أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > الرد على شبهات المخالفين

إضافة رد
قديم 09-23-2009
  #11
شاذلي
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 342
معدل تقييم المستوى: 16
شاذلي is on a distinguished road
افتراضي رد: تفضل اقرأ رسالة (وحدة الأمة لاتناقض التوحيد )

المبحث السابع
النقل عن بعض العلماء في مسألة سماع الأموات وحياتهم
1ـ قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه أهوال القبور وأحوال أهلها على النشور:خرج النسائي وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر خروج الروح وقال في روح المؤمن ((فيؤتى به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحاً به من أحدكم بغائبه يقدم عليه فيسألون ما فعل فلان ؟وما فعل فلان ؟فيقولون دعوه فإنه كان في غم الدنيا .فإذا قال :أما أتاكم ؟!!قالوا ذُهب به إلى أمه الهاوية )) قال محقق الكتاب أخرجه النسائي في المجتبى 4/8 والكبرى 1959وأبودواد 2389وابن حبان في صحيحه 3014والحاكم في مستدركه 1/504 والبيهقي في إثبات عذاب القبر .والحديث قال عنه الحافظ العراقي إسناده جيد وقال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب 4/396ـ370إسناده صحيح ومن قبله الحاكم قال:إسناده صحيح.انتهى كلام المحقق ص61
وفي هذا دليل على أن المؤمن حي حياة الأرواح وأنها تتزاور وتكلم بعضها وتحس بغيرها.
2ـ مطرف بن الشخير رضي الله عنه .قال ابن رجب في أهوال القبور ما نصه(وبإسناد صحيح عن أبي التياح قال كان مطرف يبدو فإذا كان يوم الجمعة أدلج فأقبل حتى إذا كان عند المقابر هوّم على فرسه فرأى أهل القبور قال:تعلمون عندكم يوم الجمعة ؟قالوا:نعم ،ونعلم ما تقول الطير .قال قلت :وما تقول الطير ؟قالوا:يقولون :سلام سلام يوم صالح.انتهى رواه عبدالله بن أحمد في زوائد الزهد وابو نعيم في الحلية .وهو صريح في حياة الأموات حياة برزخية وبعلمهم بالأحياء ومخاطبتهم لهم بل يعلمون حتى كلام الطير فضلاً عن الإنسان .وقد صححه الحافظ ابن رجب كما في أهوال القبور ص166 ولم يكن أمر مستنكر عند السلف.
3ـ قال ابن القيم في كتابه "الروح" ( ص5-ومابعدها)المسألة الأولى: وهي هل تعرف الأمواتزيارة الأحياء وسلامهم أم لا؟قال ابن عبد البر ثبت عن النبي أنه قال ما منمسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتىيرد عليه السلام فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلاموفي الصحيحين عنهمن وجوه متعددة أنه أمر بقتلى بدر فألقوا في قليب ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهمبأسمائهم يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني وجدتما وعدني ربى حقا فقال له عمر يا رسول الله ما تخاطب من أقوام قد جيفوا فقال والذيبعثنى بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون جوابا.وثبتعنه صلى الله وآله وسلم أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنهوقد شرع النبي لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام منيخاطبونه فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ولولا ذلكلكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجمادوالسلف مجمعونعلى هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشربه..
...إلى أن قال بن القيم :"ويكفي فيهذا تسمية المسلم عليهم زائرا ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائرا فإن المزورإن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره هذا هو المعقول من الزيارة عند جميعالأمم وكذلك السلام عليهم أيضا فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محالوقد علم النبي أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا سلام عليكم أهل الديار من المؤمنينوالمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخريننسأل الله لنا ولكم العافية.
وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطبويعقل ويردو إن لم يسمع المسلم الرد وإذا صلى الرجل قريبا منهم شاهدوه وعلموا صلاتهوغبطوه على ذلك"ا.هـ
" وسئل الشيح تقي الدين ابن تيمية رحمه الله كما في مجموعالفتاوى 4/273 هل يتكلم الميت في قبره أم لا؟
فقال: يتكلم وقد يسمع أيضا من كلمه كما ثبت في الصحيح عن النبى أنه قالإنهم يسمعون قرع نعالهم وثبت عنه في الصحيح أن الميت يسأل في قبره فيقال له من ربكوما دينك ومن نبيك فيثبت الله المؤمن بالقول الثابت فيقول الله ربى والاسلام دينىومحمد نبيي ويقال له ما تقول في هذا الرجل الذى بعث فيكم فيقول المؤمن هو عبد اللهورسوله جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه وهذا تأويل قوله تعالى يثبت اللهالذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وقد صح عن النبى أنها نزلتفي عذاب القبر....إلخ "ا.هـ
وقال الإمام ابنمفلح في الفروع: (2/235)
"ويسمع الميت الكلام ولأحمد من حديث سفيان عمن سمعأنسا عنه مرفوعا إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيرااستبشروا وإن كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا وروا أبوداود الطيالسي في مسنده عن جابر مرفوعا وهو ضعيف قال أحمد يعرف زائره يوم الجمعةبعد الفجر قبل طلوع الشمس وفي الغنية يعرفه كل وقت وهذا الوقت آكد وأطلق أبو محمدالبربهاري من متقدمي أصحابنا أنه يعرفه.
إلى أن قال :...قال شيخنا - أي الإمام ابن تيمية- استفاضت الآثار بمعرفته بأحوال أهله وأصحابه في الدنيا وأن ذلك يعرض عليه وجاءتالآثار بأنه يرى أيضا وبأنه يدري بما يفعل عنده ويسر بما كان حسنا ويتألم بما كانقبيحا وكان أبو الدرداء يقول اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أخزى به عند عبداللهبن رواحة وهو ابن عمه ولما دفن عمر عند عائشة كانت تستتر منه وتقول إنما كان أبيوزوجي وأما عمر فأجنبي تعني أنه يراها"ا.هـ
وقال البهوتي في كتابه : "كشاف القناع عن متن الإقناع" (2/165 (
"ويسمع الميت الكلامبدليل حديث السلام على أهل المقابر قال الشيخ تقي الدين واستفاضت الآثار بمعرفةالميت بأحوال أهله وأصحابه في الدنيا وإن ذلك يعرض عليه وجاءت الآثار بأنه يرى أيضاوبأنه يدري بما فعل عنده ويسر بما كان حسنا ويتألم بما كان قبيحا وكان أبو الدرداءيقول اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أجزى به عند عبد الرحمن بن رواحة وكان ابن عمهولما دفن عمر عند عائشة كانت تستتر منه وتقول إنما كان أبي وزوجي فأما عمرفأجنبي.ويعرف الميت زائره يوم الجمعة قبل طلوع الشمس قاله أحمد وفي الغنيةيعرفه كل وقت وهذا الوقت آكد وينتفع بالخير ويتأذى بالمنكر عنده"ا.هـ
__________________
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل ذلك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..


ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
شاذلي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2009
  #12
شاذلي
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 342
معدل تقييم المستوى: 16
شاذلي is on a distinguished road
افتراضي رد: تفضل اقرأ رسالة (وحدة الأمة لاتناقض التوحيد )

المبحث الثامن:الأدلة الشرعية على جواز الاستغاثة بهم :

1ـ : عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه : " أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي (صلى الله عليه وسلم ) فقال: ادع الله أن يعافيني قال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك، قال: فادعه، قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: ((اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتُقضى لِي اللهم فشفعه في "[1]
رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة والحاكم وابن خزيمة في صحيحه
والطبراني وابن السني .وصححه الطبراني وابن خزيمة والترمذي والحاكم ووافقه الذهبي. وانظر صحيح الجامع 1/275ولااعتراض على صحته وإنما تأول المانعون معناه على أنه توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وليس بالنبي صلى الله عليه وسلم .ومن تأمل في الحديث وجد أنه علمه أن يقول :((واتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمةيامحمد إني توجهت بك إلى ربي )) فلم يقل بدعاء نبيك وإنما قال بنبيك ثم استغاث بالرسول صلى الله عليه وسلم فقال ((يا محمد إني توجهت بك إلى ربي )) ولم يقل توجهت بدعاءك. وهذا واضح بأدنى تأمل.
ولذلك فالعمل بهذا الحديث جائز بلا ريب ،ولا فرق بين كونه في زمن النبي
صلى الله عليه وسلم أو بعد زمنه فإن النبي صلى الله عليه وسلم وجيه عند الله
تعالى وله المنزلة العظيمة ولا فرق بين التوجه به إلى الله سواء في زمنه أو بعد وفاته صلى الله عليه وسلم .
ويزيد استحباب العمل به في كل حاجة من الحاجات ماجاء من ألفاظ للحديث مؤكدة لمشروعية ذلك حيث قال ابن أبي خيثمة في تاريخه ( كما في قاعدة في التوسل لابن تيمية ص106 ) .حدثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا حماد بن سلمة ، أنا أبو جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة ، عن عثمان بن حنيف رضي الله تعالى عنه أن رجلاً أعمى أتى النبي عليه الصلاة والسلام فقال : إني أصبت في بصري فادع الله لي قال : ((اذهب فتوضأ وصل ركعتين ، ثم قل : اللهم إني أسألك واتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة يا محمد إني أستشفع بك على ربي في رد بصري ، اللهم فشفعني في نفسي وشفع نبيي في رد بصري ، وإن كانت
حاجة فافعل مثل ذلك )) . اهـ .
وهذا سند غاية في الصحة .وحماد بن سلمة ، ثقة ، حافظ علم .وزيادة الثقة مقبولة مالم تقع منافية أو فيها نوعمخالفة لرواية الأوثق ، وقوله: (وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك) لاتنافي أصل الحديث أو تخالفه بل توافقه تماماً ، لأن الأصل العموم واستعمال الحديث في أي وقت .وهذه الزيادة من باب التأكيد على هذا الأصل فقط، وليست كل زيادة للثقة يضعف بها الحديث ولذا قال الإمام الحافظ أبو حاتم ابن حبان على زيادة تفرد بها حماد بن سلمة كما في كتاب الثقات لابن حبان (8/1) ما نصه :هذه اللفظة … تفرد بها حماد بن سلمة وهو ثقة مأمون ، وزياد الألفاظ عندنا مقبولة عن الثقات، إذ جائز أن يحضر جماعة شيخاً في سماع شيء ثم يخفى على أحدهم بعض الشيء ويحفظه من هومثله أو دونه في الإتقان .اهـ.وهو كلام رصين ينبغي تعقله .كما قال الشيخ محمود سعيد في كتاب رفع المنارة.
ولمزيد الفائدة فسأذكر قصة وردت في معجم الطبراني تفيد أيضاً في المسألة وإن كان الاقتصار على المرفوع يكفي في دعاء الحاجات لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولكن أذكرهاللفائدة فقط .
2ـ قال الطبراني في المعجم الصغير ( 1 / 184 ) :حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المقري المصري التميمي ، حدثنا أصبغ بن الفرج، حدثنا عبد الله بن وهب عن شعيب بن سعيد المكي، عن روح بن القاسم ، عن أبي جعفر الخطمي المدني ، عن أبي أمامة ابن سهل ابن حنيف ، عن عمه عثمان بن حنيف :[أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته ، فلقى عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه ، فقال له عثمان بن حنيف اءت الميضاة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل :اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك (ربي) جل وعز فيقضي لي حاجتي ، وتذكر حاجتك. ورح إليّ حتى أروح معك. فانطلق الرجل فصنع ما قاله عثمان [بن حنيف] ،ثم أتى باب عثمان رضي الله عنه فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال : حاجتك ؟ فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ، وقال : ما كانت لك من حاجة فأتنا ، ثم إن الرجل خرج من عنده فلقى عثمان بن حنيف ، فقال له : جزاك الله خيراً ، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلى حتى كلمته في، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (أفتصبر ؟)، فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام ايت الميضأة فتوضأ ، ثم صل ركعتين ، ثم ادع بهذه الدعوات . قال عثمان ابن حنيف : (( فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط )) .لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة، وهو الذي يحدث عنه أحمد (ابن أحمد) بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأبلي .
وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر لخطمي واسمه عمير ابن يزيد وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة ، والحديث صحيح . انتهى كلام الطبراني .
أخرجه من هذا الوجه الطبراني في الكبير ( 9/ 17 ) ، وفي الدعاء (2/1288) ، والبيهقي في دلائل النبوة ( 6 /167 – 168 ) .
3ـ روى البخاري في صحيحه ( الفتح : 2 / 494 ) :عن أنس : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقنا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا )) . قال فيسقون.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 2 / 497 ) :(( ويستفاد من قصة العباس استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة، وفيه فضل العباس وفضل عمر لتواضعه للعباس ومعرفته بحقه )) . اهـ .
وفعل الصحابة رضي الله عنهم يفهم منه جواز تعدد وسائل التوسل ولا يفهم منه تحريم أحدها ،بل هو واضح في التنوع لا في التضاد وتوسلهم بالمفضول مع وجود الفاضل إنما يستفاد منه جواز العمل بالوسيلة الأدنى مع وجود الوسيلة الأعلى ولا يفهم منه تحريم الأعلى إلا بدليل أخر ينص على المنع ولا يوجد في ذلك أي دليل ،وكان لديهم وسيلة أعظم وهي الاقتصار على التوسل بأسماء الله وصفاته العظمى ،ومع ذلك توسل الصحابة بالعباس رضي الله عنه فلو كان التوسل بالمفضول يدل على تحريم التوسل بالفاضل لكان توسلهم بالعباس يدل على تحريم التوسل بأسماء الله وصفاته وهو مالم يقله أحد فدل على أن التوسل بالعباس أو بالأسماء والصفات أو بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما يدل على تنوع الوسائل لا على تحريم أحدها.ومعلوم أن علي أفضل من العباس رضي الله عنهما وكلاهما من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ،ورغم ذلك عدلوا عن الفاضل إلى المفضول وهذا لا يدل على التحريم .وإن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (( إنا نتوسل إليك بعم نبينا )) لا يخرج عن كونه توسلاً بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد قال العباس في دعائه : (( وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك )) فتوسل عمر بالعباس رضى الله عنهما فيه إرضاء للنبي (صلى الله عليه وسلم) والإقتداء به في إكرام عمِّه واتخاذه وسيلة لقرابته .وحرص الصحابة أن يكون التوسل بعم النبي صلى الله عليه وسلم دال على أن ذلك لمكانة النبي صلى الله عليه وسلم وممن فهم أن التوسل بالعباس هو توسلٌ به أى بذاته لا بدعائه فقط حسان ابن ثابت الصحابى الجليل رضي الله عنه حيث قال :
سألَ الأنام وقد تتابع جدبنا فسقي الغمام بغرة العباس
عم النبي وصنو والده الذي ورث النبي بذاك دون الناس
أحيا الإله به البلاد فأصبحت مخضرة الأجناب بعد اليأس
وصحابي آخر وهو عباس بن عتبة بن أبي لهب فقال :
بعمي سقى الله الحجاز وأهله عشية يستسقى بشيبته عمر
توجه بالعباس في الجدب راغباً إليه فما رامَ حتى أتى المطر
ومنَّا رسول الله فينا تراثه فهل فوق هذا للمفاخر مفتخر
فالأبيات السابقة تصرح بأنَّ التوسل كان بالعباس رضي الله عنه أي بذاته لا بدعائه فقط ،وإلا ففي الصحابة غيره ممن هو مستجاب الدعوة كسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وسعيد بن زيد وغيرهما .
4ـ ثبت عن السلف الصالح التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته :قال ابن أبي شيبة في "المصنف" (12/31-32) :حدثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن مالك الدار ، قال : وكان خازن عمر على الطعام ، قال :(أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتى الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر فاقرئه السلام وأخبره أنكم مسقيون ، وقل له : عليك الكيس، عليك الكيس، فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه ))
وأخرجه من هذا الوجه ابن أبي خيثمة كما في "الإصابة" (3/484)، والبيهقي في "الدلائل" (7/47)) والخليلي في "الإرشاد" (1/313-314) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/464) .
وقال الحافظ في "الفتح" (2/459) : وقد روى سيف في الفتوح أن
الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة. اهـ .
وقد صححه الحافظان ابن كثير في "البداية والنهاية" (7/101) ، وابن حجر في "الفتح " (2/495) وقال ابن كثير في جامع المسانيد – مسند عمر – (1/223) : إسناده جيد قوي . اهـ .
5ـ قال الطبراني في المعجم الكبير (24/352 حديث) رقم (871) :حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة ، ثنا روح بن صلاح ، ثنا سفيان الثوري ، عن عاصم الأحول ، عن أنس بن مالك قال : لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب دخل عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجلس عند رأسها فقال :((رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد أمي ، تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسك طيباً وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة ))، ثم أمر أن تغسل ثلاثاً ، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فألبسها إياه وكفنها ببرد فوقه، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وأخرج ترابه بيده ، فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه ثم قال : (( الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ، ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين )) ، وكبر عليها أربعاً وأدخلوها اللحد هو والعباس ، وأبو بكر الصديق رضي الله عنهما .
ورواه من هذا الوجه الطبراني في الأوسط ( 1 / 152) ، ومن طريقه أبونعيم في الحلية ( 3 / 121 ) ، وابن الجوزي في العلل المتناهية ( 1 / 268 )
وهو حديث حسن .قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 9 / 257 ) : رواه الطبراني في الكبير والأوسط ، وفيه روح بن صلاح وثقة ابن حبان ، والحاكم ، وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح . اهـ .
6ـ قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده (كشف الأستار: 1/397 ):
حدثنا يوسف بن موسى ، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن سفيان عن عبد الله بن السائب ، عن زاذان ، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ، ووفاتي خير لكم تعرض على أعمالكم ، فما رأيت من خير حمدت الله عليه ، وما رأيت من شرٍ استغفرت لكم )) .
قال الحافظ العراقي في (طرح التثريب ) ( 3 / 297) : إسناده جيد.وقال الهيثمي في ( مجمع الزوائد) (9/24) : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . اهـ .وصححه السيوطي في الخصائص (2 / 281 ) ، وفي تخريج الشفا وهو كما قال .

7ـ قال ابن ماجه في سننه ( 1 / 256 ) : حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري، ثنا الفضل بن الموفق أبو الجهم، ثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك ، فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك ) .
ورواه أحمد في المسند (3/21) عن يزيد بن هارون ، وابن خزيمة في التوحيد (17، 18) عن ابن فضيل بن غزوان وأبي خالد الأحمر .
والطبراني في الدعاء (2/990 ) وابن السني في عمل اليوم والليلة(ص40) كلاهما عن عبد الله بن صالح العجلي .والبغوي في حديث علي بن الجعد (ل 262 نسختي) عن يحيى بن أبي كبير، ويزيد بن هارون، وأحمد بن منيع كما جاء في (مصباح الزجاجة) (1/99) عن يزيد بن هارون .والبيهقي في (الدعوات الكبير) (ص47) عن يحيى بن أبي كبير .
كلهم عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه به مرفوعاً .
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (10/211-212) عن وكيع وأبى نعيم الفضل بن دكين كما في (أمالي الأذكار) (1/273) .
كلاهما عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري موقوفاً عليه، وهذا وجه مرجوح كما سيأتي بيانه عن شاء الله .
وإسناد هذا الحديث من شرط الحسن ، وقد حسنه جمع من الحفاظ منهم الحافظ الدمياطي في المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح (ص471_472) ، والحافظ أبو الحسن المقدسي شيخ الحافظ المنذري كما في التريب والترهيب (3/273) .والحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/291) .والحافظ بن حجر العسقلاني في أمالي الأذكار (1/272) .وقال الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة (1/99) : لكن رواه ابن خزيمة في صحيحه، من طريق فضيل بن مرزوق، فهو صحيح عنده . اهـ .
فهؤلاء خمسة من الحفاظ ، رحمهم الله تعالى ، صححوا أو حسنوا الحديث وقولهم حقيق بالقبول.
وحق السائلين على الله هو تفضل من الله وإنعام وليس بواجب على الله تعالى وإنما هو بمحض فضله للسائلين .
8ـ قال الطبراني في المعجم الكبير (10/267) :
حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ، ثنا الحسن بن عمر بن شقيق ، ثنا
معروف بن حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ،
عن عبد الله بن بريدة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا علي ، فإن لله في الأرض حاضراً سيحبسه عليكم )) .
ورواه من هذا الوجه أبو يعلى في مسنده (9/177) ، وابن السني في عمل اليوم والليلة(ص162) وأخرجه البزار في مسنده (كشف الأستار :4/33-34) :حدثنا موسى بن إسحاق ، ثنا منجاب بن الحارث ، ثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : "إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر ، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : أعينوا عباد الله" .قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/132) : رواه البزار ورجاله ثقات اهـ
__________________
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل ذلك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..


ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
شاذلي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2009
  #13
شاذلي
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 342
معدل تقييم المستوى: 16
شاذلي is on a distinguished road
افتراضي رد: تفضل اقرأ رسالة (وحدة الأمة لاتناقض التوحيد )

وقد عمل به أئمة المسلمين وجربوه :
ـ ففي المسائل ، وشعب الإيمان للبيهقي : قال عبد الله بن الإمام أحمد : سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها اثنتين راكباً ، وثلاثة ماشياً ، أو ثنتين ماشياً وثلاثة راكباً ، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشياً فجعلت أقول : يا عباد الله دلونا على الطريق ، فلم أزل أقل ذلك حتى وقعت على الطريق ، أو كما قال أبي . اهـ .
- وبعد أن أخرج أبو القاسم الطبراني الحديث في معجمه الكبير (17/117) قال : وقد جرب ذلك .
- وقال الإمام النووي في الأذكار (ص133) بعد أن ذكر الحديث ما نصه:حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له دابة أظنها بغلةوكان يعرف هذا الحديث فقاله، فحبسها الله عليهم في الحال، وكنت أنا مرةً مع جماعة فانفلتت منا بهيمة وعجزوا عنها فقلته فوقفت في الحال يغير سوى هذا الكلام . اهـ .
9ـ قال أبو يعلى الموصلي في مسنده (4/132) :حدثنا عقبة ، حدثنا يونس ، حدثنا سليمان الأعمش ، عن أبي سفيان، عن جابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم فيقال : هل فيكم أحد صحب محمداً فتستنصرون به فتنصروا ؟ ثم يقال : هل فيكم من صحب محمداً فيقال : لا . فمن صحب أصحابه ؟ فيقال لا . فيقال من رأى من صحب أصحابه ؟ فلو سمعوا به من وراء البحر لأتوه )) .إسناده صحيح .
ورواه أبو يعلى في مسنده ( 4 / 200) بلفظ مقارب :حدثنا ابن نمير ، حدثنا محاضر ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" يبعث بعثٌ فيقال لهم : هل فيكم أحد صحب محمداً ؟ فيقال : نعم. فيلتمس فيوجد الرجل فيستفتح فيفتح عليهم . ثم يبعث بعث فيقال: هل فيكم من رأى أصحاب محمد ؟ قيلتمس فلا يوجد حتى لو كان من وراء البحر لأتيتموه . ثم يبقى قوم يقرؤن القرآن لا يدرون ما هو " .قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/18) :رواه أبو يعلى من طريقين ورجالهما رجال الصحيح . اهـ .
10ـ قال الطبراني في معجمه الكبير (1/292) :
حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه ، ثنا أبي ، ثنا عيسى بن يونس ، حدثني أبي عن أبيه ،عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، قال :( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين ) ثم قال : وحدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، ثنا يحيى بن سعيد عن أبي إسحاق عن أمية بن خالد قال :( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين ) .
ثم رواه من طريق قيس بن الربيع ، عن أبي إسحاق ، عن المهلب بن أبي صفرة ، عن أمية بن خالد مرفوعاً نحوه .قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (10/262) : رواه الطبراني ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح . اهـ .
11ـ قال الإمام أحمد في مسنده : (5/422) :
ثنا عبد الملك بن عمرو ، ثنا كثير بن زيد ، عن داود بن أبي صالح قال : أقبل مروان بن الحكم يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر فقال : أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ فقال: نعم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم آت الحجر،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله )). وأخرجه من هذا الوجه الحاكم في المستدرك (4/515) وقال صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي .
فالزائر لا يأتي للأحجار والبقعة والقبر وإنما مقصوده من في القبر .ولذا قال أبو أيوب رضي الله عنه :نعم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم آت الحجر. فهذا هو فعل الصحابة الراسخون في العقيدة .
قال الحافظ الدارمي في سننه (1/43 – 44) : باب ما أكرم الله تعالى نبيه بعد موته :حدثنا أبو النعمان ، ثنا سعيد بن زيد ، ثنا عمرو بن مالك النكري، حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال :
12ـ (( قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة رضي الله عنها فقالت : انظروا إلى قبر النبي النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كواً لى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال: ففعلوا ، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق )) .
إسناده صحيح رجاله رجال مسلم ما خلا عمرو بن مالك النكري ، وهو ثقة . والله تعالى أعلم .
انتهى ما أردت نقله من بعض أدلة المجيزين للاستغاثة كما في كتاب رفع المنارة وشفاء السقام وغيرهما .
وبه نعلم أنهم ليسوا أصحاب هوى فضلاً عن تبديعهم فضلاً عن رميهم بالخروج عن ملة الإسلام.!والرجوع إلى الحق فضيلة فنسأل الله للجميع الهداية والتوفيق .
يتبع إن شاء الله

[1] انظر الحديث في تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي (10 / 132 ، 133)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 417) ، وابن ماجة في السنن ( 1 / 441 ) والبخاري في التاريخ الكبير ( 6 / 210 ) . والطبراني في المعجم الكبير ( 9 /19 ) ، وفي الدعاء أيضاً (2 / 1289 ) وفي المعجم الصغير (1/183) والحاكم في المستدرك ( 1 / 313 ، 519 ) والبيهقي في دلائل النبوة ( 6 / 166 ) ، وفي الدعوات الكبير .
وأحمد في المسند ( 4/ 138)، والبخاري في تاريخه (6/209) . (6/210) ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص209)، والطبراني في المعجم الكبير (1/17)، وفي الدعاء (2/1288)، والحاكم في المستدرك (1/526)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/167 – 168) .
__________________
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل ذلك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..


ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
شاذلي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2009
  #14
شاذلي
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 342
معدل تقييم المستوى: 16
شاذلي is on a distinguished road
افتراضي رد: تفضل اقرأ رسالة (وحدة الأمة لاتناقض التوحيد )

وهنا أرفق بعض فتاوى العلماء للإطلاع والفائدة :
1ـ الشيخ علي جمعة ـ مفتي الديار المصرية ـ حفظه الله :سأل عن هذه المسألة فقال:الحمد لله وحدهوالصلاة والسلام على من لانبي بعده سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهبإحسان الى يوم الدين.
ينبغي أننقدم أصولاً ثلاثة تجب مراعاتها عند الكلام في هذه المسألة وأشباهها:
أولاً: الأصل في الأفعال التي تصدر من المسلم أن تحمل على الأوجه التي لا تتعارض مع أصلالتوحيد، ولا يجوز أن نبادر برميه بالكفر أو الشرك، فإن إسلامه قرينة قوية توجبعلينا ألا نحمل أفعاله على ما يقتضي الكفر، وتلك قاعدة عامة ينبغي على المسلمين مراعاتها،وقد عبر الإمام مالك إمام دار الهجرة رحمه الله تعالى عن ذلك بقوله: >>من صدر عنه مايحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجهاً ويحتمل الايمان من وجه نحمل امره على الايمان«،ولنضرب لذلك مثلاً قولياً وآخر فعلياً.
مثال الأقوال:فالمسلم يعتقد أن المسيح عليه السلام يحييالموتى ولكن بإذن الله، وهو غير قادر على ذلك بنفسه وانما بقوة الله له، والنصرانييعتقد أنه يحيي الموتى، ولكنه يعتقد أن ذلك بقوة ذاتية، وأنه هو الله، او ابن الله،او أحد أقانيم ثلاثة كما يعتقدون، وعلى هذا فإذا سمعنا مسلماً موحداً يقول: ( أنا أعتقد أنالمسيح يحيي الموتى) ـ ونفس تلك المقالة قالها آخر نصرني ـ فلا ينبغي أن نظن أنالمسلم تنّصر بهذه الكلمة، بل نحملها على المعنى اللائق بانتسابه للإسلام ولعقيدةالتوحيد.
مثال الأفعال:أن المسلم يعتقد أيضا أن العبادة لا يجوز صرفها الا لله وحده، والمشركيعتقد جواز صرفها لغير الله تعالى، فإذا رأينا مسلماً يصدر منه لغير الله ما يحتملالعبادة وغيرها وجب حمل فعله على مايناسب اعتقاده كمسلم ، لأن من ثبت له عقد الإسلامبيقين لم يزل عنه بالشك والاحتمال. ولذلك لما سجد معاذ بن جبل رضي الله عنه للنبيصلى الله عليه وآله وسلم ـ فيما رواه ابن ماجه وصححه ابن حبان ـ نهاه النبي صلى اللهعليه وآله وسلم عن ذلك، ولكنه لم يصف فعله هذا بالشرك أو الكفر، وبدهي أن معاذا رضيالله عنه ـ وهو أعلم الأمة بالحلال والحرام ـ لم يكن يجهل أن السجود عبادة وأنالعبادة لا يجوز صرفها لغير الله ، ولكن لما كان السجود يحتمل وجهاً آخر غير عبادةالمسجود له لم يجز حمله على العبادة إذا صدر من المسلم أو تكفيره بحال، وفي ذلكيقول الحافظ الذهبي:"الا ترى الصحابة من فرط حبهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلمقالوا:ألا نسجد لك؟ فقال ؟لا . فلوأذن لهم لسجدوا له سجود إجلال وتوقير لا سجودعبادة، كماقد سجد اخوة يوسف عليه السلام ليوسف. وكذلك القول في سجود المسلم لقبرالنبي صلى الله عليه وآله وسلم على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به أصلاً. بل يكونعاصيا، فليعرف أن هذا منهي عنه وكذلك الصلاة الى القبر" انتهى كلام الإمام الذهبي من معجم الشيوخ : (1/73)والإخلال بهذا الأصل الأصيل هو مسلك الخوارج، حيث وضح ابن عمر رضي اللهعنهما ان هذا هو مدخل ضلالتهم فقال: "إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوهاعلى المؤمنين"علقه البخاري في صحيحه ووصله ابن جرير الطبري في »تهذيب الآثار« بسندصحيح.
ثانيا: هناك فارق كبير وبون شاسع ما بين الوسيلة والشرك. فالوسيلةمأمور بها شرعاً كما في قوله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليهالوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون)(المائدة:35)، وأثنى سبحانه على من يتوسلونإليه في دعائهم فقال : (اولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقربويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا)(الإسراء:57). والوسيلة فياللغة: المنزلة، والوصلة، والقربة، فجماع معناها هو : التقرب الى الله تعالى بكل ماشرعه سبحانه ويدخل في ذلك تعظيم كل ما عظمه الله تعالى من الأمكنة والأزمنةوالأشخاص والأحوال، فيسعى المسلم مثلا للصلاة في المسجد الحرام والدعاء عند قبرالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والملتزم تعظيماً لما عظّمه الله سبحانه وتعالى منالاماكن، ويتحرى قيام ليلة القدر والدعاء في ساعة الإجابة يوم الجمعة وفي ثلث الليلالأخير تعظيماً لما عظمه الله من الأزمنة، ويتقرب الى الله تعالى بحب الأنبياءوالصالحين تعظيماً لمن عظمه الله من الاشخاص. ويتحرى الدعاء حال السفر وعند نزولالغيث وغير ذلك تعظيما لما عظمه الله من الاحوال.. وهكذا وكل ذلك داخل في قولهتعالى { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}(الحج:32
اما الشركفهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله على الوجه الذي لا ينبغي الا لله تعالى،حتى لو كان ذلك بغرض التقرب الى الله كما قال تعالى { والذين اتخذوا من دونهاولياء مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} (الزمر: 3) وإنما قلنا ـ على الوجهالذي لا ينبغي الا لله تعالى ـ لإخراج كل ما خالف العبادة في مسماها وإن وافقها فيظاهر اسمها، فالدعاء قد يكون عبادة للمدعو كما في قوله تعالى(إن يدعون من دونه إلا إناثا) (النساء: 117) وقد لا يكون عبادة (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) النور: 63 .
والسؤال قد يكون عبادة للمسؤول كقوله تعالى(واسئلوا الله من فضله) (النور: 23)، وقد لا يكون عبادة للمسؤول كما في قوله تعالى (( للسائل والمحروم)) (المعارج: 25) والاستعانة قد تكون عبادة للمستعان به (إياك نعبدوإياك نستعين) (الفاتحة: 5)، وقال موسى لقومه ((استعينوا بالله واصبروا) (الاعراف: 128وقد لا تكون عبادة للمستعان به (واستعينوا بالصبر والصلاة)[1] (البقرة: 45) والحب قد يكون عبادةللمحبوب وقد لا يكون كما جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك في قوله: ((أحبواالله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي)) رواه الترمذيوصححه الحاكم.. [2]وهكذا، أي أن الشرك إنما يكون في التعظيم الذي هو كتعظيم الله تعالىكما قال تعالى: (فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) (البقرة: 22) وكما قالسبحانه: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشدّحباً لله) (البقرة: 165).وبذلك يتبين لنا فصل ما بين الوسيلة والشرك، فالوسيلة »نعظم فيها ما عظمه الله، أي أنها تعظيم بالله والتعظيم بالله تعظيم لله كما قالعزوجل: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) (الحج: 32)، اما الشرك: فهو تعظيم مع الله او تعظيم من دون الله، ولذلك كان سجود الملائكة لآدم عليه السلامإيمانا وتوحيداً وكان سجود المشركين للأوثان كفراً وشركاً مع كون المسجود له فيالحالتين مخلوقاً، لكن لما كان سجود الملائكة لآدم عليه السلام تعظيماً لما عظمه الله،كما أمر الله كان وسيلة مشروعة يستحق فاعلها الثواب، ولما كان سجود المشركينللأصنام تعظيماً كتعظيم الله كان شركاً مذموماً يستحق فاعله العقاب.
وعلى هذا الأصلفي الفرق بين الوسيلة والشرك بنى جماعة من أهل العلم قولهم بجوار الحلف بما هو معظمفي الشرع. كالنبي صلى الله عليه و آله وسلم، والاسلام و الكعبة ومنهم الامام احمدرحمه الله تعالى في احد قوليه، حيث أجاز الحلف بالنبي صلى الله عليه وآله وسلممعللا ذلك بأنه صلى الله عليه وآله وسلم أحد ركني الشهادة التي لا تتم إلا به، وذلكلأنه لا وجه فيه للمضاهاة بالله تعالى بل تعظيمه بتعظيم الله له، وحمل هؤلاء أحاديثالنهي عن الحلف بغير الله على ما كان من ذلك متضمنا للمضاهاة بالله بينما يرى جمهورالعلماء المنع من ذلك أخذاً بظاهر عموم النهي عن الحلف بغير الله.
وفي بيان مأخذالأولين وترجيحه يقول بن المنذر رحمه الله تعالى: (اختلف أهل العلم في معنى النهيعن الحلف بغير الله، فقالت طائفة: هو خاص بالأيمان التي كان أهل الجاهلية يحلفونلغير الله تعالى كاللات والعزى والأباء، فهذه يأثم الحالف بها ولا كفارة فيها، واماما كان يؤول إلى تعظيم الله كقوله: وحق النبي، والاسلام والحج والعمرة والهديوالصدقة والعتق ونحوها مما يراد به تعظيم الله والقربة إليه فليس داخلاً في النهي،وممن قال بذلك أبوعبيد وطائفة ممن لقيناه واحتجوا بما جاء عن الصحابة من إيجابهمعلى الحالف بالعتق والهدي، والصدقة ما أوجبوه مع كونهم رأوا النهي المذكور، فدل علىأن ذلك عندهم ليس على عمومه، اذ لو كان عاما لنهوا عن ذلك ولم يوجبوا فيه شيئا«. انتهى نقلاً عن فتح الباري للحافظ ابن حجر 11/535
1ـ فإذا ما حصل خلاف بعد ذلكفي بعض أنواع الوسيلة كالتوسل بالصالحين والدعاء عند قبورهم مثلاً .
2ـ أو حصل خطأ فيهامن بعض المسلمين فيما لم يشرع كونه وسيلة كالسجود للقبر أو الطواف به، فإنه لا يجوزأن ننقل هذا الخطأ أو ذلك الخلاف من دائرة الوسيلة إلى دائرة الشرك والكفر، لأننانكون بذلك قد خلطنا بين الأمور وجعلنا التعظيم بالله كالتعظيم مع الله، والله تعالىيقول: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين، ما لكم كيف تحكمون) (القلم: 36ـ35).
ثالثا: ان هناك فارقا ايضا ما بين كون الشيء سبباً، واعتقاده خالقاًومؤثراً بنفسه، تماماً كما مثلنا في الأصل الأول من اعتقاد المسلم أن المسيح عليهالسلام سبب في الخلق بإذن الله في مقابلة اعتقاد النصراني أنه يفعل ذلك بنفسه، فاذارأينا مسلماً يطلب أو يسأل أو يستعين أو يرجو نفعاً او ضراً من غير الله فإنه يجبعلينا قطعاً أن نحمل ما يصدر منه على ابتغاء السببية ،لا على التأثير والخلق، لمانعمله من اعتقاد كل مسلم أن النفع والضر الذاتيين إنما هما بيد الله وحده، وأن هناكمن المخلوقات ما ينفع أو يضر بإذن الله.
ويبقى الكلام بعد ذلك في صحة كون هذاالمخلوق أو ذلك سببا من عدمه.[3]
[1]وقوله تعالى ((وتعاونوا على البر والتقوى)) فإذا استعنت بمخلوق فلا يعني أنك تعبده.

[2] أي فإن حب الله هو عبادة لله تعالى ،وحب الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من المخلوقات ليس عبادة للرسول صلى الله عليه وسلم فمحبة الشيء لا تستلزم عبادته .

[3] وهذا طبعاً لا مدخل له في الشرك بعد أن فهمنا الفرق بين السببية والإيجاد.وفهمنا الفرق بين قصد العبادة وبدون قصد العبادة.
__________________
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل ذلك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..


ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
شاذلي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2009
  #15
شاذلي
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 342
معدل تقييم المستوى: 16
شاذلي is on a distinguished road
افتراضي رد: تفضل اقرأ رسالة (وحدة الأمة لاتناقض التوحيد )


إذا تقررت هذه الأصول الثلاثة ؛فإنه يجب علينااستحضارها في الكلام على حكم الطواف بالقبور، فإذا علمنا :
1ـ أننا نتكلم في أفعال تصدرمن مسلمين.
2ـ وأن هؤلاء المسلمين يزورون هذه الأضرحة والقبور اعتقادا منهم بصلاحأهلها وقربهم من الله تعالى، وأن زيارة القبور عمل صالح يتقرب ويتوسل به المسلم الىالله تعالى.
3ـ وأن الكلام إنما هو في جواز بعض ما يصدر من هؤلاء المسلمين من عدمه،وأن في بعض أفعالهم خلافاً بين العلماء وفي بعضها خطأ محضا لا خلاف فيه ـ إذا علمناذلك كله :فإنه يتبين لنا بجلاء أنه لا مدخل للشرك ولا للكفر في الحكم على أفعال هؤلاء المسلمين في قليل ولا كثير أو من قبيل أو دبير، بل ما ثم إلا الخلاف في بعضالوسائل والخطأ المحض في بعضها الآخر من غير أن يستوجب شيئاً من ذلك تكفيرا لمن ثبتإسلامه بيقين.
وباستعراض أقوال أهل العلم في حكم الطواف بالقبور نراها دائرة بينالحرمة والكراهة، أي أن منهم من يرى في الطواف وسيلة محرمة يأثم فاعلها، ومنهم منيرى أنه يستحب للمسلم تركه ولكنه إن فعله فلا عقاب عليه، والقول بالكراهة هوالمعتمد عند السادة الحنابلة ـ كما في كشاف القناع لخاتمة محققيهم العلامةالبهوتي ـ والقول بالتحريم هو مذهب جمهور العلماء، وهو الذي عليه الفتوى.
امااقحام الشرك والكفر في هذه المسألة فلا وجه له، اللهم إلا على افتراض أن الطائف يعبد من في القبر[4]، أو يعتقد أنه يجلب الضر أو النفع بذاته[5]، أو يعتقد بأن الطواف بالقبر عبادة شرعها الله تعالى كما شرع الطواف بالبيت[6].. وكلها احتمالات ينأى أهل العلم عن حمل فعل المسلم عليها كما سبق، لأن فرض المسألة في المسلم الذي يطوف بالقبر لا في غير ذلك.[7]
ولا يجوز للمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بمثل هذه المسائل ويجعلوها قضايا يحمل بعضهم فيها سيف الكلام على صاحبه،[8] فيكون جهاد في غير وعي،ويكون ذلك سبباً في تفريق الصفوف وبعثرة الجهود ويشغلنا عن بناء مجتمعاتنا ووحدةأمتنا، نسأل الله تعالى أن يجمع قلوب المسلمين على الكتاب والسنةوحسن التفهم للدين ومعرفة مراد الله تعالى من خلقه.انتهى كلام الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية وفقه الله.
[4] وهذا لايكون إلا إذا اعتقد أو ظن بأن مع الله إله غيره تصرف له العبادة .
[5] أي بالإيجاد لا السببية .
[6] لأنه لايوجد من يزعم ذلك أصلاً ،فإن وجد ذلك في يوم من الأيام فهو يكذب على الله تعالى لأنه لا يوجد في الكتاب والسنة ذلك ،بخلاف لو قاس ذلك على الطواف بالكعبة فقياسه باطل لأن علة الطواف بالكعبة تعبدية ، ولكن لا يكون حاله حال الأول الذي يدعي أن الله شرع ذلك .ففرق بين من يقيس على أمر مشروع حتى لو غلط في ذلك ومن يدعي أن الله شرع ذلك.
[7] والأصل في المسلم الإسلام بمقتضى لا إله إلا الله ولا نخرجه منه إلا بيقين.
[8] فالواجب أن تعطى المسألة حكمها الشرعي كما هو بلا مبالغة ولا تفريط.
__________________
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل ذلك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..


ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
شاذلي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2009
  #16
شاذلي
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 342
معدل تقييم المستوى: 16
شاذلي is on a distinguished road
افتراضي رد: تفضل اقرأ رسالة (وحدة الأمة لاتناقض التوحيد )


2ـ قال الإمام يوسف الدجوي رحمه الله تعالى .(1287هـ - 1365 هـ)
كما في فتاوى الشّيخ يوسف الدّجوي" ط دار البصائر] 1/232]وقد عُزِيَ إلى مجلة الأزهر - العدد الثالث - المجلد الثاني - ربيع الأولسنة 1350 هـوهو مقال طويل قال في خلاصته ما نصه: (الخلاصة :أنه لا يكفر المستغيث إلا إذا اعتقد الخلق والإيجاد لغير الله تعالى ،والتّفرقة بين الأحياء والأموات لا معنى لها ، فإنه إن اعتقد الإيجاد لغير الله كفر، على خلاف للمعتزلة في خلق الأفعال ، وإن اعتقد التسبب والاكتساب لم يكفر.
وأنتتعلم أن غاية ما يعتقد الناس في الأموات ، هو أنهم متسببون ومكتسبون كالأحياء ، لاأنهم خالقون مُوجِودون كالإله ؛ إذ لا يعقل أن يعتقد فيهم الناس أكثر من الأحياء ،وهم لا يعتقدون في الأحياء إلا الكسب والتّسبّب ، فإذا كان هناك غلط فليكن فياعتقاد التّسبّب والاكتساب ؛ لأن هذا هو غاية ما يعتقده المؤمن في المخلوق كما قلنا، وإلا لم يكن مؤمنًا ، والغلط في ذلك ليس كفرًا ، ولا شركًا .
ولانزال نكرر على مسامعك أنه لا يعقل أن يعتقد في الميت أكثر مما يعتقد في الحي ،فيثبت الأفعال للحي على سبيل التّسبّب ، ويثبتها للميت على سبيل التأثير الذّاتيوالإيجاد الحقيقي ، فإنه لا شك أن هذا مما لا يعقل.فغايةأمر هذا المستغيث بالميت -بعد كل تنزل- أن يكون كمن يطلب العون من المُقعد غير عالمأنّه مقعد ، ومن يستطيع أن يقول إن ذلك شرك ؟! على أن التّسبّب مقدور للميت وفيإمكانه أن يكتسبه كالحي بالدعاء لنا ، فإن الأرواح تدعو لأقاربهم ، كما في الحديثالشريف إذا بلغهم عنهم ما يسوؤهم ، فيقولون((اللهم راجعبهم أو لا تميتهم حتى تهديهم))[1]

بل الأرواح يمكنها المعاونة بنفسهاكالأحياء ، ويمكنها أن تلهمك وترشدك كالملائكة ، إلى غير ذلك على ماشرحناه ،وكثيرًا ما انتفع الناس برؤيا الأرواح في المنام . ولعلّنا نعودإليه.انتهى
قال أيضًا الإمام يوسفالدّجوي رحمه الله تعالى:
ولا أدري كيف يُكَفِّرون بالاستغاثة ونحوها؛ فإنّ المستغيث إن كان طالبًا من الله بكرامة هذا الميّت لديه ، فالأمر واضح ، وإنكان طالبًا من الولي نفسه فإنّما يطلب منه على اعتقاد أنّ الله أعطاه قوّة روحانيّةتشبه قوّة الملائكة فهو يفعل بها بإذن الله ، فهل في ذلك تأليه له ؟! ولو فرضناجدلاً أنّنا مخطئون في ذلك ، لم يكن فيه شرك ولا كفر ، بل نكون كمن طلب من المقعدالمعونة معتقدًا أنّه صحيح غير مقعد ، مع أنّ عمل الأرواح ومواهب الأنبياءوالأولياء ثابتة في الدّلائل القطعيّة .
وصفوة القول أنّنا نقول :هؤلاء المستغيثون يعتقدون أنّ الله أعطى هؤلاء الأولياءمواهب لم يعطها لغيرهم ، وذلك جائز لا يمكنهم منعه . وهم يقولون : "إنّهم اعتقدوا فيهم الألوهيّة" ! مع أنّ ذلك لا يقول به أحد ،إلاَّ عند من أساء الظّن بالمسلمين ظلمًا وعنادًا . ولو فرضنا أنّ ذلك مشكوك فيه ،فهل يجوز التّكفير والقتل بمجرّد الشّك ؟!
فالاستغاثة مبنيّة عندنا على أنّالأنبياء والأولياء أحياءٌ في قبورهم كالشّهداءِ ، بل أعلى من الشّهداء ، ويمكنهمأن يدعو الله تعالى للمستغيث بهم ، بل يمكنهم أن يعاونوه بأنفسهم كما تعاونالملائكة بني آدم ،وللأرواح تصرّف كبير في البرزخ . وعلى ذلكدلائل كثيرة أطنب فيها ابن القيّم،[2] وهو من أئمّة هؤلاء ، وأثبت ابن تيميّةسماع الأموات وردّهم السّلام في فتاويه وغيرها ، مستندًا إلى الأحاديث الصّحيحة فيذلك ، وذكر سماع سعيد بن المسيب الأذان من قبرهrأيّام الحرّة في كتبه ، فإذا استغاث بهم كان كمن يستغيثبالحي سواء بسواءٍ ؛ لأنّهم عندنا أحياءٌ ، بل أعظم نفوذًا ، وأوسع تصرّفًا منالأحياءِ.
ولو تنزّلنا غاية التنزّل ، وفرضنا أنّنا مخطئون في ذلك ،لم يكن هناك وجه للتّكفير، وإنّما يقال للمستغيثين : إنّكمأخطأْتم في ذلك ،فإنّهم ليسوا أحياء ولا قادرين على ما سبقلنا.
فإذًا يكون الخلاف بيننا وبينهم مبنيًّا علىأنّ الأمواتَ يسمعون ويعقلون ويدعون، أم همكالجماد لا يستطيعون شيئًا من ذلك،فنحننقول بالأوّل، مستندين في ذلك إلى الكتاب والسّنّة ، والأخبار المتواترة عنكرامات الأولياء ، ومرائي الصّالحين ، وبركات النّبيrالّتي حصلت للمستغيثين به ، والاستشفاع به عند زيارتهr،وقد نصّت على ذلك كتب المذاهب الأربعة ، حتّى الحنابلة عند ذكر آداب الزّيارة لهr.انتهى
وبه أنهي ما أردت نقله من فتاويهم التي تدل على ماذهبوا إليه .

[1] قدمت في المبحث السادس والسابع أدلة كثيرة على حياتهم فراجعها.

[2] في كتاب الروح لابن القيم.
__________________
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل ذلك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..


ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
شاذلي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-23-2009
  #17
شاذلي
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 342
معدل تقييم المستوى: 16
شاذلي is on a distinguished road
افتراضي رد: تفضل اقرأ رسالة (وحدة الأمة لاتناقض التوحيد )

الخاتمة
أرجو أن يكون هذا المكتوب باب خير للأمة ليعلموا أن الوحدة لا تناقض التوحيد لأنه لايوجد شرك أكبر عند إخواننا المسلمين وإنما هي نزغة عظيمة من نزاعات الشيطان فرقت الأمة وشتت جهودها وأضاعت الوقت في أوهام لا وجود لها.فقد تبّين لكل منصف صادق في غيرته على الدين والأمة أن إخواننا من المسلمين على التوحيد وحسن الاعتقاد في الله جل جلاله وحده لا شريك له.فأسأل الله أن يوفق المسلمين للتضامن والوحدة وتوحيد الجهود ضد الدعوات المعادية للدين ،وأن لا ينجح الشيطان في مزيد التحريش بين دعاة وعلماء الأمة فقد ضاع من الوقت الكثير ،والأجدر بنا أن نتوقف عن هذا التمزيق المفتعل بعد أن تبين الصبح لذي عينين .فكم من جهاد نُكّست أعلامه بسبب تصور أن إخواننا المسلمين يعبدون الأنبياء والأولياء ، كما يُعلم من نتائج الجهاد في الأفغان وغيرها ،فسقطت جهودهم بهذه الشبهة وكانت من الأسباب المهمة جداً في وقوع التناحر والشقاق.وكم من يتيم من أبناء المسلمين أُخر وقُدّم جاره بسب أنهم على غير اعتقاد بعض الجمعيات الخيرية!بل وكم تكلفُ هذه الشبهة المسؤولين عن الجمعيات ودور التكافل وغيرها من تحرى للأسر المستفيدة خشية أن يكونوا من عبّاد الأنبياء والأولياء كما فهموا !.وكم من مسجد لم يبنى مع شدة الحاجة إليه بسبب هذا النزعة ،وكم من أبناء بلد واحد ؛بل ومنزل واحد أحتد بينهم الشقاق ،والتنافر والقطيعة بسبب ذلك التصور الخاطىء .وكم من واجبات تركت في سبيل القيام بواجب حماية التوحيد وفق هذا المفهوم حسب ما كان يظن بعض المخلصين .فأسأل الله أن يوفقنا لرضاه،وأن يجمع كلمة المسلمين على العدل والإنصاف والتقوى وأن يبطل كيد من استغل هذه الأفكار في هدم وحدة المسلمين .واما بعض المسائل كالطواف لله تعالى حول القبور ،والذبح لله تعالى عند القبور لغرض إهداء الثواب للميت ،وكذلك البناء على القبور فكل هذه المسائل الفقهية يعلم حكمها من كتب الفقه في باب الجنائز في كتب المذاهب الأربعة ثم يكون الإنكار بعد معرفة الحكم الشرعي.وتعطى المسألة حجمها بلا تقصير ولا مبالغة .
هذا والله أعلى وأعلم .وسبحان ربك رب العزة عما يصفون ،وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
كتبه:الفقير إلى رحمة ربه الغني ،غيث بن عبدالله الغالبي
انتهى النقل
لتحميل الرسالة من هنا


http://www.gmrup.com/show.php/218052_.rar.html
__________________
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل ذلك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..


ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
شاذلي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-01-2009
  #18
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: تفضل اقرأ رسالة (وحدة الأمة لاتناقض التوحيد )

بارك الله بكم سيدي فاروق ونفع بكم ولا تحرمونا من اطلالتكم الطيبة المباركة
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شفاء امرأة من السرطان بفضل الله تعالى فاروق العطاف مقالات مختارة 0 06-08-2011 09:10 AM
إلى كل من يبحث عن عمل ولم يجده بعد... اقرأ القصة فربما تفتح لك باباً ابوعبدالله القسم العام 4 08-26-2009 09:09 PM
تفضل يا استاذ هيثم أبو أنور الصوتيات والمرئيات 16 03-26-2009 04:06 PM
تفضل يا ابا معاوية أبو أنور الصوتيات والمرئيات 3 02-23-2009 07:34 PM
اقرأ ... واعتبر هيثم السليمان القسم العام 6 02-02-2009 01:07 PM


الساعة الآن 08:23 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir