![]() |
التبرّي من معرّة المعري
دخل المعري على المرتضى أبى القاسم، فعثر برجل، فقال من هذا الكلب، فقال أبو العلاء: الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً.:sm233: فقربه المرتضى وأدناه واختبره فوجده عالماً مشبعاً بالفطنة والذكاء، فأقبل عليه إقبالاً كثيراً. (( نكت الهميان في نكت العميان : لصلاح الدين الصفدي )) قال الإمام السيوطي رحمه الله : وقد تتبعت كتب اللغة، فحصلتها (أكثر من ستين اسماً): ونظمتها في أرجوزة "التبرّي من معرّة المعري" وهي هذه:
للّه حمدٌ دائمٌ الوَلِيّ = ثمّ صلاتُه على النبي قد نُقِلَ الثقاتُ عَن أبي العُلا = لما أتى للمُرتَضى ودخلا قال له شحصٌ بهِ قَد عَثَرا = من ذلِكَ الكلبُ الذي ما أبصَرا فقال في جوابه قولاً جلِي = مُعَبِّراً لذلك المجهّلِ الكلبُ من لَم يَدرِ من أسمائِهِ = سبعينَ مومياً إلى علائِهِ وقد تَتَبّعتُ دَواوينَ اللُغَه = لَعَلّني أجمعُ من ذا مَبلَغَه فجئتُ منها عدداً كثيراً = وأرتجي فيما بقي تيسيرا وقد نظمتُ ذاك في هذا الرجز = ليستفيدَها الذي عنها عجز فسمّهِ هُدِيتَ بالتبرّي = يا صاحِ من معرّةِ المعرّي من ذلكَ الباقِعُ ثم الوازِعُ = والكلبُ والأبقَعُ ثم الزارعُ والخيطَلُ السخامُ ثم الأسدُ = والعُربُج العجوزُ ثم الأعقدُ والأعنقُ الدرباسُ والعَمَلّسُ = والقُطرُبُ الفُرنيُّ ثم الفَلحَسُ والثَغِم الطَلقُ مع العواءِ = بالمدّ والقَصرِ على استواء وعُدَّ من أسمائِهِ البصيرُ = وفيهِ لغزٌ قالَه خبيرُ والعربُ قد سمّوهُ قدماً في النفيرِ = داعي الضمير ثم هانىء الضمير وهكذا سموه داعي الكَرَمِ = مشيدَ الذكرِ متمّمَ النعَمِ وثمثَمٌ وكالبٌ وهبلَعُ = ومُنذِرٌ وهجرَع وهَجرَعُ ثم كُسَيبٌ علَم المذكّرِ = منه من الهمزةِ واللام عَرِي والقَلَطِيُّ والسلوقِيُّ نِسبَه = كذلك الصينيُّ بذاك أشبَه والمُستَطيرُ هائجُ الكلابِ = كذا رواهُ صاحبُ العُبابِ والدرصُ والجروُ مثلّثُ الفا = لوَلَدِ الكلبِ أسامٍ تُلفى والسمع فيما قاله الصوليُ = وهو أبوُ خالدٍ المكنِيُّ ونقَلوا الرُهدون للكلابِ = وكلبةٌ يُقالُ لها كَسابِ مثلُ قطامِ علماً مَبنِيّاً = وكسبةٌ كذاك نقلاً رُوِيا وخُذ لها العولَقَ والمُعاوِيَة = ولَعوة وكُن لذاكَ راوِيه وولدُ الكلبِ من الذيبَة سمّ = عُسبورةً وإن تُزِل حالَم تُلَم وألحَقوا بذلِكَ الخَيهَفعى = وأن تُمَدَّ فهو جاءَ سمعا وولدُ الكلبِ من ذيبٍ سُمي = أو ثعلبٍ فيما رَوَوا بالديسَمِ ثمَّ كلابُ الماءِ بالهراكِلَه = تُدعى وقِس فرداً على ما شاكََلَه كذاكَ كلبُ الماءِ يَدعى القُندُسا = فيما له ابنُ دحيةٍ قَدِ ائتَسى وكلبةُ الماءِ هيَ القضاعَه = جميعُ ذاك أثبتوا سَماعَه وعدّدوا من جنسهِ ابنَ آوى = ومَن سُماه دألٌ قد ساوى ودُئِلٌ ودُؤلٌ والذُألان = وافتَح وضُمَّ معجَماً للذُألان كذلك العِلوضًُ ثم النوفَلُ = واللعوَضُ السرحوب فيما نَقَلوا والوَعُّ والعلوشُ ثم الوَعوَعُ = والشغبَر الوأواءُ فيما يُسمَعُ هذا الذي من كُتُبٍ جمعتهُ = وما بدا من بعدِ ذا ألحَقتهُ والحمدُ للّهِ هنا تمامُ = ثمَّ على نبيّهِ السلامُ |
رد: التبرّي من معرّة المعري
رائع جدا !!!
لقد أبهجنا هذا التفنن وسعة الخيال والتمكن علميا ولغويا شكرا ابا يوسف والى مزيد |
رد: التبرّي من معرّة المعري
قال الحسن البصري رحمه الله ::
"في الكلب عشر خصال محمودة ينبغي أن تكون في كل مؤمن: الأولى: أنه لا يزال جائعًا حتى يطعم، وذلك من آداب الصالحين. والثانية: لا يكون له موضع يعرف به، وذلك من علامة المحبين. والثالثة: أنه لا ينام من الليل إلا قليلاً، وذلك من صفات المحسنين. والرابعة: إذا مات لا يكون له ميراث، وذلك من أخلاق الزاهدين. والخامسة: أنه لا يترك صاحبه وإن جوعه وطرده، وذلك من شيم المريدين. والسادسة: أنه يرضى من الدنيا بأدنى مكان، وذلك من إشارة المتواضعين. والسابعة: أنه إذا غلب على مكانه تركه وانصرف إلى غيره، وذلك من علامة المتواضعين. والثامنة: أنه إذا ضرب وطرد ودعي أجاب ولم يحقد، وذلك من أخلاق الخاشعين. والتاسعة: أنه إذا حضر شيء للأكل قعد ينظر من بعيد، وذلك من أخلاق المساكين. والعاشرة: إذا رحل من مكانه لا يرحل معه شيء ولا له شيء يلتفت إليه، وذلك من صفات المجردين. |
رد: التبرّي من معرّة المعري
يَا لهَا غُرٍّ فنونٍ بَهَرَتْ = ظُرَفاءَ الوَقتِ بِالإِبْدَاعِ بَهْرَا أَيْنَ مِنْها شأْنُ مُفْنِي عُمْرِهِ = يَتقرَّى الخَلْقَ أَوْ يَقْرَأُ سِفْرَا شكراً لمرورك فهو يسعدنا |
رد: التبرّي من معرّة المعري
ما شاء الله عليكم سادتي واحبتي
|
رد: التبرّي من معرّة المعري
|
رد: التبرّي من معرّة المعري
[type=777167]بارك الله بكم أيّها الأحبّة على هذه المعلومات القيّمة[/type]
|
الساعة الآن 08:12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |