم أنّي لستُ من المعتمدين. و إلى المريدين بعض ما فهمته. قال تعالى بعد:
بسم الله الرحمن الرحيم
و العصر
قُلتُ: ـ هو قسم من الله تعالى، جيَْ به لتأكيد خسران الإنسان، زيادة على ما يتلوه من بقيّة المؤكِّدات كحرفِ إنّ و اللاّم. وحكمة إتيانه تعالى بالمُؤكّدات تُفيد كون الإنسان يجهل خسرانه، و يبعُدُ أن يُدركه، ما دام لا يشعر بحقيقة ما كان عليه قبل تعلّقِ الرّوح بالجسد المعدِنِيّ. أمّا لو تصوّر ذلك عندما كان جوهرا خالصا، متخلّصا من عموم المواد و سائر لوازم الفساد لاعترف بخسرانه، بالنّظر لما هو عليه الآن. و من أين له أن يُدرك ذلك و هو مكبول بشهواته،مسجون في ظروف طبيعته. و تلك الحالة هي أبعد المراتب و أقصى الغايات التي تبعد به عن نيل سعادته الأبديّة. و كذلك يبقى ما دامت بصيرته لم تنفذ إلى ما وراء هذه الظروف المحدقة به. ولكن لا تنفذُ إلاّ بِصريحِ برهان " فَنْفُذُوا لاَ تَنْفُذُون إلاَّ بِسُلْطَانٍ ". و إذْ ذاك يُدرك خسرانه بالنّسبة لِما كان عليه قبل تعلّق الرُُوح بالبدن. و لو تخيّل ذلك لما احتيج للتّوكيد.
ثُمّ العصر المُقسم به حمله المفسِّرون على محامل، و أنْسبُها لما في نفس الأمر على أنّه الدّهر، على ما رواه ابنُ العبّاس رضي الله عنهما، ووجه القسم به أنّه أغرب الموجودات مطلقًا، و من غرابته ما رُوي عنه صلّى الله عليه و سلّم أنّه قال: " لاَ تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإنَّ الدَّهْرَ هُوَ اللهُ " أخرجه الطّبرانِيّ عن أبي أمامة بإسناد حسن و في رواية "لاَ تّسُبُّوا الزَّمانَ، فَإنَّ الزَّمانَ هو الدّهرُ، و الدَّهْرُ هُوَ اللهُ".
ونحن مهما أعطينا طرفا من الإهتمام لهذا الأثر إلاّ و خرج بنا الوهم عمّا نعرفه من معنى الدّهر، الَذي هو عبارة عن الوقت المقرون بحركة الفلك، لأَِنّه متولّد عن حادث، و المتولّد عن الحادِث أحرى بالحُدوث من أصله، و ذهب بنا إلى شيْ أبعد ممّا نتخيّله من معتى الدّهر، و ألقانا في محيط امد حين لا امد، وهناك ينقلب الفكر خاسئا و هو حسير. أو هناك نعلم أنّ المراد بالدّهر هُوَ غيرُ ما نعلمه من الدّهر الذي هو عبارة عن المادّة الزّمنية المتكوّنة من جُزْأَي اللّيل و النّهار. و كيفما كان الحال، هذا الذي نعلمه من الدّهر لا يُعْدمُ حظّه من شعاعِ تلك الحضرة المُسْتَرْسلَة الوجود أزلا و أبدا. أعني ممّا لا نهاية لأزليّته إلى ما لا نهاية لأبديّته. و بالنّظر لذلك الإسترسال الغير متناهي، و الذي لم يسبق لبدْئه بُدٌّ، فهل يكون ما نعلمه من الزّمان متلاشيا في تلك المادّة ذات الوجود الصّرف؟ أم له طرف في الإستقلال؟ و على الفرض الثاني فالعقل لا يستطيع أيضا أن يُثبِت له نظير ما لغيره من الموجودات، من جهة كون الماضي منه و المستقبل معدومين. و الحاضر منه جزء لا يتجزّء، و هو القدر المتنازع بين الماضي و المستقبل. و إذن فهو أدقّ شيء عن ملامسة الوهم له. و ذلك هو مقرّ وجود الإنسان فيه. وهاته النّظرة هي التي لا يكاد الإنسان يُعطيه بها رتبةَ الوجود. أمّا إذا نظرنا على تطوّره فصولا، و انقسامه شهورا و أيّاما وأعواما، واعتبرناه محكوما عليه بالإقبال و الإدبار، و الزّيادة و النّقصان، خرج بتجسّمه ذلك عن دائرة الوهم إلى ما يُثبته الحِسّ، و تعترف بوجوده النّفس. و من تلك الحيثيّة لا يتردّد العقل في إثبات الوجود إليه، و لا في كونه حادثا و ظرفا للمحدثات، و لا في كونه ذا دواهي و خطوب و طواريْ و تقلّبات، و بالنّظر لما يترتّب على ذلك من المظانّ رتّب الشّارع نهيًا لمن يقصُد تنقيصه بقوله: "لا تسبُّوا الدَّهرَ فإنّ الدّهر هو اللهُ".
و بالجملة فإنّ الغرابة لا تنفكّ مصحوبة للدّهر لا من جهة إسمه، و لا من جهة كنهه، و لا من جهة نوائبه. فقُل ما شِئت أن تقول، فإنّ الغموض فيه ذاتِيٌّ. و من وُجوه غرابته أنّه كان يقسم به عليه الصّلاة و السّلام أحيانا. و في خبرٍ عن عائشة رضي الله عنها أنّه كان يقراُ و العصر و نوائب الدّهر.
على أنّي لا أقول: إنّها كانت قراءة لاحتمال أن يكون ما بعد العصر تفسيرا له.
ثمّ نرجع الآن لما يعطيه الفهم من ظاهرالآية على التّقريب فأقول: إنّ الألف و اللآّم في الإنسان هُما للجنس. و المعنى تفيدُ كون جنس الإنسان من حيثُ هو محكوم عليه بالخسران إلاّ المستثنى من ذلك، و هو خبر صدق من الله جلّت عظمته، و إن كان الإنسان يجهل وجه خسرانه، الأمر الذي يتعيّن بسببه استجلاب عدّة مؤكّدات التي منها اللاّم و إن و الظرفيّة و إسميّة الجُملة و القسم، و هو أعلى درجات التّوكيد. كلّ ذلك يفيد بأنّ الإنسان غير شاعر بخسران نفسه، و لا هو خاليُ الذهن أيضا. و إلاّ لما احتيج لاستجلاب نظير تلك المؤكّدات، كما يستفادُ أيضا من سياق الآية. إنّ الإنسان في منتهى غاية الخسران في حال أنّه لا يشعر بشيء من ذلك الخسران بما زُيِّن له من سوء عمله، و تحكّم شهواته، حكمة من الله: "وَكَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ"

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير الذكر الحكيم: (سورة الفاتحة) عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 1 05-19-2013 06:13 PM
تفسير سورة البقرة (1 ـ 7 ) عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 1 05-19-2013 06:13 PM
تفسير سورة القدر ...تفسير الجيلاني رضي الله عنه فراج يعقوب المواضيع الاسلامية 2 09-06-2012 12:28 AM
اية 63 سورة هود تفسير روح البيان عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 14 12-26-2011 10:43 AM
سورة العصر وسنة الصحابة الكرام أبوانس المواضيع الاسلامية 7 01-10-2009 01:40 PM


الساعة الآن 12:01 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir