![]() |
الريح والجبل
الريح والجبل
تشاجرت الريحُ والجبلُ يوماً ؛ وذلكَ أنَّ الريحَ أرادتْ أن تمرَّ من وسطِ الجبلِ ظانةً أنها تستطيعُ اختراقهُ بسهولةٍ ، فقدْ تعودتْ أن تخترقَ كلَّ شيءٍ يعترضها ؛ من سهولٍ ، وجبالٍ ، ووديان ٍ ، وأنهارٍ ، وصحراءٍ ، لكنها عندما وصلتْ إلى الجبلِ ارتطمتْ بصخورهِ القاسيةِ ، وتبعثرتْ أمامَ جبروتهِ العظيمِ . أعادتْ الكرةَ مراراً لكنها باءتْ بالفشلِ ، فأخذتْ تشاجرهُ وتعاركهُ منتقصةً من قدرهِ وهيبتهِ نابزة ً إياهُ بأبشعِ الألقابِ ، لكنَّ الجبلَ على هيبتهِ ووقارهِ ظلَّ صامتاً معلناً تحديهُ لهذه ِ الزوبعةِ الحمقاءِ . أثارَ هذا التصرفُ حقدَ الزوبعةِ ، فاستشاطتْ غيظاً ؛ وقررتْ هزيمةَ الجبلِ ولو كلفها ذلكَ حياتها . أخذتْ توجهُ لهُ اللكماتَ والرفساتَ ، وتضربهُ يمنةً ويسرةً لكن دونَ جدوى ؛ فالجبلُ مازالَ صامداً لم تؤثرْ بهِ هذهِ الدغدغاتُ . تفجرَ بركانُ غضبها ، وبدأتْ تلوكُ نفسها بنفسها ، فكيفَ استطاعَ هذا الجبلُ أن يغلبَ الطفلةَ المدللةَ ؛ وهي المعتادةُ أن تنالَ كل ما ترغبُ به بأي ثمنٍ ، وبأي شكلٍ . لم يعدْ لديها حلٌّ سوى الاستعانةَ بأمها " العاصفة " ، فأسرعتْ إليها ودموعها تهمي على الأرض محرقةً إياها بهذا الحقدِ اللعينِ . احتضنتها أمها ، ورَبَتتْ عليها بيدها ، وطمأنتها أنها سوفَ تنتقمُ لها من هذا الجبلِ المتغطرسِ . استجمعتْ " العاصفةُ " كلَّ قواها وانطلقتْ باتجاهِ الجبلِ تريدُ القضاءَ عليه ، وهي تعوي عواءَ الذئابِ المسعورةِ ، وتزأرُ زئيَر النارِ الملتهبةِ . عندما وصلتْ رأتهُ شامـخاً تكللهُ السكينةُ والوقـارُ ؛ الأمـرُ الـذي زادَ في حنقهـا عليـه ، ورغبتها في تدميرهِ . بدأت المعركةُ ، وأخذت " العاصفةُ " تهدرُ بصوتها وقواها العنيفةِ ، وهي تدفعُ الجبلَ لتزيحه عن مكانـهِ ، محاولةً إبعـادهُ عن جذورهِ التي نمـا فيها ، لكن عبثاً كانَ جهدها ، فقدْ بقي الجبلُ شامخاً نحو السماءِ ، ماداً جذورهُ في الأرضِ ، متحدياً جبروتَ الطغاةِ . |
رد: الريح والجبل
حكم متعددة بارك الله بكم
|
رد: الريح والجبل
عندما خلقهن الله سبحانة وتعالى تكبرن وبائن كلهن بالفشل
جزاك الله الف خير اخي ابا عبدالله |
رد: الريح والجبل
اقتباس:
|
رد: الريح والجبل
اقتباس:
وإيّاكم أخي الحبيب |
رد: الريح والجبل
تصورت ان الريح اسرائيل وامها العاصفة امريكا والجبل الشامخ غزة العزة
|
رد: الريح والجبل
اقتباس:
رغم أنّ القصّة عمرها أكثر من أربع سنوات , لكنّها تنطبق اليوم على واقعنا المرير فالرمز يتجدّد بتجدّد الحدث |
الساعة الآن 02:48 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |