أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           

إضافة رد
قديم 03-07-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي أبو سليمان الداراني

أبو سليمان الداراني
؟ - 211 للهجرة
أبو سليمان الداراني، عبد الرحمن بن احمد بن عطية العنسي، أحد الأوتاد والأقطاب.
مات سنة خمس عشرة ومائتين.
من كلامه: " من أحسن في نهاره كفى في ليله، ومن احسن في ليله كفى في نهاره.ومن صدق في ترك شهوة ذهب الله بها من قلبه. والله اكرم من أن يعذب قلبا بشهوة تركت له " وقال: " لكل شي علم، وعلم الخذلان ترك البكاء " .
وقال: " لكل شي صدا، وصدأ نور القلب شبع البطن " .
وقال: " كل ما شغلك عن الله - من اهل أو مال أو ولد - فهو عليك مشؤم " .
وسئل عن السماع، فقال: " كل قلب يريد الصوت الحسن فهو ضعيف، يدارى كما يدارى الصبي إذا إريد أن ينوم " . ثم قال: " الصوت)الحسن( لا يدخل في القلب شيئا،إنما يحرك من القلب ما فيه " .
وقال: " افضل ما يتقرب به العبد إلى الله ان يطلع على قلبك وانت لاتريد من الدنيا والآخرة غيره " وروى عنه. انه قال: " اختلفت إلى منزل قاص،فاثر كلامه في قلبي، فلما لم يبق في قلبي شيء، فعمت ثانيا فسمعت كلامه، فبقي في قلبي حتى رجعت إلى منزلي، فكسرت آلات المخالفات، ولزمت الطريق " .
فحكيت هذه الحكاية ليحيى بن معاذ، فقال: " عصفورا اصطاد كركيا! " ،إراد بالعصفور ذلك القاص، وبالكركى الداراني " .
وقال ابن أبي الحوارى، قلت لأبي سليمان: " أيجوز للرجل أن يخبر عن نفسه بالشيء يكون منه؟ " ، فقال: " إذا كان في موضع الأدب ليقتدي به،جاز له ذلك " .
وقال أيضا: " دخلت عليه يوما وهو يبكي، فقلت له: " ما يبكيك؟! " ، فقال: " يا احمد!، ولم لا أبكى؟!، إذا جن الليل، ونامت العيون، وخلا كل حبيب بحبيبه،افترش أهل المحبة أقدامهم، وجرت دموعهم على خدودهم، وقطرت على محاريبهم، اشرف الجليل سبحانه فنادى: يا جبريل! بعيني من تلذذ بكلامي،واستراح إلى ذكرى،وأنى لمطلع عليهم في خلواتهم،اسمع أنينهم وارى بكائهم، فلم لا تنادي فيهم، يا جبريل: ما هذا البكاء؟!،هل رأيتم حبيبا يعذب أحباءه؟ام كيف يجمل بي أن أعذب قوما إذا جنهم الليل تعلقوا)بي(؟! فبي حلفت!، إذا وردوا علي القيامة لا كشفن عن وجهي الكريم،حتى ينظروا إلى،وانظر أليهم! " وقال أيضا:شكوت )أليه( الوسواس،فقال: " إذا أردت ان ينقطع عنك،فأي وقت أحسست به فافرح، فانك إذا فرحت انقطع عنك،لأنه ليس شي ابغض للشيطان من سرور المؤمن، وان اغتنمت به زادك " .
وقال، ذاكرته يوما في الصبر، فقال: " والله، ما نصبر على ما نحب، فكيف نصبر على ما نكره؟! " .
وقال، قال لي أبو سليمان: " يا احمد!، أيكون شيء اعظم ثوأبا مكن الصبر؟ " قلت: " نعم!، الرضى عن الله! " ، قال: " ويحك!، إذا كان الله يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب، فأنظر ماذا يفعل بالمرضى عنهم! " .
وقال، قال ل ييوما: " إذا أردت أبداً حاجة من حاجات الدنيا فلا تأكل شيئاً حتى تقضيها، فان الأكل يغير العقل " .
وقال ذو النون: " تسمعوا يوماً على أبي سليمان، فسمعوه يقول: يا رب!، أن طالبتني بسريرتي طالبت بتوحيدك!، وان طالبت بذنوبي طالبت بكرمك!، وان جعلتني من اهل النار أخبرت أهل النار بحبي إياك " .
وقال: " يعرف الأبرار بكتمان المصائب، وصيانة الكرامات " .
وروى عنه انه قال: " نمت ليلة عن وردي، فإذا حورية تقول لي: أتنام وأنا أُرَبى لك في الخدود منذ خمسمائة عام؟! " .

وقال: " كنت ليلة باردة في المحراب، فاتلفني البرد، فخبأت إحدى يدي من البرد، وبقيت الأخرى ممدودة، فغلبت عيناي فنمت، فهتف بي هاتف: يا أبا سليمان!، قد وضعنا في هذه ما أصابها، ولو كانت الأخرى لوضعنا فيها. فآليت على نفسي أن لا ادعوا إلا ويداي خارجتان، حراً أو برداً " .
وقال: " بينما أنا مار في طريق بيت المقدس، إذ رأيت امرأة عليها جبة مسح، وعلى رأسها خمار صوف، وهي جالسة، ورأسها بين ركبتيها، وهي تبكي؛ فقلت لها: ما أبكاكِ، يا جارية؟. فقالت: يا أبا سليمان؛ وكيف لا ابكي وأنا احب لقائه؟!. فقلت لها ما تحبين؟، فقالت: وهل يحب المحب غير لقاء المحبوب؟!. فقلت لها: ومن محبوبك؟ فقالت: علام الغيوب!، قلت: كيف تحبينه؟، فقالت: إذا صفيت نفسك من العيوب، وجالت روحك في الملكوت، عند ذلك تصل إلى محبة المحبوب " . فقلت: " فكيف يكونون في محبتهم له؟ " ، فقالت: " أبدانهم نحيلة، وألوانهم متغيرة، وعيونهم هاطلة، وقلوبهم واجفة، وأرواحهم ذائبة، وألسنتهم بذكر محبوبهم لهجة " ، قلت: " من أين لك هذه الحكمة، التي تنطقين بها؟! " ، فقالت: " يا أبا سليمان!، لا تجيئ بطول العمر! " . فقلت: " بماذا تجئ؟ " ، قالت: " بصفاء الود، وحسن المعاملة؟ " ، ثم أنشأت تقول:
قد كتمت الهوى فباح بسره ... عبرات من الجفون تسيل
ثم قالت: أواه! أواه!. وأنشأت تقول:
كتب الدمع، فوق خدي، سطورا ... كل وجدٍ بمن هويت قليل
اعذروني، إذا بليت من الوجد، ... فمالي إلى العزاء سبيل
ان دمعي لشاهد على الحب، ... دليل بأن حزني طويل
ثم قامت ودخلت في واد بين الجبال، وأنا انظر أليها " .
قلت: وابنه سليمان بن أبي سليمان من الجلة، له لسان في علومهم. لقيه ابن أبي الحوارى.
وحَكَى عنه، قولَ والده: " كنت بالعراق اعمل، وأنا بالشام اعرف " قال ابنه: " إنما معرفة أبي لله تعإلى للشام لطاعته بالعراق، ولو ازداد بالعراق طاعة لازداد بالله معرفة " .
وحكى بعض أصحابه، قال: " كنا ببيت المقدس، ولا نتكلم إلا في أوقات، وكان له عمود في المسجد يجلس أليه؛ فجأت يوماً إلى العمود فما رأيته، كذا ثانية. فلما كان يوماً ثالث كنت بجانب العمود وما رأيته، فحدثني وقال: " اجلس! " فنظرت فإذا هو قائم في العمود، فجلست وأنا مرعوب، وجاء اخر فقعد، وجاء اخر، فقال أبو سليمان: " من الناس من يطلبني اليوم واليومين والثلاثة، فإذا اردت استترت، وإذا اردتم انكشفت، وحدثته فقعد " .
ولأبي سليمان أخ اسمه داود، زاهد وورع، كلام ككلام أخي في الرياض والمعاملة، حكى عنه ابن أبي الحواري.
قال: قلت له: " ما تقول في القلب، يسمع الصوت الحسن، فيؤثر فيه؟ " . قال: " كل قلب يؤثر فيه الصوت الحسن فهو ضعيف، يدأوي كما تداوى النفس كما تداوى النفس المريضة " .
ومن أصحابه القاسم بن عثمان الجوعي، أبو عبد الملك، من الأعلام. من أقران السري والحارث؛ وكان أبو تراب يصحبه. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين.
من كلامه: " من اصلح فيما بقى من عمره غُفر له ما مضى وما بقى. ومن افسد فيما بقى من عمره أو خذ بما مضى وما بقى " .
وقال: " السلامة كلها في اعتزال الناس، والفرح كله في الخلوة بالله " .
وقال: " التوبة رد المضالم، وترك المعاصي، وطلب الحلال، وأداء الفرائض " .
وقال لأصحابه: " أوصيكم بخمس: إن ظلمتم فلا تظلموا، وان مدحتم فلا تفرحوا،وان ذممتم فلا تجزعوا،وان كذبتم فلا تغضبوا، وان خانوكم فلا تخونوا " وقال: " أن لله عبادا قصدوا الله بهممهم، وافردوه بطاعتهم، واكتفوا به في توكلهم، ورضوا به عوضا عن كل ما خطر على قلوبهم من أمر الدنيا. فليس لهم حبيب غيره،ولا قرة عين الا فيما قرب أليه " .
قال أبو جعفر الحداد: " دخلت دمشق، فوقفت عليه وهو يتكلم في الإيثار، فدخل عليه رجل من خارج الحلقة، حتى جاء إلى القاسم، وفي رأسه عمامة، فأخذها وجعل يلقيها على رأسه، وقاسم يديرها له حتى أخذها، ولم يكلم أحدا من أصحابه،ولا قطع كلامه " : وقال له شخص: " ادع لي! فان السلطان يطلبني وأنا مظلوم! " فقال: " ما أخدعك!، أنا ما أدعو لنفسي، أنا اعرف أيش تحت ثيابي؟! " .وروى عنه انه قال: )رأيت في الطواف حول البيت رجلا، فقربت منه، فإذا هو لا يزيد على قوله: )اللهم قضيت حاجة المحتاجين، وحاجتي لم تقض! " ، فقلت له: )مالك لا تزيد على هذا الكلام؟! " . فقال: " أحدثك!.كنا سبعة رفقاء، من بلدان شتى غزونا ارض العدو، فأسرنا كلنا؛ فاعتزل بنا لتضرب أعناقنا، فنضرت إلى السماء، فإذا سبعة أبواب مفتحة، عليها سبع من الحور العين، على كل باب جارية، فقدم منا رجل، فضربت عنقه، فرأيت جارية في يدها منديل، قد هبطت إلى الأرض، )وهكذا( حتى ضربت أعناق ستة، وبقيت أنا وبقي باب وجارية، فاستوهبت، فسمعتها تقول: " اي شي فانك يا محروم! " . وأغلقت الأبواب!، وأنا يااخي، متحسر على ما فاتني " .
قال قاسم بن عثمان: " أراه أفضلهم، لنه رأى ما لم يرو، وترك يعمل على الشوق " قال ابن عساكر الحافظ: " وجدت بخط بعضهم له:
اصبر على كسرة وملح ... فالصبر مفتاح كل زين
واقنع فان القنوع عز ... لا خير في شهوة بدين
وأما قاسم الجوعي الكبير فاخر. كان من العيان، حكى عنه ابن أبي الحواري قال، سمعته يقول: " قليل العمل مع المعرفة خير من كثير العمل بلا معرفة " ثم قال لي: " اعرف!، وضع رأسك ونم، فما عبد الله الخلق بشيء افضل من المعرفة " .
قال، وسمعته يقول: شبع الأولياء بالمحبة عن الجوع، ففقدوا لذة الطعام والشراب والشهوات ولذإذات الدنيا، لأنهم تلذذوا بلذة ليس فوقها لذة، فقطعهم عن كل اللذات " .
وقال: " إنما سميت " الجوعى " لان الله قواني عليه، فكنت أبقى شهراً، ولا أكل ولا اشرب، ولو تركوني لزدت. وكنت أقول: اللهم أنت فعلت ذلك، فأتمه على بمنك! " .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-08-2012
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: أبو سليمان الداراني

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-08-2012
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: أبو سليمان الداراني

واياكم سيدي الحبيب
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بعد وفاة سيدنا سليمان عليه السلام محمد الميانى المواضيع الاسلامية 0 02-18-2015 07:44 PM
الهدهد حامل بريد سليمان إلى بلقيس عبدالقادر حمود المواضيع الاسلامية 3 09-09-2011 02:38 AM
سليمان عليه السلام نوح المواضيع الاسلامية 5 03-21-2010 10:47 PM


الساعة الآن 08:16 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir