أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           

إضافة رد
قديم 07-04-2009
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي عبدالله بن مسعود

مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وكان أبوه مسعود قد حالف في الجاهلية عبد بن الحارث بن زهرة، وأمه هي أم عبد بنت عبد ود بن سواء بن قريم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل، أسلمت وصحبت، وأمها هي هند بنت عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب.



كان رجلا قصيراً، يكاد طوال الرجال يوازونه جلوساً وهو قائم، شديد السمرة، وكان جسمه صغيراً، خفيف اللحم، حتى أن الريح لتكفوه، وكان في ساقه دقة، أثارت ضحك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أمر ابن مسعود أن يصعد شجرة الأراك فيأتيه بسواك منها، فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه، فضحكوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما يضحككم؟”، قالوا: من دقة ساقيه، فقال صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد”.



ولدقة ساقيه قصة أخرى يرويها أبو وائل فيقول: رأى ابن مسعود رجلا قد أسبل إزاره، فقال: ارفع إزارك، فقال: وأنت يا ابن مسعود فارفع إزارك، قال: إن بساقي حموشة (أي أن ساقه دقيقة)، وأنا أؤم الناس، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فجعل يضرب الرجل ويقول: أترد على ابن مسعود؟



شأن كبير



هذا القصير النحيف شديد السمرة له شأن كبير مع الإسلام، فقد كان ولا يزال واحداً من أعلامه الكبار، وقد روى رضي الله عنه علماً كثيراً، فله رواية لقراءة القرآن، وروى عنه القراءة أبو عبدالرحمن السلمي وعبيد بن نضيلة وطائفة أخرى، وله رواية لمئات الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثت بها كتب السنة الستة.



مناقبه كثيرة، وألقابه عديدة، فهو الإمام، الحبر، فقيه الأمة، وكان يعرف في الصحابة بصاحب السواد والسواك، أي صاحب أسرار رسول الله، وصاحب فراشه، وصاحب سواكه، وصاحب نعليه، وطهوره، يفعل ذلك كله في السفر.



من السابقين الأولين، ومن كبار علماء الصحابة، هاجر الهجرتين جميعاً، إلى الحبشة، وإلى المدينة، وصلى القبلتين، وشهد “بدراً”، وهو الذي أجهز على أبي جهل يوم بدر، وشهد “أحداً” و”الخندق”، وكان من أصحاب بيعة الرضوان، شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد اليرموك من بعده، وكان يوم اليرموك على النفل، وأمّره عمر بن الخطاب على الكوفة، وفوق ذلك كله شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة.



وكان مولى لعقبة بن أبي معيط، يرعى غنمه في شعاب مكة، فمر عليه النبي ومعه الصديق أبو بكر رضي الله عنه، ذات يوم، فقال له النبي: “يا غلام هل من لبن؟”، فقال عبدالله: نعم، ولكني مؤتمن، فقال له رسول الله: “فهل من شاة حائل لم ينز عليها الفحل؟” قال: نعم، ثم أعطاه شاة ليس في ضرعها لبن، فمسح رسول الله ضرعها بيده الشريفة، وهو يتمتم ببعض الكلمات، فنزل اللبن بإذن الله، فحلبه الرسول بيده في صخرة متقعرة جاء بها أبو بكر، وسقى أبا بكر، ثم شرب، ثم قال النبي للضرع: “أقلص” فجف منه اللبن، فكان أول ما تبادر إلى ذهن الغلام الصغير أن يتعلم تلك الكلمات التي جعلت الضرع الجاف يحفل باللبن، وأن يقلص حين أُمر بذلك، عاد ابن مسعود إلى سيده بالغنم، ثم أسرع إلى مكة يبحث عن الرجل وصاحبه حتى وجده، وعلم أنه نبي مرسل، فأعلن إسلامه بين يديه، وكان أول ما قاله للنبي صلى الله عليه وسلم: علمني من هذا القول الذي قلته، فمسح رسول الله على رأسه، وقال له: “إنك غُليم معلم”، كأنها البشارة بالخير الذي سيعم على ابن مسعود، وكانت تلك بداية قصته مع القرآن ومع العلم، فأخذ القرآن من فم رسول الله، وتعلم منه العلم الكثير.



“دعوني فإن الله سيمنعني”



وكان حظه أنه أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله، في مواجهة فردية مع صلف المشركين، ولم يكن له قوم يمنعونه، ورغم ذلك بادر وهو قليل الجسم الضعيف فأعلن لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم اجتمعوا فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهم؟، فقال ابن مسعود: أنا، فقالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلا له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه، فقال: دعوني، فإن الله سيمنعني، فغدا حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عند المقام، فقال رافعاً صوته: (بسم الله الرحمن الرحيم، الرحمن علم القرآن)، فاستقبلها فقرأ بها، فتأملوا، فجعلوا يقولون: ما يقول ابن أم عبد؟، ثم قالوا: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد، فقاموا فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه، وقد أثروا بوجهه فقالوا: هذا الذي خشينا عليك، فقال: ما كان أعداء الله قط أهون علي منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً، قالوا: حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون.



وكان ابن مسعود أعلم أصحاب رسول الله بقراءة القرآن، ومن أنداهم صوتاً به، وكان يقول: كنا إذا تعلمنا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم نتعلم من العشر التي نزلت بعدها حتى نعلم ما فيها (يعني من العلم)، وكان صلى الله عليه وسلم قد منحه أكبر شهادات العلم قاطبة، فكان يقول: (استقرئوا القرآن من أربعة من عبدالله بن مسعود (فبدأ به)، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة).



كان ابن مسعود يعرف للقرآن حقه على المؤمن، فكان إذا هدأت العيون قام لقراءة القرآن، وكان يقول: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وكان رسول الله يحب سماع القرآن منه، قال له ذات مرة: “اقرأ علي”، فقال عبدالله: أقرأ عليك وعليك أنزل؟، قال صلى الله عليه وسلم: “إني أحب أن أسمعه من غيري” فقرأ ابن مسعود من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى: “فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً”، فبكى رسول الله حتى فاضت عيناه، وقال: “حسبك الآن”.



كنيف ملئ علماً



وكان صحابة رسول الله يقرون له بتفوقه في حفظ القرآن وفهمه، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول عن ابن مسعود: “قرأ القرآن، وأحل حلاله، وحرم حرامه، فقيه في الدين، عالم بالسنة”.



وكان عمر يقول عنه: كنيف ملئ علماً، (الكنيف: تصغير كنف، وهو الوعاء)، يقصد وعاءً مملوءاً علماً، سيره عمر إلى الكوفة، وكتب إلى أهلها: إني قد بعثت إليكم عماراً أميراً وابن مسعود معلماً ووزيراً، وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر، فاسمعوا لهما، واقتدوا بهما، وقد آثرتكم بعبدالله على نفسي.



ويروي قيس بن مروان أنه أتى عمر رضي الله عنه فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة، وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه، فغضب وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل، فقال: ومن هو ويحك؟، قال: عبدالله بن مسعود، فما زال يطفأ ويسرى عنه الغضب، حتى عاد إلى حاله التي كان عليها، ثم قال: ويحك، والله ما أعلمه بقي من الناس أحد هو أحق بذلك منه، وسأحدثك عن ذلك، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أبي بكر رضي الله عنه الليلة كذاك في الأمر من أمر المسلمين، وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه، فإذا رجل قائم يصلي في المسجد، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءته، فلما كدنا أن نعرفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يقرأ القرآن رطباً كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد” قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: “سل تعطه، سل تعطه” قال عمر قلت: والله لأغدون إليه فلأبشرنه، قال: فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره، ولا والله ما سبقته إلى خير قط إلا وسبقني إليه.



شجاعة وثبات



وكان ابن مسعود شديد الحب لله ولرسوله، ظل ملازماً للنبي، يسير أمامه حيث سار، يخدمه، ويلبسه نعله، ويحمله عنه إذا خلعه، ويوقظه إذا نام، ويستره إذا اغتسل، وكان النبي يحبه ويقربه منه، ويدنيه، فكان يلج عليه، وكان مأذونا له بذلك، قال له النبي: “يا عبدالله إذنك علي أن ترفع الحجاب، وتسمع سوادي أسراري حتى أنهاك”، فسمي لذلك بصاحب السواد والسواك، وكان يبدو لمن لا يعرف كأنه من أهل بيت رسول الله، وفي ذلك يقول أبو موسى الأشعري: لقد قدمت أنا وأخي من اليمن، وما نرى إلا أن عبدالله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لما نرى من دخوله، ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم.



وانظر إلى شجاعته وثباته في موقف من مواقف القتال ينافح عن رسول الله، ويقاتل في سبيل الله، فثبت يوم حنين مع ثلة من المؤمنين وكان لهم فيه موقف مشهود، يقول: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فولى عنه الناس، وثبت معه ثمانون رجلاً من المهاجرين والأنصار، فنكصنا على أقدامنا نحواً من ثمانين قدماً، ولم نولهم الدبر، وهم الذين أنزل الله عز وجل عليهم السكينة، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته يمضي قدماً، فحادت به بغلته فمال عن السرج، فقلت له: ارتفع رفعك الله، فقال: “ناولني كفاً من تراب” فضرب به وجوههم، فامتلأت أعينهم تراباً، ثم قال: “أين المهاجرون والأنصار”؟، قلت: هم أولاء، قال: “اهتف بهم” فهتفت بهم، فجاءوا وسيوفهم بأيمانهم، كأنها الشهب، وولى المشركون أدبارهم.



ويروي عبدالرحمن بن يزيد يقول: قلنا لحذيفة أخبرنا برجل قريب السمت والدل برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نلزمه، قال: ما أعلم أحداً أقرب سمتاً ولا هدياً ولا دلاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يواريه جدار بيته من ابن أم عبد، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله.



848 حديثاً



روى ابن مسعود، رضي الله عنه، كثيراً من أحاديث رسول الله، وفي كتابه: “أسماء الصحابة وما لكل واحد منهم من العدد” وضعه ابن حزم الأندلسي رقم ثمانية في المكثرين من أصحاب المئين، وذكر أن له ثمانمائة حديث وثمانية وأربعين حديثاً، وله في مسند بقي بن مخلد بالمكرر ثمانمائة وأربعون حديثاً، وروى له الجماعة، واتفق عليه البخاري ومسلم في أربعة وستين حديثاً، وانفرد له البخاري بإخراج واحد وعشرين حديثا، وانفرد له مسلم بإخراج خمسة وثلاثين حديثاً.



حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وله رواية عن سعد بن معاذ الأنصاري (في البخاري)، وعن صفوان بن عسال المرادي (في النسائي)، وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (في النسائي)، وروى عنه جمع غفير من الصحابة والتابعين، فروى عنه كل من: أبي هريرة، وابن عباس، وعبدالله بن عمر، وعمران بن حصين، وجابر بن عبدالله، وأنس بن مالك، وعبدالله بن الزبير، وأبي سعيد الخدري، وأبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي موسى الأشعري، وأبي أمامة الباهلي، وروى عنه ابناه عبدالرحمن، وأبو عبيدة، وابن أخيه عبدالله بن عتبة، وامرأته زينب الثقفية، ومن التابعين: علقمة بن قيس النخعي، ومسروق بن الأجدع، والربيع بن خثيم، وأبو وائل شقيق ابن سلمة الأسدي، وزيد بن وهب الجهني، وآخرون كثيرون.



مرض عبدالله بن مسعود مرض الموت، ودخل عليه أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، يزوره، وقال له: أنأمر لك بطبيب؟، فقال عبدالله: الطبيب أمرضني، ولقي ابن مسعود ربه، سنة 32 ه، وعمره قد تجاوز 60 عاماً، ودفن بالبقيع.
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-04-2009
  #2
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي رد: عبدالله بن مسعود

جزاك الله خيراً
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-08-2009
  #3
شاذلي
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 342
معدل تقييم المستوى: 16
شاذلي is on a distinguished road
افتراضي رد: عبدالله بن مسعود

رضي الله عن الصحب الكرام
__________________
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل ذلك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..


ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
شاذلي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-29-2009
  #4
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: عبدالله بن مسعود

حياكم وجعل الجنة مثواكم
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مطرف بن عبدالله عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 03-24-2012 02:04 AM
أبوبكر العدني بن عبدالله العيدروس عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 7 12-05-2009 03:22 PM
عبدالله منصور وقصيدة فى الغار احمد عبدالهادى الصوتيات والمرئيات 7 08-01-2009 11:33 PM
عبدالله بن رواحة أبوانس السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 3 12-05-2008 09:11 AM
عبدالله الفاضل عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 7 08-17-2008 12:04 PM


الساعة الآن 06:41 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir