أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد،يُحيي ويُميت،وهو حي لا يموت،بيده الخير وهو على كل شئ قدير           

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 01-29-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الزّمن والدهر

نسمع كثيراً في تصنيف ووصف الوقت ألفاظاً مثل الدَّهْرِ والْـمُدَّة والزمن، وهذه التسميات تختلف عن بعضها في فروق ، فالمدة من «مدد» الميم والدال أصل واحد يدل على جَرِّ شيءٍ في طول، واتّصال شيء بشيء في استطالة. تقول: مدَدْت الشيءَ أمدُّه مَدَّاً.

ومَدَّ النهرُ، ومَدَّهُ نهرٌ آخر، أي زاد فيه ووَاصله فأطال مدّته.

وأمْدَدْتُ الجيشَ بمدَد.




ومدُّ النهارِ: ارتفاعُه إذا امتدّ.
أما الدهر فمن «دهر» والدال والهاء والراء أصل واحد، وهو الغَلَبة والقَهْر.

وسُمِّي الدّهرُ دَهْراً لأنه يأتي على كل شيء ويَغلِبُه.

وقيل الدَّهْرُ: الأمَدُ المَمْدُودُ، وقيل: الدهر ألف سنة. وجمعُ الدَّهْرِ أدْهُرٌ ودُهُورٌ، وقال صلى الله عليه وسلم: لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإن الله هو الدَّهْرُ، فقيل لهم: لا تسبوا فاعل ذلك بكم فإِن ذلك هو الله تعالى.

فقولُ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تسبُّوا الدَّهْرَ فإنَّ اللهَ هُوَ الدّهر»، معناه أنّ العربَ كانوا إذا أصابتْهم المصائبُ قالوا: أبادَنَا الدهرُ، وأتَى علينا الدّهر.

وقد ذكروا ذلك في أشعارهم. قال عمرو الضُّبَعِيّ:

فلــو أنَّنِــي أُرمَى بنَبـــْلٍ تَقَيْتُهـــا ولكنَّنــي أُرمَـــى بغــير ســـــهامِ

وقال آخر:

وســـلَبْتَنَا ما لســـــتَ تُعِْقبُنـــــا يا دَهــرُ ما أنصفْــتَ في الحُكْـــمِ

فأعلَمَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن الذي يفعل ذلك بهم هو الله جلّ ثناؤُه، وأنّ الدّهرَ لا فِعلَ له، وأنّ مَن سَبَّ فاعِلَ ذلك فكأنّه قد سَبَّ ربّه، تبارك وتعالى عمّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً. وقد يحتمل قياساً أن يكون الدَّهرُ اسماً مأخوذاً من الفِعْل، وهو الغَلَبة، كما يقال رجل صَوْمٌ وفِطرٌ، فمعنى لا تسبُّوا الدَّهْرَ، أي الغالبَ الذي يقهركم ويغلِبُكم على أموركم.

فالْفَرْقُ بَيْـنَ الدَّهْرِ والْـمُدَّةِ: أن الدهر جمع أوقات متوالية، مختلفة كانت أو غير مختلفة، ولهذا يقال: الشتاء مدة، ولا يقال: دهر لتساوي أوقاته في برد الهواء وغير ذلك من صفاته، ويقال للسنين دهر لأن أوقاتها مختلفة في الحر والبرد وغير ذلك، وأيضاً من المدة ما يكون أطول من الدهر، ألا تراهم يقولون: هذه الدنيا دهور، ولا يقال: الدنيا مدد، والمدة والأجل متقاربان فكما أن من الأجل ما يكون دهوراً فكذلك المدة.

والزمن من «زمن» الزاء والميم والنون أصل واحد يدل على وقت من الوقت. من ذلك الزَّمان، وهو الحِين، قليلُهُ وكثيرُهُ. يقال زَمانٌ وزَمَن، والجمع أزمانٌ وأزمنَة. قال الشَّاعر في الزّمن:

وكنتُ امرأً زَمَناً بالعرَاقِ عَفيف المُناخِ طويلَ التَّغَنّْ

وقال في الأزمان: ويقولون: «لقيتُهُ ذات الزُّمَيْن» يُراد بذلك تراخِي المُدّة.

يقول: النابغة الذبياني:

مَنْ يطلبِ الدّهـرُ تُدرِكـْهُ مخالبُـهُ، والدّهرُ بالوِترِ نــاجٍ، غيرُ مطلــوبِ

ما من أناسٍ ذوي مجـــدٍ ومكرمةٍ، إلاّ يشدّ عليهم شـــــدةَ الذيـــبِ

حتى يبيدَ، على عمــــدٍ، ســراتهمُ، بالنافذاتِ منَ النبلِ المصــاييبِ

إني وجدتُ سِـهامَ الموتِ مُعرِضـَةً بكلّ حتفٍ، من الآجـالِ، مكتـوبِ

وقال الأعشى:

لَعَمْرُكَ مَا طُـــــولُ هـــذا الزّمـــنْ عَلى المـــــَرْءِ، إلاّ عَنَــــاءٌ مُعَــــنّ

يَظَـــلّ رَجِيمــــاً لرَيْــبِ المَنُــــون وَللســــّقْمِ فـي أهْلـــِهِ وَالحَـــزَنْ

وهـــــالكِ أهـــــلٍ يجنّونـــــــــهُ، كَآخــَرَ فــــي قَفْــــرَةٍ لــمْ يُجَـــن






إسماعيل ديب
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:20 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir