أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً           

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 03-29-2009
  #1
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي القصيدة اليتيمة



القصيدة اليتيمة

نسجت قصص مختلفة حول هذه القصيدة وصاحبها , ولا بأس هنا من إيراد واحدة من تلك القصص , فقد ورد في مقدّمة إحدى مخطوطاتها ما يلي : " هذه يتيمة الدّهر وفريدة العصر ,عُزِيَتْ إلى سبعة عشر شاعراً كلٌّ منهم قد ادّعاها , وهو يكذب في دعوا , وسبب تسميتها بذلك أ نَّ ملكة اليمن آلت على نفسها أن لا تتزوج إلا بمن يقهرها بالفصاحة والبلاغة , يذلّها في الميدان .
فلم يتّفق ذلك لأحد مدّة طويلة , فسمع بها بعض الشجعان البلغاء وجاء يطلب محلّها , فمرَّ ببعض أحياء العرب فأضافه كبير الحيّ وسأله عن حاله , فأخبره بما هو فيه , وأطلعه على القصيدة المذكورة , وكان ممّن خطب المرأة سابقاً , فحمله الطّمع على أن يرضخ رأس الرّجل بحجر إلى أن مات , وأخذ القصيدة المذكورة وأضافها لنفسه , وذهب على المرأة ليخطبها , وذكر أنّه كفؤ لها .
فقالت له : من أيِّ الدّيار أنت ؟
قال : من العراق .
فلمّا اطّلعت على القصيدة رأت بيتاً يدلُّ على أنَّ قائلها من تهامة , فصرخت بقومها وقالت : " ألزموا هذا فإنّه قاتل بعلي " , فأخذوه وعذّبوه , فأقرَّ بما فعل , فرجعوا إليها به , فأمرت بقتله فقتلوه , وآلت على نفسها أن لا تتزوّج بأحد بعده كرامة لهذه القصيدة .






هل بالطُّلول لِسائِلٍ رَدُّ؟ = أَمْ هل لها بِتَكَلُّمٍ عَهْدُ؟
دَرَسَ الجَديدُ جَديدُ مَعْهَدِها = فَكَأنما هي رَيْطَةٌ جَرْدُ
مِن طولِ ما يَبْكي الغَمامُ على = عَرَصَاتِها ويُقَهْقِهُ الرعْدُ
وتَلُثُّ سارِيَةٌ وغادِيَةٌ = ويَكُرُّ نَحْسٌ بعدهُ سَعْدُ
تَلْقى شآمِيَةٌ يَمانِيَةً = ولها بِمَوْرِدِ ثَرِّها سَرْدُ
فَكَسَتْ مَواطِرُها ظَواهِرَها = نَوْراً كأنَّ زَهاءَها بُرْدُ
تَنْدى فَيَسْري نَسْجُها زَرَداً = واهِِي العُرى ويَغُرُّه عَقْدُ
فَوَقَفْتُ أسألُها وليس بها = إلاّ المهَا ونَقانِقٌ رُبْدُ
فَتَناثَرَتْ دُرَرُ الشؤونِ على = خَدِّي كما يَتَناثَرُ العِقْدُ
لَهْفي على دَعْدٍ وما خُلِقَتْ = إلاّ لِطولِ تلَهُّفي دَعْدُ
بَيْضاءُ قد لبِسَ الأديمُ أديمَ = الحُسْنِ فَهْوَ لِجِلْدِها جِلْدُ
وَيَزيِنُ فَوْدَيْها إذا حَسَرَتْ = ضافي الغَدائرِ فاحمٌ جَعْدُ
فالوَجْهُ مِثْلُ الصُّبْحِ مُبْيَضٌّ = والشَّعْرُ مِثْلُ الليلِ مُسْوَدُّ
ضِدَّانِ لمّا استَجْمَعا حَسُنا = والضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ
وجبينُها صَلْتٌ وحاجِبُها = شَخْتُ المَخَطِّ أزَجُّ مُمْتَدُ
وكَأنَّها وَسْنى إذا نَظَرَتْ = أوْ مُدْنَفٌ لَمَّا يُفِقْ بَعْدُ
بِفُتورِ عَيْنٍ مابِها رَمَدٌ = بِها تُداوى الأعيُنُ الرُّمْدُ
وتُجِيلُ مِسْواكَ الأراكِ على = رَتْلٍ كأنَّ رُضابَهُ شَهْدُ
والجِيدُ مِنْها جِيدُ جُؤْذُرَةٍ = تَعْطو إذا ما طالَها المَرْدُ
وكأنَّما سُقِيَتْ تَرائبُها = والنَّحْرُ ماءَ الوَرْدِ والخَدُّ
وامْتَدَّ من أعْضادِها قَصَبٌ = فَعْمٌ تَلَتْهُ مَرافِقٌ مُلْدُ
والمِعْصَمان فما يُرى لهما = مِنْ نَعْمَةٍ وبَضاضَةٍ نِدُّ
ولها بَنانٌ لو أرَدْت َ له = عَقْداً بِكَفِّكَ أمْكَنَ العَقْدُ
قد قُلْتُ لَمّا أَنْ كَلِفْتُ بها = واقْتادَني في حُبِّها الوَجْدُ
إنْ لم يَكُنْ وَصْلٌ لَدَيْكِ لنا = يَشْفي الصَّبابَةَ فَلْيَكُنْ وعْدُ
قد كان أوْرَقَ وصْلُكُم زَمَناً = فَذَوى الوِصالُ وأوْرَقَ الصَّدُّ
للَّهِ أشْواقٌ إذا نَزَحَتْ = دارٌ بِنا، ونَبا بِكُمْ بُعْدُ
إنْ تُتْهِمي فتِهامَةٌ وطَني = أوْ تُنْجِدي إنَّ الهوى نَجْدُ
وزَعَمْتِ أنَّكِ تُضْمِرينَ لنا = وُدَّاً فهلاّ يَنْفَعُ الوُدُّ
وإذا المُحِبُّ شكا الصُّدودَ ولم = يُعْطَفْ عَلَيْهِ فقَتْلُهُ عَمْدُ
ونَخُصُّها بالوُدِّ وهي على = ما لا نُحِبُّ ، وهكذا الوَجْدُ
أوَ ما تَرى طِمْرَيَّ بينهما = رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزْلِهِ سُهْدُ
فالسَّيفُ يَقْطَعُ وهْوَ ذو صَدَأٍ = والنَّصْلُ يَفْري الهامَ لا الغِمْدُ
لا تَنْفَعَنَّ السيفَ حِلْيَتُهُ = يومَ الجِلادِ إذا نَبا الحَدُّ
ولقد عَلِمْتِ بأنَّني رَجُلٌ = في الصالحاتِ أروحُ أو أغْدوا
بَرْدٌ على الأدْنى ومَرحَمَةٌ = وعلى المكارِهِ باسِلٌ جَلْدُ
مُتَجَلْبِبٌ ثَوْبَ العفافِ وقد = وَصَلَ الحبيبُ وأسْعَدَ السَّعْدُ
ومُجانبٌ فعلَ القبيحِ وقد = غَفَلَ الرقيبُ وأمْكَنَ الوِرْدُ
مَنَعَ المطامعَ أن تُثَلِّمَني = أنِّي لِمِعْوَلِها صَفَاً صَلْدُ
فأظلُّ حُرّاً من مَذَلَّتِها = والحُرُّ حين يُطيعُها عَبْدُ
آلَيْتُ أمدحُ مُقْرِفأً أبداً = يَبْقى المديحُ ويَنْفَدُ الرِّفْدُ
يهات يأبى ذاك لي سَلَفٌ = خَمَدوا ولم يَخْمَدْ لهم مَجْدُ
فالجَدُّ كِِنْدَةُ والبَنونَ همُ = فَزَكا البَنونَ وأنْجَبَ الجَدُّ
فلَئِنْ قَفَوْتُ جميلَ فِعْلِهِمُ = بِذَميمِ فِعْلي إنّني وَغْدُ
أجْمِلْ إذا حاولتَ في طَلَبٍ = فالجِدُّ يُغْني عنك لا الجَدُّ
وإذا صبَرْتَ لِجَهْدِ نازِلَةٍ = فكَأنَّما ما مَسَّكَ الجُهْد
لِيَكُنْ لديكَ لِسائلٍ فَرَجٌ = إن لم يَكُنْ فَلْيَحْسُنِ الرَّدُّ
وطَريدِ ليلٍ ساقَهُ سَغَبٌ = وَهْناً إلَيَّ وقادَهُ بَرْدُ
أوْسَعْتُ جَهْدَ بَشاشَةٍ وقِرىً = وعلى الكريمِ لضَيْفِهِ جَهْدُ
فَتَصَرَّمَ المشْتى ومَرْبَعُهُ = رحْبٌ لديَّ وعَيْشُهُ رَغْدُ
ثمّ اغتَدى ورداؤهُ نِعَمٌ = أسْأرْتُها وردائيَ الحَمْدُ
ياليتَ شِعْري، بعد ذلكمُ = ومَحالُ كلِّ مُعَمَّرٍ لَحْدُ
أصَريعَ كَلْمٍ أم صَريعَ ضَنىً = أرْدى؟ فليسَ منَ الرّدى بُدُّ
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القصيدة المُضرية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 04-02-2014 01:33 AM
القصيدة الغوثية عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 4 01-21-2011 12:56 AM
القصيدة الدمشقية نوح ركن بلاد الشام 5 04-21-2009 12:12 PM
القصيدة المقبولة عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 10 04-13-2009 06:30 PM
القصيدة العمرية أبو أنور الانشاد والشعر الاسلامي 5 02-09-2009 07:20 PM


الساعة الآن 09:50 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir