أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > القسم العام

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
قديم 09-01-2010
  #1
admin
مدير عام
 الصورة الرمزية admin
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: uae
المشاركات: 717
معدل تقييم المستوى: 10
admin تم تعطيل التقييم
17 «تمبكتو» جوهرة الصحراء المتربعة على الرمال

حواضر الإسلام.. بوابة الحضارة الإسلامية في أقصى الغرب
«تمبكتو» جوهرة الصحراء المتربعة على الرمال


من المصدر ©الجامع الكبير في تمبكتو

أحمد الصاوي

تمبكتو أو “تينبكتو” من أشهر حواضر الإسلام في أفريقيا جنوب الصحراء، ولعلّها الأكبر بين المدن التي نشأت بفضل السكان المحليين الذين اعتنقوا الإسلام، وعدت دوماً حاضرة ثقافية لبلاد التكرور أو السودان الغربي. تعرف المدينة الموجودة الآن في دولة مالي بأنها جوهرة الصحراء المتربعة على الرمال، وملتقى القوافل البرية للتجار والقادمين من النيجر وليبيا وأيضاً تجار الملح القادمين من مناجمه في “تودني” بقلب الصحراء الأفريقية الكبرى.

ويعود الفضل في ظهور هذه المدينة جنوب الصحراء إلى قبائل الطوارق أو الملثمين عندما نشطوا في تلك الأنحاء من أفريقيا مع تأسيس دولة المرابطين، وكان ذلك في بدايات القرن الخامس الهجري “11م”. وعرفت أولا باسم “تين بوكتو” ولتلك التسمية قصة تاريخية متداولة في كتب الجغرافيين والمؤرخين العرب، خلاصتها أن الطوارق كانوا يعيشون أثناء موسم الأمطار في ربوع صحرائهم ويعودون في فترات الجفاف إلى المناطق الخصبة حول نهر النيجر، وقد وقع اختيارهم على منطقة تقع عند ثنية النهر الشهير لتخزين أمتعتهم وبعض المؤن الغذائية، وكانت هناك سيدة عجوز من الطوارق من قبيلة “ايمقشرن” تسكن تلك المنطقة وتتفقد ما اختزنه الطوارق فعرفت المنطقة باسمها “بوكتو” مع إضافة ما يفيد اختصاصها بالمكان باللهجة المحلية “تين” أي الذي يخص أو يتبع السيدة “بوكتو” ومن “تين بوكتو” جاءت التسمية الأكثر رواجاً وشهرة “تمبكتو”.

وكان أغلب سكان المدينة من الطوارق وحلفاء لهم من دواخل القارة الأفريقية ومن بربر المغرب، فضلاً عن القبائل المتفرعة من الأشراف الأدارسة والقادمة من الشمال الأفريقي وبعض القبائل الأخرى ذات الأصول العربية ثُم تأتي من بعدهم قبائل الصنغاي المحلية وبعض قبائل السود الأصغر حجماً. وتمبكتو كانت المدينة الوحيدة ذات الطابع “الكوزموبليتان” في أفريقيا جنوب الصحراء فبفضل نشاطها التجاري الكبير تعايشت فيها على مر العصور عرقيات وثقافات مختلفة شملت الطوارق من ذوي الأصول العربية والبربرية والعرب وقبائل الفولاني والبمبارا والصنغاي الأفريقية ثم أضيفت إليها منذ القرن 19م. العناصر الفرنسية الأوروبية والأفريقية “المتفرنسة”.




الإمبراطورية الإسلامية
توالى على حكم تمبكتو عدة إمبراطوريات منها مملكة السودان الصنغاي ومملكة الفلاني ثم الإمبراطورية الإسلامية المغربية التي يحظى ملوكها السعديون بالولاء والتبعية من سكانها بدءا من القرن التاسع الهجري وحتى دخول المستعمر الفرنسي في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي. ومن المعروف أن السعديين الذين حكموا هذه الأنحاء بالإضافة للشمال الأفريقي ينتمون بجذورهم للسادة الأشراف، وكان يدعى لهم على منابر الجمعة في تمبكتو إلى وقت قريب.

وقد بدأت تمبكتو تلفت الأنظار إليها كمركز إشعاع علمي بعد رجوع ملك الصنغاي “منسا موسى” من رحلة الحج الشهيرة التي قام بها عام 1325م ووزع في طريقه إليها آلافاً مؤلفة من سبائك الذهب، على مستقبليه من المماليك وتجار القاهرة. وأثارت رحلة موسى هذا أحلام الثراء لدى التجار الذين شرعوا يقصدون “تمبكتو” بحثاً عن الذهب الذي ساد اعتقاد وقتها بأنه ينبت في أشجار خاصة به هناك، وقد أمر السلطان “كنكا موسى” أو الملك موسى الشاعر الغرناطي الملقب بالسهيلي بتصميم جامع كبير والإشراف عليه “هو جامع تينبكتو القائم إلى يومنا هذا”، وكانت تلك النواة الأولى لبناء صرح علمي في تينبكتو، حيث صار مع مرور الأيام مركزاً للعلم، خاصة بعد تبرع امرأة من سركولو “إحدى القبائل المالية” ببناء جامع آخر فيما بعد.

وأحلام الثراء العريض وأغراض التجارة لم تلهب فقط خيال أهل الشرق في العصور الوسطى بل راحت تمد الخيال الأوروبي في العصور الحديثة بأسباب الولع بجوهرة الصحراء الغامضة وخاصة عندما شرع الأوروبيون في الاطلاع على رحلة “ليون الأفريقي” أو الحسن الوزان لتمبكتو، عندما زارها في بداية القرن 16م. وكتب عنها ضمن تقريره لبابا روما وهو ما نشر فيما بعد في كتاب عن رحلاته لأفريقيا.

ويذكر الوزان أن تمبكتو هي المنطقة التي تفجرت فيها صبابته، حيث أعرس بها وكانت له بها منادمات، لم ينسه إياها بلاط البابا في روما، ولا رحلاته إلى الآستانة أو القاهرة، فكما يقول: إن الوصول إلى تمبكتو هو سر أسرارها، فقد كانت ملتقى القوافل الذي يربط أهل إفريقيا غرباً وشرقاً، وكان الوصول إليها بحد ذاته يعني نوعاً من المغامرة، حيث لا يربطها بأي من عواصم التجارة المشهورة محطات لمن يؤمها. ووقتها كانت أكثر السلع الرائجة في المدينة هي الحرير الآسيوي والتوابل والنحاس الأحمر، وكانت تقايض ببضائع مملكة مالي الشهيرة وأهمها على الإطلاق تبر الذهب والألماس والعاج وريش النعام.

بيد أن تمبكتو اكتسبت مكانتها في المخيلة الغربية الحديثة ليس بالغموض الذي أضفاه عليها “ليون الأفريقي”، ولكن قبل ذلك وبعده برحلات قوافل الملح عبر صحراء “الأزواد” التي تحدث عنها الرحالة والمستكشفون الأوربيون في القرن التاسع عشر.

ومن المعروف أن تمبكتو ظلت حاضرة إسلامية تابعة لحكم السعديين بالمغرب إلى عام 1897م. عندما اجتاحت القوات الفرنسية المنطقة ولم يصمد بوجهها سوى المقاتلون المسلمون بقيادة “محمد بن علي الأنصاري” الملقب باسم “انقونا” وقد استشهد بعد معركة عنيفة أظهرت فيها قواته ضروبا من البسالة والشجاعة ظلت محط إعجاب الأفارقة لعهود طويلة.

وتمبكتو التي تشهد مؤخراً نشاطاً سياحياً ملحوظاً من المغامرين الأوروبيين والأميركيين، وتعاني من الإهمال الشديد لمرافقها الرئيسية اللازمة للحياة الحديثة بسبب التصحر الذي التهم السياج الزراعي الذي كان يحيط بالمدينة بعمق نحو 8 كم واندثر معه فرع نهر النيجر الذي كان يمد المدينة باحتياجاتها من المياه وبوسيلة رخيصة للنقل عبر السفن الصغيرة. ويرجع البعض ذلك الإهمال إلى الصراعات القبلية والسياسية التي انتهت بطرد أعداد كبيرة من الطوارق والتجار العرب مما أفقد تمبكتو قدراً كبيراً من حيويتها التجارية المعهودة.

تزاوج المال والمعرفة

ازدهر العلم مع تقاطر الطلبة من شمال وغرب أفريقيا على تينبكتو، وساعد على ذلك الإنفاق السخي الذي قام به التجار على دور العلم فكان أروع تزاوج بين المال والمعرفة في جوهرة الصحراء، إذ وصل عدد المدارس في ذلك الوقت إلى 180 مدرسة، تضم أكثر من 25.000 طالب، كما وصل مستوى التعليم في تينبكتو في ذلك الوقت إلى نفس المستوى الذي وصل إليه في قرطبة وتلمسان، والقاهرة.
__________________
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي قربة من القربات نتقرب اليك
بكل صلاة صليت عليه من اول النشأة الى ما لا نهاية الكمالات
admin غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح جوهرة التوحيد للشيخ حسان هندي الحنفي محمّد راشد الصوتيات والمرئيات 10 02-13-2014 12:50 PM
شرح جوهرة التوحيد للشيخ محمد أديب الكلاس عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 1 09-08-2013 01:25 PM
المختصر المفيد فى شرح جوهرة التوحيد. pdf عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 1 08-12-2013 12:48 PM
متشددون في مالي يدمرون مزيدا من أضرحة الصوفية في تمبكتو عبدالقادر حمود القسم العام 3 07-04-2012 05:23 PM
«بيوناليو» شاطئ الرمال السوداء عبدالقادر حمود القسم العام 0 01-18-2012 02:03 AM


الساعة الآن 01:25 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir