![]() |
مالي و لهذا الأمر ( أين المشكلة ؟! )
أفكار مبعثرة (2 ) مالي و لهذا الأمر بعث السلطان أحمد الأول العثماني إلى شيخ الإسلام إذ ذاك محمد بن سعد الدين يسأله عن سبب الخلل الطارئ على كيان الأمة و شؤون الرعية مع النصر الموعود للمسلمين . فأخذ الشيخ الخط من يد كبير الحجاب وكتب تحته (( مالي و لهذا الأمر )) . و أعاد الورقة إلى السدة السلطانية ، فاغتاظ السلطان ، حيث ظن أن شيخ الإسلام لم يلتفت إلى سؤاله ، فاستحضره و أخذ يعاتبه و يقول : كيف تقول (( أنا مالي )) ؟ فقال شيخ الإسلام : كلّا بل أجبت عن السؤال أدق جواب ! فمتى كانت عناية رجال الدولة و أفراد الأمة بما يخصهم أنفسهم فقط دون التفاف إلى ما يعم ضرره الجميع أو يشمل نفعه ، قائلين مالي و لهذا الأمر ؟ فقد طمّت البلية و عمّت المصيبة . (( باختصار و تصرف من مقالات الإمام الكوثري ))أعظم بلية كانت أعظم بلية في القرن الماضي سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية ، نتيجة ثلاثة ويلات : 1 – تقسيم أرض الخلافة إلى دويلات صغيرة . 2 – نشر القوميات بين شعوب هذه الدويلات . 3 _ نشر العلمانية . و منذ ذلك الحين و قبله بكثير ، والعلماء و الدعاة والمفكرون يكتبون ويصرخون ويبينون المخاطر ، ولكن ما النتيجة ((لا يزداد الأمر إلا شدة ،ولا يزداد الناس إلا شحاً،وما من عام إلا والذي بعده شرٌّ منه))(( حديث أنس رواه ابن كثير في التفسير)) . إذاً أين المشكلة ؟ في الرأس ، أم في القلب ، أم في الجسد ... قيل : الأمة ثلاثة أقسام : الرأس : وهم الحكام ، و القلب : وهم العلماء ، و الجسد : وهم الشعوب . أما الحكام : فلا تعليق ... و أما الجسد ( الشعب )فهم أقسام : *منهم عن الصراط ناكصون * ومنهم عن الخير معرضون * ومنهم في غفلة ساهون * ومنهم في حيرة يتخبطون *ومنهم من لا يسمعون * ومنهم من لا يعملون * ومنهم من انشغل برزقه فقط * ومنهم للخير فاعلون : وقليلاً ما هم . صدق فيهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : { ولكنّكم غثاء كغثاء السيل } (( رواه أبو داوود وأحمد )) و أما القلب ( العلماء ) فهم أقسام : فمنهم علماء خنادق ، ومنهم علماء فنادق ، ومنهم من أخلد إلى الأرض ، ومنهم من اشتغل بدعوة غير المسلمين ، ومنهم من همه الجهاد ، و منهم من همه التزكية ، ومنهم من شغله التكفير و التبديع ، ومنهم من لا هم له ، ومنهم ... (( كل حزب بما لديهم فرحون )) الفراهيدي يُشخّص قال الخليل الفراهيدي : إنك لا تعرف خطأ معلّمك حتى تجلس عند غيره . (( الأوائل : للعسكري )) فأكثر من ينتسب للعلم يرى الإسلام من منظاره و على ميزانه هو فقط ، و أنه على الصراط المستقيم وغيره في الجحيم مقيم ، و أنه يمثل وسطية و روح الإسلام ، و غيره بين إفراط و تفريط . ولو علم هؤلاء أن في الناس خير ماداموا على الكتاب والسنة ، و أن في الاختلاف رحمة ، وأن مائدة الإسلام تتسع للجميع إن جاؤوا بشرط هذه المائدة ، وهي قوله عزّ وجلّ :(( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً و لا يشرك بعبادة ربه أحدا )) أي ما كان خالصاً لله ، و صحيحاً موافقاً للسنة ، لنلنا خيراً كثيراً . ونقول لهم : (( لو سكت من لا يعلم لسقط الاختلاف )) (( لباب الآداب : لأسامة بن منقذ )) إذاً أين المشكلة ؟ ابحثوا... وأخبروني ... |
رد: مالي و لهذا الأمر ( أين المشكلة ؟! )
شكرا لك أخي الحبيب ابا يوسف
إذا اردت ان تعرف اين المشكلة فهي فينا بلا شك دواؤك فيك ولا تبصر وداؤك منك ولا تشعر |
رد: مالي و لهذا الأمر ( أين المشكلة ؟! )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . |
رد: مالي و لهذا الأمر ( أين المشكلة ؟! )
جزاكم اللّه عنا كل مكرمةٍ = من فضله ووقاكم سائر المحن
|
رد: مالي و لهذا الأمر ( أين المشكلة ؟! )
بارك الله بكم على هذا الجهد.
|
رد: مالي و لهذا الأمر ( أين المشكلة ؟! )
واختم قولي بعد جهدي بأنني = أصلي على المختار أعني محمدا
|
الساعة الآن 10:21 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |