من أسماء القرآن«العظيم»
من أسماء القرآن لا ينقطع عطاؤه ولا تنتهي بركته
«العظيم» يطرح منهجاً متكاملاً للأخلاق والمعارف
«العظيم» اسم من أسماء القرآن الكريم، ويستدل العلماء على ذلك من خلال قوله تعالى: «ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم» - سورة الحجر الآية87 والعظيم من اسماء الله الحسنى كما قال سبحانه : «وهو العلي العظيم» - سورة البقرة - الآية 255. وقال ابن منظور في لسان العرب إن الله العظيم جل عن حدود العقل حتى لا يتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته، والعظيم في الأشياء هو ما زاد على كل وصف في الكبر والاتساع وفي كل ناحية من نواحيه وفي كل معنى من معانيه، وكل ما زاد في جميع صفاته، والقرآن «عظيم» لأنه جاوز كل قدر، عطاؤه لا ينقطع، وبركته لا تنتهي وإعجازه دائم وعلومه مجددة متوالية وعجائبه لا تنفد.
أحمد محمد (القاهرة) - قال الإمام الطبري، عجز عن أن يأتي بمثله جميع العباد، لا بيان أبين منه، ولا حجة أبلغ منه، ولا منطق أعلى ولا كلام أشرف من بيانه ومنطقه، تحدى قوماً هم رؤساء صنعة الخطب والبلاغة ونظم الشعر والفصاحة والسجع والكهانة، تحدى كل خطيب منهم وبليغ وشاعر فصيح.
حجة وإعجاز
وجاء في التفاسير: لقد آتيناك -أيها النبي الأمين - سبع آيات من القرآن، هي الفاتحة التي تكررها في كل صلاة وفيها الضراعة لنا وكمال طلب الهداية، وأعطيناك القرآن العظيم كله، وفيه الحجة والإعجاز، وهو دستور هذه الأمة الذي لا تنقضي عجائبه الخالدة، يطاوله الخلود، هدى الامة وأخذ بيدها إلى الإصلاح، منزّه عن الباطل، له في كل مسألة إعجاز خاص،عجز الإنس والجن عن أن يأتوا بمثله.
وعظمة القرآن الكريم من عدة أمور، إنه هو كلام الله عز وجل فيكون فضله وعظمته على كلام المخلوقين كفضل الخالق على المخلوق كما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «فَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَام كَفَضْل اللَّه عَلَى خَلْقِهِ» فلا يدانيه أي كلام آخر.
وهو المتكفل بهداية البشر وإخراجهم من الظلمات إلى النور ونيلهم للسعادة في العاجل والآجل، قال تعالى: «كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ» - سورة إبراهيم الآية الأولى.
صمام أمان
وهو صمام الأمان للأمة من الاختلاف والتنازع إذا تمسكت به وسبب لنزول الرحمة على الأمة، فيه خير الدنيا وخير الآخرة، يعالج الانحرافات في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أو التي تأتي في المستقبل، والسبيل الوحيد لعلاج تلك الانحرافات هو القرآن الكريم فإنه شفاء للأمراض الجسدية والقلبية والروحية ولكن لمن يؤمن به ويستشفى به، لو أنزل على جبل في شدّته وعظمه، وكان الجبل حيّاً مع ذلك عاقلاً ففهمه وعرف معانيه لانصدع مع شدّته وانخشع مع صلابته من خشية اللّه.
إنه المعجزة الباقية والعصمة الواقية والحجة البالغة والدلالة الدامغة وهو شفاء لما في الصدور وحكم عدل عند اشتباه الأمور، كلام جزل فصلٌ ليس بالهزل نور لا يخبو ضياؤه ولا يُخمد سناؤه، وبحر لا يدرك غوره كل كلمة منه لها عجب، عجيب في إشاراته بديع في انتقالاته فيه قصص باهرة وحكم زاهرة ومواعظ زاجرة وأدلة ظاهرة، فسبحان من سلكه ينابيع في القلوب وأنزله بأبدع معنى وأعذب أسلوب.
وعظم القرآن بما يشتمل عليه من حقائق المعارف وأصول الشرائع والعبر والوعد والوعيد وهو كلام الله العظيم.
لا تحريف ولا تبديل
وعظمة الكلام بعظمة قائله، فكيف إذا كان المتكلم هو الله عز وجل والقرآن العظيم هو كلام الله المعجز، آخر كتاب نزل من عند الله تعالى، خصه بمزايا عما تقدم من الكتب المنزلة تميز عن سواه منها بالحفظ فلا تحريف ولا تبديل، وتضمن المنهج المتكامل للخلق، أبهر الناس بإعجازه وفصاحته وبراعة إيجازه فدانت له القلوب وتأثرت به النفوس وخضعت له المشاعر وانقادت لسماعه.
القرآن هو الهدي والنور، وفيه الهدى إلى كلِّ خير، والنهي عن كل شر، فيه الحلالُ والحرام، وتفاصيل التشريع والأحكام، من تمسَّك به هداه الله لأرشد الأمور، معجزة نبينا وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الباقية الدائمة، التي تخاطِب الأجيال البشرية إلى قيام الساعة، وتُقنِع العقلَ الإنساني السليم بأنواعِ البراهين الكثير، إعجازه في رسمه البديع، وفي تشريعاته الحكيمة، وفي دلائله على سنن الكون وأسرار الخلق، وفي بيانه لسنن البشر، وفي شمول تعليماته، وفي صدق أخباره، فيما كان وما يكون، وفي سموِّ مقاصده وغاياته.
خيرَ الأمم
عظمة القرآن الكريم في تربيته المتكاملة للإنسان من جميع الجوانب، فقد أخرج أمةَ الإسلام للناس، فكانت بالقرآن خيرَ الأمم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «القرآن هدى من الضلال وتبيان من العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الأحداث وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم، وما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار».
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من أعطاه الله القرآن فرأى أن رجلاً أعطي أفضل مما أعطي فقد صغر عظيماً وعظم صغيراً».
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات