أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-26-2014
  #1
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
افتراضي فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 107


فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ
(107)

قولُهُ ـ تباركتْ آياتُه: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ أَمَامَ فِرْعَونَ فَتَحَوَّلَتْ إلَى ثُعْبَانٍ حيٍّ حقيقيٍّ ظَاهِرٍ لِلْعَيَانِ، لا شكَّ في أمره، يَسْعَى ويَتَنَقَّلُ، ما بين لحيَيْهِ ما بين السَّقْفِ إلى الأرض.
والثُّعْبان هو ذَكَر الحَيَّاتِ العظيم. واشتقاقهُ مِنْ ثَعَبْتُ المكانَ أيْ: فجَّرتُه بالماءِ، شُبِّه في انْسِيابِهِ بانْسِيابِ الماءِ، يُقالُ: ثَعَبْتُ الماءَ فجَّرْتُه فانثعبَ. ومنْه مَثْعَبُ المطر. وفي الحديث الشريف: ((جاءَ يومَ القيامة وجرحُه يَثْعَبُ دماً)). وقد وَصَفَها هنا بكونها ثُعباناً وهو العظيمُ الهائلُ الخَلْق، وقال في سورة النمل: {كَأَنَّهَا جَانٌّ} الآية: 10. والجانُّ مِنَ الحيَّاتِ الخفيفُ الضئيلُ الخَلْقِ، وهذا يعني أنَّه جَمْعٌ لها بين الشيئين: أيْ كِبَرِ الجُثَّةِ كالثُعبانِ، وخفَّةِ الحَرَكَةِ وسُرعَةِ الزحفِ كالجانِّ. أو أنها في ابتداءِ أمرِها تكون كالجانِّ، ثم تتعاظمُ، ويتزايدُ خَلْقُها إلى أنْ تَصيرَ ثعباناً. أو أنها ثعبانٌ في عِظَمِ خلقِها، وجانٌّ في خفَّتِها وسُرْعَةِ حَرَكَتِها.
أخرج ابن أبي حاتم عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما ـ قال: لقد دخل موسى على فرعون فقال: إنَّ إلهي أرسلني إليك. فقال للقوم حولَه: ما علمتُ لكم مِنْ إلهٍ غيري خُذوه. قال إني قد جئتُك بآية قال: {فائت بها إن كنت من الصادقين، فألقى عصاه} فصارت ثعباناً ما بين لحيَيْهِ ما بين السقفِ إلى الأرض، وأَدْخَلَ يَدَهُ في جَيْبِهِ فأَخْرَجَها مثلَ البرقِ تَلتَمِعُ الأبصار، فخرّوا على وجوهِهم، وأَخَذَ موسى عَصاهُ، ثمَّ خرجَ ليسَ أحَدٌ مِنَ الناسِ إلاَّ يَفِرُّ منه، فلمَّا أَفاقَ وذَهَبَ عن فِرْعونَ الرَّوعُ قال للمَلأِ حولَه: ماذا تَأمُرون؟ قالوا: أَرْجِئْهُ وأَخاه لا تأتِنا بِهِ ولا يَقْرَبْنا، وأَرْسِلْ في المدائن حاشرين، وكانَتِ السَّحَرَةُ يخشونَ مِنْ فرعون، فلما أَسْرَعَ إليهم قالوا: قد احتاج إليكم إلهُكم قال: إنَّ هذا فعل كذا وكذا. قالوا: إنَّ هذا ساحر يَسْحَرُ، أئنَّ لنا لأَجْراً إنْ كنَّا نحنُ الغالبين؟ قال: ساحرٌ يَسْحَرُ الناسَ ولا يَسْحَرُ الساحرُ الساحرَ؟ قال: نعم وإنَّكم إذاً لمنَ المُقَرَّبين.
وأَخرجَ ابْنُ المنذرِ وابْنُ أبي حاتمٍ عن الحَكَمِ قال: كانت عَصا مُوسى مِنْ عَوْسَجٍ، ولم يُسَخَّرِ العَوْسَجُ لأَحَدٍ بَعدَهُ.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباسٍ في قولِه: "فإذا هي ثعبان مبين" قال: الحيَّةُ الذَكَرُ. وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي قال : حية صفراء ذكر.
ورُوي عن عليٍّ ـ كرَّمَ الله تعالى وجهَهُ ـ أنها كانت من لَوْز. وأخرج عبد بن حميد. وأبو الشيخ عن قتادة أنه قال: ذكر لنا أنها عصا آدم ـ عليه السلامُ ـ أعطاها لموسى مَلَكٌ حين توجَّه إلى مَدْيَنَ فكانَتْ تُضيءُ لَهُ باللّيل، ويَضْرِبُ بها الأرضَ بالنّهارِ فيَخْرُجُ لَه رِزْقُهُ، ويَهُشُّ بها على غَنَمَه، والمشهورُ أنها كانت مِنْ آسِ الجنَّةِ وكانتْ لآدَمَ ـ عليه السلامُ ـ ثمَّ وَصَلَتْ إلى شُعيبٍ فأَعطاهُ إيّاه.
قوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ} إذا: الفجائيَّة. وفيها ثلاثةُ مَذاهِبَ: ظَرفُ مَكانٍ، أوْ زَمانٍ أوْ حَرْفٌ، وقد تقدَّمَ. قيل هي ظرفُ مكان هنا من حيثُ كانت خبراً عن جُثَّةٍ، وليس الأمرُ كذلك بل هي خبرٌ عن "هي" أي ال "ثعبان".
__________________
أنا روحٌ تضمّ الكونَ حبّاً
وتُطلقه فيزدهر الوجودُ
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 174 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 12-05-2014 01:28 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 98 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-22-2014 03:38 PM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:46 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 94 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:41 AM
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 96 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 09-19-2014 07:33 AM


الساعة الآن 06:46 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir