![]() |
وادي بردى للشام
بين بردى و الفيجة علاقة حميمة لا تعرفها و تعلم بقيمتها الا الشام .. فكمية المياه التي يقدمها نبع الفيجة في أيام الجفاف خمسة أمتار مكعبة في الثانية و هي التي تشكل القوة الرئيسية لبردى ذلك النهر الذي يحمل الراية باسمه لدى دخوله الشام .. و يعلو نبع بردى عن سطح البحر 1200 متر تقريباً و يتهادى في سيره نحو الشام ليصبح الارتفاع عن سطح البحر بـ 680 متر تقريبا في الربوة .. و بالطبع .. فإن بردى ترفده عدة أقنية و فروع و منها فرع يزيد و الذي حفرت قناته في الجبل .. بالاضافة الى روافد من ينابيع صغيرة في طريقه .. و الآن تعالوا لننظر كيف كانت تقسم المياه عندما كان بردى موجودا صيفاً شتاءً .. طريقة التوزيع الرئيسية لمياه النهر و قسمتها بين الفروع تعتمد على سد من أخشاب على شكل ركائز مغروسة في الماء تسمى ( الكباشات ) و أمامها ( شوك و بلان ) يسمح بمرور الماء و لكن بمنسوب أقل فيذهب القسم الباقي الى القناة الأعلى .. و مما يذكر أن نهر ( يزيد ) يأخذ ثلاثة أرباع مياه بردى عندما يتفرع عنه عند الهامة و لكنه يعود فيعطي ( تورا ) و هذا يعطي بردى بعض الماء مما يتدفق منه على الطريق بواسطة شلالات صغيرة .. فأما ( يزيد ) فيمر من الصالحية و حي الأكراد حتى يصل الى القابون و طول رحلته 16 كلم .. و هناك يتفرع عنه قسم يذهب الى حرستا و ينتهي فيها .. و قناة ( يزيد ) تعود الى العهد الروماني .. أما نهر ( تورا ) و هو أقدم .. و يعود الى العهد الآرامي .. فنصيبه من المياه أقل و هو يمر في القسم الأدنى من سفح قاسيون .. الى الجسر الأبيض مارا بمنطقة أبي جرش .. ثم ينزل قسم منه الى الحبوبي و ( الشعلان ) ليصل الى سوق ساروجة فحارة قولي ............. و قسم الى بستان الكركة و حارة شرف ثم حارة المفتي و جامع يلبغا ليحيط بكامل سوق ساروجة .. و يذهب قسم ثالث الى الديوانية و القزازين و مسجد الأقصاب لينتهي في بردى .. أما ( الديراني ) فهو يذهب من الربوة الى داريا .. و ( المزاوي ) الى المزة .. و القنوات يسير الى قرب جامعة دمشق فينقسم الى قسمين أحدهما يمر في كفرسوسة و القدم و بعض أحياء دمشق الجنوبية مثل باب سريجة و قبر عاتكة و باب مصلى و الميدان .. و الثاني يروي الحلبوني و الحجاز و حي القنوات حيث يتوزع على / 91 / طالعاً توزعه على البيوت و الحمامات و المساجد .. أما ( بانياس ) فيروي بقية المدينة .. و كل فوائض الأنهار تعود لتصب في بردى الذي يسمى في آخره ( قليط ) و يكون غاية في الوساخة و سوء الرائحة .. و يجري الآن تحويله الى مجاري تحت الأرض منعاً لضرره .. بقي أن نذكر أن هذا النهر الذي هو من نعمة الله الكبيرة على الشام .. و أهلها .. لم يعد له وجود في معظم أنحاء دمشق .. فقد اختفى تحت الأرض .. عندما ظهر الفساد في البر ........... و البحر و مع ذلك .. فإن بردى لا يزال يعطي للشام رونقها و ان تضاءل .. و هو أشبه ما يكون بالمعجزة الشامية صدر التقرير الصحي بموته .. رغم أنه لا يزال يقاوم للبقاء رغم صدور الحكم ؟ .. |
رد: وادي بردى للشام
شي طيب اخي الفراتي
|
رد: وادي بردى للشام
مروركم كريم
|
الساعة الآن 09:59 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |